فرنسا تباشر تجهيز مطار غدامس الليبي في خطوة تكرس عزلة الجزائر
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
كشفت مصادر مطلعة عن انطلاق عمليات تجهيز مطار غدامس، وذلك عقب سيطرة القوات التابعة للواء أسامة جويلي، الذي تمت ترقيته مؤخرًا إلى رتبة فريق، على المنطقة. وتُعد هذه الخطوة مؤشراً على تنامي التنسيق بين جويلي والجانب الفرنسي.
ووفقًا للمصادر ذاتها، باشرت فرنسا في إرسال تجهيزات عسكرية وفنية إلى المنطقة، وسط مؤشرات على تحركات ميدانية مرتقبة في غرب ليبيا.
وفي حال استمرار هذا التوجه، فإن الخطوة قد تشكل ضربة دبلوماسية وأمنية جديدة للجزائر، خاصة أن الموقع الجغرافي لغدامس، المحاذي للحدود الليبية الجزائرية التونسية، يمنح باريس قدرة مباشرة على مراقبة التحركات الجزائرية في المنطقة. وتزداد هذه الأهمية بالنظر إلى نشاط الجماعات المسلحة التي لطالما اتُّهمت الاستخبارات الجزائرية بتحريكها عن بُعد، في إطار سياسة استخدمتها تقليديًا في منطقة الساحل والصحراء، بل وحتى تجاه تونس في أواخر عهد الرئيس الراحل هواري بومدين.
وفي السياق ذاته، من شأن تقارب باريس مع خصوم الجزائر داخل ليبيا، وعلى رأسهم المشير خليفة حفتر الذي يُعرف بمواقفه العدائية تجاه النظام الجزائري، أن يعمق من عزلة الجزائر إقليميًا.
وتتزامن هذه التحركات مع تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا، بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون تعليق العمل بإعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية والرسمية الجزائرية من التأشيرة.
ويُذكر أن مطار غدامس يتمتع بأهمية استراتيجية لوقوعه بالقرب من الحدود الجزائرية، ما يضفي مزيدًا من الأبعاد الجيوسياسية على هذا التحرك، ويثير تساؤلات بشأن انعكاساته على التوازنات الأمنية والسياسية في ليبيا والمنطقة.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
تصعيد فرنسي تجاه الجزائر.. ماكرون يأمر بتعليق تأشيرات الدبلوماسيين
في مؤشر جديد على تصاعد التوتر بين باريس والجزائر، أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حكومته بالتحرك “بمزيد من الحزم والتصميم” إزاء الجزائر، مطالباً بتعليق الإعفاءات الممنوحة لحاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية.
ووفق رسالة رسمية وجّهها إلى رئيس الحكومة فرنسوا بايرو، واطلعت عليها صحيفة “لوفيغارو”، طلب ماكرون “تعليقاً رسمياً” لتطبيق اتفاقية 2013 التي تنظم منح التأشيرات للدبلوماسيين الجزائريين، في خطوة فُسّرت على نطاق واسع بأنها ردّ مباشر على سلسلة من التحركات الجزائرية التي أزعجت باريس مؤخراً.
ويأتي القرار الفرنسي على خلفية ما وصفه الإليزيه بـ”القلق العميق” بشأن مصير الكاتب بوعلام صنصال والصحافي الفرنسي كريستوف غليز، المعتقلين في الجزائر.
ودعا ماكرون في رسالته إلى اتخاذ “قرارات إضافية” بشأن قضيتهما، من دون أن يكشف عن طبيعة هذه الإجراءات المحتملة.
وتصاعدت الأزمة أكثر بعد أن رحّلت الجزائر 15 مسؤولاً فرنسياً خلال الأسابيع الماضية، ما اعتُبر بمثابة إهانة دبلوماسية، وردّت عليه باريس بالتلويح بـ”إجراءات قوية” عبر مصادر دبلوماسية رفيعة.
وفي تصعيد إضافي، دعت وزارة الداخلية الفرنسية إلى تكثيف الضغط على الجزائر لإجبارها على استعادة رعاياها المقيمين في فرنسا بطرق غير شرعية، مشيرة إلى “غياب التعاون الجاد” من الجانب الجزائري في هذا الملف، الذي يُعد من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين منذ سنوات.
وألقت الأزمة الدبلوماسية بظلال ثقيلة على العلاقات الاقتصادية، التي كانت تعد تاريخياً من الركائز القليلة المتبقية في العلاقة الثنائية.
وكشف رئيس المجلس الوطني للجباية بالجزائر، سلامي أبو بكر، كشف أن التوتر السياسي أضر بالمؤسسات الفرنسية العاملة في الجزائر، مشيراً إلى أن حجم المبادلات التجارية انخفض من مستوى 9 مليارات دولار سنوياً إلى أرقام أقل بكثير، دون صدور بيانات رسمية محدثة لعام 2025.
وأكد سلامي أن الجزائر لم تصدر قرارات رسمية بمنع التعامل مع الشركات الفرنسية، لكن الأجواء المشحونة دفعت العديد من المؤسسات الجزائرية إلى الابتعاد عن الشركاء الفرنسيين، ما زاد من خسائر الشركات الأوروبية، خاصة في ظل “عدم امتلاك فرنسا بدائل للطاقة الجزائرية، مقابل نجاح الجزائر في تنويع وارداتها بعيداً عن المنتجات الفرنسية”.
وتحدث ميشال بيساك، رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية الجزائرية، عن “قلق بالغ” يسود أوساط المستثمرين الفرنسيين في الجزائر، لافتاً إلى أن قرارات اتخذها وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، بشأن التصرف في الحقائب الدبلوماسية للسفارة الجزائرية في باريس، زادت من تعقيد الأزمة وزعزعة الثقة المتبادلة.
واتخذت الأزمة منحى أكثر حساسية، بعد أن أعلنت الجزائر استدعاء القائم بالأعمال الفرنسي احتجاجاً على ما وصفته بـ”عرقلة متكررة” لوصول حقائبها الدبلوماسية في مطارات العاصمة الفرنسية، ما اعتبرته الخارجية الجزائرية “انتهاكاً صارخاً للاتفاقيات الدولية”، وردّت الجزائر بإعلان تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل “بشكل صارم وفوري”، مع الاحتفاظ بحقها في اللجوء إلى الأمم المتحدة للدفاع عن حقوق بعثتها في فرنسا.
وتشير المؤشرات الأولية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2025 تراجع بشكل كبير، بعد أن كانت الصادرات الفرنسية إلى الجزائر قد بلغت 4.49 مليار يورو عام 2023، مقارنة بـ4.51 مليار يورو عام 2022، في انخفاض طفيف حينها، أما اليوم، فتبدو العلاقات التجارية في أسوأ حالاتها، مع انسحاب تدريجي للشركات الفرنسية وصعوبة كبيرة في الإجراءات الجمركية والمالية.