السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!
مدخل:
أصدر صندوق النقد الدولي تقريرًا صادمًا أكد فيه أن السودان يحتل المرتبة الأولى عالميًا في معدل البطالة بنسبة 62%.
نسبة مهولة تكشف عن حجم الانهيار الاقتصادي والمؤسسي الذي ضرب البلاد، ولا تترك مجالًا للشك في أننا أمام كارثة وجودية تهدد مستقبل أجيال كاملة.
لماذا وصلت البطالة في السودان إلى هذا الحدّ الكارثي؟
1. حرب أنهكت الاقتصاد وقوّضت الدولة
– اندلاع الحرب التي اشعلتها مليشيا الدعم السريع وحواضنها السياسية والاجتماعية في أبريل 2023 أدى إلى:
– تدمير البنية الإنتاجية في معظم القطاعات عن قصد وترصد .
– توقف الاستثمارات، انهيار الأسواق، تهجير السكان من مناطق العمل.
– غياب الأمن وانتهاك الحرمات، وهو ما جعل كل مشروع اقتصادي أو زراعي مغامرة خاسرة.
2. شلل المؤسسات وتآكل الدولة.
انقطعت الدورة الاقتصادية، ولم يعد للدولة وجود فاعل في تنظيم سوق العمل أو دعم الخريجين أو حتى حماية ما تبقى من نشاط اقتصادي.
3. فجوة التعليم وسوق العمل
نظام التعليم العالي ظل لعقود ينتج خريجين لا يجدون مكانًا في سوق العمل، دون تدريب حقيقي، دون تخصصات مرتبطة بالاحتياجات الواقعية، ودون قدرة على المنافسة حتى في السوق المحلي.
4. هجرة الكفاءات وانهيار روح الإنتاج.
المئات من الأطباء والمهندسين والعمال المهرة غادروا البلاد، لا هربًا من البطالة فحسب، بل هربًا من الخوف، ومن بلد فقد فيه الإنسان كرامته وحقه في الحياة الآمنة.
ما دلالة هذا الرقم؟
– 62% تعني أن أكثر من نصف الشعب السوداني القادر على العمل معطّل.
– تعني انتشار الجريمة والمخدرات والانتحار واليأس الجماعي.
– تعني بلدًا لا ينتج، لا يتعلم، لا يبني، ولا يأمل.
من يتحمل المسؤولية؟
المسؤولية لا تقع على الحرب وحدها، بل على:
– دلة الامارات الداعم الاول والممول لهذه الحرب.
– مليشيا الدعم السريع
– قحت بمختلف مسمياتها
– من تهاونوا في بناء الدولة.
– من سكتوا عن تمدد المليشيات حتى صارت خطرًا على الوجود الوطني.
– من فشلوا في رسم ملامح اقتصاد منتج يفتح الأمل أمام الشباب.
ما الحل؟ وهل هناك أمل؟
الأمل يبدأ من الوضوح والإرادة، ويُبنى على الحقائق، لا الأوهام:
1. الإسراع في الانتصار على المليشيا واستعادة سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني.
2. إطلاق برنامج قومي عاجل لتشغيل الشباب، عبر مشاريع إنتاجية وزراعية وخدمية.
3. إصلاح التعليم العالي والفني ليواكب سوق العمل ويخدم أولويات الدولة.
4. تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة بدعم من جهات مستقلة غير خاضعة للاستقطاب السياسي.
5. توظيف قدرات السودانيين في الخارج ضمن خطة وطنية للاستثمار في الداخل.
مخرج:
أن يصبح السودان الدولة الأولى عالميًا في البطالة، فذلك ليس مجرد مؤشر اقتصادي، بل إدانة سياسية وأخلاقية لكل من فرّط في البلاد.
هي صرخة لإعادة ترتيب الأولويات: لا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون سيادة، ولا سيادة بدون دولة.
ولن تُبنى الدولة إلا بعد هزيمة المليشيا، وإعادة الروح للاقتصاد، ورد الاعتبار للإنسان السوداني.
وليد محمد المبارك
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان يتكبد 20% من خسائر قطع الإنترنت في العالم بسبب الحرب
ذكرت وسائل إعلام غربية، الثلاثاء، أن خسائر مشغلي خدمات الاتصالات في السودان جراء الانقطاعات المستمرة لشبكات الإنترنت خلال العام 2024، بلغت نحو 1.2 مليار دولار.
وأفادت صحيفة غربية، مساء اليوم الثلاثاء، بأن تلك الخسائر جاءت نتيجة انقطاع الخدمة لمدة وصلت إلى قرابة 13 ألف ساعة خلال العام، حيث بلغت حصة السودان قرابة 85 % من مجمل خسائر الدول الأفريقية البالغة 1.5 مليار دولار خلال العام، ونحو 20 % من إجمالي الخسائر العالمية التي قدرت بنحو 7.7 مليار دولار.
وتعرّض قطاع الاتصالات لأضرار كبيرة في السودان، وتفاقمت خسائره بسبب ارتباطه بقطاعات أخرى تعرضت لدمار كبير مثل شبكات الكهرباء، فقد حد انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 70 % من مناطق البلاد، من قدرة السكان على شحن هواتفهم وقلل بالتالي من ساعات الاتصال بشبكة الإنترنت.
وتتراوح خسائر البنية التحتية ما بين 180 إلى 200 مليار دولار، بشكل مباشر، وخسائر غير مباشرة تفوق 500 مليار دولار، أي نحو 13 مرة من ناتج السودان السنوي البالغ متوسطه نحو 36 مليار دولار.
وفقد قطاع الاتصالات في السودان أكثر من نصف مستهلكيه المقدر عددهم بنحو 30 مليون من مجمل سكان البلاد البالغ تعدادهم نحو 48 مليون نسمة، منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، أو بسبب الحرب الدائرة في البلاد.
وفي السياق نفسه، قُتل 15 مدنيا على الأقل برصاص قوات “الدعم السريع”، يوم السبت الفائت، خلال مغادرتهم الفاشر في ولاية شمال دارفور، وجاءت “عملية القتل استجابة لدعوات قادة بارزين في تحالف “تأسيس” بهدف إفراغ المدينة من السكان باعتبارها منطقة نزاع نشطة، وأعلنت القوة المشتركة صدها لهجوم جديد نفذته “الدعم السريع” على الفاشر”.
فيما دعا رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الهادي إدريس، سكان الفاشر إلى مغادرتها، كما اعترض على إيصال المساعدات الإنسانية إلى داخل المدينة.
وحددت قوات “الدعم السريع” وحلفاؤها في ائتلاف “تأسيس” منطقة قرني الواقعة في البوابة الغربية لمدينة الفاشر، نقطة تجميع للقادمين من عاصمة شمال دارفور، على أن يتم نقلهم بعد ذلك إلى مناطق كورما وطويلة، وهي مواقع تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والمجلس الانتقالي بزعامة الهادي إدريس.
واستجاب للدعوات التي أطلقها حلفاء “الدعم السريع” لإفراغ مدينة الفاشر من السكان، عدد محدود من الشباب بسبب الضغوط المعيشية، لكنه تم الغدر بهم وقتلهم بصورة بشعة.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، ما أثّر على الخدمات الصحية والأوضاع المعيشية للسودانيين خاصة في تفاقم أزمة النزوح داخليا وخارجيا.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب