ترامب يوقف تمويلا بقيمة 584 مليون دولار لجامعة كاليفورنيا بذريعة معاداة السامية
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
أعلنت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس (يو سي إل إيه)، وهي إحدى أبرز الجامعات العامة الأمريكية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أوقفت تمويلاً فدرالياً بقيمة 584 مليون دولار كان مخصصا لدعم برامجها البحثية، في خطوة وصفتها الجامعة بـ"المدمرة"، وتأتي في سياق جدل متصاعد حول حرية التعبير واتهامات بمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية.
وقال مستشار الجامعة جوليو فرينك في بيان صحفي، إن قرار التعليق يهدد مستقبل البحث العلمي في المؤسسة، محذرا من تداعياته على نطاق وطني، وأضاف: "تعليق هذا التمويل لا يمثّل فقط خسارة للباحثين، بل خسارة لجميع الأمريكيين الذين تعتمد أعمالهم وصحتهم ومستقبلهم على أبحاثنا الرائدة".
وبحسب الجامعة، جاء التعليق عقب فتح وزارة العدل الأمريكية تحقيقا في مزاعم تفيد بأن إدارة الجامعة كانت "غير مبالية عمداً" تجاه ما اعتُبر مضايقات طالت طلاباً يهوداً وإسرائيليين خلال احتجاجات مؤيدة لفلسطين عام 2024 داخل الحرم الجامعي.
وفي هذا السياق، قال جيمس ميليكين، رئيس نظام جامعة كاليفورنيا الذي يضم عشر جامعات، إن الجامعة تسعى للدخول في حوار مباشر مع الحكومة الفيدرالية لاستعادة التمويل الموقوف، مؤكداً أن قطع التمويل "لا يسهم فعليًا في معالجة معاداة السامية".
وأوضح أن جهود الجامعات في مكافحة هذه الظاهرة "قد تم تجاهلها"، رغم الخطوات الواسعة التي اتخذتها إدارات الجامعات لفرض سياسات شاملة ضد جميع أشكال الكراهية والتمييز.
ويأتي تعليق التمويل بعد أن وافقت الجامعة الأسبوع الماضي على دفع 6.45 ملايين دولار لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتعاملها مع طلاب يهود وأحد الأساتذة خلال الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.
وتعد جامعة "يو سي إل إيه" أكبر مؤسسات نظام جامعة كاليفورنيا من حيث عدد الطلاب، ما يزيد من حساسية الوضع، في ظل اتساع الرقابة الحكومية على الجامعات بسبب الأحداث المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت تقارير إعلامية أمريكية إن أكثر من 60 جامعة أمريكية، من بينها هارفارد، ييل، ستانفورد، كولومبيا وبراون، تخضع لتحقيقات اتحادية حول مزاعم التمييز والمضايقات المعادية للسامية، وسط اتهامات للجمهوريين باستغلال هذه المزاعم لاستهداف الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية.
وفي تطور موازٍ، رفعت صحيفة ستانفورد ديلي – وهي صحيفة طلابية مستقلة – دعوى قضائية أمام محكمة فدرالية في كاليفورنيا، اتهمت فيها إدارة ترامب بـانتهاك حرية التعبير للطلاب الأجانب، عبر تهديدهم بالترحيل بسبب كتابات تتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقالت الدعوى التي رفعتها الصحيفة إلى جانب طالبين لم يُفصح عن هويتهما، إن الإدارة مارست ضغوطا على الطلاب الأجانب لمنعهم من التعبير عن آرائهم حول سياسات الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط، متهمة الحكومة بممارسة "رقابة ذاتية مفروضة" على طلاب أجانب خشية الترحيل أو الاحتجاز.
وأشارت الدعوى إلى أن الطلاب باتوا يتجنبون نشر مقالات، أو حضور احتجاجات، أو استخدام شعارات تضامنية مع فلسطين خشية استهدافهم، في انتهاك مباشر لما يضمنه التعديل الأول للدستور الأمريكي بشأن حرية التعبير.
وطالبت الصحيفة المحكمة بإصدار حكم يمنع الحكومة الأمريكية من ترحيل الأجانب بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم السياسية، مؤكدة أن حرية التعبير "حق لا يمكن انتزاعه"، وأن محاولات الإدارة السابقة تشكّل سابقة خطيرة ضد المبادئ الدستورية.
وفي تعليق مقتضب، أكدت جامعة ستانفورد أن الصحيفة هي منظمة مستقلة وأن الجامعة "ليست طرفاً في هذه الدعوى القضائية".
وتأتي هذه التطورات بينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي واسع، في ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في تحدٍ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية لوقف العدوان.
وبحسب بيانات فلسطينية، فإن الحرب خلّفت حتى الآن أكثر من 61 ألف شهيد، و151 ألف جريح، و9 آلاف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن مجاعة وأوضاع إنسانية كارثية، فيما تواصل الإدارات الأمريكية توفير غطاء سياسي وعسكري للحرب رغم الإدانات المتزايدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية كاليفورنيا الجامعات ترامب طلاب الفلسطينية فلسطين طلاب جامعات كاليفورنيا ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جامعة کالیفورنیا حریة التعبیر
إقرأ أيضاً:
عرض طلابي مهيب في جامعة صنعاء ومسيرات أكاديمية حاشدة تنصر غزة وتبارك التصعيد
يمانيون | تقرير
في مشهد مهيب أعاد رسم صورة الجامعة اليمنية كمحور تعبوي وفكري في معركة الأمة، شهدت جامعة صنعاء اليوم عرضًا طلابيًا لآلاف المجاهدين من خريجي دورات “طوفان الأقصى”، بالتزامن مع مسيرات ووقفات تضامنية مماثلة في جامعات الحديدة والمحويت و21 سبتمبر، شكلت بمجملها رسالة مدوية بأن الوعي المقاوم في اليمن لا يتخرج من قاعات المحاضرات فقط، بل من خنادق التعبئة والإعداد للفتح القادم.
جامعة صنعاء.. عرض تعبوي لـ 6000 طالب يرفع راية الجهاد
تحت شعار: “حملنا السلاح كما حملنا الأقلام، جهادًا في سبيل الله”، خرج أكثر من ستة آلاف طالب من منتسبي جامعة صنعاء في عرض طلابي شعبي، عكس روح التعبئة الجهادية المتأصلة في النخبة الجامعية اليمنية، ورسّخ مجددًا التحام الجبهة التعليمية مع الجبهة العسكرية والموقف الوطني العام.
وانطلق العرض من أمام بوابة الجامعة، مرورًا بكليات التجارة والشريعة والتربية، وصولًا إلى الساحة الكبرى خلف كلية اللغات، حاملين العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين شعارات البراءة من أعداء الله، والهتافات المنددة بجرائم التجويع والإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق المدنيين في غزة، بدعم أمريكي وتواطؤ إقليمي.
العرض لم يكن مجرد تظاهرة طلابية، بل بيان تعبوي عملي يؤكد جاهزية آلاف الشباب الجامعيين للمشاركة في المرحلة الرابعة من التصعيد التي أعلنت عنها القوات المسلحة اليمنية، تأييدًا لخيار الجهاد وخوض معركة الفتح الموعود ضد الكيان الصهيوني.
وأكد المشاركون استعدادهم الكامل للالتحاق بجبهات القتال إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدين أن سلاحهم في معركة التحرير لا يقل قيمة عن أقلامهم في ميادين المعرفة.
وفي كلمة له خلال العرض، بارك رئيس جامعة صنعاء الدكتور محمد البخيتي هذا التخرج الجماعي، مشيرًا إلى أن الجامعة ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل منصة جهادية ربانية تدمج بين السلاح والعلم في سبيل الله ونصرة المستضعفين.
وأوضح أن إشادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمنتسبي الجامعة تمثل وسام فخر لكل طالب وأستاذ، وتجدد العهد على المضي في طريق الحق دون مساومة.
جامعة 21 سبتمبر.. وقفتان تواكبان التصعيد وتستنكران التخاذل العربي
وفي ذات السياق، نظمت جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية وقفتين منفصلتين في كل من مبنى الجامعة في حزيز وفرعها بشارع الخمسين، شارك فيها الأكاديميون والطلبة، للتنديد بجرائم التجويع والإبادة الجماعية في غزة، ومباركة للمرحلة الرابعة من التصعيد اليمني.
وأكد بيان الوقفتين أن خروج كوادر الجامعة يأتي ضمن التحرك الأسبوعي المستمر المناصر لغزة، وانطلاقًا من المسؤولية الدينية والإنسانية، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية للانتفاض على حكوماتهم العميلة، وكسر حاجز الصمت المخزي الذي يرافق المجازر في غزة.
وطالب البيان العلماء والأكاديميين في كل العالم الإسلامي بالتحرك الجاد لنصرة الشعب الفلسطيني، موجهًا التحية للقوات المسلحة اليمنية التي تخوض معركة العزة نيابة عن الأمة.
جامعة المحويت.. مسيرة غضب وصمود في وجه المجازر والحصار
من جامعة المحويت، انطلقت مسيرة طلابية تضامنية رافعة الشعار: “ثباتًا مع غزة”، حضرها وكيل المحافظة الدكتور حسين عركاض، ورئيس الجامعة الدكتور محمد الشلبي، وقيادات تربوية وشخصيات اجتماعية، في تفاعل يعكس التحام المجتمع الأكاديمي بالموقف الشعبي المقاوم.
ورفع المشاركون شعارات تندد بالعدوان الصهيوني، وتدين الخذلان العربي الرسمي، وتؤكد وحدة الموقف الوطني خلف المقاومة الفلسطينية، مع دعوات واضحة لمواصلة التصعيد العسكري والاقتصادي والشعبي ضد كيان العدو.
وأدان البيان الصادر عن المسيرة استخدام العدو للتجويع كسلاح إبادة، مطالبًا المنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
الحديدة.. الجامعات والمعاهد تتحرك في مسيرة كبرى: “لن نترك غزة تموت جوعًا”
وفي محافظة الحديدة، نظّمت جامعة الحديدة بالتنسيق مع الجامعات والمعاهد المهنية والتقنية، مسيرة حاشدة وغير مسبوقة، عبّرت عن تلاحم القطاع الأكاديمي مع خيارات الشعب اليمني في مواجهة الإجرام الصهيوني.
ورفع المشاركون الشعارات الرافضة للتطبيع والمساومة، والمطالبة بفرض حصار اقتصادي شعبي على كل الشركات المتواطئة مع كيان العدو، مؤكدين أن المعركة لم تعد عسكرية فقط، بل هي معركة وعي وصمود وتربية وإعداد.
وأشار بيان المسيرة إلى أن الحصار والتجويع والمجازر التي يتعرض لها شعب غزة تكشف الوجه الحقيقي لما يُسمّى “المجتمع الدولي”، وتعرّي زيفه الأخلاقي والإنساني.
وأكد البيان على دور النخبة التعليمية في كسر الحصار إعلاميًا ومعرفيًا، وفضح جرائم الاحتلال، واستنهاض الشعوب الحرة، مشددًا أن الجامعات والمعاهد اليمنية ستكون في طليعة كل تحرك تضامني وميداني حتى يتحقق النصر وتتحرر فلسطين.
ختامًا..
من صنعاء إلى الحديدة، ومن المحويت إلى جامعة 21 سبتمبر، عبّرت الجامعات اليمنية، قيادةً وطلبةً وأكاديميين، عن موقف لا لبس فيه: أن فلسطين ليست قضية خارجية، بل قضية وجودية تمس وجدان اليمنيين.
ستة آلاف طالب بجامعة صنعاء يقدمون درسًا عمليًا في التعبئة والإعداد، يؤكد أن مشروع “طوفان الأقصى” هو أكثر من مجرد برنامج تدريبي؛ إنه منهج لبناء أمة ترفض الذل وتواجه الموت بالحياة.
لقد أثبتت الجامعات اليمنية أنها ليست فقط قلاعًا للعلم، بل ساحات للمقاومة والتعبئة والتحشيد، وأنها ستبقى، كما كانت، في مقدمة الصفوف حتى النصر الكامل وتحرير كل شبر من فلسطين.