صدى البلد:
2025-12-02@02:10:06 GMT

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: ثمرات 30 يونيو 2013

تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT

نزول الشعب المصري في 30 يونيو 2013م، يطالب بحريَّته، وإقصاء أصحاب المآرب غير السَّويَّة؛ من أجل أن تنال الدولة الفرصة المُستحقَّة، تجاه تنمية حقيقية مستدامة، يشارك فيها الجميع دون استثناء لأحد، تُوجَّهُ من خلالها الطاقات، والثَّروات في نهضة، وإعمار هذا الوطن الكبير، الذي قد عانى كثيرًا؛ نتيجة للتهْميش المُتعمَّد، وفترة الرُّكود، في شتَّى مجالات الحياة؛ حيث تفاقم حالة العَوَز، وشيوع الاسْتسْلام المجتمعيِّ حينئذٍ.

الشَّعبُ مع الجيش، والقائد الجسُور قد استعاد كيان الدَّوْلة، وأعاد الهيْبة إلى مُؤسَّساتها، ودحْر الفوْضى، التي قد راهن على إحداثها جماعةُ الإخوان الإرهابيَّة، بل، بدأت مسيرة التنمية غير المسْبوقة في كافَّة رُبُوع الوطن، كما أخذ الإصْلاح، والصَّلاح طريقه سريعًا؛ ليدرك أصحابُ المصالح أن مصرَ فوق الجميع، وأن كلمة الشَّعب سيفٌ بتَّار، وحقوقه قد صانها الدستور، وحافظ عليها جيشٌ عظيمٌ، وشُرْطة باسلة؛ فاجتمعت العزيمةُ على أمر واحد، وهو فرض الاستقرار، والأمن، والأمان، مهما تكلَّفنا من تضحيات.

الشَّعبُ المِصْريُّ في ثوْرته المجيدة قد أكد على أن التردُّد، أو التَّراجع، أو الخُضوع، أو الاسْتسْلام؛ لتوجيه سفينة الوطن من قِبل جماعاتِ الظَّلام، يحْصدُ آثاره أجيالٌ تلْو الأُخرى، وتصبحُ البلاد على الدَّوام مُسْتهلكةَ الطَّاقة، وفاقدةَ القُدْرة تجاه إحْداث التنْمية المُسْتدامة، بل، تُوّجه كافَّة مواردها؛ لخدمة أجندة مُحدَّدة؛ لجماعة الإخوان، غير السَّويّة، التي قد غرستْ بُذُورَها في شتَّى أنْحاء العالم؛ فلا أهميَّة لسقوط الوطن في مُسْتنْقعٍ، يمتلئُ بالخيانة، والزَّيف؛ ومن ثم فقد فَقِهَ شعْبُ مصر العظيم أنه لا مكان للأمن، والأمان، والاسْتقرار في بِقَاع أرْض الوطن.
ثورة 30 يونيو تُعَدُّ بمثابة سفينة النَّجاة التي قد أكدت على ضرورة أن يُسارعَ جيْشُنا العظيم؛ ليحْميَ مُقدِّرات الوطن الماديَّة، والبشَّريَّة وبمشاركة المؤسَّسة الشُّرْطيّة الباسلة، كما قد حافظتْ مؤسَّساتُ مصْنع الرِّجال على حُدود مصر البرَّيَّة، والبحْريَّة، والجوْيَّة، وقامت ببتْر أقْدامٍ كانت قد اسْتهدفتْ أمن، وأمان، واستقرار وطننا الحبيب، وهذا يُؤَكِّد أن مؤسَّسات الدَّوْلة الوطنيَّة ولاؤها، وانْحِيازُها للشَّعب صاحب الشَّرْعيَّة، والتَّشْريع، وليس لجماعةٍ تحْكُم وفْق الْهوى، ومصالحها الخاصَّة، دون اعتبار لمصالح الدَّوْلة العُلْيا.

اسْتطاعت الدَّوْلة المصْريَّة تحقيق أمْنَها القوميِّ في شتَّى أبعاده المُخْتلفة؛ فكان هناك فٍكْرًا اسْتراتيجيًّا قد ساعد في عوْدة البلاد إلى مكانتها المُسْتحقَّة بين الدُّوَل؛ ومن ثم جاء تأكيد السِّيادة في قِمَّة هرم الأوْلويات؛ فتحقَّقَ الأمْنَ القوْميَّ في بُعْده العسْكريِّ، وباتت حدود الدَّوْلة مُؤمَّنةً من صور المخاطر، التي كانت تحْدقُ بها، بعد أن نزع الشَّعبُ الغِطاء عن جماعات الظَّلام، وأُطيحَ بحكم قد سعى إلى الاستبداد، وفرْض هيْمنة، قد تسْتمرُّ إلى قرونٍ.

الوعي بأهميَّة الملَّف الاقتصاديِّ، قد جعل هناك يدًا، تبني رغم التَّحدِّيات المحيطة على المسْتويين الداخليِّ، والخارجيِّ؛ لذا لم يتأخر قرار الإعمار؛ لتدشين مشروعاتٍ قوميَّةً، عظيمة الشأن، والغاية في سائر رُبوع الوطن، وتبدأ جهود الإعمار في العمل دون توَّقف؛ ومن ثم أبهرت إنجازات الدولة المصريَّة العالم بأسْره؛ فما كان لأحد أن يتصوَّر أن تخرج مصر من نفقٍ مُظْلم، وتنْطلق بكل قُوَّة تجاه التنمية بكامل قدْرتها، وطاقتِها.

الشَّعْبُ المصْريِّ، و القيادة السِّياسيَّة الحكيمة، ومؤسسات الدَّوٓلة الرَّسْميَّة كان لهم القُدْرة على قِراءة المشْهد؛ لذا فقد تضافرت القُوَى الوطنيَّة بفضل العزيمة، والإرادة، التي قد تحلَّى بها الجميعُ؛ كي تُواجه كافَّة التهْديدات، بكل ثبات، فهُناك قناعةٌ تامَّةٌ بأن النَّسِيجَ المِصْريِّ، لا يقبل المسَاسَ به، وأنَّ من يحاولُ إضْعَاف الثِّقة بين الشَّعب، ومُؤَسَّسات الدَّوْلة، وقيادتها فهو خائبُ الظَّن، والمسْعى؛ لذا فقد حقَّقت الثَّوْرةُ المجيدةُ انْتصَاراتِها الَّتي نحْتفِلُ، ونحْتفِي بها كُلَّ عامٍ في هذا المِيْقات.

في ذِكْرى 30 يونيو 2013م نترَحَّمُ على شُهدائِنا من بني وطني، الذين قدَّموا الأرْواح، والدِّماء الذَّكيَّة من أجل حُرْيَّة هذا الوطن من الإرْهاب الأسْود، الذي قد غدا يعيثُ في الأرض فسادًا، ويُحرِّقُ الأرْض، ويدَمِّرُ كُلَّ ما عليها، ويتجرَّؤُ على الدِّماء الذَّكيَّة البريِئة في البلد الأمين، ونُثٍّمنُ جهودَ الشُّجْعان من جيْشنا العظيم، مُخطَّطات الإرْهاب لجماعات الظَّلام، ونُقدِّر اصْطِفاف الشَّعبِ الأبيِّ مع قيادته، ومؤسَّسات الوطن من أجل القضاء على براثن الإرْهاب، واسْتكمال مسِيرة النَّهضةِ والعَطاءِ.. حَفِظَ اللهُ وطنَنا الغالي، وشعْبَه العظيمَ، ومؤسَّساته الوطنيّة المُخْلصة، وقيادتهِ السِّياسيَّة الرَّشيدةِ أبدَ الدَّهرِ.

طباعة شارك 30 يونيو الشَّعبُ المِصْريُّ التنْمية المُسْتدامة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: 30 يونيو التی قد

إقرأ أيضاً:

محمد بن سعود: ذكرى عطرة خالدة في الوجدان

رأس الخيمة (وام) 

قال سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، إن يوم الشهيد مناسبة وطنية خالدة نستذكر فيها بتقدير واعتزاز تضحيات أبناء الإمارات الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن ورايته ليظل شامخاً آمناً قوياً. 
وأكد سموه أن القيادة الرشيدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تولي شهداء الوطن وأسرهم مكانة رفيعة، وتخلّد بطولاتهم لتبقى مصدر إلهام للأجيال، مستندة في ذلك إلى نهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في نصرة الحق وإعلاء قيم الإنسانية والسلام. 
وأشار سموه إلى أن تضحيات الشهداء تجسد المعدن الأصيل لشعب الإمارات، وترسّخ قيم العزة والوفاء والانتماء، مؤكداً أن ذكراهم العطرة ستظل خالدة في الوجدان، وأن بطولاتهم تشكل وسام فخر على صدر الوطن. 
وفي ختام تصريحه، توجه سموه بتحية تقدير لأمهات الشهداء وذويهم على صبرهم وثباتهم وإيمانهم، داعياً الله عز وجل أن يتغمد شهداء الوطن بواسع رحمته، وأن يحفظ الإمارات ويديم عليها نعمة الأمن والأمان.

أخبار ذات صلة النائب العام للاتحاد: وقفة عزٍّ وفخرٍ ببطولات شهدائنا عبدالعزيز بن حميد: عهد وفاء لرجال خلّدوا راية الوطن بتضحياتهم

مقالات مشابهة

  • د. محمد عسكر يكتب: انتبه من فضلك! الأخلاق ترجع إلى الخلف
  • سهير عبد القادر: رحلة "أولادنا" في تمكين ذوي القدرات الخاصة مستمرة
  • محمد سعيد حميد يكتب قصيدة: يا يَمنَ العِزِّ
  • محمد السيد الشاذلي: معركة الهوية أهم المعارك التي تخوضها الأمم
  • التحري الجنائي يكشف هوية مرتكب سرقة تعود لعام 2013 ويُحيله للنيابة بعد استكمال الإجراءات
  • د. حسن محمد صالح يكتب: صدمة ثانية تتعرض لها ثمود
  • محمد بن سعود: ذكرى عطرة خالدة في الوجدان
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: فطرتي
  • عبدالملك بن كايد: ترسيخ الحق والعدل والسلام
  • رجوع عصام صاصا وزوجته جهاد أحمد بعد أسبوعين طلاق.. تفاصيل