موقع 24:
2025-07-12@13:30:17 GMT

لوموند تكشف خفايا "ثورة القصر" في الغابون

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

لوموند تكشف خفايا 'ثورة القصر' في الغابون

 بعد ساعات قليلة من الإطاحة بعلي بونغو أونديمبا، الذي حكمت عائلته الغابون لمدة خمسة وخمسين عاماً، عين الجيش، يوم الأربعاء 30 أغسطس(آب)، رجلاً من الدائرة الداخلية لتولي مسؤولية الفترة الانتقالية. وقال جندي لقناة غابون 24 بحضور عشرات الضباط والجنرالات، إن "مبرايس عين بالإجماع رئيساً للمرحلة الانتقالية"

ليس وارداً بالنسبة إليه أن يطلب من الفرنسيين المغادرة


وعلى عكس الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تقول صحيفة "لوموند" إن مبرر الانقلاي لا يمكن أن يكون أمنياً، في هذا البلد الغني بالنفط والمعادن والذي لم يشهد حرباً قط.

وفي المقابل، كان لدى الجنود حجة قوية، وهي الانتخابات العامة التي تم تنظيمها في 26 أغسطس (آب) "والتي تم إلغاء نتائجها المبتورة"، كما أشار  الجيش في أول بيان له.

تلاعب وقمع


وعند وصوله إلى السلطة في عام 2009، بعد أربعة أشهر من وفاة والده عمر بونغو أونديمبا، الذي كان شخصية محورية في العلاقات الفرنسية الأفريقية لأكثر من ثلاثين عاماً، لم يتمكن علي بونغو قط من المطالبة بإجراء انتخابات منتظمة. ولكي يفوز في عام 2009 على  أندريه مبا أوبام، وفي عام 2016 ضد جان بينغ، كان عليه أن يلجأ إلى التلاعب، وهو ما تم توثيقه على نطاق واسع منذ ذلك الحين، وإلى القمع.

 

 

Quelques heures après avoir renversé Ali Bongo Ondimba, dont la famille dirigeait depuis plus de cinquante ans le Gabon, les militaires ont nommé le général Oligui Nguema pour prendre la tête de la transition. https://t.co/FuxHhqIGPw

— Le Monde (@lemondefr) August 31, 2023


ولكن بعد التصويت الذي جرى يوم السبت، والذي كانت الغابون خلاله معزولة عن العالم، من دون شبكة إنترنت، ومن دون مراقبين أو صحافيين أجانب، بدا انقلاب النتائج لصالحها واضحاً للغاية. وأكدت المعارضة وكذلك جميع المراقبين المستقلين الذين تم الاتصال بهم حدوث "موجة عارمة" لصالح ألبرت أوندو أوسا، الذي حصل رسميًا على 30.77% من الأصوات، لكن نتيجته الحقيقية، وفقًا لمحاورينا، هي أقرب إلى 70%. ومنذ ذلك الحين، بدا الانقلاب العسكري في أعين الكثير من الشعب الغابوني بمثابة تحرير.
وفي ليبرفيل، العاصمة، كما هو الحال في العديد من البلدات، خرج الآلاف من الغابونيين إلى الشوارع، ولف بعضهم جسمه بالعلم الوطني، بينما غنى آخرون النشيد الوطني الغابوني، للتعبير عن فرحتهم لسقوط السلطة القائمة.
وقال أحد سكان منطقة بلين أوريتي، حيث بدا السكان غير مهتمين كثيراً بحظر التجول الذي تم تخفيضه من السابعة مساء إلى السادسة مساء: "يقولون إننا تحررنا أخيراً من هذا النظام الذي يخنقنا منذ خمسة وخمسين عاماً".

رجل متزن ورصين


ووفقا لعدة مصادر، حاول الجنرال أوليغي نغيما، حتى قبل تنصيبه في مهامه الجديدة، طمأنة العديد من زعماء أفريقيا الوسطى والسفير الفرنسي في ليبرفيل إلى نواياه.
ونقلت "لوموند" عن مصدر مطلع قوله: "إنه رجل متزن ورصين. أخبرني أن الجيش لم يعد يريد أن يُستخدم لقتل الشعب الغابوني بعد كل انتخابات. وانقلاباته لا تتبع نفس المنطق الذي اتبعته الانقلابات في منطقة الساحل. ليس وارداً بالنسبة إليه أن يطلب من الفرنسيين المغادرة".

Au Gabon, le général Oligui Nguema prend la tête d’une « révolution de palais » https://t.co/aqXmqiCvuP

— Le Monde Afrique (@LeMonde_Afrique) August 31, 2023


وأضاف المصدر أنه يمكن أن يكون للجذور العرقية دور في الانقلاب. كان الضابط البالغ من العمر 48 عاماً والذي يتحدر من إتينة فانغ لناحية والده وتكه لجهة والدته، وهي قريبة الرئيس الراحل علي بونغو، قد أوضح أن "الجيش لم يعد قادراً على استبعاد الغالبية السيوسيولوجية للغابون".
ويشار إلى أن أندريه مبا أوبام، المرشح الذي لم ينجح في انتخابات عام 2009، وألبرت أوندو أوسا، الذي ترشح هذا العام، ينتميان إلى إتنية فانغ.
لكن العديد من المصادر الأخرى كانت بحسب "لوموند" أكثر حذراً بشأن دوافع المجلس العسكري الجديد، مشيرة إلى أن نغيما أقيل المرة الأولى على يد علي بونغو ، ثم عاد إلى منصبه في القصر عام 2019، حيث تم تعيينه لأول مرة رئيساً للمديرية العامة للخدمات الخاصة، وهي استخبارات الحرس الجمهوري، ليحل محل فريديريك بونغو، الأخ غير الشقيق للرئيس.

أحد أبناء النظام


ولفت دبلوماسي من أفريقيا الوسطى إلى أن الضابط المتدرب خصوصاً في الأكاديمية العسكرية الملكية في مكناس بالمغرب هو "أحد أبناء النظام". ويواصل المصدر نفسه أن "الهدف من هذا الانقلاب هو حصر الأضرار ومواكبة وتيرة السكان". ولو خرج الناس إلى الشوارع، لاضطر الجنرال نغيما وجميع مسؤولي النظام إلى المغادرة.
وتنقل "لوموند" عن أحد المطلعين على أسرار السلطة الغابونية قوله إن هذا الانقلاب له طابع انتفاضة القصر"، موضحاً أن نغيما كان منذ أشهر في صراع مع زوجة رئيس الدولة المخلوع، سيلفيا، وابنهما نور الدين بونغو فالنتين الذي يكتسب قوة منذ إصابة علي بونغو أونديمبا بسكتة دماغية. وقال: "لقد اعتبر (نغيما) نفسه دائماً مخلصاً للرئيس، لا لزوجته وابنه اللذين حكما الغابون بالوكالة"، مضيفاً أن الولاية الثالثة التي سعى إليها علي بونغو لم يكن لها أي غرض آخر سوى إعداد ابنه لخلافته.
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

عندما حاول الأخوان سرقة ثورة 23 يوليو وفشلوا

كانت جماعة الإخوان قد نجحت في الأربعينيات، في اختراق الجيش المصري، وكونت عددًا من الخلايا الإخوانية، بين الضباط، كان على رأسها مجموعة من أكثر ضباط الجيش نشاطًا، إلا أنه سرعان ما ابتعد معظم هؤلاء عن الجماعة خاصة بعد رحيل المرشد الذي أقسموا معه على المصحف والسيف وذلك بسبب عدم وضوح توجيهات الجماعة، وتأييدها لإسماعيل صدقي والقصر هذا بالإضافة إلى نجاح «جمال عبد الناصر» في استقطاب معظم الخلايا والجماعات الوطنية التي كانت تعمل بالسياسة داخل الجيش، والتي شكلت في النهاية تنظيم الضباط الأحرار، الذي أثر الابتعاد به عن كافة القوى السياسية سواء العلنية أو السرية.

وعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952، وأيدتها جماعة الإخوان وتعاون رجالها مع قوات الجيش في السيطرة على طريق السويس، تحسبًا لأي هجوم إنجليزي على القاهرة، كما قام بعض رجالها بحراسة المنشآت العامة والسفارات وأماكن القيادة خشية من اندساس العناصر المخربة.

وإن كان «جمال عبد الناصر» قد حرص على ضمان تأييد الجماعة للثورة، إلا أنه سرعان ما استشعر ضغوط المرشد وقيادات الجماعة حيث لفت نظره، تلويح الجماعة بقوتها ودورها في مؤازرة الضباط ليلة 23 يوليو، وترجم «عبد الناصر» هذه الضغوط، على أنها شروع من الإخوان أو تمهيد للسطو على السلطة مما دفعه بداية من منتصف أغسطس 1952 إلى وضع الحواجز أمام حركتها ومستقبلها السياسي، ونتيجة لذلك بدأت السحب الكثيفة تتجمع في سماء العلاقات بين الضباط والإخوان، ولكن الملاحظ أن الأزمات التي وقعت في أواخر عام 1952 وطوال العام الثاني 1953 كانت من النوع الذي لا يؤدي إلى القطيعة أو إطلاق الرصاص، وبمعنى أخر كانت عوامل التجاذب بين الطرفين أقوى من عوامل النفور والافتراق، وجميعها مردود إلى عوامل سياسية-- اجتماعية في المقام الأول، حيث عارض الإخوان في الحد الأقصى لملكية الأرض، عندما طرح الضباط، قانون الإصلاح الزراعي وانحازوا إلى رأي علي ماهر رئيس الوزراء وقتئذ، عندما طالب بأن يكون الحد الأقصى للملكية خمسمائة فدان، وليس مائتي فدان كما أراد الضباط. وطالبوا في هذه المرحلة المبكرة بأن تعرض الأمور التي يناقشها مجلس قيادة الثورة، وكذا ما يشرع في اتخاذه من قرارات، على الجماعة قبل إقرارها، وذلك مقابل استمرار تأييد الجماعة للمجلس، ورغم أن مصدرنا هنا، هو بيان مجلس قيادة الثورة فإننا نعتقد أن طبيعة العلاقات بين الإخوان والضباط، أو إن شئنا الدقة بين بعض قيادات الجماعة وجمال عبد الناصر على وجه الخصوص، قبل 23 يوليو، تدعم إمكانية بل ومعقولية مطالبتهم بالمشاركة أو بنصيب من الحكم، إن لم يكن بالحكم كله، من أجل «تطبيق الشريعة الإسلامية، والمباعدة بين مصر والعلمانية».

وبدأت الجماعة بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي، تتحفظ في تأييدها للضباط، الذين أرادوا الحصول، على تأييدها ودعمها لهم بدون مقابل ومع أن طبيعة الحركة السياسية في هذه الفترة المبكرة للضباط والإخوان، قد أدت إلى تجنب وقوع الأزمات التي تنتهي بالقطيعة والتصادم، فأن أزمة اشتراك الإخوان في الوزارة تعد من أبرز أزمات تلك الفترة، وقد انتهت بطرد واحد من أعضاء مكتب الإرشاد، من رجال الحرس القديم للجماعة «الشيخ حسن الباقوري» كما أدت إلى تكريس الانقسامية داخل صفوف الجماعة.

لقد كان مجرد تصور الضباط لشكل خريطة القوى السياسية بعد مصرع الأحزاب السياسية، ونزول المنظمات الشيوعية تحت الأرض وانشغالها بخلافاتها النظرية، كان هذا التصور يكفي ليُذكر الضباط بخطورة الجماعة، وبأن قوتها قد تضخمت، وأنها يقينا باتت تطمع في دور سياسي يناسب قوتها، وأعتقد أنه لم يكن أمام الضباط إلا أن يرفضوا النتائج التي كان يمكن أن يستخلصوها من المقدمات السابقة. لذا خطط الضباط بسرعة لتهميش الدور السياسي للجماعة تمهيدًا لبتره ومع ذلك ظلت العلاقة بين الطرفين حتى نهاية 1953، علاقة ودية فاترة لكن سرعان ما تحول الأمر مع بداية عام 1954 إلى المواجهة العنيفة التي انتهت بحملة اعتقالات كبيرة لأعضاء الجماعة أعقبها قرار بحلها يوم 14 يناير 1954.

ورغم قرار الحل، فإن نشاط الجماعة لم يتوقف، بل تتابعت المنشورات العنيفة التي هاجمت «عبد الناصر»، ووصفت نظامه بإنه نظام «علماني كافر». وإبان أزمة فبراير 1954، وقفت الجماعة إلى جانب «اللواء محمد نجيب» وشاركوا بل وقادوا المظاهرات التي نادت بسقوط «عبد الناصر» والخونة المتأمرين أعضاء مجلس قيادة الثورة وبالطبع كان التحالف مع اللواء نجيب بهدف الصعود خطوة صوب مركز السلطة، لكن الحوادث سرعان ما أثبتت ضعف «الرجل الكبير»، الأمر الذي دفع الجماعة إلى التخلي عنه والوقوف على الحياد في الجولة الأخيرة من جولات الصراع بين مجلس قيادة الثورة، واللواء نجيب، وكان وقوفهم على الحياد في أزمة مارس في الحقيقة أكبر لطمة وُجهت إلى اللواء نجيب حليف الأمس، وأعظم دعم حصل عليه عبد الناصر ورفاقه.

ولم يمض وقت طويل، حتى تجدد الخلاف بين الثورة والإخوان، حيث تصاعدت الأحداث، وكانت الجماعة في الحقيقة تدافع عن وجودها، عندما هاجمت مجلس قيادة الثورة قبيل وبعد توقيع اتفاقية الجلاء، حيث هاجمت منشورات الجماعة العنيفة والمثيرة، الاتفاقية، كما هاجمت شخص عبد الناصر واتهمته بأنه «باع القضية الوطنية».

كانت منشورات الإخوان والشائعات التي أطلقتها قد استهدفت التهييج والإثارة بهدف النيل من شعبية النظام من ناحية، ودفع القوى المعادية له داخليًا وخارجيًا إلى محاولة الإطاحة بعبد الناصر ومجلس قيادة الثورة من ناحية أخرى، وكان تفاقم الأزمة الداخلية في صفوف الجماعة، واختفاء المرشد «حسن الهضيبي» واضطراب قواعد الجماعة من ناحية، وتزايد ضغط النظام، وتكرار حملات الاعتقال، وفشل الجهود التي بذلت في محاولة يائسة للتوفيق بين الطرفين من ناحية أخرى بمثابة المناخ الملائم لبروز خطط الثأر والانتقام بين صفوف الجماعة، وجميعها موجه في المقام الأول إلى «جمال عبد الناصر» الخائن، المرتد الناقض للبيعة، «ولنظامه اللا إسلامي»، ولقد كفانا أحد أعضاء الجماعة "حسن العشماوي" حشد الأدلة على اتجاه الجماعة إلى العنف، ولتخرج من أزمتها الخانقة حيث أورد في مذكراته، الكثير من خطط الثأر والانتقام التي أعدت بالفعل للتخلص من عبد الناصر، والأمر الذي انتهى بإطلاق الرصاصات الثماني الطائشة على جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية يوم 26 أكتوبر عام 1954.

وتعد هذه المحاولة الفاشلة بمثابة نهاية تراجيدية، لفصل من أهم فصول العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وثورة يوليو فالرصاصات الثماني التي أطلقها عضو الجماعة «محمود عبد اللطيف» لم تصب قلب عبد الناصر، وإنما أصابت الجماعة في مقتل، إذ كانت هذه المحاولة الفاشلة فرصة ذهبية اقتنصها عبد الناصر ليوجه ضربة قاسمة للجماعة، فقبض على عدد كبير من قيادات الجماعة وكوادرها وأفرادها، وحوكموا أمام محكمة الشعب التي أصدرت حكمها على سبعة من أعضاء مكتب الإرشاد بالإعدام وبالأنشغال الشاقة المؤبدة على سبعة آخرين من أعضاء مكتب الإرشاد أيضًا وبالسجن لمدد مختلفة على آخرين.

اقرأ أيضاًثورة 30 يونيو.. 12 عاما على الانطلاق «تصاعد الأزمة ومؤامرة الإخوان»

«أحمد موسى»: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من ميليشيا الإخوان الذين حاولوا تدمير الوطن «فيديو»

مقالات مشابهة

  • اختتام دورة في صنعاء بعنوان “ثورة ضد الطغيان”
  • قصر دوقرة بطريف.. أثر فريد يعود إلى العصر الحجري
  • سيف: لبنان شهد ثورة تطور في صناعة الخبز
  • عندما حاول الأخوان سرقة ثورة 23 يوليو وفشلوا
  • بلحاج لـ عربي21: النظام الجزائري يكرّم رموز الانقلاب ويرحب بتهنئة مجرم حرب
  • غرفة انتظار الجنة.. أين يقضي بابا الفاتيكان صيفه؟
  • خفايا صراع إريتريا مع مهمة المقرر الأممي لحقوق الإنسان
  • صورة نادرة لقصر صاهود بالمبرز تعود لفترة الستينيات الميلادية
  • مصادر موريتانية تنفي أنباء عن لقاء ولد الغزواني ونتنياهو
  • ثقافة ديروط فى أسيوط تطلق أولى فعاليات ورشة فن طى الورق للأطفال