عالم بالأوقاف: الغلو في الدين ضعف إيمان وقلة علم وحب تميّز وتصدر
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن من الواجب علينا أن نغرس في أولادنا وجيلنا الجديد غيرةً حقيقية على الدين، لكن مع الحرص على أن تكون غيرة موزونة منضبطة، لا تنزلق إلى مسالك الغلو والتشدد.
جوهر الإسلام هو الاعتدالوأوضح في تصريح له، أن جوهر الإسلام هو الاعتدال، كما قال تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"، وهي وسطية تعني العدالة، لا تميل إلى إفراط ولا تفريط، بل هي تعبير عن إرادة الله سبحانه وتعالى في التيسير، الذي يعد مقصدًا عظيمًا من مقاصد الشريعة الإسلامية.
وأشار إلى أن تدبرنا لقول الله تعالى في سورة النساء: "يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم، والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما"، يكشف بوضوح أن الله سبحانه وتعالى يريد الخير والهدى والتوبة لعباده، في حين يسعى أعداء الدين إلى جرفهم بعيدًا عن هذا الطريق المستقيم.
الغلو في الدينوأكد الدكتور أيمن أبو عمر، أن الغلو لا يصدر عن غيرة صحيحة على الدين، وإنما عن ضعف في الإيمان، وقلة في العلم، وشهوة نفسية خفية تتعلق بحب التميز والتصدر، وادعاء أن صاحبه هو الأعلم والأفهم، وأن غيره في ضلال، وهي شهوة خفية يتسلل منها الشيطان إلى الإنسان ليصوّر له أن هذا الانحراف هو غيرة على الدين، وهو في الحقيقة خلاف ذلك تمامًا.
وأضاف أن من أخطر أسباب الغلو في عصرنا الحاضر هو تبني بعض الأفراد لأيديولوجيات هدامة تستهدف المجتمعات المستقرة، وتعمل على تشويه صورة الدين والمتدينين، تحت دعاوى ظاهرها الغيرة على الدين، وباطنها هدم الوطن وبث الفرقة بين الناس. وهو ما يستدعي وعيًا حقيقيًا بطبيعة هذه الدعوات ومراميها.
دعاء الرزق الذي لا يرد .. ردده ليلة الجمعة
دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد هذه الكلمات النبوية للوقاية من نار جهنم
وشدد على أن الغيرة على الدين فطرة في النفوس، ولا يمكن أن تُنتزع من القلب السليم، بل حتى أعداء الأنبياء أنفسهم كانت لهم غيرة على ما يعبدونه، لكن الفارق هو في ضبط هذه الغيرة بالعلم والفهم الصحيح، فإن غابت البصيرة، تحولت الغيرة إلى شطط، وربما أضحت طريقًا للفتنة، بدل أن تكون وسيلة لنصرة الحق.
وأكد على ما قاله العلماء من قبل: "التشدد يحسنه كل أحد، أما العلم فهو الرخصة من ثقة"، مبينًا أن الغيرة على الدين لا ينبغي أن تُمارَس بانفعال أو بجهل، بل عبر تربية علمية وفكرية راسخة، تصنع جيلًا غيورًا على دينه، رحيمًا بغيره، فاهمًا للشرع، وواعيًا لمقاصده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أيمن أبو عمر عالم بالأوقاف الغلو الدين
إقرأ أيضاً:
الأنبا توماس يترأس اليوم التكويني لخدام إيمان نور وشباب كنيسة العائلة المقدسة بالفيوم
ترأس نيافة الأنبا توماس عدلي، مطران إيبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك، اليوم التكويني لخدام إيمان نور، وشباب كنيسة العائلة المقدسة، بالفيوم، بالتعاون مع دار القديس جيروم للتكوين والدراسات الكتابية.
شارك في اللقاء الأب يوحنا بخيت، والأب فرنسيس وجدي، راعيا الكنيسة، حيث بدأ اليوم بصلاة القداس الإلهي، ثم ألقى صاحب النيافة المحاضرة التكوينية بعنوان "دراسة في سفر الرؤيا".
وكان نيافة الأنبا باسيليوس فوزي، مطران إيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك، تفقد أمس، اجتماع يسوع الراعي، بكنيسة مار مرقس الرسول، بالمنيا، وذلك بمبنى الخدمات، التابع لدير الآباء اليسوعيين، بالمنيا.
جاء ذلك بمشاركة مسؤولي، وأعضاء الاجتماع، حيث قدم الأب المطران كلمات التشجيع للحاضرين، مؤكدًا لهم أهمية المواظبة على الصلاة اليومية، وقراءة الكتاب المقدس، مشيرًا إلى ضرورة الثبات في المسيح.