في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتنامي القلق الدولي من البرنامج النووي الإيراني، عادت احتمالات التصعيد العسكري في المشهد من جديد، خاصة مع تصاعد الحديث عن إمكانية تنفيذ ضربة أمريكية جديدة ضد طهران.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، أن هذا السيناريو يظل مطروحًا بقوة داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، لكنه يواجه العديد من التحديات والمعوقات السياسية، سواء داخل الكونجرس أو على مستوى الحسابات الاستراتيجية للإدارة الأمريكية، مما يجعل توقيته وتنفيذه محل جدل وتقدير.

هاني سليمان: احتمال ضربة أمريكية لإيران “قائم بقوة”.. لكنه مؤجل ومشروط

قال الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن احتمالية إقدام الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا دونالد ترامب، على توجيه ضربة عسكرية جديدة لإيران، هي احتمال قائم وبقوة، وله حضور داخل دوائر صنع القرار، لكن في نفس الوقت لا يمكن إغفال أن الضربات الأولى أثارت خلافات داخل أروقة الكونجرس، وواجهت اعتراضات من عدد كبير من النواب، خاصة من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، بسبب التخوفات من الزج بالولايات المتحدة في صراعات عسكرية جديدة بدلًا من القيام بدور الوسيط وداعم الاستقرار.

وتابع سليمان: “قدرة ترامب على القيام بعملية زي دي مرة تانية تظل مرتبطة بعدد من العوامل، ومش مرجحة إنها تحصل في الأمد القصير أو في التوقيت الحالي، لكن يفضل ده احتمال قائم، وبيتكرر طرحه في دوائر مغلقة أو في مشاورات زي اللي حصلت بين نتنياهو وترامب في زيارة سابقة”.

 هاني سليمان: القرار مش سهل.. ومحتاج ترتيبات معقدة ووقت لتبلور المسار

وأضاف: “ذلك الاتجاه  موجود، لكن اتخاذ قرار بذلك الحجم لن  يكون سهل، وسيحتاج لترتيبات أكتر تعقيدًا، ووقت أطول لكي يتبلور المسار، خاصة وإن ترامب قريب من نتنياهو، والجانب الإسرائيلي يرى إن هناك ضرورة لاستكمال ذلك الملف، خاصة مع غياب اليقين حول مدى نجاح الضربة الأمريكية الأولى”.

وأوضح سليمان أن الجانب الأمريكي والإسرائيلي يأكدون إن الضربة الأولى سببت خسائر كبيرة في المشروع النووي الإيراني، وإيران فقدت قدرات لن تستطيع استعادتها بسهولة، لكن في المقابل، هناك حالة من التشكك، ورغبة في إن يكون هناك ضربة عسكرية جديدة تكمل الأهداف اللي لم تتحقق بشكل كامل، وذلك يجعل  الخيار مطروح، لكن يحتاج وقت لحسمه.

وقال سليمان هناك جانب مهم، وهو إنه يوجد روايات أمريكية وإسرائيلية تقول إن الضربة الأولى شلت القدرات النووية الإيرانية، لكن هناك روايات أخرى تؤكد أن إيران ما زالت تمتلك يورانيوم مخصب وقدرات نووية، وإن الخسائر من الممكن أن تعوض وبالتالي لا يوجد إلحاح زمني للقيام بضربة أخرى حاليا”.

واستكمل: “الولايات المتحدة ممكن تلجأ في الوقت الحالي لأدوات ضغط أخرى مثل العقوبات، أو من خلال الأدوار الأوروبية، بالإضافة الى التلويح بالعودة لآلية الزناد التي تسمح بفرض مزيد من العقوبات طبقًا للاتفاق النووي التي انسحبت منه واشنطن، والذي يتضمن أكتر من 6 أنواع من العقوبات، بعضها كان مطبق من 2006 لـ2010، ويغطي مجالات كتير، والتي من الممكن أن تقوض قدرات إيران فعلًا”.

وأشار إلى أن واشنطن كانت قد منحت إيران مهلة لنهاية أغسطس للعودة لطاولة المفاوضات، وإلا سيتم تفعيل آلية الزناد، وبالتالي الضربة العسكرية غير متوقعة قبل انتهاء المهلة أو فشل المسار التفاوضي.

واختتم  هاني سليمان تصريحاته قائلًا: “التهديد الذي يطلقه ترامب هو في الأساس ورقة ضغط سياسي، لكنه قابل للتنفيذ، ومرهون بعوامل وظروف وحسابات داخل الإدارة الأمريكية نفسها، ولن يكون سهل اتخاذ قرار بذلك الحجم لأنه معقد ومرتبط بتوازنات داخلية وخارجية كبيرة”.

 

طباعة شارك إيران البرنامج النووي الإيراني ضربة أمريكية الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيران البرنامج النووي الإيراني ضربة أمريكية الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب النووی الإیرانی هانی سلیمان

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: تغير في موقف واشنطن يُنذر بمسار جديد في ليبيا

العبدلي: رسالة ترامب أوصلت موقفًا حازمًا لجميع الأطراف الليبية

ليبيا – رأى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه رسالة صريحة عبر مستشاره للشؤون الأفريقية مسعد بولس، مفادها أن الوضع السياسي القائم في ليبيا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة وترامب شخصيًا.

تحذير غير عبثي وطبقة سياسية هشة
العبدلي وفي تصريح لوكالة “سبوتنيك”، أكد أن رسالة ترامب وصلت إلى جميع الأطراف الليبية دون استثناء، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي لم يطلق تصريحاته عبثًا، بل كانت محسوبة، ولديه سوابق في توجيه تهديدات مبطنة لدول أخرى.

وأوضح أن الطبقة السياسية الليبية ضعيفة ولا تستطيع معارضة الولايات المتحدة، ما يجعل الرسالة الأمريكية بمثابة كشف لواقع سياسي هش قد يفضي إلى مسار جديد، في ظل اهتمام أمريكي متزايد بالملف الليبي.

مصالح اقتصادية وعروض بمليارات الدولارات
العبدلي أشار إلى أن الولايات المتحدة تملك مصالح اقتصادية كبيرة في ليبيا، أبرزها الاتفاقيات مع المؤسسة الوطنية للنفط، وامتيازات في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، لكنه شدد على أن العروض التي قدمها عبد الحميد الدبيبة بقيمة 70 مليار دولار، تأتي ضمن محاولات تودد مكشوفة وفاشلة، إذ إن واشنطن قادرة على فرض ما تريده دون الحاجة لمجاملات.

تغير في أولويات واشنطن وتوجه نحو تدخل مباشر
وأوضح العبدلي أن ليبيا لم تكن ضمن أولويات الإدارات الأمريكية السابقة، لكن تصريحات ترامب تشير إلى تحول في هذا الاتجاه، وقد يتضح شكل التدخل خلال الفترة المقبلة، مع دعم متوقع لخارطة الطريق الأممية.

الديمقراطية غائبة والدعم موجّه لحلفاء واشنطن
وحول المسار الديمقراطي، قال العبدلي إن بعثة الأمم المتحدة ما تزال تملك دورًا في كسر الانسداد، لكنها تواجه تحديات كبيرة. ورغم رفع واشنطن شعار الديمقراطية، إلا أن ممارساتها في ليبيا تدل على سعيها لتمكين حلفائها بغض النظر عن إرادة الشعب.

الدعوة لإفساح المجال أمام الشباب
وأشاد العبدلي بتصريحات ترامب حول دعم الشباب الليبي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة التقت بعدد من الكفاءات الشابة. وقال إن من قادوا ليبيا خلال العقود الماضية تسببوا بانهيار الدولة، وأن الوقت قد حان ليأخذ الشباب دورهم، خاصة أن العقلية القديمة ترتبط بالفساد وتشبث السلطة.

الفرصة قائمة ولكن تتطلب جدية أمريكية
وختم العبدلي بالتأكيد على أن التغيير ضرورة حتمية، وإذا اقترن دعم الشباب الليبي من قبل واشنطن بجدية في دعم البعثة الأممية ووقف الفوضى السياسية، فإن ذلك سيمثل خطوة إيجابية على طريق إنقاذ ليبيا.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: تغير في موقف واشنطن يُنذر بمسار جديد في ليبيا
  • الذكاء الاصطناعي يغزو واتساب بمميزات جديدة
  • جدل علني بين ترامب وباول داخل مقر البنك المركزي الأمريكي
  • إيران تعتبر محادثات الملف النووي فرصة لتصحيح موقف أوروبا
  • الخارجية الإيرانية: اجتماعنا مع الترويكا الأوروبية لتصحيح نظرتها بشأن الملف النووي
  • مستشار خامنئي: لا يمكن لأي دولة أن توقف تقدم البرنامج النووي الإيراني
  • ‌‏فاينانشال تايمز: أوروبا ستمنح إيران مهلة جديدة بشأن البرنامج النووي
  • ضربة جديدة ضد «مافيا العملات».. ضبط قضايا قيمتها 4 ملايين جنيه في 24 ساعة
  • مسئول إسرائيلي: مقترح حماس الأخير بشأن هدنة غزة قابل للتنفيذ
  • برلماني : دعم صناعات السكر ضربة البداية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي