الجيش السوري يحشّد لمعارك ضد قسد .. و عيون العراق تترقب الارتدادات
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
17 غشت، 2025
بغداد/المسلة: يستعد الجيش السوري لشن هجوم واسع قرب الحدود العراقية، لانتزاع مناطق من قسد الكردية، ما يفتح الباب أمام سلسلة من التداعيات الإقليمية، لعل العراق في قلبها.
فالمعادلة الميدانية لا تنفصل عن الحسابات السياسية، إذ إن دير الزور والرقة ليستا مجرد أراضٍ داخل الجغرافيا السورية، بل هما ممرّان استراتيجيان يلاصقان الحدود العراقية، ويؤثران مباشرة في أمن الأنبار والموصل وعلى حركة الفصائل العابرة للحدود.
ويكشف حشد خمسين ألف مقاتل في محيط تدمر عن نية دمشق تغيير قواعد الاشتباك، في وقت تقف فيه واشنطن في موقع المفاوض بين النظام و”قسد”، بينما تلوح أنقرة من بعيد بمشروعها الدائم لتفكيك نفوذ القوات الكردية.
وهنا يبدو العراق متأرجحاً بين صدى العمليات العسكرية المحتملة وبين خطر انتقال الفوضى إلى أراضيه، خاصة في ظل وجود فصائل عشائرية على طرفي الحدود تربطها علاقات متداخلة مع العشائر السورية.
ويطرح شرط الموافقة الأميركية الضمنية سؤالاً جوهرياً حول معادلة السيادة في المنطقة، إذ إن قرار الحرب والسلم لا يُبنى فقط على حسابات دمشق، وإنما على توافقات دولية تشمل إسرائيل وتركيا وواشنطن.
والعراق، الذي ما زال يكافح لإرساء توازن بين التحالف مع الولايات المتحدة وبين علاقاته مع دمشق وطهران، يجد نفسه أمام احتمال إعادة رسم خريطة القوى في شرق الفرات بما يضعه في مرمى ضغوط جديدة.
وتتبدى المخاوف العراقية من ثلاثة مسارات متوازية: عودة نشاط خلايا “داعش” مستفيدة من الفوضى المقبلة، اتساع نفوذ الجماعات العابرة للحدود على حساب الدولة المركزية، وتزايد موجات النزوح من الداخل السوري إلى غرب العراق.
وهذه كلها عناصر تزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي داخل بغداد، التي تتأرجح بين خطاب السيادة الوطنية وحتمية التكيّف مع توازنات الميدان.
وبذلك يصبح تحرك الجيش السوري ليس مجرد حدث عسكري في سوريا، بل مؤشراً إلى تصدعات إقليمية قد تجعل من العراق الساحة الأكثر عرضة لتأثيراتها، خصوصاً إذا ما تعثرت مساعي التسوية الأميركية مع “قسد”، واندفع الجيش السوري إلى خيار القوة الكاملة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الجیش السوری
إقرأ أيضاً:
اغتيال قيادي بارز في الجيش الوطني السوري بريف حلب (شاهد)
اغتال مسلحون مجهولون، اليوم الأحد، القيادي السابق في الجيش الوطني السوري علاء الدين أيوب، المعروف بلقب "الفاروق أبو بكر"، بإطلاق النار عليه في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي. وباغت مجهولون، "الفاروق أبو بكر" فور استقلال مركبته بعد خروجه من "جامعة حلب الحرة" حيث كان يقدّم امتحانات في تخصص العلوم السياسية.
وبرز أبو بكر كأحد القياديين البارزين في حركة أحرار الشام الإسلامية بمدينة حلب، قبل أن تؤول إليه مهمة التفاوض عن الفصائل خلال حصار المدينة عام 2016، وهو العام الذي انتهى بخروج مقاتلي المعارضة والمدنيين من الأحياء الشرقية.
وبعد تهجيره إلى إدلب ثم ريف حلب الشمالي، انضم بداية إلى حركة أحرار الشام، ثم التحق بفرقة المعتصم التابعة للجيش الوطني السوري، ليصبح جزءاً من قيادتها. غير أن مسيرته داخل الفرقة شهدت خلافات وصدامات مع قائدها معتصم عباس، وصلت إلى مواجهات مسلحة وإصدار مذكرات اعتقال بحقه، قبل أن يسلم نفسه للشرطة العسكرية ويقضي عدة أشهر في الاحتجاز.
ولد علاء الدين أيوب، المعروف بالفاروق أبو بكر، في مدينة حلب حيث عمل قبل الثورة في مهنة الزخرفة وصناعة الرخام. ومع انطلاق الاحتجاجات، اعتقل على يد المخابرات الجوية ثم التحق بالعمل المسلح بعد الإفراج عنه، مشاركاً في تأسيس تشكيلات عدة أبرزها حركة الفجر الإسلامية التي اندمجت لاحقاً ضمن حركة أحرار الشام.
#عاجل
اغتـيال القـيادي السابق بالجيـش السوري الحر علاء أيوب المعروف بـ" الفاروق أبو بكر" على يد مجهـ.ـولين أطـ.ـلقوا عليه الرصاص أثناء خروجه من امتحانات كان يقدمها في جامعة حلب الحرة بمدينة إعزاز بريف #حلب #مراسل_الشرقية_الرسمي ✅ pic.twitter.com/7atUOv2YcM
لحظة استهداف "الفاروق أبو بكر" القيادي في لواء المعتصم سابقًا في مدينة اعزاز بريف حلب pic.twitter.com/HLzQCRofDx
— Halab Today TV قناة حلب اليوم (@HalabTodayTV) August 17, 2025