صنع بعضهم من أشخاص لعبوا دورا خلال يناير ٢٠١١ وما بعده أبطالا، أو آلهة من العجوة.. يأكلونها عند الضرورة!
لا تظن أننى لا أعترف بثورة ٢٥يناير، لكننى لست مثلك.. فأنا مع ذلك الشعب الذى خرج بإرادته ولبى نداء العيش والحرية والكرامة، وقضى ١٨يوما فى الميادين، مواجهًا بصدره كل المخاطر: تكسر جمجمته، تبتر أعضاؤه أو تفقأ عيناه، أو يلقى حتفه.
ظهرت أساليب غريبة فى الفترة من ٢٠١١، استمرت حتى ٢٠٢٣.. معارضون وثوار اختاروا البذاءة أسلوبا فى المعارضة وظهرت مفردات بذيئة، من ذا الذى يكون فى سلطة ويقبل نقدًا أو حوارًا بهذا الأسلوب؟ ولماذا تتراجع الأفكار والحوار وتتقدم الشتائم والسفالات؟ شاع هكذا مناخ من البذاءات فى مصر وصار كثير من الناس يكتبون أو يتحدثون به، هب أنك تحدث ضابطًا فى قسم الشرطة، ما رد فعله؟ مثلًا وجهت للناشر هشام قاسم تهمة أخرى–إلى جانب سب أبو عيطة - بالتعدى على أفراد الشرطة، وبالتالى تعقدت مساعى إطلاقه، التى سعى إليها الكبار، وكان ممكنا أن يتنازل «ﻛﻤﺎﻝ» عن دعواه فينتهى الموضوع. الاتهام الآن من عناصر الشرطة! ما الذى يجنيه شعبنا من دعاوى قضائية بين اثنين يفترض أنهما ينتميان لتيارين مختلفين: أبو عيطة الناصرى وقاسم الليبرالى مؤسس التيار الحر وعضو ائتلاف الديمقراطيين المعلن حديثا؟ القضية تكشف خللا شديدًا عند النخب الثورية، وليس هذا وحسب وإنما عند الغالبية العظمى من الناس مهما كانت ثقافتهم وطريقة تفكيرهم وانتماءاتهم، إنهم لا يستطيعون العمل الجماعى والبحث عن نقاط الالتقاء وإنما يجيدون البحث عن التهم والنواقص والتعريض ببعضهم البعض.
آفة المصريين هى فشل العمل الجماعى، وتعطل لغة الحوار، والإخفاق فى البحث عن نقاط التقاء، وبالتالى لن تكون صورة أى ممارسة- سياسية أو غيرها- صحيحة. لو أن فى مصر عملًا جماعيًا ونقاشًا فكريًا وحوارًا حضاريًا، لربما أمكن اختيار أشخاص يمكنهم خوض معركة انتخابية تليق بمنصب الرئيس فى مصر!
لا يليق بمصر والمصريين المعارضة بالبذاءة والشتائم، وصنع أبطال وهميين بالسمعة أو بالمعرفة الشخصية، ففلان هذا نقى وذاك نبيل وذاك معارض أصيل.. لا تصنعوا أبطالًا وهميين لأن الكرسى سيكون كبيرًا عليهم، ومثلما قالت مصر إن الكرسى كبير على جمال مبارك، فهو أيضا كبير على آخرين، لا يستطيعون حتى الحوار مع بعضهم البعض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المصلحة الوطنية
إقرأ أيضاً:
يلزمه صدقة وليس الفدية.. المفتي يوضح حكم من أُجبر على ارتداء قبعة مظلة شمسية وهو محرم
تلقى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، سؤالًا من أحد المواطنين، مفاده: ما حكم ارتداء قبعة المظلة الشمسية المثبتة على الرأس للمحرم؟ وجاء في السؤال أن رجلًا ذهب لأداء فريضة الحج، واشتدت عليه حرارة الشمس، ولم يجد ما يحتمي به إلا قبعة مظلة شمسية قابلة للطي، قدمها له صديقه، وتُثبت هذه القبعة على الرأس بشريط مطاطي، لكنها تظل مرتفعة عن الرأس دون أن تلامسه، وقد استخدمها أثناء أدائه للمناسك، فهل يترتب على هذا الفعل فدية؟
وفي فتوى حديثة نُشرت عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أوضح مفتي الجمهورية أن استخدام قبعة المظلة الشمسية المثبتة على الرأس بشريط مطاطي جائز شرعًا للمُحرِم إذا لم تتوفر وسيلة أخرى لتجنّب حرارة الشمس، وبيَّن أن الشريط المثبِّت لا يغطي من الرأس إلا جزءًا يسيرًا لا يبلغ ربع الرأس.
وأضاف فضيلته أن من استخدم هذه القبعة ليوم كامل، فإن عليه إخراج صدقة فقط، ولا تلزمه الفدية، وتُقدر هذه الصدقة بكيلو جرام واحد و625 جرامًا من القمح، أو ما يعادلها من القيمة المالية.
وأشار إلى أن الأفضل للمُحرِم أن يستخدم الشمسية اليدوية بدلًا من المثبتة على الرأس، خروجًا من خلاف الفقهاء، وهو أمر مستحب.
هل يجوز الذهاب للحج يوم عرفة مباشرة
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن يوم 8 من ذي الحجة المعروف بـ"يوم التروية" له مكانة خاصة في مناسك الحج، وسُمي بذلك لأن الحجاج كانوا يروون دوابهم بالماء ويستعدون للوقوف بعرفة، كما كانوا يستريحون في "منى" قبل التوجه إلى المشعر الأعظم.
وأوضح أن التوجه إلى "منى" في يوم التروية من السنن المؤكدة، وليس من الفرائض، حيث يُستحب أن يذهب الحاج في وقت الضحى إلى منى، ويصلي فيها الصلوات الخمس: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، على أن تُقصر الصلاة الرباعية دون جمع، ويبيت الحاج هناك حتى فجر يوم عرفة، ثم يتوجه إلى عرفة بعد صلاة الفجر.
وأشار إلى أنه في حال قرر الحاج التوجه مباشرة إلى عرفة في اليوم الثامن تفاديًا للزحام أو لأي عذر آخر، فلا حرج عليه في ذلك، وحجه يظل صحيحًا، لأنه قد ترك سنة وليس واجبًا، بل وله أجر النية إذا كان العذر هو ما منعه من أداء السنة.
وأضاف أن في يوم التروية يُحرم المتمتع بالحج، بينما يظل القارن والمفرد على إحرامهما منذ العمرة أو البداية، ويتبع الجميع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التوجه إلى منى والصلاة بها.