الاحتلال الإسرائيلي يحول مقر إقامة رئيس الأركان إلى منطقة عسكرية مغلقة
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
اتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي قرارا غير مسبوق بإعلان محيط منزل رئيس الأركان، إيال زامير، "منطقة عسكرية مغلقة"، بسبب التحذيرات الأمنية المتزايدة من محاولات استهدافه من قبل "عناصر معادية"، خاصة بعد تصاعد التوتر مع إيران، ليس كما أعلن أن السبب المباشر هو المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية شدد جهاز الأمن العام "الشاباك" وقيادة الجبهة الداخلية بشكل كبير مستوى الحماية حول زامير منذ اندلاع الحرب مع إيران، في إطار خطة طوارئ تشمل كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين في "إسرائيل".
وتأتي هذه الإجراءات خشية تنفيذ "عمليات انتقامية" بعد اغتيال قادة بارزين في هيئة الأركان الإيرانية وعدد من العلماء، ما دفع طهران إلى إطلاق تهديدات مباشرة ضد تل أبيب.
وجاء قرار الإغلاق بالتوازي مع احتجاجات شهدها محيط منزل زامير الأسبوع الماضي، حينما قام نشطاء من حركة "الوقوف معا" بسكب الطلاء الأحمر أمام منزله، في إشارة رمزية إلى "أنهار الدماء" التي قد تسفك إذا قررت "إسرائيل" التوغل في غزة، وهو ما كشف ثغرات أمنية خطيرة استغلتها "جهات معادية" لرصد ضعف في مستوى التأمين.
وأكدت الصحيفة أن لواء العمليات وقيادة الجبهة الداخلية في الجيش هما من أصدرا القرار بتعريف المنطقة المحيطة بمنزل رئيس الأركان كمنطقة عسكرية مغلقة، على أن يستمر الإجراء حتى الأربعاء "وفق اعتبارات مهنية وأمنية"، لكن زامير نفسه، بحسب التقرير، وجه تعليمات برفع الأمر لاحقًا "مراعاة لجيرانه"، مكتفيًا بتعزيز التدابير الأمنية في محيط المنزل.
وأوضحت الصحيفة أن قرار زامير جاء في ظل جدل سياسي واجتماعي حول حق التظاهر أمام منازل المسؤولين العسكريين، فقد هاجمت الناشطة روتيم سيفان هوفمان، من حركة "الأم الصحوة"، القرار قائلة: "الجيش الذي يخشى من مواطنيه لم يعد جيش الشعب، الدولة التي تمنع التظاهر وحرية التعبير ليست ديمقراطية".
وأضافت الصحيفة أن المظاهرات المستمرة ضد الحرب تضع الجيش أمام تحديات مزدوجة: من جهة، التعامل مع الرأي العام الغاضب والاحتجاجات الشعبية، ومن جهة أخرى، مواجهة المخاطر الأمنية المتصاعدة من إيران ووكلائها. وبينت أن هذه التطورات تعكس حجم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها المستوى العسكري الإسرائيلي في ظل جبهة داخلية منقسمة وتهديدات إقليمية متفاقمة.
وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن "التجاذب بين مقتضيات الأمن وحرية التظاهر سيظل ملفًا شائكًا"، خصوصًا مع استمرار الحرب وتوسع التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي على أكثر من صعيد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الاحتلال آيال زامير منزل رئيس الاركان منطقة عسكرية مغلقة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي: مقتل 1152 جندياً منذ 7 أكتوبر 2023 وأكثر من 40% دون سن 21
أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد القتلى في صفوفه منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بلغ 1152 جنديًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 40% من القتلى تقل أعمارهم عن 21 عامًا، في إحصائية تُعد من الأعلى في تاريخ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ حرب لبنان الثانية عام 2006.
ووفق البيان العسكري، فإن غالبية الخسائر سُجلت خلال العمليات البرية في قطاع غزة والمناطق الحدودية الشمالية، في حين قُتل آخرون في حوادث مرتبطة بسقوط طائرات مسيّرة أو اشتباكات مع فصائل فلسطينية مسلّحة.
وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن «إسرائيل تواجه تحديات غير مسبوقة في بيئة قتال معقدة تتداخل فيها المعارك الميدانية بالحرب النفسية والإعلامية».
يأتي هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه الانتقادات داخل إسرائيل بشأن طول أمد الحرب وارتفاع أعداد القتلى في صفوف الجنود الشباب، إذ عبّرت عائلات القتلى عن استيائها من استمرار العمليات دون وضوح في الأهداف النهائية.
كما تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية انقسامات متنامية بين مؤيدي استمرار الحرب حتى «تحقيق النصر الكامل»، وبين من يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة تقييم الإستراتيجية العسكرية.
يرى محللون عسكريون أن الأرقام الأخيرة تعكس العبء الميداني والمعنوي المتزايد على الجيش الإسرائيلي، خاصة في ظل المعارك داخل مناطق حضرية مكتظة في غزة، حيث تتعرض القوات لهجمات مباغتة وكمائن متكررة. كما أن نسبة القتلى من فئة الشباب تشير إلى اعتماد واسع على المجندين الجدد ووحدات الاحتياط، ما قد يؤثر على جاهزية الجيش واستدامة عملياته في المدى الطويل.
إلى جانب الخسائر البشرية، تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل تراجعًا واضحًا في ثقة الجمهور بالمؤسسة العسكرية، إذ يرى كثيرون أن الأداء الميداني والإستخباراتي لم يكن بمستوى التوقعات. وبحسب مراقبين، فإن القيادة العسكرية تجد نفسها أمام اختبار صعب بين المحافظة على الجبهة الداخلية من الانقسام وبين الحفاظ على هيبة الجيش، في ظل استمرار المواجهة على جبهات متعددة وتزايد الضغوط الدولية.