أبوظبي: سلام أبوشهاب

تبنَّى المجلس الوطني الاتحادي في جلسته الثانية عشرة التي عقدت أمس بقاعة زايد في مقر المجلس بأبوظبي، برئاسة صقر غباش، رئيس المجلس، وحضور سناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة، 15 توصية في شأن تعزيز معدلات الإنجاب في الدولة.

وعقد المجلس في اليوم نفسه جلسته الثالثة عشرة والختامية من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثامن عشر، بحضور الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي وزيرة التغير المناخي والبيئة، ووافق على أربعة مشروعات قوانين بشأن الحجر الزراعي، والحجر البيطري، وتنظيم ومراقبة الاتّجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، وحماية الأصناف النباتية الجديدة.

أكدت التوصيات ضرورة مراجعة قرار مجلس الوزراء رقم (6) لسنة 1981 في شأن نظام العلاوة الاجتماعية لأبناء العاملين وزيادة قيمة بدل علاوة الأبناء؛ ليتناسب مع المتغيرات الاقتصادية الحالية، وربط قيمة القسط السكني بعدد أبناء الأسرة وفترة سداد القروض، والتنسيق مع الجهات المحلية المعنية لمراجعة سياسات تخصيص الأراضي والمساكن، بمراعاة الحفاظ على منظومة الأسرة الممتدة، ومراجعة مدد إجازة الوضع وساعات الرضاعة المنصوص عليها في القانون الاتحادي رقم (49) لسنة 2022 بشأن الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية، وفي المرسوم بقانون اتحادي رقم (33) لسنة 2021 بشأن تنظيم علاقات العمل وتعديلاته.

إجازة رعاية طفل

طالبت التوصيات بدراسة منح إجازة رعاية طفل للأم العاملة في القطاعين الحكومي والخاص، بالاستفادة من أفضل التجارب العربية، ودراسة مدى إمكانية تقليل ساعات عمل الأم العاملة، وأثره على المسارات الوظيفية والمزايا المالية، ومراجعة قرار مجلس الوزراء رقم (27) لسنة 2020 بشأن نظام العمل عن بعد في الحكومة الاتحادية لتكون الأم العاملة أولى الفئات المستهدفة من تطبيق نظام العمل عن بعد، وكذلك مَنحها الأولوية في تطبيق نظام العمل الهجين بما يتناسب مع طبيعة الوظيفة.

أيضاً، طالبت التوصيات بوضع استراتيجية وطنية شاملة وموجهة لتعزيز معدل الإنجاب في والمبادرات والبرامج الحكومية الموجهة لتشجيع وتيسير الزواج المبكر للشباب والشابات، والتغطية التأمينية لعلاجات الإخصاب في جميع إمارات الدولة، إضافة لدراسة إنشاء مركز إخصاب اتحادي، وبرامج أكاديمية متخصصة بالتعاون مع الجامعات المحلية والعالمية، وقيام وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتنسيق مع الجهات المعنية المحلية بتشديد إجراءات الرقابة والتفتيش على جميع مراكز المساعدة الطبية على الإنجاب، بما يضمن التزامها بمعايير الأخلاقيات والممارسات الطبية؛ للحد من الأخطاء والاستغلال المادي للمرضى.

تعزيز الإنجاب

أكد صقر غباش، خلال مناقشة سياسة الحكومة بشأن تعزيز معدلات الإنجاب، أن الباب الثاني من الدستور الذي يحمل عنوان الدعامات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية للاتحاد، نص في مادتيه 15 و16، على أن الأسرة أساس المجتمع ويكفل القانون كيانها ويصونها ويحميها، ويشمل المجتمع برعايته الطفولة والأمومة ويحمي القصر وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم لسبب من الأسباب، ويعد الدستور سنداً لوزارة الأسرة في تأدية مهامها.

وقال إن دستور الإمارات وكل دساتير العالم، تنص على أن الأسرة هي الأساس، وهذا فيه عبء ودور كبير على الوزارة، التي نتفهم أنها ما زالت في طور تأسيس وبناء الكفاءات البشرية، وتأسيس وزارة الأسرة يحمل في طياته رعاية خاصة من القيادة الرشيدة، فهي محل رعاية مجلس التعليم والموارد البشرية الذي يرأسه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ورعاية سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس، حيث حرصت سموها على أن تجمع الوزارات المعنية تحت مظلة عمل واحدة لتتكامل وتترابط هذه السياسات.

وأكد أن الأسرة يجب أن تحظى بالأولوية، عبر وضع سياسة واضحة تؤكد أهميتها وأهمية الإنجاب وأولوية القرارات ووضع الخطط المستقبلية.

متابعة حثيثة

أكدت وزيرة الأسرة، أن هناك متابعة حثيثة ودعم من القيادة الرشيدة لعمل الوزارة، وكشفت عن أن الوزارة تعمل حالياً على إعداد الاستراتيجية وطنية موحدة لتعزيز معدلات الإنجاب وبدأ العمل على صياغتها بمشاركة 17 جهة تمثل مختلف القطاعات الحكومية الاتحادية والمحلية، تُراعي الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية، بما يضمن تكامل الرؤية وتنسيق الجهود بين مختلف القطاعات ذات الصلة.

وتتركز الاستراتيجية على ثلاثة مسارات رئيسية، تتضمن مسار والبرامج، والسلوكيات، والبيانات، ونعمل حاليًا، على تطوير سياسة وطنية شاملة للخصوبة، تتضمن مراجعة وتحليل أكثر من 60 سياسة ومبادرة قائمة سواء على مستوى التشريعات أو السياسات العامة، والتي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في معدلات الخصوبة، من بينها سياسات العمل والتوازن بين المهام المهنية والمسؤوليات الأسرية، ونقوم بتقييم فاعلية هذه السياسات، وتحديد فرص التحسين والاستدامة ضمن منظومة حكومية متكاملة، تشمل محاور رئيسية تتضمن برامج ومبادرات داعمة لدورة حياة الأسرة، وإعداد الشباب للحياة الأسرية، ودعم الاستقرار الأسري، وتعزيز التوازن بين الالتزامات المهنية والأسرية.

وقالت إن الاستراتيجية تشمل دراسة معايير الحصول على منحة الزواج وقيمتها، وبحث حوافز أخرى تتجاوز الجانب المالي، ولفتت إلى أن محور الغلاء المعيشي أحد المحاور الأساسية في إعداد الاستراتيجية، وموضوع الحوافز الاقتصادية مهم بما يتماشى مع حجم الأسرة، ويساهم في الأسر على الإنجاب، في ظل وجود دراسة شاملة تركز على تعزيز رفاه المواطن واستدامة الأسرة.

ولفتت إلى أنه يتم حالياً دراسة جدوى شاملة لمشروع إنشاء مركز اتحادي للإخصاب باعتباره ضرورة وطنية ملحّة، وتشمل تحديد الموقع الجغرافي المناسب، بالتنسيق المباشر مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تمهيدًا لإدراجه ضمن الخطة التشغيلية المقبلة لكل من الوزارة والمؤسسة.

وأشارت إلى أنه بالنظر للمستقبل، فإن دولة الإمارات لديها نظرة تفاؤلية وسيكون هناك زيادة في نسب النساء في عمر الإنجاب المبكر بنسبة 30% في الثلاثين سنة المقبلة، وأوضحت أن قرار الزواج أهم المدخلات في موضوع الإنجاب، ولابد أن يكون هناك سياسات تدعم الزواج المبكر.

حظر الصيد

في الجلسة الثالثة عشرة الختامية والتي ترأس الدكتور طارق الطاير النائب الأول لرئيس المجلس جانباً منها، أكدت وزيرة التغير المناخي والبيئة، رداً على سؤال برلماني مقدم من محمد عيسى الكشف، عضو المجلس، حول طول فترة حظر الصيد باستخدام الشباك بالحلاق، أن الفترة المحددة للسماح تمتد من 1 نوفمبر حتى 13 مايو من العام الذي يليه بناء على قرار وزاري، والفترة بقيت ثابتة منذ عام 2021 حتى الآن، وفترات الحظر يتم تحديدها بناء على دراسات لضمان نمو وتجدد المخزون السمكي والحفاظ على حياة الأسماك.

وأضافت أنه على المستوى الخليجي هناك تنسيق في اللجان المشتركة والفنية لمناقشة مثل هذه التحديات وطرح الحلول والتوافق مع دول مجلس التعاون.

من جانبه، قال محمد الكشف، إن كل الدول المجاورة تفتح الموسم في منتصف أكتوبر وتغلق في منتصف أغسطس من العام الذي يليه، وتدخل صقر غباش قائلاً إن ما يتم الحديث عنه هو الأسماك المهاجرة، وبالتالي إذا لم يتم اصطيادها في مياه الدولة؛ يتم اصطيادها في دول مجاورة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في فترة الحظر بما يتوافق مع الدول المجاورة.

4 مشاريع قوانين

يهدف مشروع قانون الحجر البيطري إلى تنظيم إجراءات الحجر على الإرساليات الحيوانية وحماية الدولة من الأمراض الحيوانية، وتضمن عقوبات مغلّظة منها، الحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن (100,000) مئة ألف درهم ولا تزيد على (1,000,000) مليون درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من قام باستيراد الإرساليات الحيوانية من غير المنافذ الحدودية المعتمدة، وفي جميع الأحوال يحكم بمصادرة المضبوطات، وتُضاعف العقوبة في حال العود.

ويهدف المشروع إلى منع دخول الآفات وانتشارها وحماية البيئة والموارد النباتية من جميع أنواع الآفات الزراعية، وتضمن عقوبات مغلّظة منها غرامة التي لا تقل عن (50,000) خمسين ألف درهم ولا تزيد على (500,000) خمسمئة ألف درهم، لكل من استورد أو أدخل كائنات نافعة أو مواد خاضعة للوائح الصحة النباتية، دون الإفصاح عنها لموظفي الجمارك، ويُعاقب بغرامة لا تقل عن (30,000) ثلاثين ألف درهم ولا تزيد على (100,000) مئة ألف درهم كل من صَدّر أو أعاد تصدير شحنة زراعية دون استيفاء متطلبات الصحة النباتية والحصول على شهادة من الوزارة، أو من أدخل شحنة زراعية عابرة دون استيفاء متطلبات الصحة النباتية، وفي جميع الأحوال تحكم المحكمة بمصادرة المضبوطات و تُضاعف العقوبة في حال العودة ويُحكم بإبعاد الأجنبي.

فيما يهدف مشروع قانون حماية الأصناف النباتية الجديدة لتنظيم منح حقوق مستولدي النباتات وحمايتها، ويُمنح الحق لمدة (20) عشرين سنة و(25) خمس وعشرين سنة بالنسبة للكروم والأشجار، وتبدأ مدة حق الحماية من تاريخ منح الحق، ويُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهرين، وبالغرامة التي لا تقل عن (10,000) عشرة آلاف درهم ولا تزيد على (250,000) مئتين وخمسين ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين من يخالف مواد القانون.

وتسري أحكام مشروع قانون تنظيم ومراقبة الاتّجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض على جميع أراضي الدولة بما فيها المناطق الحرة، والعيّنات والأنواع المهددة بالانقراض المدرجة في الملاحق المرفقة بهذا القانون، وأيّ تعديلات تطرأ عليها، ويُحظر استيراد أو تصدير أو إعادة تصدير أو عبور أو إدخال من البحر لأيّ عينة من الأنواع المذكورة في الملاحق عبر جميع المنافذ الحدودية بما يخالف أحكام هذا القانون.

وتضمن المشروع عقوبات مغلّظة، حيث يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن أربع سنوات والغرامة التي لا تقل عن (200,000) مئتي ألف درهم ولا تزيد على (2,000,000) مليوني درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استورد أيّ عينة من أيّ نوع مدرج في الملحق الأول أو صدّرها أو أعاد تصديرها أو أدخلها من البحر أو شرع في ذلك، دون الحصول على شهادة بذلك من السلطة الإدارية الوطنية أو في حال كانت الشهادة غير سارية المفعول، وفي جميع الأحوال تحكم المحكمة بمصادرة المضبوطات، وتُضاعف العقوبة في حال العود، ويُحكم بإبعاد الأجنبي.

ميزانية المجلس

على جانب آخر، وافق المجلس على مشروع ميزانيته للسنة المالية 2026، واطّلع على تقرير هيئة المكتب بشأن أعمالها عن الدور الثاني من الفصل التشريعي الثامن عشر، وتقارير نشاط اللجان خلال خلال دور الانعقاد العادي الثاني.

خطة تشغيلية مستقبلية لمراكز إسعاد المتعاملين

رداً على سؤال برلماني مقدم من سمية عبدالله السويدي، عضو المجلس، حول توقف مراكز التنمية الاجتماعية عن استقبال كبار المواطنين، أكدت وزيرة الأسرة، أن الفئات ذات الأولوية في الرعاية يحظون باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، ويشكلون أولوية ضمن استراتيجية الوزارة.

وأضافت أن مراكز التنمية الاجتماعية قامت على مدار السنوات الماضية بدور فاعل في إسعاد المتعاملين من مختلف الفئات، ودعم الفئات ذات الأولوية، وهم الأطفال وكبار المواطنين وأصحاب الهمم، والفئات التي تحتاج إلى الرعاية، وذلك عبر تطوير منظومة شاملة.

وقالت إن الوزارة لديها مركز واحد في عجمان وبسبب أعمال الصيانة فإن نطاق الخدمات محدود وهو أمر مؤقت.

وأشارت إلى أنه تم إعادة استخدام هذه المراكز كمراكز إسعاد للمتعاملين، تقدم من خلالها الخدمات ذات الأولوية بشكل أكثر تكاملًا، ومؤكدة مواصلة الوزارة التزامها بتعزيز جودة حياة كبار المواطنين، والعمل حالياً على إعداد خطة تشغيلية متكاملة تشمل برامج ومبادرات وورش عمل متخصصة على مستوى الدولة بالتعاون مع الجهات المحلية والاتحادية، وسيتـــم الإعـــلان عن تفاصيل هذه البرامج قريباً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المجلس الوطني الاتحادي صقر غباش الأسرة لا تقل عن فی جمیع فی حال إلى أن

إقرأ أيضاً:

أولوية للمواطن وإنعاش الاقتصاد.. مركزي عدن يبدأ مصارفة وتغطية طلبات التجار والمستوردين

بدأ الفريق التنفيذي التابع للجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الاستيراد، ممارسة مهامه في مصارفة وتغطية الطلبات المقدمة من البنوك وشركات الصرافة، وذلك وفق السعر المقرر من اللجنة الوطنية، والبالغ

1632.80 ريال يمني لكل دولار أمريكي و428 ريال يمني لكل ريال سعودي. 

تأتي هذه الخطوة لتعكس الجهود المستمرة للبنك المركزي اليمني لتعزيز استقرار السوق النقدية وضمان توفر العملات الأجنبية لتغطية الواردات، وكذا ضمن حزمة الإجراءات التي تهدف إلى تنظيم عملية الاستيراد وضمان وصول السلع الأساسية إلى الأسواق بأسعار مستقرة، في ظل التقلبات المستمرة في سعر الصرف.

اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الاستيراد دعت جميع التجار والمستوردين إلى تقديم طلباتهم عبر البنوك وشركات الصرافة المعتمدة، مؤكدة أن هذه الطلبات ستخضع للمراجعة والبت وفق الآلية المعتمدة، بما يضمن الشفافية والعدالة في توزيع النقد الأجنبي. كما شددت اللجنة على ضرورة التزام القطاع الخاص بالإجراءات المنظمة، بما يسهم في استقرار أسعار السلع وتقليل فرص المضاربة بالعملة.

يرى مراقبون اقتصاديون أن بدء الفريق التنفيذي في ممارسة مهامه يعد جزءًا من إستراتيجية أوسع ينتهجها البنك المركزي، تهدف إلى السيطرة على المضاربات في سوق الصرف وتوفير النقد الأجنبي للسلع الأساسية. ويشير الخبراء إلى أن تحديد سعر صرف رسمي لتغطية الطلبات من شأنه تقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازية، وبالتالي كبح جماح التضخم الذي أرهق المواطنين خلال الأشهر الماضية.

من المتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في تخفيف الضغوط على أسعار السلع المستوردة، خصوصًا المواد الغذائية والدوائية، شريطة التزام التجار بتوريد هذه السلع وفق الأسعار المخفضة الناتجة عن الاستفادة من سعر الصرف الرسمي. كما يُتوقع أن تحد الخطوة من نشاط السوق السوداء للعملات، التي نشطت في الآونة الأخيرة بسبب عدم توفر النقد الأجنبي عبر القنوات الرسمية.

مصدر في اللجنة الوطنية أكد أن الفريق التنفيذي سيواصل مهامه بشكل يومي لمتابعة الطلبات وضمان تنفيذ عمليات الصرف والتغطية وفق الجدول الزمني المحدد، مشيرًا إلى أن الهدف هو بناء الثقة بين القطاع المصرفي والمستوردين، وتوفير بيئة اقتصادية مستقرة تدعم عجلة النمو وتلبي احتياجات السوق المحلية.

بدوره قال الصحفي والمحلل الاقتصادي ماجد الداعري أن الدولة تسير حاليًا على نهج اقتصادي يُعيد ترتيب الأولويات في مرحلة استثنائية، حيث يُعطى المواطن العادي الأسبقية القصوى على حساب دعم كبار التجار أو التوسع غير المدروس في الاستيراد.

وأوضح الداعري في منشور له على صفحته في "فيسبوك" أن الحكومة والبنك المركزي يعتمدون على نهج مزدوج يجمع بين الإجراءات الضبطية الصارمة وتحسين إدارة الموارد المحلية، بهدف توجيه هذه الموارد لمواجهة آثار التضخم المتسارع وتدهور قيمة العملة الوطنية، والتي انعكست بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين، خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وأشار إلى أن كبار التجار استفادوا بشكل كبير من فروق أسعار الصرف خلال سنوات الحرب، وحققوا أرباحًا طائلة، بينما تحمل المواطنون العبء الأكبر من تداعيات انهيار العملة، معتبرًا أنه من الطبيعي أن تتحمل هذه الفئة جزءًا من كلفة الإصلاحات الاقتصادية باعتبارها شريكًا في المسؤولية الوطنية.

كما لفت إلى أن القرار يتم بشكل مركزي من خلال شراكة فاعلة بين الحكومة والبنك المركزي، بدعم من القطاع المصرفي المحلي، حيث تُكلّف البنوك وشركات الصرافة بتمويل السلع الأساسية فقط، لضبط السوق وضمان وصول العملة الصعبة إلى وجهتها الصحيحة.

وبيّن أن الخطة تسعى إلى كسر احتكار السوق الموازية وإعادة السيولة الأجنبية إلى النظام المصرفي، ما يعزز الاستقرار النقدي. لكنه حذر من أن نجاحها يعتمد على تعاون التجار وشركات الصرافة والالتزام بالضوابط، نظرًا لاعتمادها على السيولة المحلية من العملات الأجنبية، لا على تدفقات جديدة من الخارج. وفي ختام تحليله، أكد أن الإصلاح الاقتصادي لن ينجح دون توزيع عادل للأعباء، وأن الشفافية والشراكة الحقيقية هما مفتاح النجاح.

مقالات مشابهة

  • أولوية للمواطن وإنعاش الاقتصاد.. مركزي عدن يبدأ مصارفة وتغطية طلبات التجار والمستوردين
  • وزارة الأوقاف توقع بروتوكول تعاون مع مؤسسة المجلس الوطني للتدريب والتعليم
  • الأوقاف توقع بروتوكول تعاون مع مؤسسة المجلس الوطني للتدريب والتعليم
  • الأعلى الآباء والمعلمين: إلزام المدارس الخاصة بشراء كتب الوزارة يغلق أبواب التحايل
  • المجلس الوطني يدين جريمة الاحتلال بحق الصحفيين بغزة
  • 100 % من الأُسر بدول الخليج يمكنها الحصول على مياه الشرب والكهرباء
  • المجلس الوطني يدين شق شارع استيطاني في حزما
  • 120 متدربًا من مختلف المحافظات يبدأون أولى برامج مركز سقارة 2025/2026
  • دراسة تحمل أخبارا واعدة للنساء اللواتي يؤجلن الإنجاب
  • نقابات وهيئات للناشرين تُعلن برنامجًا احتجاجيًا وطنيًا ضد قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة