الأولى من نوعها.. حقنة ثورية تنهي معاناة فقدان السمع نهائيا
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
تُعدّ أجهزة السمع شريان حياة حيويًا لملايين البشر في مختلف أنحاء العالم، إذ تُمكّنهم من البقاء على اتصال دائم بالعالم من حولهم، لكنها لا تُعيد السمع، إذ تعمل هذه الأجهزة عن طريق تضخيم الأصوات، ورغم تصاميمها العصرية والأنيقة، لا يزال الكثيرون يُعانون من "وصمة عار" مرتبطة بارتدائها.
في بريطانيا، تجري الآن تجربة سريرية، هي الأولى من نوعها في العالم، لاختبار علاج جديد رائد يُمكنه، في حال نجاحه، أن يُلغي الحاجة إلى أجهزة السمع تمامًا لدى بعض الأشخاص.
يعتمد العلاج المبتكر على حقن خلايا جذعية مُستنبتة في المختبر داخل الأذن المُتضررة، على أمل أن تنمو لتصبح خلايا عصبية سمعية جديدة سليمة، يمكنها أن تنقل الأصوات من الأذن الداخلية إلى الدماغ، لتحل محل الخلايا التالفة بشكل لا رجعة فيه بسبب الشيخوخة أو الجينات المعيبة أو العدوى مثل الحصبة أو النكاف.
يشار إلى أنه لا يوجد حاليا أي علاج لهذا النوع من تلف الأعصاب.
تجارب مبشرة على الحيوانات
في الاختبارات على الحيوانات، لم تثبت حقنة الخلايا الجذعية أنها آمنة فحسب، بل حسّنت السمع بشكل ملحوظ.
وبعد نجاح التجارب على الحيوانات، حصلت الشركة المطورة للحقنة "رينري ثيرابيوتكس"، وهي شركة ناشئة من جامعة شيفيلد، على الضوء الأخضر لتجربة العلاج على 20 مريضا يعانون من فقدان سمع شديد، لمعرفة ما إذا كانت النتائج نفسها ممكنة على البشر.
وتأمل الشركة المطورة للحقنة أن تعكس جرعة واحدة من حقنة الخلايا الجذعية – المسماة "رانسل 1" Rincell-1، فقدان السمع تمامًا لدى الأشخاص الصم بسبب تلف أعصابهم السمعية.
ومن المنتظر أن يتم إجراء التجربة السريرية في 3 مواقع تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية - مستشفيات جامعة برمنغهام، ومستشفيات جامعة كامبريدج، ومؤسستي جايز وسانت توماس التابعتين لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، حيث سيُقدّم علاج الخلايا الجذعية تحت التخدير العام للعشرين مريضًا ممن يعانون من الصمم الشديد أثناء خضوعهم لجراحة زراعة قوقعة.
كما يأمل فريق تطوير العلاج أن يكون من الممكن حقنها دون جراحة في المستقبل.
سر العملية.. الخلايا الجذعية
ويكمن سرّ هذه العملية في نوع الخلايا الجذعية المستخدمة. تُسمى هذه الخلايا العصبية الأذنية، وهي على بُعد مرحلة نمو واحدة فقط من أن تصبح خلايا عصبية سمعية ناضجة تمامًا. بمجرد دخولها الأذن الداخلية، تقفز هذه الخلايا إلى مرحلة النضج النهائي لتصبح خلايا عاملة ناضجة تمامًا.
ويقول دوغ هارتلي، كبير المسؤولين الطبيين في شركة "رينري ثيرابيوتكس"، وأستاذ طب الأذن بجامعة نوتنغهام: "لقد قررت بالفعل أن تصبح خلايا عصبية سمعية.. نحقنها في الفراغ الصغير بين الأذن الداخلية والدماغ، وتُظهر الاختبارات أنها تبقى في مكانها، والأهم من ذلك، أنها لا تتحول إلى أي نوع آخر من الخلايا".
وأضاف "هذا مهم، إذ إن أحد المخاوف طويلة الأمد بشأن جميع علاجات الخلايا الجذعية، لأي حالة، هو ما إذا كانت الخلايا المحقونة يمكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية، إذ لديها القدرة على التحول إلى أي نوع من الخلايا، بما في ذلك - نظريًا - الخلايا السرطانية".
يقول البروفيسور هارتلي إن النتائج الأولى من المقرر أن تظهر في عام 2027، وإذا سارت الأمور على ما يرام، يمكن استخدام العلاج على المرضى الذين يعانون من فقدان سمع خفيف إلى متوسط مرتبط بالعمر والذين لا يحتاجون إلى زراعة قوقعة.
يقول كيفن مونرو، أستاذ السمع في جامعة مانشستر: "هذا أمر مثير. أجهزة السمع وزراعة القوقعة مفيدة، ولكنك لا تزال تعاني من الكثير من الضوضاء في الخلفية، وهي ليست دائمًا فعالة.. وإذا نجحت هذه التقنية، فمن الممكن أن تُحدث نقلة نوعية في حياة آلاف الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع نتيجة تلف الأعصاب".
ومع ذلك، حذّر مونرو من أنه لا توجد حاليًا طريقة سهلة لتحديد ما إذا كان صمم الشخص ناتجًا عن تلف الأعصاب أو تدمير الخلايا الشعرية في القوقعة. وليس من المضمون أن يُؤدي إصلاح تلف الأعصاب إلى تحسين السمع.
يوافق البروفيسور نيش ميهتا، استشاري جراحة الأذن والأنف والحنجرة في مستشفيات جامعة كلية لندن، على أن هذا العلاج "واعد للغاية".
وقال ميهتا لمجلة "غود هيلث": "أظهرت الاختبارات التي أُجريت على الفئران أن الدماغ بعد العلاج كان يستقبل المعلومات الصوتية، بينما لم يكن يستقبلها من قبل".
لكنه يُحذر من وجود مخاطر مُرتبطة بذلك، إذ يُمكن أن يُدمر فتح الأذن الداخلية لحقن الخلايا الجذعية، أو زرع قوقعة صناعية، خلايا الشعر السليمة المتبقية، مما يُلحق الضرر بأي سمع "طبيعي" متبقٍ لدى المريض.
ويقول: "يفقد حوالي ثلث الأشخاص الذين يخضعون لزراعة قوقعة صناعية كل ما تبقى لديهم من سمع".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أجهزة السمع خلايا جذعية تلف الأعصاب جامعة شيفيلد فقدان السمع التجربة السريرية الخلايا السرطانية زراعة القوقعة تحسين السمع الدماغ أخبار صحية الصمم علاج الصمم ضعف السمع الخلايا الجذعية زرع الخلايا الجذعية علاج ثوري أجهزة السمع فقدان السمع أجهزة السمع خلايا جذعية تلف الأعصاب جامعة شيفيلد فقدان السمع التجربة السريرية الخلايا السرطانية زراعة القوقعة تحسين السمع الدماغ صحة الخلایا الجذعیة الأذن الداخلیة تلف الأعصاب یعانون من تمام ا
إقرأ أيضاً:
تقنية تصوير مبتكرة ترصد لحظة تسلل فيروس الإنفلونزا إلى خلايا الإنسان
يرى الباحثون أن التقنية الجديدة تمهد الطريق لتطوير أدوية مضادة للفيروسات يمكن اختبارها مباشرة على خلية حية.
رصد باحثون من سويسرا واليابان آلية دخول فيروس الإنفلونزا إلى خلايا جسم الإنسان بتفاصيل غير مسبوقة، مستخدمين تقنية تصوير مجهرية طوّروها حديثًا، ما أتاح لهم مشاهدة العملية لحظة بلحظة داخل خلية حية. ويكشف هذا العمل العلمي الديناميكية المعقدة التي تجمع بين الفيروس والخلية أثناء حدوث العدوى.
مراقبة حيّة لآلية إصابة الخليةأتاحت التقنية الجديدة للعلماء التكبير إلى مستوى سطح الخلايا البشرية داخل طبق بتري (وعاء مخبري يُستخدم لتنمية الخلايا). وتمكنوا للمرة الأولى من رؤية فيروس الإنفلونزا يدخل خلية بشرية مباشرة وبدقة عالية، ما كشف تفاصيل لم تكن ممكنة باستخدام وسائل التصوير التقليدية.
ويقود فريق البحث يوهي ياماووتشي، أستاذ الطب الجزيئي في المعهد التقني الفيدرالي في زيورخ (ETH Zurich)، الذي أشار إلى أن الخلايا لا تستسلم للفيروس بشكل سلبي كما كان يُعتقد، بل تحاول الإمساك به. وعلّق قائلاً إن إصابة خلايا أجسامنا تشبه رقصة بين الفيروس والخلية.
حركة الفيروس على سطح الخليةيستغل فيروس الإنفلونزا آلية امتصاص أساسية تعتمد عليها الخلايا يوميًا لجلب مواد حيوية مثل الهرمونات والكوليسترول والحديد. وكما ترتبط هذه المواد بجزيئات خاصة على سطح الخلية تعمل كنقاط استقبال تسمح للخلية بالتعرّف على المواد قبل إدخالها، يلتصق الفيروس بهذه الجزيئات ويتحرك فوق سطح الغشاء كما لو كان يتزلج، حتى يعثر على نقطة دخول مناسبة تتركز فيها هذه الجزيئات بشكل كبير بما يسهّل امتصاصه.
وعندما تلتقط هذه الجزيئات إشارات وجود الفيروس، يتشكل جيب صغير على سطح الغشاء. ويثبت بروتين "كلاثرن" (وهو بروتين يساعد الخلايا على تكوين أكياس صغيرة لنقل المواد) هذا الجيب ويزيد من اتساعه. ومع تمدده، يحيط بالفيروس ويتحوّل إلى حويصلة، وهي كيس صغير جدًا محاط بغشاء يعمل كوسيلة نقل داخل الخلية، ثم تنقلها الخلية إلى الداخل حيث يذوب غلافها وتُطلق محتوياتها الفيروسية.
Related انفلونزا الطيور في الجبن.. دراسة صادمة تكشف مخاطر الحليب الخام على المستهلكينهل يؤثر لقاح الانفلونزا في احتمالات إصابتي بمرض كوفيد-19؟بريطانيا تفرض قيودا على تصدير اللقاحات ضد الانفلونزا تقنية تتجاوز حدود المجاهر التقليديةاعتمدت الدراسات السابقة على المجهر الإلكتروني، الذي يوفر دقة عالية لكنه يدمر الخلية، مما يجعل النتائج مجرد لقطات ثابتة لا تعكس الديناميكية الحقيقية لعملية العدوى. ويقدّم التصوير التقليدي دقة مكانية محدودة ولا يكشف التفاصيل الدقيقة لهذه العملية.
أما التقنية الجديدة، التي تجمع بين مجهر القوة الذرية (AFM: جهاز يمسح سطح الخلية بدقة نانومترية) والتصوير الفلوري، وتُعرف باسم ViViD-AFM، فقد سمحت بمراقبة دخول الفيروس إلى الخلية لحظة بلحظة وبدرجة وضوح غير مسبوقة.
الخلية تسهّل دخول الفيروسأظهرت المراقبة الدقيقة أن الخلية نفسها تشارك في تعزيز دخول الفيروس. فقد شوهدت الخلايا تجذب بروتينات الكلاثرن إلى موقع وجود الفيروس وتحرّك سطح الغشاء بشكل موجي لالتقاطه أو دفعه نحو نقطة الدخول. وازدادت هذه الحركات عندما ابتعد الفيروس قليلاً عن الغشاء، ما يشير إلى تفاعل نشط بين الطرفين رغم عدم استفادة الخلية من ذلك.
آفاق جديدة لتطوير الأدويةيرى الباحثون أن التقنية الجديدة تمهد الطريق لتطوير أدوية مضادة للفيروسات يمكن اختبارها مباشرة على خلية حية وفي الزمن الحقيقي، بدلًا من الاعتماد على نماذج غير ديناميكية. كما يمكن الاستفادة منها لدراسة فيروسات أخرى أو آليات عمل اللقاحات، ما يجعلها أداة واعدة في أبحاث الأمراض الفيروسية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة