كيف نفكر في ما يجري بين إيران وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
ترجمة: أحمد شافعي -
يجب أن تضاف ضربة إسرائيل الشاملة لبنية إيران الأساسية النووية أمس الأول إلى قائمة الحروب المحورية المغيرة لقواعد اللعبة التي أعادت صياغة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية ولا تُعرف إلا بتواريخها فهي حروب 1956 و1967 و1973 و1982 و2023 ولدينا الآن حرب 2025.
لا يزال من المبكر للغاية، ولا تزال النتائج النهائية المحتملة شديدة التعدد، بحيث يصعب القول إن لعبة الأمم في الشرق الأوسط سوف تتغير بفعل هذا الصراع الإسرائيلي الإيراني الجاري في عام 2025.
وبين هذين النقيضين ثمة احتمال أوسط لكنه لن يبقى طويلا، وهو الحل التفاوضي. فقد استغل الرئيس ترامب الضربة الإسرائيلية استغلالا بارعا بأن يقول للإيرانيين عمليا: «لا أزال مستعدا للتفاوض على نهاية سلمية لبرنامجكم النووي وخيرٌ لكم أن ترغبوا في ذلك بسرعة، لأن صديقي بيبي مجنون. وأنا في انتظار اتصال منكم».
في ضوء هذه الاحتمالات الواسعة، خير ما يمكن أن أطرحه على المتفرجين من منازلهم هو بعض المتغيرات الأساسية التي سوف أتابعها لأحدد ما الذي سيكون منها ـ أو من غيرها مما لا أتوقعه ـ محددا للنتيجة النهائية المرجحة.
أولا: يكمن سر أهمية هذا الصراع الإيراني الإسرائيلي في تعهد إسرائيل بالاستمرار في القتال هذه المرة إلى أن تمحو قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي، بطريقة أو بأخرى.
وإيران هي التي استدعت ذلك بتسريعها من تخصيب اليورانيوم إلى قرب الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة. فضلا عن أنها كانت قد بدأت تخفي هذه المحاولات إخفاء كبيرا جعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلن الخميس الماضي أن إيران غير منصاعة لالتزاماتها بمنع الانتشار، وهذه هي المرة الأولى منذ عشرين سنة التي تعلن فيها الوكالة ذلك. ولقد عبأت إسرائيل مسدسها وصوبته إلى البرنامج النووي الإيراني مرات عدة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وكل مرة كانت تتراجع في الدقيقة الأخيرة، إما بضغط أمريكي أو لشكوك من جيشها نفسه، ولذلك فإن ما يحدث اليوم أمر جلل.
ثانيا: السؤال التقني الكبير الذي أود طرحه هو عما لو أن قصف إسرائيل لمنشآت التخصيب النووي الإيرانية من قبيل منشأة نطنز المدفونة في أعماق الأرض قد أدى إلى صدمة ارتجاجية لأجهزة الطرد المركزية المستعملة في تخصيب اليورانيوم ـ مخترقا قدرتها على امتصاص الصدمات ـ بما أعاقها عن العمل ولو لفترة على الأقل. إذ أفترض على أقل تقدير أن الضربة الإسرائيلية لمداخل المنشآت دون الأرضية كانت ترمي إلى إبطاء عملها. وقد قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل ألحقت ضررا جسيما بنطنز، وهي كبرى منشآت التخصيب الإيرانية، ولكن الأقل وضوحا هو ما إذا كانت منشأة فوردو للتخصيب قد تأثرت أي تأثر.
في حال نجاح إسرائيل في الإضرار بمشروع إيران النووي إضرارا كافيا لإرغامها في أقل تقدير على إيقاف مؤقت لعملياتها التخصيبية فسيكون هذا ولا شك مكسبا عسكريا مهما لإسرائيل يبرر العملية كلها.
ثالثا: ما يثير اهتمامي بالقدر نفسه هو الأثر المحتمل لهذا الصراع على المنطقة، وخاصة في ما يتعلق بنفوذ إيران القديم على العراق ولبنان وسوريا واليمن التي أنشأت فيها إيران ميلشيات محلية وسلَّحتها لكي تسيطر من خلالها بشكل غير مباشر على هذه البلاد وتضمن ألا تتحرك مطلقا باتجاه الحكم التوافقي الموالي للغرب.
فرفع يد إيران عن هذه الأنظمة، وقد بدأ هذا بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب حزب الله وقد أثمر في لبنان وسوريا حيث تولى السلطة فيهما قائدان جديدان يؤمنان بالتعددية. لكن المؤسف أن البلدين لا يزالان في حالة يرثى لها، لكن لديهما أملا ـ شأن العراق ـ لم يكن له وجود من قبل. ولقد لقي هروبهما من مجال النفوذ الإيراني صدى شعبيا كبيرا.
رابعا: من الأمور التي أدهشتني دائما في نتنياهو حذقه الاستراتيجي بوصفه لاعبا في المسرح الإقليمي وعجزه الاستراتيجي بوصفه لاعبا محليا في مواجهة الفلسطينيين. فالأمر أنه بوصفه لاعبا إقليميا له عقل لا تعوقه القيود الأيديولوجية والسياسية. أما بوصفه لاعبا محليا في غزة على سبيل المثال فإن اتخاذه للقرار لا يخضع فقط لتأثير احتياجاته السياسية الشخصية والتزامه الأيديولوجي بمنع قيام دولة فلسطينية مهما تكن الظروف واعتماده على اليمين المجنون في إسرائيل للبقاء في السلطة، وإنما هو واقع تحت سيطرتها. ولذلك فقد أغرق الجيش الإسرائيلي في رمال غزة المتحركة ـ وهذه كارثة أخلاقية واقتصادية واستراتيجية ـ بلا خطة لكيفية الخروج منها.
خامسا: لو أنكم تسألون أنفسكم كيف لهذا الصراع أن يؤثر على استثماراتكم التقاعدية، فما ينبغي أن تتابعوه عن كثب هو ما إذا حاولت إيران قلقلة إدارة ترامب من خلال القيام بأفعال ترفع عمدا أسعار النفط إلى مستويات قياسية والتسبب في تضخم في الغرب. فبوسع إيران على سبيل المثال أن تغرق بضع حاويات نفط أو غاز في مضيق هرمز أو تملأ المضيق بألغام بحرية فتعوق عمليا صادرات النفط والغاز. فمحض هذا الاحتمال بدأ بالفعل في رفع أسعار النفط.
سادسا: كيف يتأتى أن تكون معلومات إسرائيل المخابراتية عن إيران بهذه الجودة بحيث تحدد مواقع قادة عسكريين كبار وتغتالهم، ناهيكم بعدد من كبار الضباط الآخرين؟ بالطبع، يتسم الموساد ووحدة القيادة السيبرانية 8200 التابعة لوكالة الأمن القومي الإسرائيلية بالبراعة في عملهما. أما إن أردتم أن تعرفوا سرهما الحقيقي فانظروا إلى مسلسل «طهران» على تلفزيون آبل+. فهو يقدم سردا خياليا لعمل عميل للموساد الإسرائيلي في طهران. وما تعرفونه من هذا المسلسل، ويصدق أيضا في الحياة الحقيقية، هو أن كثيرا من المسؤولين الإيرانيين مستعدون للعمل لحساب إسرائيل!
وهذا الواقع لا يثمر أعظم الثمار وحسب، من قبيل الاستهداف الدقيق الذي تجلى في ضربة أمس الأول لكنه يثمر أيضا ميزة ثانوية لإسرائيل: وهي أنه في كل مرة يجتمع فيها قادة إيران العسكريون والسياسيون للتخطيط لعمليات ضد إسرائيل، سيكون على كل واحد منهم أن يسأل نفسه لو أن الشخص الجالس بجواره عميل إسرائيلي. ومن شأن ذلك أن يبطئ التخطيط والابتكار بشدة.
فضلا عن أن مرشد إيران الأعلى شهد للتو اغتيال قائديه العسكريين الأكبرين: رئيس أركان القوات المسلحة والقائد العام للحرس الثوري.
سابعا، في حال فشل مسعى إسرائيل، وأعني بالفشل أن يصاب هذا النظام الإيراني الحاكم بجراح لكنه يبقى قادرا على إعادة تجميع قدراته وإنشاء سلاح نووي، فقد يعني هذا نشوب حرب استنزاف بين الجيشين الأكبرين في المنطقة، فيتسبب هذا في اضطراب للمنطقة لم تشهده من قبل، ورفع لأسعار النفط إلى الذرى، وقد يدفع إيران إلى الهجوم بعنف على أنظمة الحكم العربية الموالية للولايات المتحدة وللقوات الأمريكية في المنطقة. ومن شأن هذا ألا يترك لإدارة ترامب خيارا عدا المشاركة، وقد لا تكون مشاركته بهدف إنهاء الحرب وحسب، وإنما بهدف إنهاء النظام في إيران. وفي هذا الحالة من يدري ما الذي يمكن أن يحدث؟
أخيرا، خلافا لغزة، بذلت إسرائيل جهدا كبيرا لاجتناب قتل أعداد كبيرة من المواطنين الإيرانيين، لأن إسرائيل في نهاية المطاف تريدهم أن يوجهوا غضبهم إلى نظامهم الحاكم الذي أهدر الكثير من الموارد الثمينة لإنشاء سلاح نووي، بدلا من توجيه هذا الغضب إلى إسرائيل.
لقد خاطب نتنياهو الشعب الإيراني مباشرة، وباللغة الإنجليزية، في تسجيل تلفزيوني عقب الهجمة فقال: «إننا لا نكرهكم. ولستم بأعداء لنا. وإنما لنا عدو مشترك، نظام الحكم معكم. وعلى مدى خمسين سنة تقريبا ينكر عليكم هذا النظام الفرصة في حياة طيبة».
وبالنظر إلى المستقبل، نرى أن أهم درسين يمكن استخلاصهما من التاريخ هما أن بعض أنظمة الحكم تبدو عليها القوة، إلى أن تفقد هذا المظهر، فتزول سريعا. وفي الشرق الأوسط، ليس الاستبداد هو نقيض الديمقراطية بالضرورة. فقد يكون الاضطراب طويل الأمد هو البديل.. ولذلك أحذر من الركام المتساقط.
توماس فريدمان متخصص في الشؤون الخارجية في نيويورك تايمز ومن كتاب الرأي فيها منذ عام 1981
خدمة نيويورك تايمز
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذا الصراع
إقرأ أيضاً:
التوترات بين إيران وإسرائيل.. ما هي المخاطر التي تهدّد الاقتصاد العالمي؟
نشر موقع "دويتشه فيله" الألماني، تقريرًا، يسلط الضوء على التداعيات الاقتصادية للهجوم الإسرائيلي على إيران، مشيرًا إلى أنّ: "الأسواق المالية شهدت اضطرابًا فور وقوع الهجوم، ما أثار مخاوف من تصعيد إقليمي قد يؤدي لاضطراب في إمدادات الطاقة، مع خسائر مباشرة في قطاع الطيران، نتيجة إغلاق المجال الجوي في إسرائيل وإيران والعراق والأردن".
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "التداعيات الاقتصادية للهجوم الإسرائيلي على منشآت إيران النووية في الساعات الأولى من يوم الجمعة، جاءت سريعة، حيث ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد، وتحوّل المستثمرون من الأسهم إلى أصول الملاذ الآمن، بما في ذلك السندات الحكومية والذهب".
وتابع: "قفزت العقود الآجلة للنفط الخام بنسبة تصل إلى 13 بالمئة، مع توقع المتداولين أن الهجوم الإسرائيلي لن يكون حدثًا منفردًا، وارتفع سعر خام برنت القياسي العالمي لأسعار النفط بأكثر من 10 بالمئة ليصل إلى 75.15 دولارًا للبرميل، مسجلاً أعلى سعر له في ما يقارب خمسة أشهر".
وأشار الموقع إلى أنّ: "حرب الكلمات بين الخصمين قد أثارت المخاوف من صراع طويل الأمد، إذ تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن العملية ستستمر لأيام من أجل إزالة التهديد؛ بينما حذّر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، من أن إسرائيل يجب أن تتوقع: عقابًا قاسيًا على ضرباتها".
"في الأثناء، انخفضت الأسهم الآسيوية والأوروبية أيضًا، وكان مؤشر داكس الألماني هو الأكثر تضررًا، وافتتح مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك على انخفاض بنحو نقطة مئوية واحدة في وقت لاحق من يوم الجمعة، مع استمرار إقبال المتداولين على الاستثمارات الأقل مخاطرة" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "كما تضرر قطاع السفر والترفيه في أوروبا بشدة، وارتفعت أسهم الطاقة إلى جانب شركات الدفاع العملاقة التي ارتفعت أسهمها بنسبة تراوحت بين 2 و3 بالمئة".
ما هو التأثير الاقتصادي الفوري؟
أورد الموقع أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران والعراق والأردن أغلقوا مجالهم الجوي، بينما ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى المنطقة مع تزايد المخاوف من أن يؤدي الصراع إلى إسقاط طائرة ما. ويُعد تغيير مسارات الرحلات عملية مكلفة، إذ يزيد من أوقات الرحلات ويتطلب وقودًا إضافيًا.
وأبرز التقرير أنّ "المخاوف من الهجمات الانتقامية الإيرانية، قد أجبرت شركات الطيران الإسرائيلية على نقل بعض طائراتها من مطار بن غوريون في تل أبيب. وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية مغادرة عدة طائرات تل أبيب صباح الجمعة بالتوقيت المحلي، وتوجّه بعضها إلى قبرص وأماكن أخرى في أوروبا دون ركاب".
وأضاف الموقع أنّ: "سعر صرف الشيكل الإسرائيلي تراجع بنسبة 2 بالمئة مقابل الدولار يوم الجمعة، مع إعلان إسرائيل "حالة طوارئ خاصة" ما أثار موجة شراء بدافع الذعر".
"عرضت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد حشود غفيرة في المتاجر الكبرى ورفوف فارغة من بعض الأطعمة، ونقلت صحيفة "واي نت" العبرية عن سلسلة متاجر كارفور إعلانها عن زيادة في الإقبال بنسبة 300 بالمئة يوم الجمعة" بحسب المصدر ذاته.
ما هو أكبر تهديد اقتصادي ناجم عن الهجمات الإسرائيلية الإيرانية؟أوضح الموقع أنّ: "حربًا شاملة بين إسرائيل وإيران قد تؤدي لتعطيل أسواق الطاقة وطرق التجارة في المنطقة، ما قد يؤدي لآثار سلبية على الصعيد العالمي. فالشرق الأوسط يُعد منطقة رئيسية لإنتاج النفط في العالم، ويضم بعضًا من أكبر احتياطيات النفط ومنتجيه في العالم".
وأبرز: "تُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في المنطقة، بعد المملكة العربية السعودية والعراق. وعلى الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على صادراتها النفطية، إلا أن الجمهورية الإسلامية تُصدر كميات كبيرة من النفط الخام إلى الصين والهند".
وأضاف: "حذّر المحلل في شركة "باركليز" أماربريت سينغ من أنّ: الصراع قد يمتد إلى منتجين رئيسيين آخرين للنفط والغاز في المنطقة وإلى صناعة الشحن. وتتجه الأنظار إلى مضيق هرمز، وهو ممرّ مائي ضيق يربط بين إيران والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ويُعدّ معبرًا رئيسيًا لتجارة النفط العالمية".
ووفقا للتقرير فإنّه: "إذا نفّذت إيران تهديدها بإغلاقه فإنّ ناقلات النفط ستجد نفسها عالقة في المنطقة، وقد ترتفع أسعار النفط أكثر. ويمرّ عبر المضيق ما يقارب خُمس إجمالي استهلاك النفط العالمي، أي حوالي 18-19 مليون برميل يوميًا، وذلك وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية".
كيف يمكن لطول أمد الصراع أن يؤثّر على الاقتصاد العالمي؟
أشار الموقع إلى أنّ: "التوتّرات بين إسرائيل وإيران تتصاعد في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين في الأسواق المالية مدفوعة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأدى التهديد بفرض رسوم باهظة على واردات الولايات المتحدة إلى تعطيل التجارة العالمية وإثارة قلق المستثمرين بالفعل".
واسترسل: "وأدت هذه التعريفات إلى ارتفاع التكاليف على المستهلكين والشركات، مما أدى إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم"، مردفا: "قد يؤدي الصراع المطوّل بين إسرائيل وإيران إلى تفاقم هذه الضغوط، حيث تضيف كل زيادة بنسبة 10 بالمئة في سعر النفط حوالي 0.4 بالمئة إلى أسعار المستهلكين على مدار السنة التالية، وذلك وفقًا لتحليل أجرته شركة "فوركس ستريت" في سنة 2019".
تابع: "قد يؤدي أيضًا صراع متعدد الجبهات تشارك فيه جماعات مدعومة من إيران مثل حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن إلى شلّ حركة الشحن والسياحة"، مشيرا إلى أنّ: "الحوثيين بدأوا مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر في أواخر 2023، وهي منطقة أخرى بالغة الأهمية للتجارة العالمية".
وأبرز: "قد تسببت هجماتهم في زيادة أسعار الشحن ودفعت شركات الشحن العالمية العملاقة إلى تغيير مسار السفن حول القرن الأفريقي، ما أضاف وقتًا وتكاليف باهظة للرحلات".
ونقلا عن وكالة "رويترز" للأنباء، تابع التقرير بأنّ: "اليونان والمملكة المتحدة نصحتا أساطيل الشحن التجارية التابعة لهما بتسجيل جميع الرحلات عبر مضيق هرمز بعد التصعيد الأخير. وتعطل إمدادات الغاز الإقليمية، بما في ذلك حقل تمار الإسرائيلي أو صادرات الغاز الطبيعي المسال في الخليج، قد يزيد من الضغط على أسواق الطاقة الأوروبية والآسيوية".
وبحسب الخبير الاقتصادي الإسرائيلي، ياكوف شينين، فإنّ: "الاقتصاد الإسرائيلي مرهق أصلًا بسبب الصراع الدائر في غزة، ومن المحتمل أن تؤدي حرب أوسع نطاقًا مع إيران إلى ارتفاع التكاليف إلى 120 مليار دولار أو 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي".
وتابع: "ولا تزال إيران أيضًا في أزمة اقتصادية بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، والتي حدّت من صادراتها النفطية، ولا يزال الريال الإيراني ضعيفًا مع وصول التضخم إلى حوالي 40 بالمئة، وأي تعطل إضافي لصادرات النفط من شأنه أن يؤثر على صادرات النفط على الصعيد العالمي".
وختم الموقع بالتأكيد على أنّ: "الجمع بين رسوم ترامب الجمركية وحرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط قد يزيد بشكل كبير من خطر حدوث ركود عالمي، على الرغم من أن المحللين خفضوا مؤخرًا من احتمالات حدوث تباطؤ اقتصادي".