المسلة:
2025-06-29@22:53:30 GMT

انتصار يعيد رسم موازين القوة

تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT

انتصار يعيد رسم موازين القوة

29 يونيو، 2025

بغداد/المسلة:

وليد الطائي

في مشهدٍ غير مسبوق، اهتزّت أركان الكيان الصهيوني أمام ضربات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي أثبتت للعالم أن الردع الحقيقي لا يُصاغ بالكلمات ولا يُستورد من الخارج، بل يُصنع بالإيمان والثبات والإرادة الثورية التي لا تلين. هذا الانتصار الإيراني العظيم لم يكن مجرد ردٍّ عسكري أو مناورة تكتيكية، بل كان إعلاناً صريحاً بأن زمن الهيمنة الصهيونية قد ولى، وأن المعادلات القديمة في المنطقة قد انكسرت تحت أقدام المقاومين.

ردٌّ بحجم الأمة

ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤخراً لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان رسالة تاريخية مشفّرة بالدم والنار، تُفهم فقط بلغة السيادة والعزة والكرامة. لقد استطاعت إيران أن تردّ على الاعتداءات الصهيونية المكرّرة، لا من باب الانتقام الآني، بل من منطلق استراتيجية طويلة النفس، تُعيد تموضع الأمة الإسلامية في صدارة المشهد الإقليمي والدولي.

لقد كانت تلك الضربة الإيرانية المزلزلة إعلاناً بأن أرض القدس لا تُنسى، وأن المجازر في غزة ولبنان وسوريا والعراق لا تسقط بالتقادم، وأن اليد التي تمتد على محور المقاومة ستُقطع، مهما طال الزمن أو تغيرت الظروف.

رعب في قلب الكيان

لم تعرف تل أبيب الهلع كما عرفته بعد الرد الإيراني، الذي تجاوز كل الحسابات الأمنية والعسكرية. صافرات الإنذار التي لم تتوقف، والملاجئ التي ازدحمت، والأسهم التي انهارت، تكشف كم هو هشّ هذا الكيان المصطنع، وكم أنه بني على رمال متحركة لا تصمد أمام العاصفة الإيرانية.

مراكز الدراسات الغربية والإسرائيلية نفسها أقرّت أن إيران اليوم أصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاهله، بل قوة إقليمية كبرى تُرعب إسرائيل وتجعلها تعيد حساباتها ألف مرة قبل أي مغامرة جديدة.

رسالة إلى الحلفاء والأعداء

هذا الانتصار لم يكن لإيران وحدها، بل لكل محور المقاومة، ولكل من رفع راية الحق في وجه الباطل، ولكل الشعوب المستضعفة التي تؤمن بأن الكرامة لا تُمنح بل تُنتزع. لقد أعادت إيران توجيه البوصلة نحو فلسطين، وقدّمت درساً للعرب والمسلمين بأن الدفاع عن الأرض والعقيدة لا يتحقق بالتطبيع، بل بالمواجهة، مهما كانت التضحيات.

أما أصدقاء إيران من الحلفاء الصادقين، فقد رأوا كيف أن الجمهورية الإسلامية لا تترك جراحهم دون ردّ، ولا تنسى دماء شهدائهم دون ثأر، بل تُثبت بالعمل أنها ظهرٌ لا يُكسر، ووفاءٌ لا يُخان.

ما بعد الانتصار ليس كما قبله

المنطقة بعد هذا الانتصار لن تعود كما كانت. فإيران اليوم لم تنتصر فقط على إسرائيل، بل انتصرت على مشروع التطبيع، وعلى الضعف العربي، وعلى هيمنة الاستكبار العالمي. لقد صنعت إيران لحظة فاصلة في التاريخ، لحظة تُعيد للأمة الإسلامية ثقتها بذاتها، وتضع قادة محور المقاومة في موضع الفخر والريادة.

وفي المقابل، فإن الكيان الصهيوني دخل مرحلة الانكفاء والخوف والتصدّع الداخلي، حيث بات يعيش أزمة ثقة في قياداته، وانقسامات سياسية وأمنية لا سابق لها.

كلمة أخيرة: من طهران إلى القدس

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تكن يوماً تبحث عن المجد الزائف أو استعراض القوة، بل كانت وما تزال تحمل همّ الأمة، وتتحمل ثقل الصراع نيابةً عن كل من خان أو صمت. وانتصارها هذا هو وعدٌ صادق بأن القدس لن تبقى تحت الاحتلال، وأن محور المقاومة ماضٍ في طريق التحرير حتى آخر نفس.

لقد أثبتت إيران أن الرد على الظلم ليس خياراً، بل واجباً. وأن المقاومة ليست شعاراً، بل طريقاً إلى النصر، مهما طال الزمن.

فالتحية لإيران، ولشهدائها، ولمرابطيها، ولسلاحها الذي لا يلين، ولقادتها الذين لا يعرفون التراجع.

وإن غداً لناظره قريب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الجمهوریة الإسلامیة محور المقاومة

إقرأ أيضاً:

محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية

استبعد محللون وخبراء إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق المهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحدثوا عن عراقيل أساسية لا تزال تقف في طريق أي اتفاق محتمل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

وعقب انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية أكد ترامب على رغبته في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وأعرب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار تحديدا الأسبوع المقبل.

وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيلتقي مسؤولين كبارا في البيت الأبيض الاثنين المقبل.

وبشأن المهلة الزمنية التي حددها ترامب، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية توماس واريك إن ترامب يستعمل الوقت بطريقة مرنة، وما أراد قوله هو أن إنهاء الحرب في غزة يدخل ضمن أولوياته، مشيرا إلى أن المهم هو ما سيحدث خلال المباحثات التي سيجريها ديرمر في واشنطن، ولفت إلى وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يمكنها حكم قطاع غزة.

ويقضي العرض الأميركي -يواصل واريك- بأن إنهاء الحرب على غزة مشروط بخروج قادة حماس من غزة وتخلي الحركة عن أسلحتها، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتعين عليه الضغط على إسرائيل من أجل أن تقبل بفكرة أن قطاع غزة يصبح جزءا من صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية.  

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنه سيتم إبلاغ ديرمر بضرورة إنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى الأحياء وتأجيل تفكيك حركة حماس.

كما قالت إن محادثات ديرمر ستركز على إنهاء الحرب في غزة والمفاوضات الأميركية الإيرانية وتوسيع اتفاقات أبراهام.

من جهته، اعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي أنه من المستحيل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال المدة الزمنية التي حددها ترامب، لأن هناك عقبات أساسية لا تزال قائمة، أولاها أن إنهاء الحرب من منظور فلسطيني يختلف عن إنهائها من منظور إسرائيلي، والفلسطينيون يرفضون التوقيع على اتفاق لا ينص على انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.

إعلان الضمانات

وأشار الشوبكي إلى مسألة الضمانات التي يفترض أن تقدم للفلسطينيين بأن تستمر حالة الهدوء ووقف إطلاق النار خلال المرحلة التفاوضية، وهي مسألة لا يشير إليها الأميركيون والإسرائيليون بشكل واضح، بالإضافة إلى أن الطرح الأميركي بإيجاد حكم بديل في غزة يفتقد -يضيف الشوبكي- إلى أدوات تنفيذه على أرض الواقع.

وذكّر الشوبكي بأن حماس أعلنت في تصريحات سابقة لها أنها مستعدة لعدم المشاركة في حكم غزة، وهو موقف قدمته للوسطاء العرب.

وقال إن طرح هذا الموضوع مجددا هو محاولة لخفض سقف المفاوض الفلسطيني، مؤكدا أن المشكلة التي تطرح حاليا تكمن في محاولة فرض أنماط حكم جديدة في غزة، كما قال إن "من يريد تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة فليمكّنها في الضفة الغربية".

وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، فإن ما تطلبه المقاومة الفلسطينية من مطالب يلغي ما يطلبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.

وقال حنا إن إنهاء الحرب يتطلب انسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة وتقديم ضمانات، وطرح تساؤلات عن مصير سلاح المقاومة ومصير القطاع في المرحلة المقبلة.

وأوضح أن انسحابات إسرائيل من المناطق التي تحتلها ترتبط عادة بالواقع الداخلي والواقع الدولي وبعمليات المقاومة وما توقعه من خسائر في صفوف جيش الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت فيها الصواريخ الإيرانية أجواء الخليج
  • محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
  • نعيم قاسم: خيار المقاومة في لبنان ليس محل مساومة
  • مسيرات في الجوف تبارك انتصار الجمهورية الإسلامية على العدو الصهيوني
  • مسيرات حاشدة في الجوف تبارك انتصار الجمهورية الإسلامية على العدو الصهيوني
  • حشود مليونية في صنعاء والمحافظات تبارك انتصار إيران وتجدد ثبات الموقف الداعم والمساند لـ غزة
  • بن حبتور يبارك انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على العدو الصهيوني
  • الضربات الوهمية.. بين استعراض القوة وصمود الجغرافيا الإيرانية!
  • قراءة في الحرب بين إيران وإسرائيل ومآلات الصراع في المنطقة