يحاول العدو أن يجعل من عملية «طوفان الأقصى» عنوانا للفشل والهزيمة، وسوء التدبير والتخطيط، وانتكاسة ما يسمى بالمحور، وأن ذلك مجرد ورطة وفخ وقعت فيه «حماس» وأوقعت معها كل أحرار الأمة، وأن نتائج (الـ7) من اكتور كانت لصالح كيان الإحتلال الخبيث، بينما جلبت الويل والخراب والدمار على هذه الأمة وفي مقدمتها حماس.
يروج العدو لهذه النظرية -ومن خلفه مأجوريه، وفريق كبير من قادة الفكر والسياسة والإعلام، وبعض أقلام حسيني النوايا فاقدي الوعي والبصيرة- بهدف ضرب روح الجهاد والمقاومة، ولتحطيم المعنويات، وزراعة اليأس والعجز والإحباط في أي عمل جهادي وثوري قادم، وزعزعة الثقة ونزعها في حركات الجهاد والمقاومة، ولتعزيز روح الهزيمة والخضوع والإستسلام في أبناء أمتنا والأجيال القادمة.
هذه النظرية خطيرة جدا، وجزء من مخطط الحرب والعدوان الناعم، وشبهة كبيرة يجب التصدي لها وتفنيدها وتبيين زيفها وحقيقتها وأهدافها.
لقد وقع المسلمون يوم «أحد» في مثل هذه النظرية، واستشعروا -حينها- المأزق والورطة، وشعروا بالندم والخيبة، واتهموا رسول الله في قيادته وحكمته، وحسن تدبيره وتخطيطه، وقد رد عليهم القرآن الكريم في ذلك، وبين الأسباب الحقيقية لحصول ما حصل، فقال سبحانه وتعالى: “أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ، وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ” (ال عمران:165-166)…الخ الآيات المباركة.
ومعنى هذا أن أي نتائج كارثية تحصل لا ترجع لسبب الجهاد أو القيادة أبدا، وإنما سببها هو الناس أنفسهم، فالمتخاذلون والمنظرون هم سبب كل مصيبة وفتنة وكارثة وبلية تحصل، ولو وقف المسلمون -ولو 5% منهم- بصدق وجد وإخلاص، وقاموا بمسؤليتهم، وأدوا واجبهم في هذه المعركة لما حصل شيء من هذا أبدا، ولكانت النتائج كلها لصالحهم.
أما الجهاد في سبيل الله فما هو إلا خير للأمة في كل شؤنها، ونتائج طوفان الأقصى ستصب حتما في صالح الأمة المسؤلة المجاهدة، والعبرة في النتائج بالخواتيم ومستقبل الأيام، لا بالقتل والتدمير والتهجير، فالإجرام عمره إجرام، ولا يسمى نصرا في كل الأعراف والمقاييس.
وعلى العكس من هذا تماما، فلو تأخر طوفان الأقصى -وقد تأخر- ولكن لو تأخر أكثر لكانت النتائج أدهى وأطم وأخطر وأعظم على كل هذه الأمة، وعلى مستقبل أجيالها، وحتى على أبنائها الذين لم يولدوا بعد.
أما المجاهدون الأحرار فعليهم أن لا ييأسوا ويحبطوا ويستسلموا مهما كانت النتائج، ومهما استمر أمد الحرب، وأن لا يضعفوا، ولا يهنوا ولا يحزنوا أبدا، وكما قال عز وجل: “وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء:104).
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
فعالية خطابية في بني حشيش تدشيناً للجولة الثانية من دورات “طوفان الأقصى”
الثورة نت/..
نظم المجلس المحلي والتعبئة في مديرية بني حشيش في محافظة صنعاء، اليوم، فعالية خطابية تدشيناً لأنشطة وبرامج الجولة الثانية من دورات “طوفان الأقصى” للعام 1447هـ.
وفي التدشين الذي حضره عضو مجلس النواب يحيى القاضي ووكيل المحافظة مانع الأغربي، أكد مسؤول التعبئة بالمحافظة فايز الحنمي أهمية التحشيد والاستعداد لمواجهة أي تصعيد للعدو بأي شكل من الأشكال وحماية الجبهة الداخلية من كل من تسول له نفسه العمل لخدمة العدو.
وأشار إلى أن الدورات المفتوحة لـ”طوفان الأقصى”، تمثل أولوية لتعريف المجتمع بمخططات العدو وكيفية مواجهته، حاثًا على التفاعل والاهتمام وتوعية الوسط المجتمعي بأهميتها والمشاركة فيها.
ونوه الحنمي، بالنجاحات التي تحققت في الجولة الأولى من دورات “طوفان الأقصى”.
فيما أشار مدير المديرية راجح الحنمي، إلى أهمية استشعار الجميع للمسؤولية في مواكبة توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي بالاستمرار في أنشطة دورات “طوفان الأقصى” والحرص على اكتساب مهارات قتالية استعداداً للمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية.
عقب التدشين تم تكريم 210 من المبادرين و105 مبادرات في عزل المديرية، كما تم تكريم 11 جمعية بدروع، وتكريم الأعضاء الفاعلين بشهادات تقديرية، تقديرًا لجهودهم المبذولة في خدمة العمل التنموي في المديرية.
حضر الفعالية والتكريم مسؤول التعبئة بالمديرية وليد العركدة وقائد محور الإمام العقيد علي الحضرمي ومسؤول المبادرات بالمديرية سيف السقاء وعدد من مديري المكاتب التنفيذية ورؤساء الجمعيات والفاعلين في تنفيذ المبادرات المجتمعية.