صراحة نيوز:
2025-08-15@14:58:36 GMT

العدوان يكتب ( تصريح النتن اختبار للمواقف ) 

تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT

العدوان يكتب ( تصريح النتن اختبار للمواقف ) 

صراحة نيوز – بقلم : د. هاني العدوان

تصريح النتن رئيس وزراء الكيان أمام الكاميرات وقوله إنه في مهمة روحانية لتحقيق حلم كيانه لا يمكن وصفه جنون عظمة أصابه بل يدخل في باب الكشف عن جوهر المشروع الصهيوني الذي ظل لعقود يتوارى خلف لغة الواقعية السياسية حتى بلغ اللحظة التي رأى فيها أن ميزان القوى الإقليمي والدولي يسمح بطرح ما كان في الأمس حديثا خلف الأبواب المغلقة

كلماته هذه جس نبض وتخطيط ممنهج يختبر به ردود الفعل العربية والدولية

التصريح في مضمونه استفزاز مباشر لكل ما رسخته معاهدات السلام واتفاقيات الحدود منذ سبعينيات القرن الماضي، فهو يتجاوز فلسطين التاريخية إلى أجزاء من الأردن وسيناء مصر، في تلميح صريح بضم أراض عربية إلى ما يسميه إسرائيل الكبرى

هذا الخطاب يرفع سقف الطموح الأيديولوجي إلى أقصى حد ويحول أي تسوية محتملة إلى خيانة من وجهة نظر جمهوره، موضحا أن الصراع مع العرب والإقليم أصبح مسألة وجود لا حدود وأن أي تراجع عن الحلم التوسعي سينظر إليه على أنه ضعف أو خيانة

لكن لماذا الآن، في الداخل الإسرائيلي النتن يواجه أزمة شرعية وضغطا سياسيا وقضايا فساد تهدد إرثه وحكومة ائتلافية يمينية متطرفة لا تكتفي بالحرب على غزة أو التصعيد مع لبنان بل تريد خطوات جذرية ترضي قاعدتها العقائدية

وفي مثل هذه الأجواء يلجأ الزعيم الشعبوي إلى رفع راية الأيديولوجيا ليظهر في صورة القائد الرسولي الذي يقود شعبه في معركة قدرية، الحرب المستمرة على غزة والتوتر المتصاعد على الجبهة الشمالية والمواجهة المستترة مع إيران كلها تمنح بعدا توراتيا في خطابه، ليصبح الصراع مع العرب والإقليم صراع وجود لا صراع حدود

وعلى المستوى الدولي فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض منحت النتن نافذة لرفع سقف التصريحات مدركا أن الإدارة الجديدة أقل حساسية تجاه التلميحات التوسعية وأكثر انحيازا لخطاب أمن إسرائيل حتى لو تجاوز القانون الدولي

هذه الحسابات تأتي في وقت يتخبط فيه الموقف العربي بين الإنقسام وعواصم غارقة في أزماتها الداخلية وهو ما يغريه بالمضي أبعد في اختبار ردود الفعل

لكن إذا كانت الأيديولوجيا تسمح بالتوسع في الحلم فإن القانون الدولي يضع قيودا صارمة على الواقع

فميثاق الأمم المتحدة يحظر استخدام القوة أو التهديد بها لتغيير الحدود، والقرار 242 يكرس مبدأ عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب، واتفاقيتا السلام مع مصر والأردن ملزمتان قانونيا وسياسيا، نسفهما يجعله في مواجهة مع نظام إقليمي ودولي كامل

يضاف إلى ذلك أن إسرائيل تواجه ملفات مفتوحة في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وأي خطوة نحو ضم أراض جديدة ستضاعف عزلتها القانونية والسياسية

 

أما ميزان القوى العسكري فلا يمنحه المغامرة فجيشه اليوم منهك بجبهات متعددة استنزاف في غزة، استعدادات قتالية عالية في الشمال، تهديدات من إيران وأذرعها في المنطقة،

أي محاولة لفتح جبهة مع الأردن أو مصر ستكون مقامرة خاسرة منذ اللحظة الأولى، فهاتان الدولتان تملكان جيوشا مدربة وعقيدة دفاعية واضحة ومعرفة دقيقة بطبيعة الأرض فضلا عن دعم إقليمي ودولي لأي تحرك دفاعي مشروع

وحتى الولايات المتحدة التي تحمي إسرائيل سياسيا لن تسمح بانهيار منظومة الاستقرار التي بنتها عبر كامب ديفيد ووادي عربة

ردود الفعل الإقليمية بدأت مبكرا ففي الأردن ارتفعت لهجة الحزم وتضاعفت الجاهزية السياسية والعسكرية مع حشد الموقف الشعبي خلف الدولة في حماية الحدود والسيادة

وفي مصر كان التصريح فرصة لتأكيد أن سيناء خط أحمر ولتعزيز الوجود العسكري والأمني فيها وتذكير العالم بأن العبث بالمعاهدات سيجر المنطقة إلى فوضى

أما في الخليج فقد وجد الخطاب الإسرائيلي نفسه أمام إعادة طرح شروط القانون الدولي وحل الدولتين كمدخل لأي علاقة، فيما استغلت إيران وحزب الله هذا الموقف لتعزيز سردية العدوان التوسعي في خطابها الإعلامي وإن كانت الأطراف كلها تدرك أن الحرب الشاملة ليست خيارا مفضلا الآن

في الغرب يراقب الأمريكيون والأوروبيون الموقف بحذر مدركين أن أي تحرك إسرائيلي نحو الحدود الأردنية أو المصرية سيشعل سلسلة من التحالفات الجديدة وقد يمنح روسيا والصين فرصة أعمق للتمدد في الشرق الأوسط على أنقاض الثقة بالغرب هذا يجعلهم يمارسون ضغطا صامتا على نتنياهو ليبقي خطابه في إطار الدعابة السياسية الثقيلة دون أن يتحول إلى سياسة ميدانية

السيناريو الأقرب وفق المعطيات أن يبقى تصريح نتنياهو أداة تعبئة داخلية وورقة ضغط خارجية، وأن يترجم عمليا في الضفة الغربية عبر توسيع المستوطنات وتشديد السيطرة وفي غزة بمزيد من الحصار والمناورات السياسية دون أن يفتح جبهة مباشرة مع الأردن أو مصر

لكن الخطر الحقيقي ليس في ما سيفعله غدا بل في ما يمكن أن يتأسس من صمت العرب اليوم لأن الكلمات إذا لم تكسر هيبتها عند صدورها تتحول بمرور الوقت إلى سياسات ثم إلى حقائق على الأرض

لم يجرؤ نتنياهو على إطلاق هذا التصريح إلا بعد أن اختبر المواقف العربية في حربه على غزة فرأى الصمت المطبق وشهد الجبن السياسي الذي شل العواصم خوفا من أميركا ولمس العزلة والفرقة التي مزقت جسد الأمة وفقدان القرار الموحد والخطاب الرسمي العربي الصارم

رأى التزاحم المحموم نحو التطبيع مع كيان ما زال يقتل ويدمر ويحاصر فأدرك أن ما أمامه ليس جدارا صلبا بل هالة كرتونية هشة تسمى الأمة العربية بصمتها وخنوعها ورضوخها

واليوم إن لم تستفق هذه الأمة من غفلتها وسباتها فإن كلمات هذا المعتوه ستتحول إلى خرائط وخطابه الاختباري الى خطة تنفيذية

المطلوب عاجلا إجماع عربي حقيقي تحت غطاء الجامعة العربية وصولا إلى مجلس الأمن وتحرك دولي قانوني صارم وإظهار قوة الإرادة الجمعية عبر التهديد بالمقاطعة الشاملة ووقف المعاهدات مهما كانت كلفتها، وعزل هذا الكيان وحصره في حدوده

فإما أن نثبت الآن أن لدينا القدرة على حماية أوطاننا أو نتهيأ غدا لسماع خطاب أكثر وقاحة ورؤية استفزاز أكبر، حين يجدنا مرة أخرى كما نحن الآن ضعفاء، متفرقين، مكممي الأفواه

.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام

إقرأ أيضاً:

عربية النواب تدين تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى وتثمن الموقف المصري

كتب- نشأت علي:

أعرب النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، عن إدانته الشديدة للتصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن اقتطاع أجزاء من أراضي دول عربية ذات سيادة، تمهيدًا لإقامة ما وصفه بـ"إسرائيل الكبرى".

وأكد "أباظة"، في بيان، أن هذه التصريحات تمثل انتهاكًا صارخًا لأبسط قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واعتداءً سافرًا على سيادة الدول العربية، فضلًا عن كونها محاولة خطيرة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأوضح رئيس لجنة الشؤون العربية أن ما صدر عن رئيس حكومة الاحتلال يُعد تهديدًا واضحًا وخطيرًا للأمن القومي العربي الجماعي، وتجسيدًا لنوايا توسعية وعدوانية لا يمكن قبولها أو التسامح معها، مشددًا على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، ممثلًا في مجلس الأمن، مسؤولياته في مواجهة هذه التصريحات المتطرفة، والتصدي لها بكل حزم لما تحمله من مخاطر على استقرار المنطقة وما تثيره من موجات كراهية ورفض إقليمي لدولة الاحتلال.

كما أشاد النائب أحمد فؤاد أباظة بالموقف المصري الواضح والحاسم إزاء هذه التصريحات، والذي جدّد التأكيد على أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال العودة إلى المفاوضات، ووقف الحرب على غزة، وصولًا إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

نتنياهو إسرائيل أحمد فؤاد أباظة مجلس النواب

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة سؤال برلماني لمواجهة أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية أخبار سؤال برلماني بشأن وضع أسعار ملزمة للعلاج في المستشفيات الخاصة أخبار

مقالات مشابهة

  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: العدوان الإسرائيلي إبادة جماعية ممنهجة تهدد استقرار الشرق الأوسط
  • عصام الدين جاد يكتب: إسرائيل الصغرى التي لن تنتصر
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: نتنياهو.. إسرائيل الكبرى بأهداف متعددة
  • بعد تصريح إسرائيل الكبرى.. إدانات لخطة "مستوطنة الفصل"
  • صحة غزة تعلن أحدث إحصائية لعدد شهداء العدوان
  • عربية النواب تدين تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى وتثمن الموقف المصري
  • نتنياهو يبدِي ارتباطه بـ“إسرائيل الكبرى” ويثير غضب الدول العربية
  • "حماس" تنفي صدور أي تصريح من الشيخ حسن يوسف بشأن الموقف الأسترالي
  • تصريح نتنياهو عن إسرائيل الكبرى يثير غضبا واسعا بين المغردين