مدرب فريق ألماني يتودد لجماهيره بعد رفضها ضمه لاعبا إسرائيليا دعا لقصف غزة
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
حاول دانييل ثيون، مدرب نادي فورتونا دوسلدورف المنتمي لدوري الدرجة الثانية الألماني لكرة القدم، الخميس، التودد للجماهير بعد الحملة التي قامت بها ضد محاولته ضم لاعب إسرائيلي للفريق.
وقال المدرب إنه حاول تجاهل الضجيج الذي أثاره فشل ناديه في التعاقد مع المهاجم الإسرائيلي شون فايسمان، وذلك عقب احتجاجات جماهيرية على خلفية منشورات اللاعب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الحرب في غزة.
وأفادت تقارير أن النادي كان قريبا من التعاقد مع اللاعب (29 عاما) قادما من نادي غرناطة الإسباني، لكنه أعلن يوم الثلاثاء الماضي خلال منشور مقتضب عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه بالرغم من اهتمامه باللاعب، فإن الصفقة لن تُستكمل. ولم يُفصح عن السبب.
وعارض مشجعو فورتونا التعاقد مع اللاعب في الأيام السابقة، وأشاروا إلى منشورات له عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعود إلى عام 2023 حول حرب غزة، والتي أثارت ضجة في إسبانيا آنذاك. ومن بينها منشور دعا فيه بشكل صريح إلى قصف غزة.
وقال ثيون في مؤتمر صحفي "أركز فقط على الجوانب الرياضية، وأعمل فقط مع اللاعبين المتاحين لدينا. لم نتعاقد مع شون فايسمان".
وأضاف "لا يسعني سوى الحديث عن اللاعبين الذين أشرف عليهم، فهم يلعبون دورا مهما. لقد انعزلت عن أي شيء آخر".
ورد ثيون على سؤال حول رد فعل الجماهير على الانتقال المتوقع، معلقا "افتقد مهاجما في تشكيلة فريقي… وبصراحة، أنا شخص ألتزم بنطاق اختصاصي، وهو فريقي. لذا، من غير المنطقي التحرك في أمور خارج نطاق مسؤوليتي".
وفي محاولة للتجمل تجاهل اللاعب الإسرائيلي فايسمان تغريداته التي تحض على العنف وغزو غزة عام 2023، والتي حذفها منذ ذلك الحين، وقال على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء الماضي إنه يتقبل الانتقادات، لكنه لم يشر إلى انتقاله لفورتونا ولا إلى الانتقادات التي وجهت له من جماهير النادي على وجه التحديد.
إعلانوأضاف في منشور عبر منصة إكس "مع أنني أتقبل جميع الانتقادات، فإنني أشعر بالألم لعدم مراعاة السياق العام. في لحظة ألم وطني وشخصي، ظللت ملتزما بقيم الإنسانية والروح الرياضية والاحترام المتبادل".
وتابع اللاعب الإسرائيلي "من الممكن والضروري معارضة إيذاء الأبرياء من كلا الجانبين. لكنني لن أسمح بأن أُصور كشخص يروج للكراهية بثلاثة إعجابات وتعليق واحد حذف فورا".
وتشن إسرائيل على قطاع غزة الذي تحاصره منذ سنوات طويلة، عدوانا بريا وجويا منذ ما يقرب من عامين بعد اقتحام حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مناطق وقواعد عسكرية إسرائيلية بالقرب من غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتقول السلطات الصحية في القطاع المحاصر إن العدوان الإسرائيلي أسفر عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني، من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
نهوض جيل “زيد” في السودان.. شباب ينتفض ويحول رماد الحرب لإنجاز عبر منصات التواصل الاجتماعي
برز جيل جديد من الشباب السوداني، تقدم الصفوف رقمياً وميدانياً، رافضاً الاستسلام رغم الواقع القاتم، في ظل مشهد سوداني يتفاقم سياسياً واقتصادياً، وسط حرب مدمرة اندلعت في أبريل/ نيسان 2023.
جيل “زيد” السوداني، المولود بين عامي 1997 و2012، والذي نشأ وسط صخب الثورات والانقلابات والاحتجاجات، ولا يزال يعيش أعنف مراحل التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ السودان الحديث.
ويظهر هذا الجيل وجهاً مزدوجاً أحدهما يئن تحت وطأة الضياع النفسي وانعدام الأفق الأكاديمي والمهني، وآخر ينبض بالحياة من خلال الهواتف الذكية، حيث يواصل شبان وفتيات البث، والتوثيق، وصناعة المحتوى، معركة يومية لإثبات الوجود والتشبث بالأمل.
حضور رقمي وثوري لافت
يعتبر جيل “زيد” السوداني اليوم حاضر بقوة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. عبر مقاطع توثق المعاناة أو تسخر منها، وتمزج بين الترندات العالمية والخصوصية الثقافية السودانية. كما يتم خلالها النقاش السياسي، والتعليم عن بعد، والتجارة البسيطة.
جيل يتعلم رغم غياب الدولة
في ظل توقف شبه كامل للمؤسسات التعليمية وتردي البنية التحتية، لجأ أبناء الجيل إلى تطوير الذات من خلال الإنترنت، وتعلّم اللغات، والبرمجة، والتصميم، والتسويق الرقمي. وبموازاة الانشغال السياسي، أولى شباب “زيد”أهمية لإحياء التراث، من خلال محتوى يعكس الموروث الشعبي والموسيقي واللغوي، في محاولة للحفاظ على الهوية الثقافية وسط عالم رقمي سريع التبدل.
من منصات الحرب إلى ساحات الإغاثة
مع بداية الحرب، انخرط العديد من شباب هذا الجيل في جهود الإغاثة الميدانية، من توزيع للغذاء والمياه إلى تنظيم مراكز إيواء، في ظل غياب واضح لمؤسسات الدولة. وعلى المستوى الرقمي، تحوّل هؤلاء الشباب إلى مراسلين مستقلين، يوثقون يوميات القصف والنزوح والدمار، بينما استمرت وسائل الإعلام الرسمية في الغياب أو التعتيم.
المحتوى الكوميدي
يرى بعض الشباب أن المحتوى الكوميدي الذي يقدمه ليس مجرد وسيلة للضحك، بل أداة للتخفيف عن الناس ومقاومة الواقع القاسي.وأن الحرب الأخيرة شكّلت أكبر اختبار لصناع المحتوى في السودان، خاصة مع التعتيم الإعلامي الدولي حول الأزمة السودانية.
أصوات من الداخل والخارج
يتحدث جيل “زيد” عن واقع الحرب بمرارة التي حوّلت كل شيء إلى رماد. وصارت المدارس ملاجئ أو أنقاض، وفرص التعليم والعمل تلاشت وباتت منصات التواصل الاجتماعي الوسيلة الوحيدة للتوثيق.
ويرى محللون أن جيل “زيد”في السودان يمثل “ظاهرة استثنائية” في التعبير والتكيّف، حيث أعاد هذا الجيل تعريف المقاومة، ليس فقط عبر التوثيق، بل بتحويل الحرب إلى محتوى رقمي يعكس الواقع ويمنح صوتاً للمهمشين.
ورغم كل شيء، لا يزال جيل “زيد” في السودان يحتفظ بإرادة الحياة، ويواصل كفاحه عبر شاشات الهواتف، وفي الميدان، وبين ركام المدارس والمنازل. هو جيل تتقاذفه الأزمات، لكنه لم يفقد صوته، ولا توقه إلى التغيير.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب