لم تكن المواجهة بين إسرائيل وإيران مجرد نزاع عابر أو نتيجة لخلاف سياسي طارئ، بل هي صراع ممتد ومعقّد تجذّرت جذوره منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

منذ ذلك الحين، تبنّت طهران خطابا معاديا لإسرائيل، معتبرة إياها "العدو الأول"، فيما تعاملت تل أبيب مع إيران باعتبارها التهديد الاستراتيجي الأخطر.

 ومع تصاعد نفوذ طهران في محيط إسرائيل عبر وكلاء إقليميين مثل "حزب الله" في لبنان وميليشيات في سوريا والعراق، تحوّل الصراع إلى "حرب ظلّ" مفتوحة على كافة المستويات.

عبر السنوات، تباينت أدوات المواجهة بين الطرفين، من الاغتيالات النوعية والهجمات السيبرانية، إلى العمليات الاستخباراتية المعقدة، وصولا إلى الضربات الدقيقة، التي أطاحت اليوم بكبار القادة في النظام الإيراني، ولوحت بنهاية درامية لهذا الصراع، الذي امتد لـ45 عاما.

سكاي نيوز عربية استعرضت 10 محطات تاريخية للمواجهة بين إسرائيل وإيران، تصل بنا للصراع الواقع اليوم:

1- بدايات التوتر (1979)

بعد الثورة الإسلامية في إيران، قطعت طهران علاقتها بإسرائيل، واعتبرتها "العدو الصهيوني".

إيران بدأت بدعم حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، أبرزها حزب الله في لبنان.

 

2- دعم إيران لحزب الله (1982)

إيران ساهمت في تأسيس حزب الله خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للبنان.

منذ ذلك الوقت، أصبح الحزب أداة رئيسية لإيران في مواجهة إسرائيل، خاصة في جنوب لبنان.

 

3- حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل

مثّلت حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني واحدة من أبرز المواجهات غير المباشرة بين إيران وإسرائيل في العقود الأخيرة، حيث اتخذ الصراع بُعدا إقليميا يتجاوز الساحة اللبنانية.

خلال تلك الحرب التي استمرت 34 يوما، لعبت إيران دورا محوريا من خلال دعمها العسكري والمالي لحزب الله، عبر تزويده بالصواريخ والأسلحة النوعية، في وقت كانت فيه طهران تسعى إلى تعزيز نفوذها الإقليمي وفرض توازن ردع مع إسرائيل من خلال وكلائها.

ورغم عدم تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين، اعتُبرت الحرب محطة مفصلية كرّست حزب الله كقوة عسكرية إقليمية، وأظهرت مدى تشابك النزاع الإسرائيلي-الإيراني عبر أدوات غير مباشرة، ما مهد لاحقا لمرحلة من التوتر المزمن في المنطقة.

 

 4- البرنامج النووي الإيراني

يمثل البرنامج النووي الإيراني أحد أبرز مصادر التوتر بين إسرائيل وطهران منذ مطلع الألفية، إذ تعتبره تل أبيب تهديدا وجوديا مباشرا يستدعي التعامل معه بكل الوسائل، بما في ذلك الخيار العسكري.

منذ إعلان إيران عن أنشطتها النووية مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عبّرت إسرائيل مرارا عن خشيتها من أن تسعى طهران لتطوير سلاح نووي.

وحاربت إسرائيل هذا البرنامج عبر: الضغوط الدبلوماسية، والهجمات السيبرانية، والعمليات الاستخباراتية.

إسرائيل قامت باغتيال علماء نوويين إيرانيين، مثل محسن فخري زاده عام 2020، كما قامت بهجمات سيبرانية مثل زرع فيروس Stuxnet الذي عطّل أجهزة تخصيب اليورانيوم.

 

5- سوريا.. ساحة مواجهة (2011)

تحوّلت سوريا خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للمواجهة غير المباشرة بين إسرائيل وإيران، حيث تسعى طهران لترسيخ وجودها العسكري عبر الحرس الثوري والميليشيات التابعة له، بينما تعمل إسرائيل بشكل منهجي على إحباط هذا التمدد عبر غارات جوية دقيقة تستهدف مواقع إيرانية ومستودعات أسلحة ومراكز قيادة.

ورأت إسرائيل في الوجود الإيراني في سوريا تهديدا مباشرا لأمنها القومي، خاصة مع محاولات طهران نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان عبر الأراضي السورية.

وفي المقابل، تواصل إيران تعزيز حضورها عبر قواعد عسكرية ومراكز تدريب، ما يجعل الأراضي السورية مسرحا دائما لتبادل الرسائل النارية بين الطرفين.

 

6- "حرب الظل" في البحر (2019–2022)

عمليات تخريب واستهداف سفن تجارية ونفطية للطرفين في الخليج العربي والبحر الأحمر.

هجمات لم يُعلن عنها دائما، لكن نُسبت إلى الطرفين.

 

7- هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ

تصاعدت وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ بين إيران وإسرائيل في السنوات الأخيرة، لتتحول إلى أحد أبرز أوجه المواجهة غير التقليدية بين الطرفين.

إيران دعمت جماعات مثل حماس والجهاد الإسلامي والحوثيين بتقنيات صواريخ وطائرات مسيرة.

إسرائيل اتهمت إيران بتوجيه أو دعم الهجمات ضدها من غزة، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى العراق.

 

8- الحرب في غزة (2023)

خلال التصعيد الكبير بين إسرائيل وحماس، اتهمت إسرائيل إيران بدعم هجوم 7 أكتوبر 2023.

إيران نفت التورط المباشر، لكنها دعمت حركة حماس سياسيا ومعنويا.

 

9- هجوم إيران المباشر (أبريل 2024)

إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، ردا على استهداف إسرائيل لقنصليتها في دمشق.

معظم الهجوم تم اعتراضه بمساعدة الجيش الأميركي ودول أخرى، لكنه شكّل أول هجوم مباشر علني من إيران على إسرائيل.

 

10 - ضربة حزب الله (سبتمبر 2024)

في 27 سبتمبر 2024، نفّذت إسرائيل غارة جوية دقيقة استهدفت مقرا تحت منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، أدت إلى مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

هذا الاغتيال، إلى جانب مقتل أغلب القادة البارزين في الحزب، مثل هاشم صفي الدين، ومحمد ناصر، وفؤاد شكر، كشف عن عمق القدرات الاستخبارية ونوعية الاستهدافات الإسرائيلية، التي بقيت سرا حتى اللحظة الأخيرة.

هذه الهجمات مثلت ضربة قاضية لأحد أبرز الأذرع الإيرانية خارج إيران.

المواجهة الأخيرة (2025)

شهد الأسبوع الذي انقضى تصعيدا ملحوظا بين إسرائيل وإيران، عبر مواجهات من نوع جديد.

نفذت إسرائيل عملية عسكرية مكثفة، استهدفت مواقع حساسة في إيران، فجر الجمعة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل العملية استهدفت "دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل".

كما استهدفت إسرائيل قادة إيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد أركان الجيش محمد باقري، اللذين لقيا حتفهما خلال الضربات.

وفي ردّ سريع، شنت إيران هجمات بالمسيرات والصواريخ الباليستية، تجاوزت الـ150 صاروخا وأكثر من 100 طائرة بدون طيار تجاه أهداف داخل إسرائيل، ما أدى إلى وقوع إصابات واعتداءات على بنى مدنية.

انعكس هذا التصعيد على المدنيين الإيرانيين، حيث فرّ مئات آلاف الأشخاص من طهران نحو الشمال بعد تحذيرات إسرائيلية بالأمن العامة.

وسجّل عدد الضحايا والجرحى ارتفاعا في كلا الطرفين، الأمر الذي أثار قلق المجتمع الدولي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إيران سوريا حزب الله إسرائيل سوريا بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران إيراني طهران تل أبيب إيران سوريا حزب الله إسرائيل سوريا بنيامين نتنياهو أخبار إيران بین إسرائیل وإیران حزب الله

إقرأ أيضاً:

الأردن يرفض الانخراط في الصراع الإيراني الإسرائيلي ويؤكد حماية أجوائه

صراحة نيوز – قال مدير الإعلام العسكري، العميد الركن مصطفى الحياري، إن الأردن اختار النأي بنفسه عن التصعيد الحالي، ورفض الانخراط في الصراع الإيراني الإسرائيلي.

وأضاف في تصريح  مساء الأحد، أن الشرق الأوسط يشهد صراعات نفوذ متعددة، من بينها مشروعان وصلا إلى حد المواجهة العسكرية، ويتجلى ذلك حالياً بين إسرائيل وإيران.

وأكد الحياري أن جلالة الملك شدد على أن الأردن لن يتهاون مع أي جهة تهدد أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه.

وأشار إلى أن هناك محاولة لجر الأردن إلى الصراع، عبر استخدام الأجواء الأردنية لإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ من الشرق إلى الغرب، وهو تهديد يتصدى له الأردن بحزم.

وأوضح أن القوات المسلحة الأردنية رفعت جاهزيتها منذ البداية واعترضت كل الطائرات المسيرة والصواريخ التي اخترقت المجال الجوي، مشدداً على أن سلاح الجو الملكي ووحدات الدفاع الجوي يراقبون الأجواء على مدار الساعة.

ولفت إلى أن الطائرات المسيرة والصواريخ تستخدم توجيهاً إلكترونياً قد يتعرض للتشويش ما قد يؤدي إلى اصطدامها بأهداف مدنية، مؤكداً أن الأردن يسقط أي جسم طائر ينتهك أجوائه وهذا حق سيادي لا يمكن التهاون فيه.

ودعا الحياري المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الرسمية في تلقي المعلومات، مؤكداً أن المواطن الأردني قادر على التمييز بين ما يخدم الصالح العام وما لا يخدمه.مو

مقالات مشابهة

  • عبدالرازق الدليمي لـ "الفجر": الصراع الإيراني–الإسرائيلي خطر على أمن المنطقة.. واستهداف إعلام طهران رسالة استراتيجية (حوار)
  • مجموعة السبع تدعو لإحتواء التصعيد الإيراني الإسرائيلي
  • حزب الجيل: الصراع الإسرائيلي الإيراني سيؤثر على الأمن الغذائي والطاقة
  • بحثا مستجدات الاعتداء الإسرائيلي على طهران.. الرئيس التركي يجري اتصالاً هاتفيًا بنظيره الإيراني
  • بريطانيا تترقب ارتفاعًا في أسعار الوقود بسبب التصعيد الإسرائيلي ـ الإيراني
  • سمير غطاس: الصراع الإيراني الإسرائيلي غير مرشح للتطور إلى حرب عالمية
  • ترامب: لن نتورط في الصراع الإسرائيلي الإيراني
  • الأردن يرفض الانخراط في الصراع الإيراني الإسرائيلي ويؤكد حماية أجوائه
  • حصيلة النزاع الإيراني الإسرائيلي ترتفع.. 406 قتلى و654 جريحًا في إيران