تكنولوجيا جديدة لتشخّيص أمراض القلب في 15 ثانية فقط
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
ابتكر باحثون سماعة طبيب مدعمة بالذكاء الاصطناعي يمكنها أن تساعد الأطباء على اكتشاف 3 مشكلات صحية قلبية في 15 ثانية فقط، من بينها الكشف المبكر عن الاصابة بقصور القلب.
وأجرى الدراسة باحثون من إمبريال كوليدج في المملكة المتحدة، وعرضت نتائجها في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد في إسبانيا في 29 أغسطس/ آب الماضي، وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.
وتشير الدراسة إلى أن النسخة المدعمة بالتكنولوجيا يمكنها أن تقدم أكثر بكثير من سماعة الطبيب التقليدية، التي اخترعت عام 1816، والتي اقتصر استخدامها على الاستماع إلى الأصوات الداخلية للجسم، حيث يمكنها تحليل الاختلافات الطفيفة في ضربات القلب وتدفق الدم التي لا يمكن رصدها بالاعتماد على حاسة السمع، وإجراء تخطيط قلب كهربائي سريع في الوقت نفسه.
وصرحت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة السريرية في مؤسسة القلب البريطانية واستشارية أمراض القلب من المملكة المتحدة، في بيان: "يعد هذا ابتكار رائعا طوّرت فيه سماعة الطبيب البسيطة، التي اخترعت قبل أكثر من 200 عام، لتواكب متطلبات القرن 21".
وعبر الدكتور باتريك باشتغر، من مستشفى إمبريال من المملكة المتحدة، مدى إعجابه بمقدرة سماعة الطبيب الذكية على إجراء فحص مدته لا تتجاوز 15 ثانية، ومن ثم إظهار نتائج سريعة باستخدام الذكاء الاصطناعي مشيرة إلى ما إذا كان الشخص مصاب بقصور القلب، وهو تراجع قدرة القلب على ضخ الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة، أو يعاني من الرجفان الأذيني، وهي حالة تصيب القلب وتتسبب في عدم انتظام نبضاته، أو مصاب بمرض في صمامات القلب، وهي حالة لا يعمل فيها صمام واحد أو أكثر من صمامات القلب بشكل صحيح، وقد يؤثر ذلك على تدفق الدم ويزيد الضغط على القلب.
وأكد الفريق الذي صمم هذا الابتكار في تقرير شارك فيه مجلة نيوزويك على دور الطبيب في تحديد المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من فحص سماعة الطبيب الذكية، لذا فإن تقييمه وفحصه السريري للأعراض المشتبه بها لا يزال بالغ الأهمية.
وأجريت الدراسة على أشخاص يعانون من أعراضٍ مثل ضيق التنفس، والتعب، وتورم أسفل الساقين و/أو القدمين. وشملت أكثر من 200 عيادة طبية، وجرّبت هذه التقنية على ما يزيد على 12 ألف مريضا.
إعلانوأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أجروا فحص باستخدام سماعة الطبيب الذكية كان احتمال تشخيصهم بقصور القلب أعلى بمرتين مقارنة بمن لم يجروا الفحص، وكان احتمال تشخيصهم بالرجفان الأذيني أعلى بـ 3.5 مرة، والذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية. كما كان احتمال تشخيصهم بأمراض صمامات القلب أعلى بمرتين تقريبا.
وتستخدم السماعة المطورة يوضع الجهاز على صدر المريض لإجراء تخطيط القلب الكهربائي لتسجيل الإشارات الكهربائية القادمة من القلب، بينما يسجّل الميكروفون المتصل به صوت تدفق الدم عبر القلب.
وفي الخطوة التالية ترسل هذه المعلومات بشكل آمن إلى منطقة التخزين لتحليلها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي المبرمجة بناء على بيانات صحية لعشرات الآلاف من الأشخاص، والتي يمكن من خلالها اكتشاف المشاكل الدقيقة التي يمكن أن تصيب القلب والأمراض التي قد يغفل عنها الطبيب.
وبعدها ترسل نتيجة الاختبار، التي تشير إلى ما إذا كان المريض معرّضا لخطر الإصابة بقصور القلب أم لا، مباشرة إلى الهاتف الذكي.
يمكن لخوارزمية منفصلة اكتشاف وجود حالة الرجفان الأذيني، والتي غالبا لا تصاحبها أعراض ولكن يمكن أن تساهم في حدوث بعض السكتات الدماغية ويمكن علاجها باستخدام أدوية مميعه للدم.
وتعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة عالميا، إذ تودي بحياة ما يقدّر بنحو 17.9 مليون شخص سنويا.
وتعزى 4 من كل 5 وفيات ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وثلث هذه الوفيات تحدث مبكرا لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 70 عاما.
وقال الدكتور ميهير كيلشيكر من مستشفى إمبريال من المملكة المتحدة: "يشخّص معظم مرضى قصور القلب في وقت متأخر عند ذهابهم إلى قسم الطوارئ وهم في حالة مرضية خطيرة".
وتظهر هذه التجربة أن سماعات الطبيب المدعّمة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تغيّر هذا الوضع، متيحه للأطباء أداة سريعة وبسيطة لاكتشاف المشاكل وحالات الاصابة مبكرا، مما يمكّن المرضى من الحصول على العلاج المناسب في أقرب وقت.
ومن ناحية أخرى، أشار الباحثون في الدراسة إلى أن 70% من العيادات التي زوّدت بسماعات طبية ذكية توقفت عن استخدامها، أو استخدمتها بشكل غير منتظم، بعد مرور 12 شهرا.
كما نبهوا لضرورة بذل جهود لدمج هذه التقنية بشكل أفضل ضمن الإجراءات والفحوصات التي يجريها الأطباء في الوقت الحالي لنشرها على نطاق أوسع.
وأظهرت الدراسة أيضا أن ثلثي الأشخاص الذين اشتبه بإصابتهم بقصور القلب عند تشخيصهم بواسطة السماعة الذكية وبعد إخضاعهم لفحص دم أو فحص قلب إضافي لم يكونوا مصابين به في الواقع.
وأقر الباحثون بأن هذا يمكن أن يسبب قلق واجراء فحوصات غير ضرورية لدى بعض الأشخاص، إلا أن استخدام السماعة الذكية يمكن أن يكشف عن علامات قصور القلب لدى مرضى آخرين ربما كان سيغفل عنها ولن تشخّص لولا ذلك، ولم يتوفر الوقت اللازم لإحالاتهم والمباشرة بالعلاج.
وصرح الدكتور كيلشيكر: "ستزداد دقة النتائج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي أكثر بكثير، وذلك لأنه يستخدم بيانات فحوصات سماعة الطبيب الذكية لكل مريض ويحللها".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات المملکة المتحدة بقصور القلب أمراض القلب یمکن أن
إقرأ أيضاً:
جهاز تنمية البحيرات: الطبيب البيطري حارس الأمن الغذائي للبلاد
أكد الدكتور صلاح الدين مصيلحي، رئيس مجلس إدارة جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، على الدور الحيوي والمحوري الذي يلعبه الطبيب البيطرى في مصر والعالم أجمع، مشيرا إلى أن مهامه تتجاوز المفهوم الشائع المقتصر على علاج أمراض الحيوان.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر "منظومة الطب البيطري والمجلس الصحي، تحت شعار: رؤية مشتركة لتطوير الممارسات المهنية وحماية صحة الإنسان"، والذي نظمته النقابة العامة للأطباء البيطريين برئاسة الدكتور مجدى حسن، بالتعاون مع المجلس الصحي المصري برئاسة الدكتور محمد لطيف.
وقال الدكتور مصيلحي، إن الدور الذي نراه للطبيب البيطري كمعالج للحيوانات والدواجن والأسماك هو في الحقيقة جزء من حقيقة أكبر وأشمل، مشيرا إلى أن "الطبيب البيطري هو المسؤول مسؤولية تامة عن حماية ثرواتنا الحيوانية والسمكية والداجنة من كافة الأمراض، سواء كانت معدية، غير معدية، وبائية، مستوطنة، أو حتى تلك العابرة للحدود والوافدة إلينا".
وأضاف: "لهذا السبب، فإن أهمية الطبيب البيطري كبيرة جدا، فهو بمثابة حارس أمين على حدود الدولة من خلال دوره في الحجر البيطري، الذي يمثل خط الدفاع الأول لحماية ثرواتنا من الأمراض القادمة من الخارج".
كما شدد الدكتور مصيلحي على الدور الجوهري للطبيب البيطري في تحقيق الأمن الغذائي، ليس فقط في مصر بل في كافة دول العالم، منوها إلى أن "الطبيب البيطري لا يحمي الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة فحسب - بل يمتد دوره ليحافظ بشكل مباشر على صحة المستهلك والإنسان.
وأشار إلى أن ذلك يتم من خلال عمليات الكشف الحيوي على اللحوم في المجازر، وضمان صحة وسلامة الغذاء، ومراقبة المضافات الغذائية، والكشف عن السموم والملوثات، بالإضافة إلى الإشراف على الأسواق وأماكن تداول الغذاء".
وتطرق رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات إلى المسؤولية الكبرى الأخرى التي تقع على عاتق الطبيب البيطري، وهي "الحفاظ على صحة الإنسان من الأمراض المشتركة"، مؤكدا أنه من خلال حمايته للحيوان، يساهم الطبيب البيطري في "حماية الإنسان من أكثر من 150 مرضا مشتركا، مثل السعار والبروسيلا وإنفلونزا الطيور".
وفيما يخص قطاع الثروة السمكية، قال الدكتور مصيلحي: "بصفتي رئيسا لجهاز حماية وتنمية البحيرات، أؤكد أن الطبيب البيطري يلعب دورا أساسيا في التنمية المستدامة والإنتاج الأمثل للثروة السمكية، وهو ما ساهم في وضع مصر في مقدمة الدول عالميا في مجال الاستزراع السمكي.
وأوضح أن "الطبيب البيطري هو المسؤول عن الصحة السمكية، وتطبيق معايير الأمن البيولوجي في المزارع، وضمان جودة وسلامة الأعلاف والأسماك وصولا إلى المستهلك، ومتابعة كافة المراحل من قبل الحصاد إلى ما بعده".
وأشار إلى اهتمام الدولة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمنظومة "الصحة الواحدة" التي تربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، مؤكدا أن هذا المؤتمر يعد خطوة هامة لوضع الأسس والقواعد التي سيعمل من خلالها المركز الطبي المصري، عبر التعاون بين الجهات المعنية ونشر الوعي في المجتمع.