محلل سياسي: تغير في موقف واشنطن يُنذر بمسار جديد في ليبيا
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
العبدلي: رسالة ترامب أوصلت موقفًا حازمًا لجميع الأطراف الليبية
ليبيا – رأى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه رسالة صريحة عبر مستشاره للشؤون الأفريقية مسعد بولس، مفادها أن الوضع السياسي القائم في ليبيا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة وترامب شخصيًا.
تحذير غير عبثي وطبقة سياسية هشة
العبدلي وفي تصريح لوكالة “سبوتنيك”، أكد أن رسالة ترامب وصلت إلى جميع الأطراف الليبية دون استثناء، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي لم يطلق تصريحاته عبثًا، بل كانت محسوبة، ولديه سوابق في توجيه تهديدات مبطنة لدول أخرى.
وأوضح أن الطبقة السياسية الليبية ضعيفة ولا تستطيع معارضة الولايات المتحدة، ما يجعل الرسالة الأمريكية بمثابة كشف لواقع سياسي هش قد يفضي إلى مسار جديد، في ظل اهتمام أمريكي متزايد بالملف الليبي.
مصالح اقتصادية وعروض بمليارات الدولارات
العبدلي أشار إلى أن الولايات المتحدة تملك مصالح اقتصادية كبيرة في ليبيا، أبرزها الاتفاقيات مع المؤسسة الوطنية للنفط، وامتيازات في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، لكنه شدد على أن العروض التي قدمها عبد الحميد الدبيبة بقيمة 70 مليار دولار، تأتي ضمن محاولات تودد مكشوفة وفاشلة، إذ إن واشنطن قادرة على فرض ما تريده دون الحاجة لمجاملات.
تغير في أولويات واشنطن وتوجه نحو تدخل مباشر
وأوضح العبدلي أن ليبيا لم تكن ضمن أولويات الإدارات الأمريكية السابقة، لكن تصريحات ترامب تشير إلى تحول في هذا الاتجاه، وقد يتضح شكل التدخل خلال الفترة المقبلة، مع دعم متوقع لخارطة الطريق الأممية.
الديمقراطية غائبة والدعم موجّه لحلفاء واشنطن
وحول المسار الديمقراطي، قال العبدلي إن بعثة الأمم المتحدة ما تزال تملك دورًا في كسر الانسداد، لكنها تواجه تحديات كبيرة. ورغم رفع واشنطن شعار الديمقراطية، إلا أن ممارساتها في ليبيا تدل على سعيها لتمكين حلفائها بغض النظر عن إرادة الشعب.
الدعوة لإفساح المجال أمام الشباب
وأشاد العبدلي بتصريحات ترامب حول دعم الشباب الليبي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة التقت بعدد من الكفاءات الشابة. وقال إن من قادوا ليبيا خلال العقود الماضية تسببوا بانهيار الدولة، وأن الوقت قد حان ليأخذ الشباب دورهم، خاصة أن العقلية القديمة ترتبط بالفساد وتشبث السلطة.
الفرصة قائمة ولكن تتطلب جدية أمريكية
وختم العبدلي بالتأكيد على أن التغيير ضرورة حتمية، وإذا اقترن دعم الشباب الليبي من قبل واشنطن بجدية في دعم البعثة الأممية ووقف الفوضى السياسية، فإن ذلك سيمثل خطوة إيجابية على طريق إنقاذ ليبيا.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
ابتزاز سياسي للمقاومة في شرم الشيخ.. مفاوضات تحت النار
وتأتي هذه الجولة بعد اعلان ما يسمى بخطة ترامب للسلام، حيث أبدت المقاومة الفلسطينية مرونة في التعاطي معها والرد الذي وصف بالذكي، بالتوازي مع ضغط أمريكي صهيوني عربي لاجبار المقاومة على تقديم التنازلات.
وتؤكد الوقائع أن الفجوة لا تزال كبيرة، خاصة فيما يتعلق بثلاثة ملفات رئيسية، وهي الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من القطاع، وموضوع نزع سلاح المقاومة، وهوية الجهة التي ستدير غزة بعد وقف العدوان الصهيوني عليها.
وأعلنت "حماس" بوضوح، على لسان أسامة حمدان، رفضها القاطع لأي إدارة أجنبية لقطاع غزة، مشدداً على ضرورة تشكيل هيئة وطنية فلسطينية مستقلة تتولى إدارة شؤون القطاع، بما ينسجم مع التوافق الوطني الفلسطيني، مؤكدا أن دخول قوات دولية إلى غزة "أمر غير مقبول"، مطالباً بضمانات لإنهاء العدوان وانسحاب الاحتلال من كامل أراضي القطاع.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن الحركة أبدت استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى الصهاينة، مقابل انسحاب شامل من القطاع، وتوفير ضمانات دولية واضحة لوقف العدوان وعدم تكراره.
وتسعى الخطة الأميركية، التي يُديرها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، لفرض ترتيبات أمنية وسياسية طويلة الأمد، تشمل إبقاء قوات الاحتلال في أكثر من نصف مساحة غزة في المرحلة الأولى، وضمان تفكيك بنى المقاومة المسلحة، مقابل ما يُروّج له من "إعمار" و"حكم مدني انتقالي" تديره جهات غير فلسطينية أو بتفويض من واشنطن والعدو الاسرائيلي.
وأفادت القناة 12 الصهيونية أن المجرم نتنياهو يرفض حتى الآن الالتزام بإنهاء العدوان، حتى بعد مرحلة إطلاق سراح الأسرى، وقد أبلغ الإدارة الأميركية بنيته الإبقاء على قوات الاحتلال في ثلاثة مواقع استراتيجية داخل القطاع، بينها محور صلاح الدين، لسنوات قادمة.
ويهدد الرئيس الأميركي المجرم ترامب بفتح أبواب الجحيم في حال أصرّت حماس على البقاء في الحكم، في لغة وُصفت بأنها استعمارية وعنصرية وتحرض على الإبادة الجماعية، وتعبّر عن تواطؤ أميركي كامل مع الرواية الصهيونية ومشروعها التوسعي في فلسطين المحتلة.
وفي السياق نفسه، صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن "90% من تفاصيل الخطة قد تمّ الاتفاق عليها"، وقلّل من شأن القضايا العالقة، واصفاً إياها بـ"تفاصيل لوجستية"، في تجاهل صارخ لمطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة.
لغة استعمارية تأمريه
وفي مشهد يعكس حجم التآمر الصهيوني – الأميركي على القضية الفلسطينية، تراجع رئيس حكومة الاحتلال، المجرم نتنياهو، أمام ضغوط غير مسبوقة من إدارة ترامب، التي تسعى لفرض "صفقة سياسية" على أنقاض العدوان، حيث أبلغ المجرم نتنياهو، الذي يعاني من أزمة داخلية خانقة، ويحاصره الفشل العسكري في غزة، ترامب خلال اتصال هاتفي أنه لا يرى في رد "حماس" موافقة حقيقية على الخطة الأميركية، محاولاً كعادته التهرب من الاستحقاقات السياسية.، لكنّ الرد الأميركي جاء صادماً، حيث وبّخه ترامب قائلاً: "لماذا أنت دائماً سلبي؟ هذا انتصار، اقبل به!"، وفق تسريبات صحافية صهيونية وأميركية.
وتُظهر المعطيات بوضوح أن ما يُطرح على طاولة شرم الشيخ ليس حلاً سياسياً بقدر ما هو جزء من مخطط مشترك أميركي–صهيوني لتصفية المقاومة الفلسطينية، ونزع سلاحها، وتفكيك مشروعها السياسي والعسكري، بعد أن فشل الاحتلال في هزيمتها ميدانياً.
لكن هذه المؤامرة، التي تُدار بأدوات الضغط والابتزاز وتزييف الحقائق، تصطدم بصمود المقاومة وإصرارها على فرض شروطها، لا سيّما في ملفات الأسرى، والانسحاب الكامل، ورفض أي إدارة أجنبية أو "سلطة وظيفية" يتم تنصيبها بإرادة أميركية.
وبالتوازي مع المفاوضات، تستعد سلطات الاحتلال لإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، من بينهم شخصيات وطنية بارزة، أمثال مروان البرغوثي، حسن سلامة، عبدالله البرغوثي، عباس السيد، أحمد سعدات، إبراهيم حامد، بحسب أنباء يتم تداولها عبر وسائل اعلام عبرية لكنها غير موثوقة.
وعلى الرغم من التهديدات المستمرة، يواصل الفلسطينيون في غزة الصمود في وجه العدوان المستمر، حيث ما تزال قوات الاحتلال ترتكب المجازر اليومية بحق المدنيين، فيما تُصرّ المقاومة على أن أي تفاهمات لن تمر دون تلبية الشروط الوطنية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وضمان سيادة الشعب الفلسطيني على أرضه.
وفيما تتقدم المفاوضات بتثاقل وسط ضغط أميركي وتحفّظات فلسطينية، تتعاظم المخاوف من أن تُستخدم "المفاوضات" كغطاء لمشروع تصفوي طويل الأمد، يسعى لتحويل غزة إلى كيان منزوع السيادة وخاضع للوصاية.