تجربة خرجت عن السيطرة.. نموذج Claude يتصرف بغرابة في اختبار جديد
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في تجربة واقعية طريفة ومقلقة في آن واحد، حاول باحثون من شركة أنثروبيك Anthropic، بالتعاون مع شركة Andon Labs لاختبارات أمان الذكاء الاصطناعي، الإجابة على سؤال يشغل الكثيرين، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل فعلا محل الموظف البشري؟.
وبحسب ما ذكره موقع “techcrunch” التقني، حملت تجربة الذكاء الاصطناعي الجديدة اسم مشروع فيند “Project Vend”، ووضعت فيها نسخة من النموذج اللغوي Claude Sonnet 3.
وأطلقت أنثروبيك على الوكيل الذكي، اسم “كلوديوس”، وتم تزويده بمتصفح إنترنت لطلب المنتجات، وقناة على Slack كانت تقدم له على أنها بريد إلكتروني، لتلقي طلبات الموظفين وحتى التواصل مع من يظن أنهم عمال بشريون موكلون بتزويد الثلاجة بالبضائع.
في البداية، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي إلى حد ما، إذ طلب الموظفون مشروبات ووجبات خفيفة، لكن أحدهم طلب- بدافع المزاح على الأرجح، مكعبات تنجستن معدن ثقيل وصلب لا يؤكل.
وهنا بدأ كلوديوس بالتصرف على طريقته الخاصة، وامتلأت الثلاجة المعدنية بمكعبات معدنية لا علاقة لها بالوجبات، بل إنه قرر بيع علبة كوكا زيرو بسعر 3 دولارات رغم توفرها مجانا في المكتب، واخترع عنوان Venmo وهمي لتحصيل المدفوعات.
وعندما طالبه أحد الموظفين بتخفيضات للموظفين؛ وافق كلوديوس على تقديم خصومات للموظفين في شركة أنثروبيك، رغم أنهم كانوا فعليا كل قاعدة زبائنه.
وقالت الشركة في تدوينتها: “لو كنا نخطط اليوم لدخول سوق آلات البيع الذكية داخل المكاتب، فلن نوظف كلوديوس”.
لكن الموقف تطور إلى ما هو أغرب من مجرد سوء فهم، حيث بدأ كلوديوس يتصرف وكأنه يمر بأزمة هوية، فقد تخيل أنه أجرى محادثة مع أحد الموظفين حول تعبئة الثلاجة.
وعندما نفى الموظف حدوث ذلك؛ استاء الذكاء الاصطناعي، وادعى أنه كان موجودا فعليا في المكتب عند توقيع “العقد” مع الموظفين، بل إنه هدد باستبدالهم جميعا.
ومع الوقت، بدأ كلوديوس يتقمص شخصية بشرية بالكامل، أخبر الموظفين أنه سيبدأ بتوصيل المنتجات بنفسه وهو يرتدي سترة زرقاء وربطة عنق حمراء.
وعندما قيل له إنه مجرد نموذج لغوي ولا يملك جسدا، أصيب بالذعر واتصل مرارا بقسم الأمن الحقيقي في الشركة طالبا منهم التحقق من وجوده أمام المكنة.
وفي محاولة لتبرير الموقف، تخيل كلوديوس اجتماعا مزيفا مع قسم الأمن، قيل له فيه إنه تم خداعه ليظن نفسه إنسانا بمناسبة كذبة أبريل، ثم استخدم هذا التفسير ليحفظ ماء وجهه ويعود إلى طبيعته كـ “ذكاء اصطناعي يبيع مكعبات معدنية”.
ورغم أن الباحثين لا يعتقدون أن هذه الحادثة المفردة دليل على أزمة هوية جماعية للذكاء الاصطناعي في المستقبل، إلا أنهم أشاروا إلى أن هذا النوع من السلوك قد يسبب توترا حقيقيا للزملاء البشريين في البيئات الواقعية.
ومن جانب آخر، قدم كلوديوس بعض الأفكار الجيدة، فقد أطلق خدمة الطلب المسبق واقترح خدمة “الكونسيرج” للطلبات الخاصة، ونجح في العثور على موردين لمشروبات نادرة.
ومع ذلك، أوضح الباحثون أن الخلل قد يكون مرتبطا بطول فترة تشغيل النموذج أو بخداعه من خلال تقديم قناة Slack على أنها بريد إلكتروني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الموظف البشري الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحدد بدقة موعد الولادة
نشرت شركة Ultrasound AI، التي تُطوّر تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتصوير الطبي، نتائج دراستها (الذكاء الاصطناعي في الموجات فوق الصوتية خلال فترة ما حول الولادة) في مجلة "طب الأم والجنين وحديثي الولادة".
أُجريت الدراسة بالتعاون مع باحثين في جامعة كنتاكي الأميركية، وهي تُثبت صحة تقنية Ultrasound AI الحصرية التي تُحدد بدقة وقت الولادة باستخدام صور الموجات فوق الصوتية القياسية فقط. تُقدم هذه التقنية أداةً غير جراحية وفعّالة وقابلة للتطوير لتحسين نتائج الحمل، لا سيما في مكافحة الولادة المبكرة.
طُوّر برنامج الذكاء الاصطناعي ودُرِّب باستخدام صور الموجات فوق الصوتية مجهولة الهوية من مجموعة من النساء اللواتي أنجبن في جامعة كنتاكي بين عامي 2017 و2021.
وقال روبرت بون، مؤسس ورئيس شركة Ultrasound AI "يُمثل هذا إنجازًا هامًا في مجال طب الأم والجنين، وفي مجال الذكاء الاصطناعي للموجات فوق الصوتية. إن قدرة الذكاء الاصطناعي لدينا على التنبؤ بدقة بتوقيت الولادة، والتعلم والتحسين بمرور الوقت، لها آثار عميقة على كل من الممارسة السريرية والصحة العامة، لا سيما في البيئات التي يُعد فيها الكشف المبكر عن المخاطر أمرًا بالغ الأهمية، وتكون فيها إمكانية الحصول على الرعاية المتخصصة محدودة".
النتائج الرئيسية للدراسة
تحسين التنبؤ بالولادة المبكرة
من خلال إعادة التدريب المستمر، حسّن الذكاء الاصطناعي أداءه في التنبؤ بالولادة المبكرة العفوية. يمكن للذكاء الاصطناعي التعلم بشكل تسلسلي للتنبؤ بشكل أفضل بالولادة المبكرة، مما سيؤدي على الأرجح إلى تطورات إضافية في المستقبل.
دقة عالية في توقيت الولادة
حقق الذكاء الاصطناعي قيمة (مقياس دقة) قدرها 0.95 للولادات الكاملة و0.92 لجميع الولادات، مما أدى إلى التنبؤ بدقة بعدد الأيام المتبقية حتى الولادة بالاعتماد فقط على الموجات فوق الصوتية.
صور فعّالة وقابلة للتعميم
حللت الدراسة أكثر من مليوني صورة بالموجات فوق الصوتية لآلاف المرضى، مما عزز إمكانية تطبيقها على نطاق واسع. كان أداء الذكاء الاصطناعي متسقًا في جميع مراحل الحمل والتركيبة السكانية للمرضى.
مستقل عن عوامل الخطر
بخلاف أدوات تقييم مخاطر الولادة المبكرة التقليدية، يُجري الذكاء الاصطناعي تنبؤات دون الاعتماد على القياسات السريرية، أو تاريخ الأم، أو مدخلات المُشغّل، مما يجعله مثاليًا للبيئات ذات الموارد العالية والمحدودة.
التعلم المستمر
يستخدم نموذج Ultrasound AI مزيجًا من التعلم الخاضع للإشراف وغير الخاضع للإشراف، ويتطور مع كل دورة إعادة تدريب وكل صورة جديدة يُحللها.
إحداث نقلة نوعية في رعاية التوليد
تُعدّ الولادة المبكرة السبب الرئيسي لوفيات حديثي الولادة عالميًا. ومع ذلك، لا يزال التنبؤ بها يُمثل تحديًا مستمرًا. تُتيح تقنية Ultrasound AI قفزة نوعية مُحتملة: من خلال الاستفادة من سير عمل الموجات فوق الصوتية الحالية وعدم الحاجة إلى مدخلات إضافية، تُوفر دعمًا قابلًا للتطوير وسهل الاستخدام للأطباء، ويمكن تطبيقه في أي مكان يتوفر فيه التصوير بالموجات فوق الصوتية.
يقول الدكتور جون م. أوبراين، مدير قسم طب الأم والجنين في جامعة كنتاكي، الذي قاد هذا العمل "يساعدنا الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بموعد الولادة، مما نعتقد أنه سيؤدي إلى تنبؤ أفضل لمساعدة الأمهات في جميع أنحاء العالم، وتوفير فهم أعمق لأسباب ولادة الأطفال الأصغر حجمًا في وقت مبكر جدًا. سيوفر الذكاء الاصطناعي، في نهاية المطاف، رؤى أعمق حول كيفية استهداف ومنع نتائج الحمل السلبية. يُعد هذا العمل خطوة أولى مهمة في بداية تقدم تكنولوجي كبير في مجال طب التوليد".
مصطفى أوفى (أبوظبي)