صدى البلد:
2025-05-11@23:30:45 GMT

روسيا: من المستحيل إطعام الكوكب بدوننا

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، إنه من المستحيل تزويد الكوكب بأسره بالغذاء بدون المنتجات الروسية، لكن موسكو لم تستخدم هذه الحقيقة أبدا لتحقيق مكاسب سياسية.

وكشفت زاخاروفا، في إفادة صحفية: “من المستحيل إطعام الكوكب بدون بلدنا اليوم. نحن، على عكس الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، لم نستخدم هذا أبدا كعامل سياسي”، مشيرة إلى أن “روسيا كانت دائما موردا موثوقا به، بما في ذلك المنتجات الزراعية”.

وأضافت أن “موسكو تشير إلى حملة التضليل الاستباقية من قبل الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية، حيث تبذل محاولات 'لطرد روسيا من سوق الغذاء الدولي، وفي الوقت نفسه إفادة شركاتها الزراعية الكبيرة”.

وقالت زاخاروفا، إن “الهستيريا المستمرة منذ عام حول صفقات الحبوب والمساعدات المزعومة التي قدمها الغرب لأفقر البلدان تم إطلاقها فقط لغرض التقليل من جاذبية روسيا كمنتج ومورد موثوق للمنتجات الزراعية في نظر المجتمع العالمي”.

بعد أزمة تصريحات البابا عن روسيا.. ليتوانيا تستدعي كبير دبلوماسيي الفاتيكان حتى آخر أوكراني.. روسيا تتهم أمريكا بإعلان الحرب عليها

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إلى أنه “في الوقت نفسه، تواصل روسيا الوفاء بالتزاماتها بموجب العقود الدولية فيما يتعلق بصادرات السلع الزراعية بمسؤولية وبحسن نية، ونحن نفهم جيدا أهمية توفير السلع المهمة اجتماعيا، بما في ذلك المواد الغذائية، من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية لدول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: موسكو المنتجات الروسية الخارجية الروسية زاخاروفا روسيا

إقرأ أيضاً:

جدران الفصل.. عنصرية التأويل وضرورات البقاء

تستحضر المناقشة هنا نوعين من الجدران؛ أحدهما المادي المعروف الذي يفصل بين المنازل، والمؤسسات، والممتلكات، واليوم؛ بين الدول -ذات الأنظمة المرتبكة- وأما الآخر؛ فهو مجموعة من الأبعاد المعنوية؛ المعرفية، والقيم، والقناعات، والمواقف، والمستوحية من الممارسات المختلفة، وهي موضوع هذه المناقشة على وجه الخصوص، والمناقشة هنا تستحضر أيضا مجموعة من المقاربات المكانية والزمانية التي مرت على البشرية، وكيف أنها عقدت العلاقات بين الأفراد، وأناخت الكثير من القناعات في أدمغة البشر، حتى أصبح ما هو مألوف؛ هو طارئ، وما هو مستنكر؛ هو في حاضنة الممارسات العادية، لا يثير تساؤلا، ولا يستوقف الانتباه، وبهذا التداخل العجيب، تباينت الرؤى، وتقاطعت القناعات، وأوجدت فكرة للنقاش، والأخذ والرد بين المجموعات، ولا يزال المعترك النقاشي مستمرا، وكل طرف يرمي إخفاقات نتائج ممارساته على الطرف الآخر، سمي ذلك بحوار الأجيال، أو الحضارات، فذلك لا يهم كثيرا، بقدر ما يعكس واقعا مغايرا عما تعتاده الأجيال، وتتحاور على أساسه.

وهل في ذلك موضع لمفهوم الجدار؟ أقول؛ نعم؛ لأن أي شيء لم يتجاوز مفهوم الجدار، ويكون متموضعا خلف الجدار هو إما أن يكون محافظة على شيء ما، لا بد من المحافظة عليه، وإما أن تكون المحافظة عليه معيقة، للتطور والحياة، ومعرقلة لديناميكيتها المعتادة، وبالتالي فمفهوم الجدار في كلا الحالتين خاضع للفهم العام؛ أن هذا الفرد متحفظ؛ إذن هو يحيط نفسه بهذا الجدار، وللفهم الخاص؛ أن عليّ كفرد ألا أتنازل عن قناعاتي، وبذلك هو يضع جدارا حول نفسه بعدم تماهيه مع من حوله، صحيح أن الناس لا يستحضرون المعنى المادي للجدار، ووظيفته المعروفة، ولكن في النهاية أي شيء يحافظ أو يعيق الحركة، فإن ذلك الشيء لا يخرج عن مفهوم الجدار، وقس على ذلك الكثير من المفاهيم التي يختلف الناس حولها أو يتفقون، وابحث عن الفاصل بينهما ستجد جدارا قائما له قول الفصل في ذلك، والمعاني التي يمكن إسقاطها على معنى الجدار كثيرة؛ يأتي في مقدمتها: الجهل؛ العناد، التعصب، اختلاف الآراء، التحزب، التنطع، عدم الحياد، الظلم، أنواع الفساد، فهذه الجدر وغيرها تحمل وجهين: أحدهما مشرق، ويذهب إلى الصلاح والمحافظة على القيم، والآخر مظلم، ويذهب إلى الفساد، وضيق الأفق، وكلا الجدارين يحملهما ذات الفرد في مختلف سلوكياته، وممارساته، وتعاطيه مع الآخر، ومع نفسه.

ووفق هذه المناقشة أن ما يوجد مجموعة الاختلافات والتباينات بين الأجيال هي الجدران غير المرئية، وعلى الرغم من عدم حضورها المادي، إلا أنها تمارس وظيفتها الأساسية، وهي الفصل، يسمى فاصلا عنصريا -إذا حمل عناوين: الانتماءات الجغرافية والدينية، والمذهبية، والجندرية، واللونية، والثقافية- ويسمى فاصلا سياسيا أو اقتصاديا -إذا حمل عناوين: القوة والهيمنة، والتكتل، والاستعمار، والتسلط- ويسمى فاصلا وجدانيا؛ إذا حال بين التحام العواطف والمشاعر، ويدخل في ذلك الرحمة والعطف، والود، بما يعكس الكره والغلظة، وفي كل هذه العناوين المختلفة؛ بأحجامها، وتأثيراتها، وسطوتها؛ تبقى في الفهم الواعي هي جدران فاصلة، بقوة تأثيرها على الواقع، وأن هذه الجدران لا يمكن إزالتها بجرة قلم، أو بقناعة فردانية تحت ضغط ما، ولذلك تصبح معضلة وجودية، يدفع ثمنها ملايين من البشر على امتداد العالم، دون تحديد، وهي وإن اكتوى بها الضعفاء والبسطاء من الناس المغلوبين على أمرهم، إلا أنه حتى الكبار لن يسلموا من ذلك، حيث تأخذ منهم الزمن الكبير والجهد المستمر؛ عملا؛ لتحقيق ما يسعون إليه، فصناعة جدار ما؛ لن يكون في لحظة آنية؛ حيث تحتاج إلى شيء من الزمن، وإلى شيء من المواقف الصادمة، وإلى شيء من التخطيط، والتدبير، إذن هي؛ في المقابل؛ تستهلك جهدا معنويا غير منكور.

والمسألة هنا لن تكون متعلقة بالمجموعات، أو الحكومات، أو السياسات الحاضنة في إطار المجموع، بل تختزل هذا الكم الهائل من التجمع، لتقع في زوايا ضيقة، يكون الأفراد هم أبطالها، وفاعلوها، ومحددو تنفيذها وتأثيراتها على أرض الواقع، ولأنها -كما جاء أعلاه- جدر معنوية، فإنها تظل وفق القرار الشخصي المطلق، وكما يقول نزار قباني: «أنا أقرر ما سيدخل جنتي؛ وأنا أقرر من سيدخل ناري» ولأنها المسألة؛ وفق هذه الصورة؛ فإن تباينات الأفراد والمجموعات، واختلافاتهم؛ وخلافهم؛ ستظل ما دامت الحياة قائمة، على وجه هذه البسيطة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتلاشى الاختلافات، ويكون الناس على كلمة سواء، مهما بذل من تضحيات، وتنازلات، فهذا شأن بشري بامتياز، ولن تجدي نفعًا كل عوامل التوعية، وحتى عوامل الأمر والنهي ، إن لم تختمر القناعة بضرورة إزالة هذا الجدار أو ذاك من ذاكرة أحدهم، والتضحية به، لأجل مشروع إنساني أكبر.

والسؤال هنا؛ هل الوعي بالمسؤولية يكون له دور في التخفيف من حدة الاختلافات التي تفرضها مجموعة هذه الجدران، في حالتيها المادية والمعنوية؟ الوصول إلى هذا المستوى من التفكير يحتاج إلى كثير من الاستعدادات النفسية أيضًا، فالأب -على سبيل المثال- ونظرًا لما يحيط نفسه بالجدران بحكم مكتسبات الحياة التي مرت به، عليه أن يتنازل عن كثير من الجدران التي تحيطه، فتصلبه أمام أبنائه في كل صغيرة وكبيرة، لن يصل بالسفينة الأسرية إلى بر الأمان، فلا بد إذن أن يمارس على نفسه شيئًا من الضغوط، ولو خالفت قناعاته؛ كرجل كبير خبر الحياة، وذاق مرارة المواقف والتصادمات طوال سني حياته، وما يقاس على رب الأسرة؛ يقاس على صاحب كل مسؤولية، فالرؤية الأحادية التي تسيطر على الفرد في كثير من المواقف التي يتعامل فيها مع الآخرين، هي جدار صلب، ويستمد صلابته من تراكم الأحداث والمصادمات، وحالات الإخفاقات، وأدرك أن المسألة ليست هينة بالصورة التي تطرح نظريا، فالتنازل عن قناعة معينة، ولو كانت خاطئة في نظر آخرين، فإن ذلك يستلزم بذل الكثير من الجهد المعنوي، ويحتاج إلى كثير من الوقت لاتخاذ قرار ما، لا يتوافق مع قناعة ظلت زمنا يؤمن بها صاحبها، ويرى فيها مخرجه من كثير مما قد يوقعه في مشاكل هو في غنى عنها.

والسؤال الآخر؛ هل هناك ثمة ضرورة لأن تبقى الجدران على حالها دون مساس؛ أم على الإنسان أن يعيد التفكير لإزاحة بعض هذه الجدران؛ واستبدالها بأخرى تكون أقرب إلى التوافق مع المحيط القريب؟ ومع أهمية هذه الفكرة المطروحة في السؤال؛ إلا أن الأمر ليس يسيرا، وقد سمعنا قصصا لأناس ذهبوا ضحية مواقفهم وقناعاتهم؛ تحت مفهوم «أخذته العزة بالإثم» فالعزة مع الاستكبار من أعتى الجدران التي تحول بين صحة فعل المرء، وخطئه، ولذلك يعول كثيرا على المعرفة، وخاصة المعرفة الدينية الصحيحة، في تحييد الأنفس عن السقوط في مآزق الاستكبار والتعنت، والتصلب، ذلك بما فيها من مفاهيم التضحية، والنظر في المصالح العامة، والرحمة والتعاون، والتكامل بين أفراد المجموعات المختلفة، ومع ذلك فحتى المنهج الديني القويم الذي يسعى لترويض الأنفس، والسمو بها وإيصالها إلى مصاف درجات الكمال؛ يحتاج إلى أنفس قابلة للترويض، فليس كل الأنفس عندها هذه القابلية للتضحية بمظانها الخاصة لصالح المجموع، مع أن المنهج الديني الصحيح يطرح محفزات، وجوائز كبيرة، تنص على وجودها وحقيقتها النصوص الدينية من الكتاب والسنة، ومع ذلك فلا يزال هناك من لا يعيرها الكثير من الاهتمام، ويظل ملتحمًا مع نفسه الأمارة بالسوء، منقادًا لما تذهب إليه، مع الإدراك؛ أحيانًا؛ بخطورة ذلك.

إذن الجدران وفق هذه المعاني ليست فقط؛ تلك التي نسوّر بها منازلنا وممتلكاتنا؛ لحمايتها من بطش الآخرين، وليست تلك التي نضعها لتحديد سلوكياتنا وأنشطتنا دون أن تصل إلى إيذاء الآخرين من حولنا، حيث تنتهي حريتنا، لتبدأ حرية الآخرين من حولنا، وليست تلك التي تضعها الدول لذات الأسباب، وإنما تذهب إلى الأبعد من ذلك، حيث نقسم من خلالها هذا من شيعتنا وهذا من عدونا، فنضع المتاريس والكتل، ونغرد قائلين:

«غض الطرف إنك من نمير؛ فلا كعبا بلغت ولا كلابا» -القول لجرير- وهذه أخطر الجدران فاصلا على الإطلاق.

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفـي عماني

مقالات مشابهة

  • جدران الفصل.. عنصرية التأويل وضرورات البقاء
  • في العراق ودولتين.. العمال الكوردستاني يقترب من حل نفسه وتسليم سلاحه
  • البطولة.. الكوكب المراكشي على بعد نقطة من العودة إلى القسم الأول بتعادله مع رجاء بني ملال
  • متى يجب عليك تغيير إطارات سيارتك؟ .. أهم العلامات
  • البيت الأبيض يأمل بأن تتفق روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما
  • البيت الأبيض يأمل بأن تتفق روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا
  • عودة تاريخية.. البيت الأبيض يتحدث عن زيارة ترامب للسعودية والإمارات وقطر
  • أونروا: من المستحيل الاستعاضة عنا في غزة
  • روسيا تزيد صادراتها من التيتانيوم إلى الولايات المتحدة في مارس
  • حسب الله: ترك الشائعة دون رد يحوّلها إلى كرة ثلج تتضخم بمرور الوقت