دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتقلص حجم الدماغ البشري مع التقدم في السن، ما يؤثر على القدرة على التذكر. مع ذلك، هناك قلة محظوظة من الأشخاص، يلقبون بـ "المسنّين الخارقين"، يمتلكون أدمغة قادرة على مقاومة الشيخوخة.

بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، تبقى ذكرياتهم حادة كما كانت قبل 30 عامًا أو أكثر.

تُعتَبَر كارول سيجلر، التي تعيش في مدينة شيكاغو بأمريكا، من "المسنّين الخارقين"، إذ عندما كانت في الـ82 من عمرها، فازت  ببطولة الكلمات المتقاطعة الأمريكية لفئتها العمرية، والتي قالت إنها شاركت فيها "كمزحة".

صورة لكارول سيجلر التُقِطت قبل 4 أعوام عندما كانت في الـ85 من عمرها.Credit: Jennifer Boyle

اليوم، لا تزال سيجلر التي ستصبح في التسعين من عمرها قريبًا، تتمتّع بدماغ مبهر، وفقًا لما ذكرته تامار جيفين الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية في معهد "Mesulam" لعلم الأعصاب الإدراكي ومرض الزهايمر في جامعة "نورث وسترن" بشيكاغو.

تظهر هذه الصورة الخلايا العصبية في القشرة الشمية الداخلية من الدماغ، وهي أكبر بكثير لدى "المسنين الخارقين" مقارنة بأقرانهم الذين يبلغون العمر ذاته، أو حتى الأفراد الأصغر سنًا.Credit: Courtesy Tamar Gefen

تُجري جيفين أبحاثًا في برنامج "SuperAging Program" في جامعة "نورث وسترن"، الذي يدرس حاليًا 113 شخصًا مصنفًا ضمن فئة "المسنّين الخارقين". 

على مدار الأعوام الـ25 الماضية، تبرّع 80 شخصًا من كبار السن بأنسجة أدمغتهم للبرنامج، ومهّد ذلك الطريق لاكتشافات مذهلة.

تحدثت CNN مع جيفين بشأن تلك العقود من الدراسات. يُذكر أنّها مؤلِّفة مشاركة في تحليل جديد لتلك الأبحاث نُشرِ في مجلة "Alzheimer’s & Dementia"، الخاصة بجمعية مرض الزهايمر.

تم تحرير هذه المقابلة من أجل الوضوح والإيجاز.

CNN: كيف يمكنكم رصد "المسنون الخارقون"؟ وماذا الذي استنتجتِ بشأن سلوكهم على مر السنين؟

تامار جيفين: حتى يكون الشخص جزءًا من "المسنين الخارقين" في برنامجنا بجامعة "نورث وسترن"، يجب أن يكون عمره أكثر من 80 عامًا، وأن يخضع لاختبارات معرفية مكثفة.

فحصنا ألفي شخص تقريبًا اعتقدوا أنهم من "المسنين الخارقين"، واستوفي أقل من 10% منهم المعايير. 

على مدار الأعوام الـ25 الماضية، درسنا حوالي 300 من "المسنين الخارقين"، وتبرع عدد منهم بأدمغتهم لأغراض بحثية. تشمل إحدى سماتهم الرئيسية أنهم اجتماعيين للغاية، حيث يُقدّرون التواصل، وغالبًا ما يتمتعون بالنشاط في مجتمعاتهم. 

هذا مثير للاهتمام لأننا نعلم أن العزلة جزء من عوامل خطر الإصابة بالخرف، وبالتالي فإن الحرص على النشاط الاجتماعي ميزة وقائية معروفة.

تتميز السمات المشتركة الأخرى بين هؤلاء بالشعور بالاستقلالية، والحرية، إذ يتخذون القرارات ويعيشون حياتهم بالطريقة التي يريدونها.

لكن فيما يتعلق بالسلوكيات الصحية، يختلف "المسنون الخارقون" عن بعضهم البعض.

هناك من يعانون من أمراض القلب، والسكري، ولا يمارسون الرياضة، ولا يتبعون نظامًا غذائيًا جيد مقارنة بأقرانهم في العمر ذاته.

صورة لتامار جيفين وفي يدها دماغ أصغر سنًا يُستَخدم عند المقارنة مع أنسجة أدمغة "المسنين الخارقين".Credit: Allegra Kawles

CNN: جاءت العديد من اكتشافاتك الأكثر إثارة للاهتمام من دراسة أنسجة أدمغة المتبرعين. ما الذي اكتشفته عن مركز الذاكرة في أدمغة "المسنين الخارقين"؟

تامار جيفين: أظهرت دراساتنا أن منطقة الدماغ المسؤولة عن الانتباه والتحفيز والانخراط المعرفي، المعروفة باسم القشرة الحزامية، أكثر سمكًا لدى "المسنين الخارقين"، حتى بالمقارنة مع أشخاص في الخمسينيات والستينيات من العمر.

في الحُصين، وهو مركز الذاكرة في الدماغ، وجدنا أن كبار السن يتمتعون بتشابكات "تاو" أقل بثلاث مرات مقارنةً بأقرانهم "العاديين". تُعد هذه التكوينات غير الطبيعية لبروتينات "تاو" إحدى العلامات الرئيسية لمرض الزهايمر.

تمتلك أدمغتهم أيضًا خلايا أكبر وأكثر صحة في القشرة الشمية الداخلية، وهي منطقة أساسية للذاكرة والتعلم، ولها اتصالات مباشرة بالحُصين. 

يجدر بالذكر أنّ القشرة الشمية الداخلية من مناطق الدماغ الأولية التي تُصاب بمرض الزهايمر.

في دراسة أخرى، فحصنا كل طبقة من خلايا القشرة الشمية الداخلية لدى "المسنين الخارقين"، وقمنا بقياس حجم الخلايا العصبية بدقة. 

وجدنا أنه في الطبقة الثانية (الأكثر أهمية لنقل المعلومات)، تمتع "المسنون الخارقون" بخلايا عصبية ضخمة، وممتلئة، وسليمة، وجميلة، وضخمة في القشرة الشمية الداخلية.

كان ذلك اكتشافًا مذهلاً، لأن الخلايا الشمية الداخلية لديهم كانت أكبر حجمًا من تلك الموجودة لدى الأفراد الأصغر سنًا بكثير، حتى الذين كانوا في الثلاثينيات من عمرهم، ما جعلنا نُدرك أن عنصر السلامة الهيكلية يلعب دورًا.

CNN: ما الذي تعلمته من أبحاثك حول كيفية تفاعل أدمغة كبار السن مع الإصابات، والأمراض، والإجهاد؟

تامار جيفين: يُعد الالتهاب (بمجرد تجاوزه حدًا معينًا)، عاملاً رئيسيًا في فقدان الخلايا عند المعاناة الزهايمر وجميع الأمراض العصبية التنكسية الأخرى تقريبًا.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أبحاث أبحاث الجينات الشيخوخة دراسات

إقرأ أيضاً:

تحذير طبي.. قلة النوم ليلًا قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف المبكر

حذرت دراسة طبية حديثة من أن عادة ليلية شائعة يمارسها الكثيرون دون إدراك خطورتها وهي النوم لفترات قصيرة أو المتقطّع ليلًا وقد ترفع بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف، خاصة عند التقدم في العمر. 

"عاهة هتفضل معايا طول عمري".. رحمة حسن تنهار بعد خطأ طبي فادح (صور صادمة) بيصلي على كرسي.. أول ظهور لتامر حسني بعد استئصاله جزء من الكلى (صور) قائمة المشاركين ‏بمنصة الأفلام بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم ‏القصير ‏ فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا بعد الهجوم عليها.. بدرية طلبة تتوعد المسيئين بالقانون حسام حبيب يحسم الجدل حول صورته مع شيراز.. "شائعات ارتباطنا غير صحيحة" ظهور مفاجئ لحسام حبيب مع شيراز.. صورة تعيد جدل ارتباطهم من جديد حجاب في البطاقة وهجوم على السوشيال.. سما المصري تعود للواجهة برسائل غاضبة موسم الهجوم على منى زكى| فيلم "الست" جدل لا ينتهي خاص الوفد.. لماذا الانتقاد قبل عرض فيلم "الست" يظلم العمل والفنانة| ماجدة خير الله تجيب

وأشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة طبية مرموقة، إلى أن الدماغ يحتاج ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم المتواصل ليقوم بوظائفه الطبيعية في تنظيف الخلايا وتجديد النشاط العصبي.

 

وأوضح الباحثون أن نقص النوم يؤثر مباشرة على المنطقة المسؤولة عن الذاكرة والتعلم في الدماغ، وهي الحُصين، ما يؤدي مع الوقت إلى تراكم بروتينات ضارة تُعرف باسم بيتّا أميلويد، وهي العلامات المبكرة المرتبطة بمرض ألزهايمر، كما وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 5 ساعات ليلًا معرضون لخطر ألزهايمر بنسبة تزيد عن 40% مقارنة بمن يحصلون على نوم كافٍ.

 

وأكدت الدراسة أن خطورة قلة النوم لا تتوقف عند الخرف، إذ تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، اختلال المزاج، ضعف التركيز، زيادة الوزن، واضطراب الهرمونات المسؤولة عن الشهية والطاقة. 

 

كما أشارت إلى أن السهر المتكرر يضعف مناعة الجسم ويجعل الشخص أكثر عرضة للعدوى الموسمية.

 

 

وقدم الباحثون مجموعة من النصائح لضمان نوم صحي، أهمها: تجنب استخدام الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل، تقليل الإضاءة داخل الغرفة، الابتعاد عن الوجبات الثقيلة والكافيين ليلًا، محاولة النوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة، وتهيئة غرفة هادئة ذات تهوية جيدة. كما شددوا على أهمية المشي أو ممارسة نشاط بسيط خلال النهار لتحسين جودة النوم ليلًا.

 

وأوصت الدراسة الأشخاص الذين يعانون من أرق مزمن أو نوم متقطع بضرورة مراجعة الطبيب، لأن هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا لمشكلات صحية أخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات فالحفاظ على نوم جيد ليس رفاهية، بل ضرورة لحماية الدماغ وصحة الجسم على المدى الطويل.

مقالات مشابهة

  • الوجوه المتعددة للبذاءة (1)
  • تحذير طبي.. قلة النوم ليلًا قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف المبكر
  • دراسة تحذر: حقن إنقاص الوزن تعجّل الشيخوخة بعشر سنوات
  • زيت تركي بطعم التاريخ.. معصرة حجرية تقاوم الزمن في أرتفين
  • فقدان العضلات ليس جزءًا لا مفر منه من الشيخوخة.. خبيرة تشرح فوائد تمارين القوة
  • تحذير علمي: السمنة تُسرّع تراكم علامات الزهايمر في الدم بنسبة 95%
  • باحثون يحذرون.. حقن إنقاص الوزن تعجل الشيخوخة بعشر سنوات
  • نشرة المرأة والمنوعات | عادات صباحية تبطئ الشيخوخة بشكل طبيعي.. أطعمة تساعد في تقوية الذاكرة وزيادة الذكاء
  • 7 عادات صباحية تبطئ الشيخوخة بشكل طبيعي
  • من الأمعاء إلى الدماغ.. محور جديد يكشف سر النوم العميق