الأرض الموعودة والجنة المفقودة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم الدكتور — فواز أبوتايه.
منذ أن رفع شعار “العودة إلى الأرض الموعودة”، تحول الشرق الأوسط إلى مسرح مفتوح لصراع طويل الأمد تتداخل فيه الأسطورة بالدبابة والنص الديني بالمخطط الاستراتيجي المشروع الصهيوني الذي تغذى على فكرة الوعد الإلهي لم يكن مجرد عودة تاريخية بل كان إعادة تشكيل للخارطة السياسية والجغرافية على حساب شعب آخر وأرض لا يملكوها .
في الرواية الصهيونية الأرض الموعودة هي مبرر وجود وفي الرواية الفلسطينية الأرض الموعودة هي الفردوس المسلوب وبين الروايتين فرضت وقائع ميدانية بقوة السلاح والتحالفات الدولية خسر الفلسطيني فيها أرضه وخسرت المنطقة إستقرارها لكن المفارقة الكبرى أن “الأرض الموعودة” لم تتحول إلى جنة حتى للصهاينة أنفسهم فالمجتمع الإسرائيلي يعيش في حالة طوارئ دائمة يحيط به طوق من الجدران والخصومات ويعتمد في بقائه على التفوق العسكري والدعم الخارجي لا على قبول الجوار أو شرعية التاريخ إنها جنة مفقودة حتى في عين من يظن نفسه قد نالها شعاره أوهام جنة حسن الصباح زعيم الحشاشين .
أما الفلسطيني جنة طفولته صارت ذكرى في منفى أو تحت حصار لكنه لا يزال يحتفظ بمفتاحها في جيبه كرمز لعهد لا يسقط بالتقادم بين اللاجئ في الشتات والمقاوم في الداخل ظل الحلم حيا بينما يحاول المشروع الصهيوني تثبيت أسطورته في مواجهة حقيقة التاريخ والجغرافيا والإنسان …
اليوم ومع التحولات الإقليمية وتغير موازين القوى يبدو أن الأسطورة بدأت تتعرى أمام وقائع السياسة الأرض التي وعدوا بها تحولت إلى بؤرة صراع لا تهدأ والجنة المفقودة ما زالت تنتظر من يعيد إليها الحياة بلا دماء أو جدران لحكومة أسقطت سرديتهم أمام العالم وعادت القضية بكرا كما بدأت …
إن “الأرض الموعودة” التي رسمت بالحبر المقدس تحولت إلى ساحة دم و”الجنة” التي وعد بها الطرفان صارت مسجونة خلف الأسوار لن يكون هناك وعد صادق إلا ذاك الذي يحرر الإنسان قبل الأرض ويعيد للتاريخ منطقه وللجغرافيا أصحابها فالأوطان لا تبنى على أساطير تبرر سفك الدماء بل على عدالة تحفظ الكرامة وإلا ستبقى الأرض الموعودة جنة مفقودة إلى الأبد لأن دول الطوق ليست مجرد جيران للصراع بل أطراف أساسية في معركة الهوية والسيادة على أرض المشرق فكرة الأرض الموعودة التي ولدت من رحم النصوص الدينية تحولت في الواقع إلى مشروع سياسي وعسكري لا يهدد الفلسطيني وحده بل يطال أمن الأردن وسيادة سوريا وإستقرار لبنان ووحدة مصر وإن بقاء هذه الفكرة دون ردع أو قرار أممي سيجعل الجنة الموعودة المزعومة جنة مفقودة للجميع تتحول إلى دائرة نار تحرق المنطقة بلا إستثناء. أننا أمام الفصل الأخير في حكاية أسمها فلسطين ….
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الأرض الموعودة
إقرأ أيضاً:
كيف تحولت براءة الأطفال إلى صـ..ـرخة استـ..ـغاثة داخل مدرسة الإسكندرية الدولية للغات؟
لم تكن إحدى أولياء الامور بمدرسة الإسكندرية للغات تتوقع أن زيارة مفاجئة بالصدفة إلى مدرسة ابنتها ستفتح بابًا لواقعة ستهز المجتمع السكندري.
ذهبت الأم في بداية اليوم الدراسي تبحث عن «جاكيت» ابنتها الضائع، لكنها عادت تحمل بين يديها خيطًا أوليًا لقضية اعتـ..ـداء مأساوية، حيث رأت الام، فراش المدرسة يخرج من خلف الأشجار مرتبكًا، تتبعه طفلة صغيرة، زميلة لابنتها، وثيابها غير مرتبة، وقلقها يسبق خطواتها.
وتقول الأم في روايتها: "شعرت أن الأمر أخطر من مجرد صدفة.. الطفلة بدت قلقة وملابسها غير منسقة، والعامل كان مرتبكًا."
وما إن غادرت الأم المدرسة حتى سارعت بإرسال رسالة عبر مجموعة «واتس آب» الخاصة بأولياء الأمور، تطلب فيها التواصل العاجل مع والدة الطفلة التي شاهدتها.
وبمجرد أن احتضنت الأم طفلتها ذات الخمس سنوات، وبدأت تسألها برفق، انكسرت البراءة على كلمات صغيرة أثقل من احتمالها:
العامل أخذها إلى زاوية بعيدة، وجرّدها من جزء من ملابسها، وهمس لها: "هنلعب جمباز مع بعض."
كلمات طفلة.. لكنها كانت كافية لتهز قلوب الجميع، وتدفع الجميع للتحرك سريعًا، وتفتح باب المطالبة بحماية أكبر لمن لا يملكون سوى براءتهم.