من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشاريع الأمل والصمود الإنساني
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
تطرح العمارة المعاصرة أجوبة على تحديات العالم المعاصر من أزمة المناخ إلى التفاوت الاجتماعي والتوسع الحضري المتسارع، ليس بالحجر والخرسانة فحسب، بل بالرؤى الإنسانية العميقة.
وأعلنت لجنة التحكيم العليا المستقلة للدورة الـ16 من جائزة الآغا خان للعمارة (2023-2025) من قرغيزستان بآسيا الوسطى، عن أسماء سبعة مشاريع فائزة، تم اختيارها بعناية بعد دراسة مستفيضة للمراجعات الميدانية التي أجريت للمشاريع المدرجة في القائمة القصيرة.
تستكشف المشاريع الفائزة لهذا العام قدرة العمارة على أن تكون عاملا محفزا للتعددية ومرونة المجتمع، والتحول الاجتماعي والحوار الثقافي، والتصميم المستجيب للمناخ. وستتقاسم هذه المشاريع المتميزة جائزة مالية بقيمة مليون دولار أميركي، وهي من بين أكبر الجوائز في مجال العمارة على مستوى العالم، في احتفالية ستقام في قاعة الفيلهارمونية الوطنية القيرغيزية بالعاصمة بشكيك في 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
رحلة عبر الإبداع والالتزام الإنسانيترسم قائمة الفائزين لعام 2025 خريطة للإبداع تمتد عبر آسيا والشرق الأوسط، حيث يقدم كل مشروع حلا فريدا لسياقه المحلي، مع رسالة عالمية مشتركة:
مشروع "خودي باري" (Khudi Bari)، مواقع مختلفة: هذا الحل المبتكر الذي صممته شركة "مارينا تبسم للهندسة المعمارية"، هو استجابة مباشرة لمعاناة المجتمعات النازحة المتأثرة بالتغيرات المناخية.
ويتكون المأوى من الخيزران والفولاذ، وهو قابل للتكرار بسهولة ومنخفض التكلفة. أشادت لجنة التحكيم بالإطار البيئي العميق للمشروع وبإسهامه في تعزيز الاستخدام العالمي للخيزران كمادة بناء مستدامة وفعالة.
مركز قرية ووست ووسوتو المجتمعي، هوهوت: باستخدام الطوب المعاد تدويره، شيدت شركة منغوليا الداخلية الكبرى للتصميم المعماري مركزا يوفر فضاءات اجتماعية وثقافية للسكان والفنانين. يراعي التصميم الاحتياجات الثقافية للمجتمع المحلي متعدد الأعراق، بما في ذلك مسلمو قومية الهوي. أشارت لجنة التحكيم إلى أن المشروع يمثل نموذجا مصغرا وشاملا للحياة المجتمعية، ينسج علاقات إنسانية متينة في بيئة ريفية.
إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية: تصدى هذا المشروع، الذي نفذته "تكوين للتنمية المجتمعية المتكاملة"، لتحديات السياحة الثقافية عبر تدخلات مادية ومبادرات اجتماعية واقتصادية وإستراتيجيات حضرية مبتكرة. نجح المشروع في تحويل موقع مهمل إلى مدينة تاريخية مزدهرة تنبض بالحياة.
أقرت لجنة التحكيم بالسبل التي اعتمدها المشروع في تحفيز ما أسمته "الأيض الحضري التاريخي" -الدورة الحيوية للعمران- مما يمكن المدينة من مواجهة تحديات الحاضر وتحسين جودة الحياة لسكانها.
مجمع مجرة وإعادة تطوير المجتمع، جزيرة هرمز: هذا المجمع الملون، الذي صممته شركة "زاف للعمارة"، تعكس قبابه المتعددة الألوان تربة الجزيرة الغنية بالمغرة، ويوفر إقامة مستدامة للسياح. وصفته لجنة التحكيم بأنه "أرخبيل نابض بالحياة ببرامجه المتنوعة"، يسهم تدريجيا في بناء اقتصاد سياحي بديل ومستدام لأهالي الجزيرة.
ميدان مترو جهاد – طهران: حول أستوديو "كيه إيه للعمارة" محطة مترو متداعية إلى عقدة حضرية نابضة بالحياة للمشاة. شددت لجنة التحكيم على أن استخدام الطوب التقليدي المصنوع يدويا يعزز الصلة بالتراث المعماري الإيراني الغني، في حين يؤكد نسيجه الدافئ والهادئ مكانة المحطة كنصب حضري جديد يحتفي بالمشاة والمجتمع.
رؤية باكستان – إسلام آباد: يتميز هذا المرفق متعدد الطوابق، الذي صممته "أستوديوهات دي بي"، بواجهات مبهجة مستوحاة من الحرف الباكستانية والعربية. يحتضن المبنى جمعية خيرية تهدف إلى تمكين الشباب المحرومين عبر التدريب المهني. أشارت لجنة التحكيم إلى أن المبنى لا يوفر فقط نوعا جديدا من التعليم، بل يتميز أيضا بفيض من الضوء، وتنظيم فراغي مشوق، وكفاءة اقتصادية عالية.
مجلس العجب – بيت لحم: هذه المساحة غير الربحية، التي صممتها شركة "أ أ يو أنسطاس"، شيدت بمساهمة من الحرفيين والمقاولين المحليين لتصبح محورا أساسيا للحرف والتصميم والابتكار والتعلم. رأت لجنة التحكيم أن المبنى يقدم نموذجا لـ"عمارة الوصل"، المتجذرة في التعبيرات المعاصرة عن الهوية الوطنية، والمؤكدة على أهمية الإنتاج الثقافي كشكل من أشكال المقاومة والصمود.
بناء من أجل مستقبل أفضلتأسست جائزة الآغا خان للعمارة عام 1977 من قبل الأمير الراحل كريم آغا خان الرابع بهدف تحديد وتشجيع المفاهيم المعمارية التي تلبي بنجاح احتياجات وتطلعات المجتمعات التي يتمتع فيها المسلمون بحضور كبير. وعلى مدى 16 دورة، تم تكريم 136 مشروعا وتوثيق ما يقرب من 10 آلاف مشروع بناء.
يقول رئيس اللجنة التوجيهية للجائزة الأمير رحيم آغا خان الخامس "يعد إلهام الأجيال الشابة للبناء بعناية بيئية ومعرفة وتعاطف من بين أعظم أهداف هذه الجائزة. ينبغي على العمارة اليوم أن تتعامل مع أزمة المناخ، وأن تعزز التعليم، وتغذي إنسانيتنا المشتركة. فمن خلالها نزرع بذور التفاؤل وأعمال صمود هادئة تنمو لتصبح مساحات للانتماء، حيث يمكن للمستقبل أن يزدهر بكرامة وأمل".
من جانبه، صرح مدير الجائزة فرخ درخشاني "يمكن للعمارة ويجب عليها أن تكون محفزا للأمل، فهي لا تشكل الفضاءات التي نعيش فيها فحسب، بل تصوغ أيضا المستقبل الذي نتخيله. تحتفي جائزة الآغا خان للعمارة بمشاريع تدمج بين المجتمع والاستدامة والتعددية، لتمكين عالم أكثر انسجاما وقدرة على الصمود".
وتتميز الجائزة بأنها لا تقتصر على تكريم المعماريين فحسب، بل تشمل أيضا البلديات والبنّائين والجهات المالكة والحرفيين المتمرسين، والمهندسين الذين أدوا أدوارا محورية في إنجاز هذه المشاريع الاستثنائية.
وفي حوار سابق مع الدكتور لويس مونريال، المدير العام لمؤسسة الآغا خان للثقافة وأحد الأسماء البارزة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي في العالم، تحدث للجزيرة نت عن طبيعة العمل في البيئات الهشة التي مزقتها الحروب مثل سوريا وأفغانستان، مشيرا إلى أن التراث الثقافي هو مورد اقتصادي واجتماعي يسهم في بناء المستقبل وخلق فرص عمل. كما سلط الضوء على مشاريع بارزة كموقع "ميس عيناك" في أفغانستان، وحديقة الأزهر في القاهرة، وسوق حلب التاريخي وغيرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات لجنة التحکیم
إقرأ أيضاً:
ترامب حقق ما عجز عنه الآخرون.. عائلات الرهائن تطالب لجنة نوبل بمنح الرئيس الأمريكي جائزة السلام
عائلات المحتجزين في غزة تطالب لجنة نوبل بمنح الرئيس الأميركي دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام، "تقديرًا لجهوده في إطلاق سراح المختطفين وخطته لإنهاء حرب غزة". اعلان
وجهت عائلات الرهائن رسالة رسمية إلى لجنة نوبل النرويجية، دعت فيها إلى منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لما وصفته بدوره "الملموس" في جهود إطلاق سراح الرهائن حول العالم. وجاءت هذه الدعوة بعد تعهّد ترامب “بعدم التوقف حتى عودة جميع الرهائن الـ48 إلى وطنهم”، وهو ما اعتبرته العائلات التزامًا شخصيًا استثنائيًا يجعله مؤهلًا لنيل الجائزة الأرفع في مجال السلام العالمي.
وجاء في بيان نُشر على حساب منتدى “Bring Them Home Now” عبر منصة إكس: "في هذه اللحظة بالذات، تُطرح خطة الرئيس ترامب الشاملة لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وإنهاء هذه الحرب الرهيبة على الطاولة. ولأول مرة منذ أشهر، نحن متفائلون بأن كابوسنا سيقترب من نهايته.”
وأضاف المنتدى أن ترامب "لن يرتاح حتى يُعاد آخر رهينة إلى وطنه وتُنهى الحرب ويُستعاد السلام والازدهار لشعوب الشرق الأوسط". كما عبّر عن امتنانه للرهائن الذين أُفرج عنهم بفضل الهدنة التي توسّطت فيها الولايات المتحدة بين يناير ومارس الماضيين، معتبرًا أن ترامب "جلب النور خلال أحلك الأوقات".
“لم يتحدث عن السلام فقط، بل حققه فعليًا”وفي رسالتها إلى اللجنة، قالت العائلات: "خلال العام الماضي، لم يساهم أي زعيم أو منظمة أكثر من الرئيس ترامب في إحلال السلام حول العالم. بينما تحدث كثيرون بكلمات مؤثرة عن السلام، فقد حققه فعليًا."
وأشار المنتدى إلى أن جهود ترامب شملت مفاوضات في مناطق نزاع متعددة، وتنسيق هدنات مع أطراف محلية ودولية لتسهيل إطلاق سراح المختطفين، واعتبر ذلك "إنجازًا إنسانيًا فريدًا يستحق التقدير الدولي".
وفي سبتمبر الماضي، عقد ترامب اجتماعًا موسعًا في نيويورك مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية، شدّد خلاله على أهمية التعاون من أجل وضع حد للحرب المستمرة في غزة منذ عامين، والتوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء معاناة المدنيين.
Related عامان على هجوم 7 أكتوبر.. اليوم الذي غيّر وجه المنطقةفيديو - بعد عامين على الحرب في غزة.. الغياب يثقل عائلات آلاف المفقودينإسرائيل تحيي الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبروتأتي هذه الخطوة في إطار خطة سلام جديدة أعلن عنها ترامب نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، تتضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة تل أبيب على الخطة ووقف شامل لإطلاق النار ونزع سلاح حركة حماس.
مساعي ترامب لحصد جائزة نوبل للسلاميسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوة إلى نيل جائزة نوبل للسلام، التي يُنتظر الإعلان عن الفائز بها يوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وفي تصريحات سابقة، عبّر ترامب عن استيائه من تجاهله من قبل لجنة نوبل، واعتبر أن عدم منحه الجائزة "إهانة كبيرة للولايات المتحدة". وأكد أنه قدّم "خطة عملية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة"، مشيرًا إلى أنه نجح خلال ولايته في وضع حد لسبع حروب عالمية.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ترشيحه الرسمي لترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى "دوره في إنهاء الحرب الإسرائيلية-الإيرانية التي استمرت 12 يومًا"، وإلى اتفاقيات إبراهيم عام 2020 التي طبّعت العلاقات بين إسرائيل وأربع دول عربية.
إلا أن هذا الترشيح لن يكون ساريًا لجائزة عام 2025، إذ انتهت فترة تقديم الترشيحات في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، ما يعني أن ترشيح نتنياهو سيُدرج في قائمة جائزة عام 2026.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة