ما حاجة تركيا إلى قاعدة بحرية في ليبيا
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول الفائدة من وجود تركيا في ليبيا.
وجاء في المقال: ذكرت وسائل الإعلام التركية مؤخرًا أن تركيا وليبيا اتفقتا على عقد إيجار طويل الأجل للبنية التحتية للموانئ في مدينة طرابلس. انتشر الخبر بسرعة، لأن هذا الميناء يمكن أن يصبح في الواقع قاعدة عسكرية مريحة جدا لأنقرة ويسمح لها أخيرًا بالحصول على موطئ قدم في هذه المنطقة.
المشكلة في أن من غير الواضح تمامًا مع من اتفق ممثلو أردوغان في ليبيا على وجه التحديد. لطالما كانت ليبيا في السنوات الماضية، بحكم الأمر الواقع، مقسمة إلى قسمين: فقد سيطر على أجزاء منها حفتر، وسيطرت حكومة السراج على أجزاء أخرى، والانقسام الآن على الأقل إلى طرابلس (غرب) وبرقة (شرق) ما زال قائما، إنما المجال السياسي نفسه تغير. فالسراج استقال منذ فترة طويلة؛ وحفتر، تقاعد عمليا. وفي طرابلس اليوم مركزان متنافسان، ولا وضوح في برقة بشأن انتقال السلطة.
الولايات المتحدة لا تحتاج على الإطلاق إلى نسخة أفغانية من ليبيا، فقد عملت بشكل واضح في هذا الاتجاه، استناداً إلى زيارات بيرنز إلى طرابلس وبنغازي. والمشكلة هي أن شمال إفريقيا، من الناحية النظرية، منطقة مسؤولية الاتحاد الأوروبي، إنما من خلال ربط الاتحاد الأوروبي سياسياً بواشنطن، حرمته الولايات المتحدة من القدرة على تشكيل أي مشاريع.
ولذلك، فربما يكون تفعيل تركيا في هذا الاتجاه يلائم بشكل مباشر حزمة التزامات التكامل مع الاتحاد الأوروبي، التي عرضتها واشنطن على أنقرة مؤخرًا. لا تستطيع واشنطن أن تبقي إصبعها على النبض في كل منطقة، وأوروبا غير قادرة على السيطرة على العمليات في شمال ووسط إفريقيا.
وبالنسبة لروسيا، يبدو من الأفضل الآن أن تنأى بنفسها عن هذه العقدة الإشكالية. إذا كانت القضية هي بيع النفط أو حتى بعض المشاريع، فعاجلاً أم آجلاً سيعمل طرف ما على هذا الموضوع، لكن الأفضل ترك تسوية الاضطرابات الدينية المحلية تحت يد تركيا ومصر المجاورة، التي وجدت نفسها في وضع مماثل.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أنقرة الجيش التركي رجب طيب أردوغان
إقرأ أيضاً:
تقارير: تركيا تغيّر استراتيجيتها في ليبيا وتراهن على شراكات مع الشرق وحلفائه
الفارسي: تركيا تغيّر نهجها في ليبيا وتنفتح على الشرق لتعزيز مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية
ليبيا – أكد محلل أسواق الطاقة والاقتصاد الليبي، علي الفارسي، أن تركيا اختارت توقيتًا مناسبًا لتغيير نهجها في الملف الليبي، عبر تقليص دعمها للجماعات المسلحة في الغرب، والانفتاح على القيادة العامة في الشرق، التي نجحت في فرض الاستقرار الأمني وتهيئة البيئة المناسبة لإعادة الإعمار وتمكين المؤسسات الاقتصادية.
التقارب مع الشرق الليبي مدفوع بالثروات النفطية ومشاريع البنية التحتية
وأوضح الفارسي، في تصريحات خاصة لموقع “العين الإخبارية”، أن هذا التقارب يعكس إدراكًا متزايدًا من جانب أنقرة لأهمية الشرق الليبي، الذي يضم نحو 80% من الثروات النفطية والغازية المكتشفة وغير المكتشفة في البلاد، بالإضافة إلى احتضانه لمشاريع بنى تحتية ضخمة ومبادرات استثمارية تقدر بمليارات الدولارات.
عقود قديمة وجديدة لتعزيز الحضور التركي
وأضاف الفارسي أن تركيا تسعى حاليًا إلى تفعيل عقود قديمة كانت موقعة مع النظام السابق، إلى جانب التوقيع على عقود جديدة، لا سيما في مجالات الإسكان والري والزراعة.
وأشار إلى أن صندوق الإعمار والتنمية الليبي، الذي يتمتع بعلاقات مع الجانب التركي، ينفذ مشاريع في عدة مدن ليبية بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وهو ما أسهم في تعزيز الثقة بين أنقرة والمنطقة الشرقية.
تحركات لتعزيز دور تركيا في شرق المتوسط
وأكد الفارسي أن أنقرة تدرك أهمية ترسيخ علاقاتها مع الشرق الليبي وحلفائه الإقليميين، وفي مقدمتهم مصر، لضمان دور محوري في إعادة رسم ترتيبات شرق المتوسط، خصوصًا في ما يتعلق بملفات الطاقة والنقل البحري.
خطط تركية طويلة الأمد لشراكات استراتيجية في المنطقة
وأشار إلى أن تركيا تخطط على المدى الطويل للحصول على موطئ قدم دائم في المنطقة، من خلال إقامة شراكات استراتيجية تعكس موازين القوى الجديدة في الإقليم، وتساهم في تخفيف حدة الاستقطاب السياسي الذي شهدته السنوات الماضية.