الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
يُعد الزرشك من الثمار الصغيرة التي تحمل في طياتها نكهة قوية وتأثيرا كبيرا في عالم الطهي والتغذية. وهو نوع من التوت الأحمر اللاذع، يُعرف علميا باسم "بيربيريس فولغاريس" (Berberis Vulgaris)، ويطلق عليه أيضا "العناب الأوروبي".
ينمو الزرشك على شجيرات شائكة مزهرة تنتشر في مناطق واسعة من آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا.
يتميّز الزرشك بلونه الأحمر القاني ونكهته الحامضة القوية التي تترك أثرا واضحا في أي طبق يضاف إليه. وغالبا ما يباع مجففا، مما يمنحه قواما مركزا ونكهة مركّزة تُستخدم لإضفاء توازن مميز بين الحموضة والحلاوة أو الدهنيات، خاصة في أطباق الأرز والحلويات والمربى.
ورغم حجمه الصغير، إلا أن له تأثيرا كبيرا على النكهة، إذ يضيف توازنا مثاليا للحلاوة أو الدسامة في الأطباق.
الفرق بين الزرشك والرمان المجففقد يخلط البعض بين الزرشك والرمان المجفف، لكن الفروق بينهما واضحة من حيث الشكل والطعم والاستخدام:
فمن حيث الشكل، الزرشك صغير الحجم، بيضاوي، ولونه أحمر داكن، بينما الرمان المجفف أكبر حجما ومسطح الشكل ولونه أحمر فاتح.
أما المذاق، فيتميز الزرشك بالحموضة والطعم اللاذع، لكن الرمان يميل إلى الحلاوة.
ويستخدم الزرشك في وصفات المطبخ الإيراني والتركي والأفغاني بالأرز والسلطات والمعجنات، بينما يشتهر استخدام الرمان الأحمر المجفف في المطبخ الشامي والمصري والهندي بأنواع الحساء والمقبلات.
وبصورة عامة، الزرشك أكثر حموضة من الرمان المجفف، ويُستخدم بشكل أساسي لإضافة نكهة مميزة، لا مجرد قوام أو لون.
الزرشك ليس مجرد عنصر طهي، بل له فوائد صحية متعددة بفضل احتوائه على مادة البربرين، وهي مركب نباتي نشط يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة والالتهاب. ومن أبرز فوائده:
إعلان دعم صحة الجهاز الهضمي ومكافحة الإسهال. المساعدة في الوقاية من أمراض القلب ومتلازمة التمثيل الغذائي. خفض مستويات السكر والكوليسترول في الدم. تعزيز صحة الفم والأسنان. كما أنه غني بفيتامين "سي" والألياف وبعض المعادن مثل الحديد والزنك. أضراره المحتملةرغم فوائده، إلا أن الزرشك يجب تناوله باعتدال، خاصة في صورته المركزة مثل المكملات أو العصائر المركزة، نظرا للأسباب التالية:
الإفراط في تناوله قد يسبب اضطرابا في المعدة أو إسهالا. تفاعلات محتملة مع أدوية السكري أو الضغط. غير آمن للحوامل.وينصح دائما باستشارة الطبيب في حال استخدامه بانتظام لأغراض طبية.
تاريخ استخدام الزرشك في المطبخيعود استخدام الزرشك في الطهي إلى قرون، خاصة في إيران القديمة، حيث استُخدم في أطباق الأرز مع الزعفران والدجاج، ليمنحها طعمًا متوازنًا بين الحموضة والدسم. كما استخدمته بعض المطابخ الهندية في الحلويات، وامتد استخدامه في روسيا لصناعة حلوى الزرشك الشهيرة ومشروبات منعشة.
في أوروبا، دخل الزرشك في صناعة المربيات والمخللات والصلصات الحامضة، وكان يُعتبر من المكونات "الطبية – الغذائية".
طبق إيراني كلاسيكي، يحضر من أرز بسمتي بالزعفران مدموج مع زرشك مقلي خفيفًا بالزبدة والسكر، ويُقدم مع دجاج مطهو ببطء في مرق وتوابل. الزرشك هو نجم الطبق، يضفي نكهة لاذعة تكمّل الزعفران والدجاج.
مربى الزرشكيطهى الزرشك المجفف مع السكر والماء حتى يتكاثف، ثم يُحفظ في برطمانات. يستخدم كحشوة للمعجنات، أو يقدم مع الجبن والخبز. نكهته الحامضة المركزة تميزه عن أي مربى تقليدي.
كعكة الزرشك والفستقيمكن استخدام الزرشك المنقوع كمكون رئيسي في وصفة كيك شهية، يمنح الكعكة طعما لاذعا يوازن حلاوة السكر، ويمنحها قواما مميزا مع الفستق المقرمش.
سلطة العدس والزرشكسلطة دافئة من العدس الأسود مع بصل مشوي وزرشك مقلي في زيت الزيتون. يضيف الزرشك نكهة منعشة تخفف من ثقل العدس وتمنح الطبق طابعا شرق أوسطيا مميزا.
الزرشك ليس مجرد نكهة فرعية تُستخدم للزينة، بل هو مكون فاعل في الطعم والتاريخ والتغذية. يجمع بين البساطة والعمق، ويمنح الأطباق توازنا قلما تجده في مكونات أخرى. وفي ظل الاهتمام المتزايد بالأطعمة الطبيعية والوظيفية، يستحق هذا التوت الصغير أن يعود بقوة إلى مطابخنا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
منظمات حقوقية تدعو لعقوبات أوروبية على الرئيس التونسي.. خط أحمر تم تجاوزه
وجهت عدة منظمات غير حكومية من منطقة البحر المتوسط رسالة إلى المفوضة الأوروبية الجديدة للشؤون الخارجية، كايا كالاس، دعت فيها الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات مباشرة على الرئيس التونسي قيس سعيّد وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين والقضائيين في البلاد، متهمة إياهم بـ"التمادي في انتهاكات حقوق الإنسان" وإغلاق المساحات المدنية.
الرسالة التي تولى نقلها المحاميان وليام بوردون وفنسنت برينغارث، نيابةً عن كل من: اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وفيدرالية التونسيين من أجل المواطنة على الضفتين، والمركز اللبناني لحقوق الإنسان، ومنظمة "يوروميد رايتس"، أكدت أن "الوضع في تونس تجاوز الخطوط الحمراء، وأوروبا لا يمكنها الاستمرار في التزام الصمت".
وطالبت المنظمات في خطابها بفرض مجموعة من الإجراءات العقابية على الرئيس سعيّد ومقربيه، من بينها: منع السفر إلى أوروبا، تجميد الأرصدة والحسابات البنكية، حظر تصدير الأسلحة والمعدات الأمنية إلى تونس، وقف الدعم المالي الأوروبي المرتبط بملف الهجرة.
يأتي هذا التصعيد بعد أكثر من عام على مراسلة أولى أرسلتها نفس المنظمات في يونيو 2024، والتي اكتفت فيها المفوضية الأوروبية بالقول إنها "تتابع الوضع عن كثب".
ويعيش المشهد الحقوقي التونسي منذ قرارات 25 يوليو 2021 ـ التي وصفها المعارضون بـ"الانقلاب" ـ حالة من التدهور المستمر. فقد شملت الاعتقالات شخصيات بارزة من مختلف التيارات السياسية، منها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي المحكوم بالسجن 22 عامًا بتهمة "التآمر على أمن الدولة"، وزعيمة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، المعروفة بمواقفها المناهضة للثورة.
وتشير بيانات الرابطة التونسية لحقوق الإنسان الصادرة في يناير الماضي، إلى أن نحو 400 شخص يواجهون ملاحقات بموجب مرسوم رئاسي مثير للجدل يستهدف ما يُسمّى بـ"مروّجي الأخبار الكاذبة"، وهو نص قانوني تعتبره المنظمات الحقوقية أداة لقمع حرية التعبير يستخدمها القضاء بمرونة واسعة ضد الصحفيين والمدونين والمحامين.
كما لا تزال أكثر من 10 شخصيات إنسانية متخصصة في دعم المهاجرين رهن الاحتجاز، منذ ما يزيد عن عام، في ظل اتهامات حقوقية للحكومة بانتهاك المعايير الدولية في معاملة اللاجئين والمهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وتُعد تونس أحد الشركاء الرئيسيين للاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة، وسبق أن أبرمت بروكسل وصفاقس عدة اتفاقيات مالية وأمنية مثيرة للجدل لضبط تدفقات المهاجرين، ما دفع بعض المنظمات لوصف العلاقة بـ"التواطؤ على حساب الكرامة الإنسانية".