عندما أُقيل مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز في أوائل مايو/أيار الماضي، سرت شائعات عن ترقية ستيفن ميلر، نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض وصاحب المواقف "المتشددة" تجاه الهجرة وملف الحدود، لتولي ذلك المنصب.

ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا عن ستيفن ميلر (39 عاما)، قالت فيه إن اسمه برز هذه الأيام على خلفية الاحتجاجات وأعمال العنف في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، إذ أدلى بتصريحات نارية قال في إحداها "سنستعيد أميركا"، ردا على صور متفرقة لمثيري الشغب في المدينة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة ترامب لضرب إيرانlist 2 of 2في غزة.. الإذلال والموت من أجل ما يسد الرمقend of list

وتعليقا على مشهد أحد المتظاهرين وهو على متن دراجة نارية ويرفع علم المكسيك، قال ميلر في تدوينة مساء الأحد الماضي "انظروا إلى كل هذه الأعلام الأجنبية. لوس أنجلوس أرض محتلة".

يميني قومي

وقال بيوتر سمولار، مراسل صحيفة لوموند في أميركا، إن التطورات الحالية في لوس أنجلوس تشكل فرصة لستيفن ميلر، القادم من أطراف اليمين القومي المعادي للأجانب، للمجاهرة بخيالاته "المتطرفة" بشأن الهوية الأميركية.

ورسم سمولار صورة قلمية لمولر، أحد أكثر مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفوذا، يصفه فيه بـ"حارس معبد الهوية الذي أسهم إلى حد كبير في بنائه"، ويعمل جاهدا على تطهير المجتمع من المهاجرين غير النظاميين الذين يُجرّدهم من إنسانيتهم ​​ويعتبرهم مجرمين.

ونقل سمولار عن مستشار سابق للرئيس ترامب قوله إن "ستيفن ميلر حليف ممتاز للرئيس، ومستشار موثوق به، وقائد بحد ذاته. إنه يفهم الرئيس فهما قلّ نظيره، خاصة فيما يتعلق بالحدود ووقف الهجرة غير الشرعية. إنه يُترجم أفكاره إلى سياسات عملية".

مشروع ثوري

وعندما بدأت تتضح ملامح فوز ترامب بالانتخابات، كان ستيفن ميلر يجهز سلسلة من المراسيم الرئاسية المخطط لها منذ الساعات الأولى من ولاية ترامب الثانية، والتي لا تهدف فقط إلى طي صفحة الرئيس جو بايدن، بل إلى تنفيذ "مشروع ثوري"، وفق تعبير الصحيفة الفرنسية.

إعلان

كان الهدف على الصعيد المؤسسي هو توسيع نطاق السلطة التنفيذية قدر الإمكان، تحسبا لمواجهة مع القضاة الفدراليين الذين يُوصفون أحيانا بأنهم "شيوعيون".

أما على الصعيد الأيديولوجي، فالهدف هو تغيير وجه أميركا بالكامل بفرض تعليم وطني للتاريخ، وتدمير ما تسمى "العنصرية المعادية للبيض"، ومكافحة الترويج للأقليات داخل الدولة الفدرالية وفي المدارس والجامعات، وحتى في الشركات الخاصة.

مجرمون

لكن طموح ستيفن ميلر الأسمى هو تطهير المجتمع من المهاجرين غير النظاميين الذين يعتبرهم "مجرمين". ويُقدّر عددهم بنحو 11 مليونا، لكن البيت الأبيض لا يزال يُشير، دون دليل، إلى أن عددهم يبلغ 21 مليونا.

ويرى ميلر أن جميع وسائل الإكراه مُبرّرة لتنفيذ هذا المسعى بما في ذلك تعبئة الجيش أو اللجوء إلى قانون "الأجانب الأعداء" الذي يعود لعام 1798 ويسمح للرئيس في زمن الحرب بطرد المشاركين في غزو أجنبي دون إجراءات قانونية.

وبحسب موقع أكسيوس الأميركي، فقد أمر ستيفن ميلر ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مؤخرا موظفي دائرة الهجرة والجمارك باعتقال 3000 مهاجر غير نظامي يوميا (مقارنة بمتوسط ​​400 في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين).

وفي تجمع انتخابي بمدينة وارن بولاية ميشيغان أواخر أبريل/نيسان الماضي احتفالًا بمرور مئة يوم على رئاسته، استدعى الرئيس ترامب المستشار ميلر إلى المنصة، وقال "أحب هذا الرجل. لا يوجد من هو أذكى منه وأكثر صلابة". في المقابل، وصفه ميلر بأنه "أعظم رئيس في تاريخ أميركا".

على أهبة الاستعداد

ويرى مراسل لوموند أن سلطة ستيفن ميلر، في هذه الفترة الرئاسية الثانية، تتجاوز مسألة الهجرة بكثير، كما يتضح من التزامه بالدفاع عن "مشروع القانون الكبير الجميل"، وهي حزمة الإنفاق التي يحاول البيت الأبيض تمريرها في الكونغرس، ويقول إنه "مستشار، دائما على أهبة الاستعداد للدفاع عن رئيسه".

وخلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب (2017-2021) كان ستيفن ميلر مقربا منه، إذ كان يكتب خطاباته ويشرف على إجراءات الهجرة، ووجهت له اتهامات بأنه كان وراء قرار الفصل القسري للأطفال المولودين في الولايات المتحدة عن آبائهم المرحَّلين لأنهم لا يملكون وثائق إقامة رسمية.

ويرى سمولار أن مسار ستيفن ميلر يعد نموذجا مدهشا للتطرف الذاتي الذي يصل إلى درجة تجسيد القومية البيضاء المتطرفة، فقد وُلد ستيفن ميلر عام 1985 ونشأ في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، وهي أرض الليبراليين بامتياز. وفي مدرسته الثانوية، كان مفتونا بالشخصيات المحافظة المتمردة.

وخلال هذه الفترة، ازدادت كراهيته للإجماع الليبرالي. كما أدرك ستيفن ميلر قوة مفعول الكراهية والاستفزاز، وواصل مسيرته على هذا النهج أثناء دراسته في جامعة ديوك المرموقة (نورث كارولينا).

تنكر للأصول

ولاحظ سمولار أن ذلك كان بمثابة صدمة لمحيطه الاجتماعي، إذ ينحدر فرعا عائلته من وسط يهودي في غربي روسيا القيصرية، ونشر أحد أعمامه ديفيد غلوسر، وهو طبيب نفسي متقاعد، مقالا في مجلة بوليتيكو عام 2018 سلّط فيه الضوء على التنكر لهذه الأصول.

وكتب غلوسر "لقد شاهدتُ بفزع ورعب متزايد ابن أخي، وهو رجل متعلم وواعٍ بأصوله، وهو يُهندِس سياسات الهجرة التي تُنكر أسس وجود عائلتنا في هذا البلد".

إعلان

وخلص سمولار إلى أن ستيفن ميلر يتمتع حاليا بسلطة غير مسبوقة، مشيرا إلى أن زوجته كيت ميلر كانت تشغل منصب المتحدثة باسم إيلون ماسك في وزارة الكفاءة الحكومية.

وقررت زوجته مواصلة العمل مع ماسك حتى بعد أن غادر البيت الأبيض رسميا، مما أثار تكهنات واسعة النطاق حول الكراهية المزعومة بين ميلر وماسك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات البیت الأبیض ستیفن میلر

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: إيران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين

قال البيت الأبيض الخميس إن إيران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين إذا ما أعطى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أمرًا بذلك، في حين يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التحرك عسكريًا ضد الجمهورية الإسلامية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في تصريح للصحفيين، إن إيران "لديها كل ما تحتاج إليه للتوصل إلى سلاح نووي، وكل ما يحتاجون اليه، هو قرار من المرشد الأعلى لفعل ذلك، وسيستغرق إنجاز صنع ذاك السلاح أسبوعين".ترامب يمهل إيران أسبوعين
أخبار متعلقة ترامب يهدد بضرب منشآت إيران النووية: "الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا"المواجهة مستمرة.. إيران تهدد بهجمات عقابية وإسرائيل تضرب "الطرد المركزي"إعلام إسرائيلي: تقديرات تشير إلى انضمام أمريكا للحرب ضد إيران الليلةوأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس، أنه سيتخذ قرارًا في شأن ضرب إيران خلال أسبوعين، مع استمرار الحرب بين الجمهورية الاسلامية وإسرائيل، حليف واشنطن الأبرز.
وتلت المتحدثة باسم البيت الابيض كارولاين ليفيت بيانا لترامب، أشار فيه الى تكهنات كثيرة عما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك مباشرة في الضربات التي توجه الى إيران.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب سيتخذ قرارًا في شأن ضرب إيران خلال أسبوعين - أ ف ب
واضاف ترامب: "بالنظر الى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدمًا أو لا خلال الاسبوعين المقبلين".
ولم تدل المتحدثة بتفاصيل توضح الأسباب التي دفعت الرئيس الامريكي الى الاعتقاد بامكان إجراء مفاوضات مع طهران.إيران تنفي التفاوض
وأعلن ترامب أمس الأربعاء أن إيران طلبت إرسال مسؤولين الى البيت الابيض للتفاوض على اتفاق بشأن برنامجها النووي ولإنهاء النزاع مع اسرائيل، لكن طهران نفت ذلك.
ولدى سؤالها عن تقارير أفادت بأن موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف تواصل مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قالت ليفيت إن "التواصل مستمر" بين الولايات المتحدة وايران.
لكنها تداركت أنها "لا تتوقع" أن يتوجه ويتكوف الى جنيف لمحادثات مع إيران.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: ترامب سيتّخذ قرارا بشأن إيران خلال أسبوعين!
  • البيت الأبيض: ترامب تحدث عن فرصة حيوية للتفاوض مع إيران
  • البيت الأبيض: إيران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين
  • البيت الأبيض: ترامب سيتخذ خلال أسبوعين قراراً بشأن مهاجمة إيران
  • أعيرة نارية تصيب دركيا أثناء محاصرة مجموعة من المهاجرين السريين بسواحل اشتوكة
  • ترامب يستضيف قائد الجيش الباكستاني في البيت الأبيض
  • ترامب يستضيف قائد الجيش الباكستاني في اجتماع غير مسبوق بالبيت الأبيض
  • مودي غاضب.. غداء يجمع ترامب ورئيس أركان الجيش الباكستاني بالبيت الأبيض
  • بلومبيرغ: سياسة ترامب بشأن الهجرة تهدد الوظائف الأكثر انتشارا في أميركا