نيبينزيا: الأمم المتحدة تفقد تدريجيا دورها كوسيط رئيسي في النزاعات الدولية
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
نيويورك – أكد مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن المنظمة الأممية باتت تفقد دورها كوسيط في تسوية النزاعات الدولية متذرعة بضعف نفوذها ووجود تناقضات جيوسياسية تحول دون ذلك.
وقال نيبينزيا خلال مشاركته في جلسة المناقشات المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول سبل التسوية السلمية للنزاعات: “إن موضوع منع نشوب النزاعات، والوساطة، وتقديم المساعي الحميدة، يُعد من بين المواضيع الأكثر تداولا في أروقة الأمم المتحدة، ويحظى بأولوية لدى العديد من الدول وكذلك لدى الأمانة العامة للمنظمة.
وأضاف: “نرصد أيضا اتجاها آخر مقلقا يتمثل في الاستخفاف المزمن والتنصّل المستمر من الاتفاقات التي يتم التوصل إليها عبر جهود السلام، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن. فالتوصل إلى اتفاق لا يكفي، بل لا بد من ضمان تنفيذه”. وتابع قائلا: “لا نحتاج إلى الذهاب بعيدا للعثور على أمثلة فما حدث مع اتفاقات مينسك – التي وُقّعت، وفقا لما صرّح به قادة أوروبيون، بهدف المماطلة وليس التنفيذ – لا يزال ماثلا أمام أعين الجميع. وهذا، بلا شك، يُعد المثال الأبرز لفشل جهود منع اندلاع نزاع”.
وفي سياق متصل، أشار نيبينزيا أيضا إلى ضرورة التصدي لانتشار المعلومات المضللة وغير الموثوقة، قائلا: “عنصـر آخر لا يقل أهمية في التسوية السلمية للنزاعات يتمثل في ضرورة الاعتماد على معلومات دقيقة وموثوقة. إذ بات من سمات المرحلة الراهنة انتشار البيانات غير المؤكدة، وأحيانا المضللة صراحة، من خلال وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية. وغالبا ما تتسرب هذه المعلومات المنحازة إلى وثائق الأمم المتحدة نفسها وتُستخدم فعليا من قبل موظفي المنظمة. ومن الضروري وضع حد لهذه الظاهرة”.
لقد نصت اتفاقيات مينسك على حل الأزمة في شرق أوكرانيا ووقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس، وعدم التعرض للمدنيين المتحدثين بالروسية في تلك المناطق، إلا أن الوسطاء الغربيين لم يمارسوا أي ضغوط على كييف لتنفيذ التزاماتها والكف عن الاضطهاد والإبادة الجماعية بحق سكان مناطق دونيتسك، ولوغانسك، على خلفية عرقهم الروسي.
ويذكر أنه بعد بدء العملية العسكرية الخاصة، اعترف عدد من القادة الأوروبيين السابقين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون، بأن اتفاقيات مينسك لم تؤخذ على محمل الجد من قبل باريس وبرلين ولندن.
وأكدوا أن الهدف من تلك الاتفاقيات كان كسب الوقت لتمكين نظام كييف من تعزيز قواته والاستعداد للحرب مع روسيا.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
عامان من الحرب.. الأونروا: أكثر من 66 ألف شهيد و80% من مباني غزة مدمرة
مر عامان على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي أطول وأعنف الحروب التي شهدها القطاع منذ عقود، لتترك وراءها دمارًا هائلًا ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيان عاجل، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 66 ألفًا ومئة شخص استشهدوا منذ بدء الحرب في أكتوبر ٢٠٢٣، في حين نزح جميع سكان القطاع تقريبًا، مؤكدة أن ما يقارب 80% من المباني في غزة تم تدميرها أو تضررت بشكل كبير.
وأشارت الأونروا إلى أن 370 من موظفيها استشهدوا أيضا أثناء تأدية مهامهم الإنسانية، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الأمم المتحدة، ما يعكس حجم الخطر الذي يواجهه العاملون في الإغاثة داخل القطاع.
وأضافت أن المؤسسات التعليمية والصحية التابعة للوكالة أصبحت ملاذًا مؤقتًا لعشرات الآلاف من الأسر التي فقدت منازلها، رغم تدهور الأوضاع الصحية ونقص الغذاء والمياه وغياب الخدمات الأساسية.
من جهتها، حذرت منظمات إنسانية دولية من أن غزة تواجه انهيارًا شاملاً في البنية التحتية والخدمات العامة، مشيرة إلى أن النظام الصحي لم يعد قادرًا على استيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين، بينما يواجه السكان خطر المجاعة وتفشي الأمراض بسبب التلوث ونقص الدواء.
ويؤكد مراقبون أن الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 تحولت إلى كارثة إنسانية ممتدة، إذ يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف قاسية وغير إنسانية داخل منطقة محاصرة، وسط غياب أفق سياسي واضح لإنهاء المعاناة.
وتواصل الأمم المتحدة والجهات الإنسانية دعواتها لوقف إطلاق النار الشامل وضمان وصول المساعدات دون عوائق، محذرة من أن استمرار الحرب سيقود إلى جيل ضائع في غزة، حيث يعيش الأطفال تحت وطأة الفقد والجوع والخوف اليومي.
وبينما يطوي الفلسطينيون عامين من الدمار والموت، تبقى غزة شاهدة على واحدة من أكثر المآسي قسوة في التاريخ الحديث، في انتظار صحوة ضمير عالمية توقف نزيفها المستمر.