مسؤول أممي: الأمم المتحدة تسابق الزمن لإنقاذ النظام الصحي في غزة من الانهيار
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
أكد مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة أليساندرو ماراكشي، أن الأمم المتحدة تسابق الزمن لإنقاذ غزة وسط ركام الهجمات الإسرائيلية المتكررة، إذ يسعى البرنامج جاهدا لسدّ الفجوة في ظلّ الانهيار الوشيك للنظام الصحي، حيث يدعم مستشفيات القطاع، من خلال برنامجه لمساعدة الشعب الفلسطيني بتوفير فرص عمل طارئة، ونشر 70 موظفا في مختلف الوحدات.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أوضح ماراكشي أن إزالة الأنقاض المتراكمة جراء الهجمات السابقة على مستشفى المعمداني باتت من أبرز أولويات العمل في الوقت الراهن، إذ لا يزال وضع المستشفى مأساويا، حيث لا يستطيع الفريق الطبي تلبية جميع الاحتياجات، وسط نقص حاد في المستلزمات الصحية.
تأتي هذه الجهود في الوقت الذي تُشير فيه بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 94% من مستشفيات قطاع غزة خارج الخدمة، وسط تصاعد الغارات الجوية ونقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود.
ومع استمرار تدهور الوضع الإنساني، لا تزال مؤسسات مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية نشطة على الأرض، لكنها تواجه تحديات هائلة في محاولة الحفاظ على ما تبقى من النظام الصحي الفلسطيني.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تعلن تقليص مساعداتها الإنسانية بسبب نقص التمويل
الأمم المتحدة: مصرع 2680 شخصًا في هاييتي جراء أعمال عنف بين يناير ومايو
الأمم المتحدة تُقر بوقوع وفيات المدنيين في روسيا جراء النزاع الأوكراني
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النظام الصحي في غزة الهجمات الإسرائيلية قطاع غزة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
سقط في الوحل.. الغرب الأعمى يحر.ق الشرق الأوسط لإنقاذ إسرائيل
دخلت الهجمات والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران يومها الخامس وسط تراجع ملحوظ في عدد الهجمات الصاروخية التي تشنها طهران على المدن والبلدات العربية المحتلة، على الرغم من توعد الحرس الثوري الإيراني سكان دولة الاحتلال بهجمات غير مسبوقة ردا على استهداف عدد من المنشآت الحيوية الإيرانية من بينها مقر التلفزيون الإيراني.
إسرائيل من جانبها واصلت عملية اختراقها للجبهة الداخلية في إيران وتصفية القيادات العسكرية البارزة في صفوف الحرس الثوري الإيراني، والتي تأتي ضمن بنك أهداف تل أبيب التي تعمل على تحقيقها من الضربات التي تشنها ليل نهار منذ صباح الجمعة الماضي على المدن والبلدات الإيرانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، اغتيال قائد "مقر خاتم الأنبياء المركزي"، علي شادماني، وفق ما ذكره الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، والذي كتب على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا، قائلا: "جيش الدفاع قضى للمرة الثانية على رئيس أركان الحرب في إيران وأرفع قائد عسكري للنظام الايراني علي شادماني".
الحرب الإيرانية الإسرائيليةوقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "بعد معلومات استخباراتية دقيقة" تلقاها الجيش الإسرائيلي ووجود "فرصة مفاجئة خلال الليل (الثلاثاء)، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مركز قيادة مأهول في قلب طهران وقضى على علي شادماني".
وادعى بيان الجيش الإسرائيلي، أن "شادماني، من خلال أدواره المختلفة، أثر بشكل مباشر على الخطط العملياتية الإيرانية التي تستهدف دولة إسرائيل".
وكان شادماني قد تم تعيينه من جانب المرشد الإيراني علي خامنئي، خلفا للواء غلام علي رشيد، الذي قُتل قبل أيام في الضربات الإسرائيلية الاستباقية على إيران يوم الجمعة.
ويُعتبر "مقر خاتم الأنبياء المركزي" الكيان الذي ينسق بين الحرس الثوري الإسلامي والجيش النظامي الإيراني.
ووسط حالة التصعيد في العمليات الاستخباراتية "الغلبة فيها لإسرائيل" والضربات من قبل الجانبين برزت أسئلة عدة حول الوضع الراهن خاصة مع دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط النار ومطالبة الرئيس دونالد الترامب، الإيرانيين بمغادرة العاصمة طهران فورا في تحول خطير للموقف الأمريكي منذ بدء التوتر بين البلدين.
يقول الكاتب الصحفي المتخصص في الشئون الدولية عزت إبراهيم، إنه في ظل تصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، بدأت طهران عبر قنوات خلفية ترسل إشارات واضحة إلى أطراف إقليمية ودولية بأنها معنية بوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات.
استخدام خطاب التهدئةيضيف إبراهيم - خلال تصريحات صحفية - أن هذه الرسائل الدبلوماسية لم تقترن بأي تنازلات فعلية أو مبادرات سياسية حقيقية، ما يعكس أن إيران تستخدم خطاب التهدئة كوسيلة لكسب الوقت وإعادة ترتيب أوضاعها العسكرية.
وتابع: “يلاحظ المراقبون أن إيران تدير هذه المرحلة بمزيج من الحذر من احتمال تدخل الولايات المتحدة بشكل علني والانفتاح الحذر على الحوار دون تقديم تنازلات جوهرية”.
واستطرد المحلل السياسي: “في المقابل، تواصل إسرائيل نهجها التصعيدي، مدفوعة بقناعة راسخة لدى قيادتها بأن الفرصة سانحة الآن لتوجيه ضربات استراتيجية تقوض قدرات إيران النووية والصاروخية”.
ويشير إبراهيم إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرّح علنًا بأن العمليات ستستمر حتى تحقيق الأهداف المرسومة، بينما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن استنزاف قدرات إيران بحاجة إلى حملة طويلة الأمد، معقبا: هنا تكمن المعضلة، "فكلما طالت الحرب زادت المخاطر المترتبة على الداخل الإسرائيلي وعلى الاستقرار الإقليمي".
ويؤكد الكاتب الصحفي، أن المشهد الميداني يعكس معادلة غير متوازنة لكنها معقدة، فعلى الرغم من تفوق إسرائيل الجوي والتقني، إلا أن إيران أثبتت امتلاكها قدرة على المناورة والرد عبر أدوات متعددة، من الهجمات الصاروخية إلى تنشيط جبهات حلفائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، مشددا على أن: “هذه المرونة الإيرانية أضفت بعدًا جديدًا للصراع، حيث بات من الصعب على إسرائيل تحقيق نصر حاسم في ظل قدرة طهران على تفكيك المواجهة إلى عدة جبهات”.
ويلفت إبراهيم إلى أن طهران تواجه ضغوطا غير مسبوقة على المستويين الداخلي والخارجي، فالضربات الإسرائيلية طالت مراكز حساسة وقيادات عسكرية بارزة، ما تسبب في ارتباك نسبي في بنية القيادة الإيرانية، متابعا: “وفي الداخل، تتزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، ما يعيد طرح السؤال حول مدى قدرة النظام الإيراني على الصمود طويلاً في مواجهة حرب استنزاف متعددة الأبعاد”.
تدخل الولايات المتحدةويشير إلى أنه: “رغم ذلك، تبدو القيادة الإيرانية (حتى الآن) عازمة على استثمار هذه التحديات في تعزيز خطاب المقاومة وتوحيد الجبهة الداخلية”.
أما على المستوى الدبلوماسي، يؤكد المحلل السياسي، أن جهود التهدئة التي تقودها قوى إقليمية مثل السعودية وقطر وسلطنة عمان، فشلت حتى هذه اللحظة، وذلك نتيجة ظل إصرار الطرفين على التمسك بشروط قصوى، موضحا أن إيران تطالب بضمانات بعدم تدخل الولايات المتحدة عسكريًا، بينما ترفض إسرائيل أي وقف لإطلاق النار لا يترافق مع مكاسب استراتيجية واضحة، مشددا على أنه "هكذا يبقى أفق الحل السياسي مسدودا، وسط تحذيرات متزايدة من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي واسع النطاق".
ويقول إبراهيم، إنه من زاوية عسكرية بحتة، أظهرت الضربات الإسرائيلية دقة تكتيكية عالية، لكنها لم تنجح في القضاء على القدرات الإيرانية الأساسية، مضيفا أن مراكز الأبحاث الاستراتيجية تؤكد أن طهران نقلت بالفعل جزءا كبيرا من أنشطتها النووية إلى مواقع محصنة تحت الأرض، ما يجعل القضاء عليها مسألة معقدة تتجاوز حدود الضربات الجوية التقليدية، مشددا على أن هذه الحقيقة تعزز من قناعة بعض دوائر صنع القرار في تل أبيب بأن الحل العسكري وحده لن يحقق الأهداف المرجوة.
يواصل المحلل السياسي: “في المقابل، أظهرت إيران قدرتها على استيعاب الضربة الأولى والرد بطرق غير تقليدية، سواء عبر الهجمات السيبرانية أو عبر وكلائها الإقليميين، وهذه الاستراتيجية الهجينة جعلت إسرائيل أمام تحديات مستجدة، إذ لم يعد كافيًا الاعتماد على التفوق الجوي أو الاستخباراتي، بل باتت المواجهة تتطلب إدارة متعددة المستويات تشمل الردع، والاحتواء، والتعامل مع تبعات اقتصادية وأمنية متنامية”.
مجموعة السبع الاقتصاديةيؤكد الكاتب الصحفي، أن معظم مراكز الدراسات تتفق على أن استمرار القتال بهذا النسق ينذر بإطالة أمد المواجهة دون أفق سياسي واضح، ما قد يؤدي إلى إنهاك الأطراف المعنية واستنزاف مواردها، معقبا: "فإسرائيل رغم إنجازاتها العسكرية تواجه ضغوطا متزايدة من المجتمع الدولي ومن الداخل، بينما تخاطر إيران بفقدان ما تبقى من "مظلة دبلوماسية" قد تساعدها في احتواء التداعيات".
يختتم إبراهيم تصريحاته، مؤكدا أن الولايات المتحدة تجد نفسها في موقف دقيق، فهي تحاول موازنة دعمها التقليدي لإسرائيل مع الحرص على عدم الانجرار إلى صراع مباشر قد يضر بمصالحها الاستراتيجية في المنطقة، مشيرا إلى أن: “واشنطن تلعب في هذا السياق دورا غير مباشر في إدارة الأزمة عبر قنوات خلفية مع كل من طهران وتل أبيب، لكنها حتى الآن لم تنجح في بلورة مبادرة توقف الانزلاق نحو الهاوية”.
من جانبها، أكدت مجموعة السبع والتي تضم الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بريطانيا، اليابان، ألمانيا، إيطاليا، وكندا “تستضيف القمة الحالية للمجموعة”، أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها"، واصفة إيران بأنها مصدر عدم استقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة أنه "لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا أبدا".