الجزائر تعلن نقض اتفاق إعفاء التأشيرات مع فرنسا ردا على ماكرون
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
أعلنت الجزائر، الخميس، نقض الاتفاق الخاص بالإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والمهمة مع فرنسا، وذلك رداً على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعليق العمل بهذا الإعفاء من جانب واحد، في خطوة تصعيدية جديدة في العلاقات الثنائية المتوترة.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، في بيان، إن فرنسا هي من بادرت بطلب هذا الاتفاق في 2013، ولم يكن نتيجة لمقترح جزائري.
وأضاف البيان أن "قرار باريس تعليق الاتفاق أتاح للجزائر الفرصة المناسبة لإعلان نقضه ببساطة ووضوح"، مشيرة إلى أن الحكومة الجزائرية ستخطر نظيرتها الفرنسية بهذا القرار عبر القنوات الدبلوماسية، وفقًا للمادة الثامنة من الاتفاقية.
وأوضحت الخارجية أن التأشيرات التي تُمنح لحاملي الجوازات الدبلوماسية الفرنسية أو جوازات المهمة ستخضع من الآن فصاعدًا لنفس الشروط التي تفرضها فرنسا على الجزائريين، في تطبيق صارم لمبدأ المعاملة بالمثل.
ورداً على ما جاء في رسالة ماكرون لرئيس وزرائه، والتي حمّل فيها الجزائر مسؤولية التصعيد، اعتبر البيان أن "هذا الطرح لا يمت للحقيقة بصلة"، وأن باريس تسعى إلى تقديم نفسها كطرف ملتزم بالاتفاقات بينما تُظهر الجزائر كطرف منتهك، وهو ما نفته الخارجية الجزائرية بشكل قاطع.
واتهمت الجزائر فرنسا بخرق ثلاثة اتفاقات ثنائية، هي: اتفاق 1968 المتعلق بحرية تنقل وإقامة المواطنين الجزائريين بفرنسا، والاتفاق القنصلي لعام 1974، واتفاق 2013 الخاص بالإعفاء من التأشيرات، مشيرة إلى أن ردودها جاءت دائمًا في إطار مبدأ المعاملة بالمثل.
كما استنكرت الجزائر أسلوب فرنسا في التعامل مع الأزمة، مؤكدة أن باريس تبنّت "منطق التهديدات والإنذارات والإملاءات"، متجاهلة أن الجزائر "لا ترضخ لأي شكل من أشكال الضغوط أو الابتزازات، أياً كان مصدرها".
وتعود جذور الأزمة إلى 30 تموز/يوليو 2024، عقب إعلان الحكومة الفرنسية دعمها للطرح المغربي بشأن إقليم الصحراء، ما دفع الجزائر إلى خفض تمثيلها الدبلوماسي مع فرنسا لمستوى القائم بالأعمال.
وفي سياق التصعيد، أعلنت الخارجية الجزائرية استدعاء القائم بأعمال السفارة الفرنسية لديها، وسلمته مذكرتين شفويتين. الأولى تتعلق بإشعار رسمي بقرار نقض اتفاق 2013، مع إخضاع الفرنسيين حاملي الجوازات الدبلوماسية والمهمة لشروط التأشيرة بشكل فوري.
أما المذكرة الثانية، فتتعلق بإنهاء استفادة السفارة الفرنسية من عقارات جزائرية كانت تحت تصرفها مجانًا، مع إعادة النظر في عقود الإيجار المبرمة مع دواوين الترقية والتسيير العقاري.
ولفت البيان إلى أن البعثة الجزائرية في فرنسا لا تحظى بامتيازات مماثلة، مضيفًا أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة التوازن وترسيخ مبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات الثنائية.
وفي ختام البيان، أكدت الجزائر أنها ستطرح خلافات أخرى مع فرنسا عبر القنوات الدبلوماسية، دون الإفصاح عن تفاصيلها، بينما كانت رسالة ماكرون قد دعت حكومته إلى فتح ملفات خلافية تشمل الهجرة، وترحيل الرعايا الجزائريين، وديون مزعومة على الجزائر لصالح مستشفيات فرنسية، وهي ديون سبق أن نفت الجزائر وجودها، متهمة باريس بالمماطلة في تدقيق السجلات الطبية.
ويشكل هذا التوتر أحد أخطر الأزمات التي تواجه العلاقات الجزائرية الفرنسية منذ الاستقلال عام 1962، بعد أن انتقل الخلاف من وزراء الحكومة إلى قصر الإليزيه مباشرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الجزائر فرنسا ماكرون فرنسا الجزائر ماكرون تبون المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع فرنسا
إقرأ أيضاً:
مسؤول أمريكي يكشف لـCNN عدد التأشيرات التي ألغتها إدارة ترامب والأسباب
(CNN) -- كشف مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، لشبكة CNN، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ألغت 85 ألف تأشيرة من جميع الفئات منذ يناير/ كانون الثاني منذ بدء ولايته الثانية، أي أكثر من ضعف العدد الذي تم إلغاؤه في 2024.
ويأتي هذا العدد الكبير من حالات الإلغاء، والذي يشمل أكثر من 8000 تأشيرة طالب، في خضم حملة أوسع نطاقًا تشنها إدارة ترامب لاستهداف المهاجرين داخل الولايات المتحدة والحد من دخول الأجانب إليها.
وذكر مسؤول، الاثنين، أن جرائم مثل القيادة تحت تأثير الكحول والاعتداءات والسرقة شكلت "ما يقرب من نصف حالات الإلغاء في العام الماضي".
ولم يوضح أسباب النصف الآخر من حالات إلغاء التأشيرات هذا العام، إلا أن الوزارة أشارت سابقًا أيضًا إلى انتهاء صلاحية التأشيرات و"دعم الإرهاب" لتبرير إلغائها.
وأثارت عمليات الإلغاء بعض المخاوف المتعلقة بالتعديل الأول للدستور، حيث استهدف مسؤولو الإدارة بشكل خاص الطلاب الدوليين الناشطين في الاحتجاجات ضد الحرب في غزة، متهمين هؤلاء الطلاب بـ"معاداة السامية ودعم الإرهاب".
وقالت وزارة الخارجية في أكتوبر/تشرين الأول إنها ألغت بعض التأشيرات من أولئك الذين يُزعم أنهم "احتفلوا" بمقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك الذي كان مقربا من ترامب.