الاستعمار الرقمي ودروس العدوان على إيران
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
لا يجب أن يمر علينا خبر وقف إيران لاستخدام برامج تحديد المواقع والملاحة الأمريكية «جي بي اس» على أراضيها واستبداله بالنظام الصيني «بيدو» مرور الكرام. هذا التحول الإيراني له دلالاته وتبعاته العالمية، خاصة بعد استخدام إسرائيل والولايات المتحدة الواسع لهذه البرامج في العدوان على إيران واستهداف علمائها وقادتها العسكريين، والسيطرة على أجوائها وتحييد دفاعاتها الجوية طوال أيام الحرب الأخيرة.
ورغم الدروس الكثيرة التي يمكن أن نتعلمها من هذه الحرب فان الدرس الأساسي والمحور- في ظني- هو الاعتراف بتدني قدراتنا كدول عالم نامية في المجال الرقمي، وعدم قدرتنا على مواجهة التفوق التقني الأمريكي- الصهيوني، وضرورة العمل على حماية أنفسنا وأوطاننا من الاستهداف الرقمي الذي يسعى إلى إبقائنا في موضع التبعية الرقمية. انضمت إيران بهذا التحرك المتأخر إلى دول عديدة في العالم اتجهت في السنوات الأخيرة مدفوعة برغبتها في الحفاظ على أمنها القومي إلى وقف استخدام هذه البرامج على أراضيها واستبدالها بأنظمة وطنية أكثر أمنا، حتى وإن لم تكن بالضرورة أكثر كفاءة من الأنظمة الأمريكية.
ولعل من أبرز الدول التي تسعى إلى تحقيق الاستقلال الرقمي، روسيا، التي نجحت في تطوير نظام ملاحة وتحديد المواقع يعتمد على الأقمار الاصطناعية يسمى «جلوناس»، يتم استخدامه في الأغراض المدنية والعسكرية. وأسست الهند نظام ملاحة إقليميا خاصا بها يسمى «نافيسي» مصمما لتقديم خدمات تحديد المواقع في الهند والدول المحيطة بها. وطورت كوريا الشمالية أنظمة ملاحتها الخاصة ليس فقط بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها، ولكن أيضا لأسباب أمنية أيضا تمنعها من استخدام الأنظمة العالمية. ورغم تحالفها القوي مع الولايات المتحدة أطلقت دول الاتحاد الأوروبي نظام ملاحة خاصا بها يسمى «جاليليو» ليكون بديلا مستقلا للنظام الأمريكي، يوفر لدول الاتحاد المزيد من الاستقلالية والأمن.
لم تكتف إيران بذلك، واستفادت من دروس المواجهة غير المتكافئة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة وإسرائيل، ودعت مواطنيها إلى التوقف عن استخدام بعض تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي مثل «واتساب»، و«تلغرام» وغيرهما من التطبيقات التي تعتمد على نظام تحديد المواقع، وذلك بعد أن تبين أن الشركات الأمريكية التي تدير هذه التطبيقات تواطأت في تمرير معلومات حساسة إلى الأمريكيين والإسرائيليين ساعدتهم في استهداف المواقع الإيرانية واغتيال الشخصيات المؤثرة خلال الحرب. وقد أثارت الخطوة الأخرى مخاوف شركة «ميتا» المالكة لواتساب وفيسبوك خشية أن تسير دول أخرى في العالم على نفس النهج الإيراني الجديد.
كل ما سبق يقودنا إلى إدراك حقيقة أن هناك احتلالا أمريكيا رقميا للعالم، سمح لها عبر شركات التقنية العملاقة المرتبطة بالتأكيد بالمخابرات المركزية الأمريكية «سي آي آيه» بالوصول إلى قلب كل دولة ومراقبة أنظمتها التقنية، واستنزافها سياسيا واقتصاديا، دون حاجة لغزو عسكري أو احتلال أراض. إنه استعمار من نوع جديد يختلف تماما عن صور وممارسات الاستعمار القديم. استعمار لا يقوم على إخضاع الدول والشعوب بقوة السلاح أو الاقتصاد فقط، وإنما بالسيطرة أيضا على أنظمتها الرقمية وانتهاك سيادتها بالخوارزميات والأنظمة التكنولوجية شديدة التعقيد، التي تستطيع تحديد قائمة الأهداف في الصراعات العسكرية وضربها عن بعد، وإشعال النزاعات والحروب الأهلية والإقليمية وتأجيج الثورات وهندسة الانقلابات في الدول والأقاليم التي لا ترضى عنها الإدارة الأمريكية وحلفائها.
حقيقة الأمر أن الولايات المتحدة تسيطر على السوق الرقمي سيطرة شبه كاملة، وباستثناء محاولات محدودة لتحقيق الاستقلال الرقمي كما في حالات الصين وروسيا والهند وكوريا الشمالية، والاتحاد الأوروبي، وإيران الآن، تبقى دول العالم محتلة رقميا من جانب الولايات المتحدة، سواء على مستوى الأجهزة التي يتم استخدامها في الوصول إلى الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي، أو على مستوى قدرة تلك البرامج والأنظمة على الوصول إلى أدق التفاصيل عن الدول والشعوب، ووأد أية محاولة للتمرد على السيد الأمريكي القوي.
وكما تواطأت شركات إنتاج أجهزة البيجر التي استخدمتها إسرائيل في اغتيال عدد كبير من قادة حزب الله في حربها على لبنان، تواطأت شركات عالمية أخرى متخصصة في إنتاج الهواتف المحمولة لتسهيل عملية استهداف القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين الذين كانوا يستخدمون تلك الأجهزة.
وقد اعترفت مصادر إسرائيلية بذلك، وأكدت «إن فرق «الموساد» الإسرائيلي التي انتشرت في إيران قبل الحرب استقدمت أجهزة من الخارج عبر شركات تجارية محلية، في سيناريو شبيه بتفجيرات البيجر التي طالت الصيف الماضي المئات من عناصر حزب الله في لبنان». وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإننا يجب ألا ننسى أن اغتيال شخصيات فلسطينية ولبنانية رفيعة المستوى مثل اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غرفته بفندق في طهران منذ عام تقريبا، وموجة الاغتيالات التي طالت قادة من الحركة مثل صالح العاروري، وقادة حزب الله في لبنان وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب وعدد من قادته العسكريين والميدانيين، تمت كلها عبر اختراق شبكات الاتصال.
في تقديري أن هذه الاغتيالات لم تكن لتتم على هذا النحو الكاسح لولا هذا الاستعمار الرقمي الذي مكن العدو من تحديد مواقع القادة بدقة واستهدافهم بشكل مباشر. في مقابل ذلك فإن استمرار الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، واستمرار نجاح المقاومة في استهداف الجنود الإسرائيليين وعجز إسرائيل بكل ما لديها من قوة على الوصول إلى أماكن احتجاز أسراها يؤكد حقيقة إمكانية العمل دون أجهزة وبرامج اتصالات أمريكية بعد أن نجحت المقاومة في بناء نظامها الخاص وإنتاج سلاحها بإمكانات محدودة للغاية وما زالت رغم هدم غزة كلها تقريبا قادرة على إيلام العدو ومنع وصوله إلى أسراه داخل القطاع.
إن التحرر الوطني من التبعية الرقمية للولايات المتحدة أصبح ضرورة، خاصة في هذا العصر الذي تحولت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها القريبون جدا منها مثل إسرائيل إلى محتل رقمي يمكن أن تصل ذراعه الطويلة إلى أي مكان في العالم. لم تعد الولايات المتحدة مؤتمنة على العالم وهي تكيل بمكيالين وتتعامل مع العالم بمنطق استخدام القوة المفرطة على جميع الأصعدة.
من هنا يتوجب على دول العالم أن تسعى إلى تحقيق سيادتها الرقمية على أراضيها، خاصة تلك الدول التي تتوافر لها إمكانات بشرية وموارد اقتصادية قادرة على إنتاج الأنظمة والبرامج والتطبيقات وأجهزة الاتصالات المؤمنة من الاختراق. لقد ناضلت دول العالم لسنوات طويلة للتحرر من الاستعمار الأوربي التقليدي ونجحت بعد عناء في الحصول على استقلالها، وعليها الآن أن تناضل من أجل التحرر من الاستعمار الأمريكي الرقمي، الذي لا يهدد الأمن الوطني لكل دولة على حدة، وإنما يهدد الأمن والسلم العالميين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة تحدید المواقع
إقرأ أيضاً:
تم إيقافه لسنوات.. الاستخبارات الأمريكية تكشف تفاصيل الضربات ضدّ برنامج إيران النووي
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفيه إجراء أي محادثات مع إيران، مؤكداً أن بلاده “دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل”، في تصريح جديد يعكس تصعيداً في لهجة الخطاب تجاه طهران.
وقال ترامب في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”: “أخبروا السيناتور الديمقراطي كريس كونز أنني لا أقدم لإيران أي شيء، على عكس باراك أوباما الذي دفع لهم مليارات الدولارات بموجب اتفاق الطريق الغبي نحو السلاح النووي (JCPOA)، والذي كان سينتهي الآن على أي حال!”.
وأضاف: “كما أنني لا أتحدث معهم حتى، منذ أن دمرنا بالكامل منشآتهم النووية”.
في السياق، أطلع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون راتكليف، أعضاء الكونغرس على تفاصيل سرية تتعلق بنتائج الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، مؤكداً أن الهجمات ألحقت أضراراً “جسيمة وطويلة الأمد” بقدرات طهران النووية.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية، كشف راتكليف خلال الإحاطة أن الضربات دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، والتي تُعد عنصراً حاسماً في عملية تصنيع نواة السلاح النووي.
وأشار إلى أن تجاوز هذا الضرر سيستغرق سنوات، مؤكداً أن الضربة شكّلت “انتكاسة استراتيجية” للبرنامج النووي الإيراني.
وأوضح أن التقييم الاستخباراتي اعتمد على “معلومات موثوقة”، من بينها مصادر بشرية وصور أقمار صناعية، وأكد أن منشآت نووية رئيسية، بينها مواقع في أصفهان وفوردو، تعرضت لأضرار بالغة، وأن الجزء الأكبر من اليورانيوم المخصب الإيراني لا يزال مدفوناً تحت أنقاض هذه المنشآت.
في السياق، أثار تصريح جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من التكهنات، حيث كشف عن وجود أربعة مواقع نووية في إيران، مشيرًا إلى أن ثلاثة منها هي المواقع الرئيسية التي استهدفتها الولايات المتحدة مؤخرًا، في حين وصف الموقع الرابع بأنه أقل أهمية.
وخلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال ترامب: “كنا نعلم أن لديهم العديد من المواقع، ربما ثلاثة بالإضافة إلى واحد آخر، لكنها المواقع الثلاثة الرئيسية، وكنا نعلم أنه سيتعين عليهم التخلي عنها”، ولم يوضح ترامب تفاصيل عن الموقع الرابع، مما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية.
يأتي ذلك في ظل نقاش داخلي في واشنطن بشأن مدى فاعلية الضربات، وسط تباين بين التقييمات الأولية وبعض التقارير الاستخباراتية. غير أن تصريحات راتكليف جاءت ضمن جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتأكيد أن الهجمات حققت أهدافها الاستراتيجية.
وأكدت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ما جاء في إحاطة راتكليف، معتبرين أن الضربات وجهت ضربة قاصمة للقدرات النووية الإيرانية.
وقال ترامب، في مقابلة على قناة “فوكس نيوز”، إن “البرنامج النووي الإيراني تم محوه بشكل غير مسبوق”، مضيفاً أن ما جرى “يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن”.
تأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه خبراء إيرانيون من أن واشنطن وتل أبيب قد تستأنفان عملياتهما العسكرية ضد إيران خلال الأيام المقبلة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
خامنئي يرد على ترامب: تصريحات ترامب مبالغ فيها لإخفاء عجزه
ردّ المرشد الإيراني علي خامنئي على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفاً مبالغات الأخير بأنها محاولة لإخفاء العجز وعدم القدرة على مواجهة إيران.
وقال خامنئي في تدوينة على منصة “إكس”: “استخدم الرئيس الأمريكي مبالغة غير تقليدية في وصف ما حدث… لم يكن بوسعهم فعل شيء، فبالغوا في الكلام لإخفاء الحقيقة وإبقائها طي الكتمان”.
جاء ذلك بعد تصريحات ترامب التي هدد فيها بوقف أي تخفيف للعقوبات على إيران، وشن ضربات جديدة إذا واصلت طهران برنامجها النووي، مؤكداً تدمير ثلاثة مواقع نووية إيرانية، وادعاء أنه أنقذ المرشد من “موت مهين”.
بدوره، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ترامب إلى التخلي عن “نبرته غير المحترمة” تجاه المرشد الإيراني.
إيران تحدد شروط العودة إلى طاولة المفاوضات وتكشف رسائل أمريكية بشأن خامنئي
حددت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، جملة من الشروط التي ترى ضرورة توفرها لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدة في الوقت ذاته تلقيها رسائل غير مباشرة تفيد بأن واشنطن لا تعتزم استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي في إطار أي تحركات لتغيير النظام.
ونقلت وكالة “إيسنا” الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية مجيد تخت روانتشي، أن على واشنطن “استبعاد أي هجوم آخر على إيران بالكامل” كشرط أساسي للعودة إلى طاولة التفاوض، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّرت عن رغبتها في الحوار، لكنها لم تقدم حتى الآن ضمانات واضحة بشأن وقف التصعيد العسكري خلال فترة المباحثات.
وأوضح روانتشي أن طهران تلقت عبر وسطاء رسائل تفيد بأن الولايات المتحدة “لا تنوي استهداف القيادة الإيرانية بغرض تغيير النظام”، لكنه شدد على أن بلاده تراقب الموقف عن كثب، ولا تزال في حالة تأهب تحسباً لأي مفاجآت، قائلاً: “لا نريد الحرب، بل نرغب في الحوار والدبلوماسية، لكن يجب أن نبقى حذرين”.
وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أكد المسؤول الإيراني أن حجم الأضرار التي لحقت به جراء الضربات الأمريكية لا يزال قيد التقييم، في إشارة إلى الهجمات التي شُنت مؤخراً على منشآت نووية إيرانية، وألحقت خسائر كبيرة في البنية التحتية العلمية والعسكرية.
سفير إيران لدى الأمم المتحدة يؤكد تعذر استئناف المفاوضات مع واشنطن وينفي تهديدات ضد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن الظروف الحالية غير ملائمة لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن أي محاولات أميركية لفرض شروط على طهران تجعل الحوار مستحيلاً.
وخلال مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الأميركية، أوضح إيرواني أن “المفاوضات مع الأميركيين مستحيلة إذا أرادوا فرض شروطهم”، معبراً عن موقف بلاده الرافض لأي ضغوط خارجية على برنامجها النووي.
ونفى السفير الإيراني بشكل قاطع وجود أي تهديدات من طهران تجاه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، وذلك بعد أن نشرت صحيفة محلية دعوات لإعدامه واتهامه بالتجسس. وقال إيرواني: “لا يوجد أي تهديد ضد غروسي من جانب إيران”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن مفتشي الوكالة “لا يمكنهم حالياً دخول المنشآت النووية الإيرانية”.
وفي سياق متصل، أكد السفير الإيراني أن بلاده “لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية”، رافضاً أي محاولات للضغط على برنامجها النووي المدني.
خبير إيراني: إسرائيل وواشنطن ستستأنفان العمليات العسكرية ضد طهران خلال أسبوع على أقصى تقدير
حذر الدكتور إبراهيم متقي، الخبير الإيراني في الشؤون الأميركية، من أن وقف إطلاق النار الراهن قد لا يستمر طويلاً، مرجحاً أن تستأنف إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، عملياتها العسكرية ضد إيران خلال أسبوع على أقصى تقدير.
وفي مقابلة بثها التلفزيون والإذاعة الرسميان في إيران يوم الأحد، قال متقي إن “مفهوم وقف إطلاق النار يختلف من دولة لأخرى؛ فبينما تعتبره إيران فرصة لتحقيق الاستقرار، تنظر إليه إسرائيل وواشنطن كوسيلة لإعادة التمركز وتعزيز القدرات القتالية”.
وأضاف أن الأدلة المتوفرة تشير بوضوح إلى أن “الموجة الثانية من الهجمات قيد التحضير، وقد تشمل استهداف مسؤولين إيرانيين ومنشآت استراتيجية”، محذرًا من أن المؤسسات المدنية والعسكرية لا ينبغي أن تتعامل مع الهدنة الحالية بثقة مفرطة.
ودعا متقي إلى تعزيز البنية الدفاعية الإيرانية، خصوصاً في مجالات الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والميكروترونيك، مع التركيز على “تشتيت الأهداف” تحسباً لأي هجمات مفاجئة، كما شدد على ضرورة تجاوز “التفاؤل الساذج”، داعياً إلى فهم أعمق لطبيعة الصراع والعدو.
وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير السياسي مجيد عباسي أن وقف إطلاق النار الحالي لا يجب أن يُستغل من قبل “العدو” لترميم قدراته، مطالبًا بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشديد السيطرة على الفضاء الإلكتروني والإنترنت المحلي، استعدادًا لما وصفه بـ”الحرب الهجينة المقبلة”.
تصريحات متقي وعباسي تأتي في وقت يتواصل فيه الجدل في طهران بشأن أهداف الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، وتداعياتها المحتملة على الأمن القومي الإيراني.
الإعلام الإيراني يكشف هوية “رفيق سليماني” بعد مقتله بغارة إسرائيلية ويصفه بـ”أسطورة المواجهة”
كشفت وسائل إعلام إيرانية للمرة الأولى عن هوية القيادي العسكري حسن أبو الفضل النيقويئي، المعروف بلقب “الحاج يونس”، وأكدت مقتله في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً.
ووصفت وكالة “تسنيم” الحاج يونس بأنه من المقربين جداً لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية قرب مطار بغداد عام 2020، مشيرة إلى أن العلاقة بين الرجلين كانت عسكرية ومعنوية وشخصية.
الوكالة الإيرانية نعت الحاج يونس بوصفه “أحد أساطير مواجهة الإرهابيين في المنطقة”، وقالت إنه قضى “حياة حافلة بالنضال ضد أعداء إيران والإسلام والمنطقة”، مضيفة أنه كان له دور محوري في قيادة عمليات فيلق القدس داخل سوريا، وأن وجوده على الأرض كان “مركزياً ومؤثراً”.