خطة نتنياهو المخففة لإعادة احتلال غزة تواجه معارضة داخلية
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
تكشف تقارير صحفية عن توجه إسرائيلي جديد نحو إعادة احتلال قطاع غزة، حيث طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية ما وصفته هيئة البث الإسرائيلية بـ"خطة مخففة لاحتلال قطاع غزة".
ويرى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى خلال حديثه لبرنامج "مسار الأحداث" أن هذه محاولة من نتنياهو لتخفيف الضغط الداخلي على فكرة الاحتلال المباشر، وتتضمن الخطة احتلالا تدريجيا يبدأ بتطويق مدينة غزة ثم الانتقال لاحتلال مخيمات الشمال في مرحلة ثانية.
وأكد نتنياهو في مقابلة الخميس مع شبكة فوكس نيوز الأميركية أن إسرائيل تنوي السيطرة على القطاع دون الاحتفاظ بحكمه، مضيفا أن الهدف تسليمه لقوات عربية لا تهدد إسرائيل.
لكن هذه المخططات تواجه معارضة شديدة من الجناح العسكري، وتشهد الحكومة الإسرائيلية خلافات داخلية حادة حول مستقبل العملية، حيث نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس الأركان إيال زامير تأكيده أن المضي في خطة احتلال غزة يعني تهديدا مباشرا لحياة الأسرى.
ويمثل هذا الموقف تحديا مباشرا لسلطة نتنياهو، خاصة أن رئيس الأركان تاريخيا يحظى بنفوذ سياسي كبير في القرارات المصيرية.
ويدعم هذا التوجه الأكاديمي والخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي الذي يشير إلى أن القرار النهائي ليس بيد نتنياهو وحده أو الجيش، بل هناك رؤى وتوجهات سياسية عليا يتبناها الكنيست.
ويؤكد الشريفي وجود رغبة إسرائيلية في التوسع الجغرافي لتأمين توازنات جديدة ضمن مفهوم الشرق الأوسط الجديد.
تحولات الرأي العام
وفي تطور موازٍ، تشهد الولايات المتحدة تحولات جذرية في النظرة العامة للسياسات الإسرائيلية.
وتكشف استطلاعات الرأي عن تغيير جوهري في موقف الأميركيين، حيث يشير الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور بلال الشوبكي إلى أن 52% من الأميركيين ينظرون إلى نتنياهو بشكل سلبي لأول مرة منذ 28 عاما.
إعلانوتنعكس هذه التحولات بوضوح في تأثير صور المعاناة في غزة على الرأي العام الأميركي، حيث عبر 60% من الأميركيين عن رفضهم للعملية الإسرائيلية مقابل تأييد 32% فقط.
ويعتبر الشوبكي هذه الأرقام مؤشرا على تحولات قد تشكل نخبة سياسية جديدة في مراحل لاحقة، مما قد يضع الإدارة الأميركية في موقف محرج بين التزاماتها التقليدية والضغوط الشعبية المتزايدة.
من جهتها، تحاول الإدارة الأميركية التوفيق بين هذه الضغوط المتضاربة، ويوضح المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية توماس ووريك الموقف الرسمي، مؤكدا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تدعم ضم إسرائيل أجزاء من قطاع غزة، لكنها قد تسمح بالعملية العسكرية.
ويشير ووريك إلى أن ترامب اقتنع بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليس لديها نية لإطلاق سراح الأسرى تحت أي ظروف.
وبناء على ذلك، تتمحور إستراتيجية الإدارة الأميركية حول 3 أولويات رئيسية: رفع منسوب المساعدات الإنسانية إلى غزة، السماح لإسرائيل بإجراء العملية العسكرية لإنقاذ الرهائن، ووضع آلية حكم لغزة لا تقوم على أساس حماس أو الاحتلال الإسرائيلي المباشر.
وعلى أرض الواقع، يرسم الكاتب والمحلل السياسي أحمد الطناني صورة للوضع الميداني، ويصف المزاج العام بالقلق والتوتر الشديدين، مؤكدا أن الاحتلال يسيطر فعليا على 70% من مساحة القطاع ويمارس سيطرة نارية على باقي المناطق.
دفع السكان للهجرة
ومن ناحيته، يكشف الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة عن بعد آخر للمأساة، مشيرا إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية قتلت حسب إحصائيات الأمم المتحدة 1300 فلسطيني خلال فترة وجيزة.
ويعتبر الحيلة هذا النهج جزءا من إستراتيجية أوسع تهدف للتحكم في حركة السكان ودفعهم نحو التهجير القسري، مما يثير مخاوف دولية متزايدة من كارثة إنسانية أكبر.
وفي مواجهة هذه التطورات المقلقة، تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل والولايات المتحدة، حيث اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو توزيع المساعدات بالشكل الحالي "فضيحة ومخزيا"، فيما تواصل 147 دولة في العالم اعترافها بدولة فلسطين.
ويؤكد الدكتور الشوبكي أن هناك جهدا أوروبيا يتشكل بعيدا عن المظلة الأميركية، مشيرا إلى إمكانية ربط هذا الجهد بالمتغيرات داخل الولايات المتحدة لوضع ضغوط على السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية.
ويشكل هذا التوجه الدولي المتنامي -وفقا للشوبكي- تحديا حقيقيا للهيمنة الأميركية التقليدية على ملف الصراع في الشرق الأوسط، مما ينذر بتحولات جيوسياسية كبرى قد تعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية والعالمية في المرحلة المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات إلى أن
إقرأ أيضاً:
قناة كان : الوسطاء يضغطون لإعادة حماس وإسرائيل لطاولة المفاوضات
قالت هيئة البث الإسرائيلية ( كان 11) مساء اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 ، إن الوسطاء يضغطون على إسرائيل لوقف خطة احتلال غزة وإعادة حماس وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات مجددًا.
وأضافت أن الدول الوسيطة تضغط على إسرائيل عبر الولايات المتحدة لعدم اتخاذ أي إجراءات لاحتلال قطاع غزة ، وفي ذات الوقت تضغط على حماس للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبحسب القناة ، فإنه من المتوقع أن يصادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية يوم غد الخميس على احتلال قطاع غزة ، إذ أنه ووفقا للخطة ستتم المناورات البرية في منطقتين ، مخيمات الوسط ومدينة غزة ومن المتوقع أن تستمر العملية عدة أشهر.
وقالت :" نوقشت الخطة بين المستويين السياسي والعسكري حتى قبل عملية "عربات جدعون" التي كانت حلا وسطا بين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير آنذاك.
وأعرب زامير عن معارضته لاحتلال القطاع لكنه قال في نقاش مع نتنياهو في الأيام الأخيرة" مهما قررت القيادة السياسية سننفذ الخطة المصادق عليها".
وأضافت القناة :" في إسرائيل يقال إن أحد أهداف الموافقة على الخطة هو الضغط على حماس لإطلاق سراح المختطفين".
وقال مصدر إسرائيلي للقناة:" إن فرص عودة حماس إلى طاولة المفاوضات حتى إقرار الخطة شبه معدومة".
إسرائيل تروج لاحتلال غزة لدفع الفلسطينيين للهجرةكشفت قناة عبرية، مساء الأربعاء، أن الحكومة الإسرائيلية تروج لخطة احتلال قطاع غزة بهدف دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية من القطاع، في ظل الإبادة التي ترتكبها بدعم أمريكي.
جاء ذلك في تقرير للقناة "12" العبرية قبل اجتماع مرتقب للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الخميس، للبت في مسألة احتلال غزة بالكامل، رغم التحذيرات من المخاطر والتكلفة الباهظة للعملية، والخطر على حياة الأسرى الإسرائيليين.
ووفقا للقناة، فإن الخطة تشمل تنفيذ مناورة عسكرية تمتد بين 4 إلى 5 أشهر، بمشاركة ما بين 4 إلى 6 فرق من الجيش الإسرائيلي، وتهدف إلى احتلال مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، ودفع المواطنين جنوبا لتشجيع هجرتهم.
وقالت القناة إن احتلال قطاع غزة ينطوي على "تكاليف باهظة متوقعة وخطر كبير على حياة المختطفين"
وأضافت القناة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، حذر خلال اجتماع أمني محدود عُقد الثلاثاء، في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، من "تبعات ومخاطر احتلال القطاع"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة "ستعرض حياة المختطفين للخطر بشكل كبير، وستؤدي إلى إنهاك الجيش".
وقالت القناة: "يؤيد رئيس الأركان التطويق والمداهمات لاستنزاف حماس، في حين أن موقف المستوى السياسي هو الذهاب نحو احتلال كامل للقطاع، بما في ذلك تنفيذ عمليات في مناطق يُحتجز فيها مختطفون (أسرى)".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هآرتس: نتنياهو يغرق بوحل غزة ويسير عكس التيار كالمقامر هكذا وصف رئيس الأركان الإسرائيلي خطة نتنياهو لاحتلال غزة غولان يدعو إلى مظاهرات ضد نتنياهو وشل الاقتصاد الإسرائيلي الأكثر قراءة جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة اجتماع سوري إسرائيلي جديد في باكو إسرائيل تحدد مهلة زمنية لحركة حماس محدث: 86 شهيدا بينهم 71 من منتظري المساعدات في غزة اليوم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025