أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين يحافظ على التحاور مع كل من إيران وإسرائيل، وهو أحد القادة القلائل الذين أجروا اتصالات هاتفية مع أطراف النزاع.

وقال بيسكوف في مقابلة مع قناة RT: "الرئيس بوتين يشارك في حوار، وبينما لدينا علاقات شراكة استراتيجية مع إيران، فإننا أيضا لدينا علاقات عمل وثقة كافية مع إسرائيل.

والرئيس بوتين هو أحد القلائل من بين الرؤساء الذين أجروا اتصالات هاتفية بعد بداية هذه الحرب مع رئيس وزراء إسرائيل، ورئيس إيران، والرئيس الأمريكي، ورئيس تركيا، ورئيس الإمارات العربية المتحدة".

وأكد بيسكوف أن روسيا على علم بتقارير الاستخبارات الأمريكية التي تفيد بأن الولايات المتحدة لا تمتلك أدلة على امتلاك إيران لأسلحة نووية.

وفي رده على سؤال حول تقييم الكرملين لاحتمال تصعيد نووي في الشرق الأوسط، أشار بيسكوف إلى أن موسكو لا تعرف القدرات التي يمتلكها الجانب الإسرائيلي. وأضاف أن روسيا تستند في موقفها إلى تصريحات القيادة الإسرائيلية المتكررة بعدم رغبتها في امتلاك أسلحة نووية.

وقال بيسكوف: "نحن نعلم أيضا، على سبيل المثال، أن الاستخبارات الأمريكية اعترفت بعدم امتلاكها أي أدلة على وجود أسلحة نووية لدى إيران. ونعلم أيضا أن عملية تخصيب اليورانيوم بأكملها جرت تحت الرقابة الصارمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذه هي الحقائق التي يمكننا التعامل معها

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الولايات المتحدة تصريح فلاديمير بوتين الرئيس الأمريكي الإمارات الاستخبارات الرئيس بوتين فلاديمير

إقرأ أيضاً:

خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء

لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك، إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً. اعلان

لم تكن إيران تملك ترف انتقاء شكل الردّ أو حجمه بعد الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة، والتي استهدفت مواقع شديدة الحساسية في عمق أراضيها، من منشآت نووية إلى مقار عسكرية واغتيالات طالت كوادر علمية وأمنية من الصف الأول. فالهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل تحدٍ مباشر لهيبة النظام الإيراني في لحظة إقليمية ودولية فارقة، وضعت طهران أمام مفترق وجودي: إما أن ترد، وإما أن تخسر موقعها كقوة إقليمية صاعدة.

الردّ خيار استراتيجي لا رفاهية سياسية

الرد لم يكن خياراً سيادياً فقط، بل ضرورة استراتيجية. نظريا، لا يمكن لأي نظام أن يصمت أمام استهداف مباشر بهذا الحجم دون أن يدفع ثمناً سياسياً باهظاً. الشارع الإيراني، الذي يعيش أصلاً تحت وطأة العقوبات، والتدهور الاقتصادي، وفقدان الثقة بمخرجات السياسات الخارجية، كان سينفجر لو لم تأتِ طهران برد يوازي حجم الضربة. فالمعادلة هذه المرة لم تكن مع إسرائيل وحدها، بل مع الرأي العام الداخلي أيضاً، وهو ما دفع النظام إلى التعامل مع التصعيد على أنه معركة بقاء، لا مجرد أزمة عابرة.

نظام دفاع جوي روسي الصنع من طراز إس-300 محمول على شاحنة خلال عرض عسكري لإحياء ذكرى يوم الجيش الوطني الإيراني، إيران، الجمعة 18 أبريل 2025. AP Photoتثبيت الموقع لا مجرد إنتقام

في المقابل، يعلم صانع القرار الإيراني أن أيّ تهاون في الرد سيُفسَّر على أنه تراجع استراتيجي، وسيقوّض عقوداً من استثمار النفوذ في ساحات مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. ولعل الأهم، أن الصمت كان سيُعطي انطباعاً بأن تل أبيب نجحت في تحجيم طهران دون أن تدفع الثمن، ما كان ليشكّل للنظام سابقة خطيرة في ميزان الردع الإقليمي.

Relatedالملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعاليةكيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟غياب الدور العربي: فراغ تملؤه طهران

الرد الإيراني، وإن بدا منضبطاً ضمن حسابات عدم الانزلاق إلى حرب شاملة، إلا أنه حمل رسالة مزدوجة: نحن حاضرون للمواجهة إذا فُرضت، ولسنا بصدد استيعاب الإهانة. لقد اختارت طهران أن تردّ عبر عشرات الصواريخ والمسيّرات على العمق الإسرائيلي، ليس فقط لإثبات قدرتها، بل لتقول لكل من يراهن على إضعافها في لحظة ارتباك، إنها لا تزال لاعباً حاضراً في معادلة الردع.

لكن المشهد أعقد من مجرد تبادل ضربات. فإيران تخوض، بحسب مقاربتها، صراعاً من أجل تثبيت شرعيتها الداخلية والإقليمية، في ظل تراجع واضح للدور العربي الرسمي، وانكفاء كثير من العواصم عن مواجهة إسرائيل أو حتى مجاراتها دبلوماسياً. وهذا ما يجعل طهران ترى في هذه المعركة فرصة لإعادة تصدير نفسها كقوة طليعية في مواجهة تل أبيب، خاصة بعد ما جرى في غزة، وما أثاره من رد فعل شعبي في العالم العربي لأي طرف يرفع راية المواجهة مع إسرائيل.

هكذا، فإن إيران اليوم لا تحارب فقط من أجل رد الاعتبار بعد الهجمات، بل من أجل استمرار مشروعها. هي تدافع عن منظومة سياسية وأمنية واقتصادية تعاني داخلياً وتخسر تدريجياً عمقها الشعبي. وتقاتل لتحمي موقعها من الانهيار تحت ضغط العزلة الدولية، وتقاتل ليثبت بأنها ما زالت قادرة على فرض المعادلات، لا مجرد التفاعل معها.

معركة بقاء لا مواجهة عابرة

ختاماً، لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك. إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً، يخوضها النظام في طهران تحت عنوان: لا عودة إلى الوراء، ولا خيار سوى المواجهة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الكرملين: بوتين على اتصال مباشر مع إيران وإسرائيل
  • مصطفى شردي: تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل.. واستهداف منشآت نووية يهدد بتوسيع رقعة الحرب
  • ماذا لو تم استهداف منشأة نووية في إيران وماهي الدول التي ستتأثر ؟
  • صفقة نووية خلف الكواليس.. بوتين يكشف تعهّد إسرائيلي بضمان أمن الروس في بوشهر!
  • إيران تطلق عدة صواريخ وإسرائيل تطالب سكان قرب منشآت نووية بالإخلاء
  • ترامب عن وساطة بوتين بين إيران وإسرائيل: توسط في أوكرانيا أولا
  • لماذا يعرض بوتين الوساطة بين إيران وإسرائيل؟
  • خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
  • مادورو: بوتين وشي جين بينغ وحدهما قادران على نزع فتيل التصعيد بين إيران وإسرائيل