لجريدة عمان:
2025-07-27@09:50:26 GMT

كيف أصبحت الهيمنة هدف العلم الأول؟

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

كيف أصبحت المؤسسة العلمية غير ناقدة لنفسها للحد الذي تُنتج فيه شيئا مدمرا مثل قنبلة نووية، أو تقنية تبخر الجثث.

لو بدأنا من السؤال العريض: إلى ماذا يرمي العلم؟ ثمة الغاية المرتبطة بالفهم والتفسير، تتداخل مع صياغة النظريات والقواعد، ثم تأتي الحاجة إلى التحكم والسيطرة: الأمراض، والطقس، وإنتاج بطيخة بلا بذور.

يتبنى الكثير من العلماء - والناس عموما - موقفا غير ناقد من العلم: العالِم لا يملك أهلية أخلاقية خاصة بحكم معرفته. يذهب البعض إلى القول: إن إلزام العالِم أخلاقيا يُعرقل الأداء البحثي. تُبنى محاججات الموضوع على الفصل الكامل بين «إنتاج» المعرفة و«تطبيق» المعرفة. ويُدّعى أن الإنتاج - الذي يسبق التطبيق - هو عملية حرة ومحايدة، موضوعية ونزيهة. حرة بمعنى أن لكل عالم حرية استكشاف الموضوعات التي يختار، ومحايدة بمعنى أنها لا يُمكن أن توصف بأنها جيدة أو سيئة، أخلاقية أو غير أخلاقية، وحتى مفيدة أو مضرة. ثم النزاهة التي قليلا ما تعني أكثر من تجنب السرقة الأدبية.

يحق لنا، ما دمنا هنا، أن نتساءل إن كان العلم دائما مشغولا بالتحكم والسيطرة، هل كانت الطبيعة دائما شيئا يجب إخضاعه قسرا؟

تزامن تطور العلم للشكل الذي نعرفه اليوم بطموحات أوروبية في التوسع، والرفاه عبر الهيمنة على مصادر الأرض، وبشرها. لكن السيطرة على الطبيعة وتسخير مواردها لم يكن دائما الغاية الأولى للعلم. تُخبرنا ليندا جين شيفرد في كتابها «أنثوية العلم» أن الأمر لم يكن هكذا على الدوم: «وبدلا من استلهام الهيمنة على الطبيعة، اتخذ الصينيون العلاقة الانسجامية مع الطبيعة مثلا أعلى لهم». الحضارة العربية الإسلامية قامت على الاعتدال، على كون الأرض أمانة.

هذا المنظور المؤسس على الرغبة في الهيمنة ناتج عن مقاربة الطبيعة كما يُقارب كيان أنثوي أو كيان بدائي «غير متحضر»: فهو عصابي وحشي، ثري سحري، مليء بالإمكانيات لكن يجب إخضاعه. استكشاف الطبيعة يُصبح إذا ذا غاية محددة: التسخير؛ وذو شروط محددة أيضا: القابلية للاستعمال (معرفة يمكن تطبيقها، معرفة نافعة ماديا).

وبالرغم من تغير وظيفة العلم، لم تتغير مكانته. اتجاهه الجامح نحو الربح والهيمنة لم يواكبه التشكيك والنقد والمساءلة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بكين تتحدى الهيمنة الأمريكية.. الصين تدعو لتعاون دولي في «الذكاء الاصطناعي»

دعا رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، خلال افتتاح المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في شنغهاي، إلى إنشاء منظمة دولية تهدف إلى تنسيق الجهود العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه الخطوة ضرورية لضمان تطوير آمن ومنصف للتكنولوجيا التي باتت اليوم محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي.

وأكد لي تشيانغ على أن حوكمة الذكاء الاصطناعي لا تزال مجزأة على المستوى العالمي، حيث تعاني الدول من تفاوت كبير في المفاهيم والقواعد التنظيمية، ما يهدد بأن تتحول هذه التكنولوجيا المتقدمة إلى أداة حصرية بيد عدد محدود من الدول والشركات الكبرى، مما يزيد من الهوة الرقمية ويعزز الاحتكار.

وشدد رئيس الوزراء الصيني على ضرورة وضع إطار تنظيمي موحد يحظى بإجماع دولي، يمكن من خلاله معالجة التحديات المشتركة مثل نقص رقائق الذكاء الاصطناعي، والقيود المفروضة على تبادل الخبرات والمعرفة، مشيرًا إلى استعداد الصين لتقاسم خبراتها ومنتجاتها مع باقي الدول، وخاصة دول الجنوب العالمي، في خطوة تهدف إلى تعزيز التكافؤ والفرص المتساوية في هذا القطاع الحيوي.

وتأتي هذه الدعوة في ظل تصاعد المنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث فرضت واشنطن قيودًا على تصدير رقائق وتقنيات متقدمة إلى الصين، في محاولة للحد من تقدم بكين في مجال الذكاء الاصطناعي، هذه القيود أثارت تساؤلات حول مستقبل التعاون الدولي في مجال التكنولوجيا وأهمية إيجاد آليات لضمان الاستخدام المسؤول والمشترك للذكاء الاصطناعي.

كما أن هذه المبادرة الصينية تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات سريعة في مجالات التقنية والاقتصاد الرقمي، مع تزايد اعتماد الحكومات والشركات على الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية وتطوير الخدمات وتحسين حياة الأفراد، مما يجعل الحاجة إلى تعاون دولي منظم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

تزامنًا مع هذه الدعوة، تشهد الساحة الدولية جدلاً واسعًا حول الأخلاقيات، حماية الخصوصية، والمخاطر الأمنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما يبرز أهمية وجود تنظيم عالمي يوازن بين الابتكار وحماية الحقوق.

في سياق متصل، فرضت تركيا مؤخرًا قيودًا على روبوت الذكاء الاصطناعي “غروك” بعد إساءات منسوبة إليه تجاه الرئيس رجب طيب أردوغان، في مؤشر على أن التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ليست فقط تقنية أو اقتصادية، بل تتعدى إلى القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية.

ويبقى الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الأساسية للتنافس العالمي في المستقبل، والدعوة الصينية هذه تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعاون دولي يضمن أن يستفيد الجميع من هذه التكنولوجيا الحديثة بشكل عادل وآمن، بعيدًا عن التفرقة والاحتكار.

مقالات مشابهة

  • وسام أبو علي يودع الأهلي برسالة مؤثرة
  • هديل العتيبي تروي كواليس ترشيحها لمسلسل جاك العلم .. فيديو
  • بكين تتحدى الهيمنة الأمريكية.. الصين تدعو لتعاون دولي في «الذكاء الاصطناعي»
  • «مزارع الفراولة».. وجهة سياحية بيئية تجمع الطبيعة والزراعة في العمارية
  • صاروخ صيني فرط صوتي يقلب موازين الردع الجوي ويهدد الهيمنة الأميركية
  • لقمان الفيلي يقدّم أوراق اعتماده لغوتيريش مندوباً دائماً للعراق لدى الأمم المتحدة
  • نائبة: مصر دائما بالصفوف الأمامية لدعم الشعب الفلسطيني
  • عقيدة الهيمنة الإسرائيلية من دمشق إلى غزة
  • العلم يكشف الوجه الآخر للتجاعيد.. ما لم تقله لنا كريمات التجميل!
  • بحيرة زرزر بريف دمشق… ملاذ ساحر للاسترخاء والتمتع بجمال الطبيعة