من العُزلة إلى التأثير .. كيف استعادت مصر مفاتيح الشرق الأوسط بعد 30 يونيو؟
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في 30 يونيو 2013، شهدت مصر واحدة من أعظم موجات الحراك الشعبي، حين خرج ملايين المواطنين في مختلف المحافظات للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس الأسبق محمد مرسي. وكانت تلك اللحظة الفارقة نقطة تحول كبرى في التاريخ السياسي الحديث للدولة المصرية، وأعادت تشكيل العلاقة بين الشعب والسلطة.
وبعد إعلان القوات المسلحة خارطة الطريق في 3 يوليو 2013، دخلت البلاد في مرحلة جديدة من إعادة بناء مؤسسات الدولة وتثبيت الحكم، وسط تحديات أمنية واقتصادية كبيرة.
ومع مرور السنوات على ثورة 30 يونيو، بدأت ملامح التحول الاستراتيجي في السياسة الخارجية المصرية تتضح بوضوح. فبعد سنوات من التراجع والعزلة، استعادت القاهرة موقعها المحوري في ملفات المنطقة، من ليبيا والسودان إلى فلسطين وسوريا، مؤكدة أنها لم تعد مجرد طرف متأثر، بل أصبحت صانعة لتوازنات الشرق الأوسط.
ولم تكتفِ مصر باستعادة حضورها الدبلوماسي، بل أعادت تعريف أولوياتها وفرضت معادلات جديدة في الإقليم، ترتكز على الأمن القومي ومصالح الدولة العليا.
قال الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، إن أكثر من 6 زيارات رفيعة المستوى متبادلة بين مصر وليبيا تمت خلال عامين فقط بعد 2020، مشيرًا إلى أن 15 وقفًا لإطلاق النار في غزة منذ 2014 كان معظمها برعاية مصرية مباشرة، إلى جانب أكثر من 50 اجتماعًا مصريًا سودانيًا خلال مفاوضات سد النهضة منذ 2015.
وأكد الزغبي أن مصر ساهمت في صياغة منتدى غاز شرق المتوسط، الذي غيّر معادلات الطاقة في المنطقة، وهو ما يعكس استعادة الدولة المصرية لأدوات تأثيرها الإقليمي بعد سنوات من الارتباك.
وأضاف أنه بعد سنوات من الارتباك الإقليمي والدولي، خرجت مصر من دوامة العزلة عقب 30 يونيو، لتعود لاعبًا محوريًا في صياغة توازنات الشرق الأوسط، في مشهد إقليمي يزداد تعقيدًا.
وأوضح أن القاهرة أعادت تعريف أدوارها وحدود نفوذها، فتحوّلت من دولة منشغلة بداخلها إلى وسيط ووازن في أزمات المنطقة، من ليبيا والسودان إلى فلسطين وسوريا.
وأشار الزغبي إلى أن مصر بعد 2011 كانت تعيش حالة من السيولة السياسية والانكفاء الداخلي، أضعف دورها الخارجي، حتى بدت العواصم الإقليمية الكبرى ترسم خرائط المنطقة دون اعتبار يُذكر لرأي القاهرة.
واستطرد: مع ثورة 30 يونيو، بدأت الدولة المصرية تستعيد أدوات تأثيرها، مركّزة على الأمن القومي أولًا، لافتًا إلى أن مصطلح "الأمن القومي" أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أول اجتماع له في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أن مصر تحركت لضبط توازنات الجوار، وكانت ليبيا المثال الأوضح على ذلك، حيث دعمت القاهرة الجيش الوطني الليبي في مواجهة الميليشيات والفوضى.
وقال الزغبي إن مصر وضعت خطوطًا حمراء في سرت والجفرة عام 2020، ما غيّر حسابات اللاعبين الإقليميين والدوليين، وأجبر كثيرين على مراجعة استراتيجياتهم.
وأشار إلى أن مصر كانت أول من تحرّك لاحتواء النزاع السوداني، فاتحة أبواب الحوار بين الأطراف، حيث ظلت القاهرة حريصة على تثبيت معادلة "أمن السودان من أمن مصر"، مدفوعة بمخاوف سد النهضة وأهمية نهر النيل كمسألة وجودية.
وأوضح أن القاهرة، رغم تغير الإدارات الأمريكية والإسرائيلية، ظلت الطرف الأقدر على التهدئة في قطاع غزة وفرض وقف إطلاق النار، مستثمرة رصيدها لدى الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لتصبح رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في أي ترتيب مستقبلي للقطاع.
وأكد الزغبي أن القاهرة تحركت كذلك في الملف السوري بدبلوماسية هادئة، لإعادة دمشق إلى الحاضنة العربية، وهو ما تُوّج بدعوة سوريا إلى القمة العربية في جدة.
وقال: من وجهة نظري، رأت مصر في وحدة سوريا وتحجيم النفوذ التركي والإيراني هدفًا استراتيجيًا يساهم في استقرار الإقليم.
واختتم الزغبي تصريحاته قائلًا: هذا الحضور المصري أعاد القاهرة إلى طاولة الكبار في الشرق الأوسط؛ فمعادلات النفط والغاز في شرق المتوسط، وأمن البحر الأحمر، وملف إيران والاتفاق النووي، كلها ملفات تجد مصر لنفسها فيها صوتًا مسموعًا، إن لم يكن في قلب صناعة القرار، ففي الحد الأدنى كصانع توازنات يراعي الجميع حساباته. إنها بحق رمانة ميزان السلام في المجتمع الدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو جماعة الإخوان المسلمين الحراك الشعبي التاريخ السياسي القوات المسلحة السياسة الخارجية المصرية الشرق الأوسط إلى أن أن مصر
إقرأ أيضاً:
"بابا" لعمرو دياب تضرب الأرقام القياسية وتحتل قمة الاستماعات في الشرق الأوسط
تواصل أغنية بابا للنجم الكبير عمرو دياب نجاحاتها العالمية، حيث تصدرت قوائم الاستماع في الشرق الأوسط، ومحققة نسب استماع قياسية عبر كافة المنصات.
وسجلت الأغنية رقمًا قياسيا جديدا على قوائم بيلبورد عربية هذا الأسبوع، بوصولها إلى صدارة قائمة بيلبورد عربية هوت 100.
ومع وصول "بابا" إلى صدارة هوت 100، يسطر عمرو دياب رقمًا قياسيًا جديدًا في تاريخ قوائم بيلبورد عربية، إذ يُعد أول فنان تصل له أغنيتان من نفس الألبوم إلى صدارة القائمة، بعد أن كانت أغنية "خطفوني" قد نجحت باحتلال القمة سابقًا.
مع العلم أن لعمرو دياب العديد من الأرقام القياسية على قوائم بيلبورد عربية، فهو الفنان الأكثر تصدرًا لقائمة بيلبورد 100 فنان، وأول فنان تصل أغاني ألبومه بالكامل إلى قائمة هوت 100، إذ فعل ذلك بألبوم "مكانك" في بداية 2024، وكرر الإنجاز مع ألبومه الجديد "ابتدينا".
ولا يعتبر صعود "بابا" إلى الصدارة هذا الأسبوع أمرًا مفاجئًا، فقد سبق أن اعتلت الأغنية قمة قائمة أعلى 50 أغنية مصري في الأسبوع الماضي، كما تصدرت قائمة أعلى 50 أغنية تيك توك خلال الأسبوعين الماضيين، ما مهد الطريق أمامها لتتربع اليوم على صدارة هوت 100.
ومن ناحية أخرى حققت الأغنية أرقاما قياسية أخرى تؤكد صدارتها للمشهد الموسيقي العربي هذا الصيف، حيث صنفت أغنية بابا فى المرتبة رقم 19 لأكثر الأغاني استماعا على يوتيوب على مستوي العالم.
كما تعد أغنية بابا الاكثر استماعا فى الوطن العربي لهذا الأسبوع على كل المنصات (أنغامي ، سبوتيفاي ، أبل ميوزك ، ديزر & يوتيوب ميوزك) وذلك طبقا لأحصاء مينا شارت الرسمي.
كما تعد الأغنية الأكثر استماعا على سبوتيفاي الترتيب اليومي لأكثر من 20 يوم متواصل ، بالإضافة إلى تحقيق الأغنية أعلى مبيعات على أيتونز مصر لأكثر من أسبوعين.