كشفت شركة "روبيانت" (Robbyant)، المدعومة من جاك ما مؤسس "علي بابا" وأحد أكبر مستثمري التقنية في الصين، عن أول طرز الروبوتات البشرية التابعة لها، وفق تقرير بلومبيرغ.

ويأتي الكشف عن الروبوت الجديد في مؤتمر الإدماج المقام حاليا بمدينة شنغهاي، إذ يضم المؤتمر مجموعة متنوعة من الشركات الصينية المختلفة.

وتؤدي الروبوتات الجديدة العديد من الوظائف، من بينها العمل كمرشد سياحي أو العمل في الصيدليات لتنسيق الأدوية وتوفير الاستشارات الطبية باستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إمكانية استخدامها في المنازل والمطابخ لأداء الوظائف الأساسية في المطبخ.

وتعد مجموعة شركات "آنت" (ANT) المدعومة من قبل جاك ما أحدث الواصلين إلى قطاع الروبوتات البشرية، إذ تملك الصين العديد من الشركات التي قدمت نماذج فريدة من بينها شركة "يونيتري" (Unitree) للروبوتات.

ويختلف نهج شركة "آنت" في تطوير الروبوتات عن بقية المنافسين، إذ تركز الشركة جهودها على تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول عن تشغيل هذه الروبوتات.

وترى الشركة أن الروبوتات البشرية هي أداة مثالية للترويج لنماذج اللغة العميقة ومساعدي الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تطويرهما، وفق تصريح تشو شينغ الرئيس التنفيذي لشركة "روبيانت" في حديثه إلى بلومبيرغ.

الروبوت قادر على التعامل مع كافة الأدوات الموجودة في المطبخ بشكل تلقائي (موقع الشركة)

ويتابع تشو حديثه قائلا "استخدام الروبوتات البشرية في المنزل لن يقتصر على المساعدة في الوظائف اليومية فقط، بل تعمل كعقول فائقة الذكاء قادرة على الاستفادة من خوادم الذكاء الاصطناعي بشكل سريع للمساعدة في العديد من الأشياء المختلفة، لذا من المنطقي أن نركز على هذا الأمر فهدفنا في "آنت" هو جعل حياة المستخدمين أسهل".

وتشتهر مجموعة شركات "آنت" بكونها رائدة في آليات الدفع الإلكتروني وتحديدا منظومة "علي باي" (AliPay) التي تعد رائدة في الصين.

إعلان

وبدأت الشركة مؤخرا في توسيع استثماراتها لتضم روبوتات الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة العميقة، إذ تعمل على تطوير نموذج خاص بها يدعى "بايلينغ" (Bailing) وهي تحاول الاعتماد على الشرائح الصينية لتدريبه.

ويشير التقرير إلى أن الشركة اعتمدت على مكونات من موردين صينيين مختلفين لصناعة "آر 1″، من بينهم شركة "تي آي 5" (Ti5) المسؤولة عن تطوير مفاصل الروبوت وشركة "غالاكسيا إيه آي" (Galaxea AI) لصناعة هيكل الروبوت.

كما تحاول "روبيانت" التعاون مع "يوني تري" و"أوربيك" (Orbbec) المسجلة في بورصة شنغهاي للحصول على بعض المكونات من خلالهما.

الفيصل هو الذكاء الاصطناعي

يوضح آندي موك زميل أبحاث أول مقيم في بكين في مركز الصين والعولمة، وهو مركز أبحاث غير حكومي، أن الفيصل في نجاح مساعي تطوير الروبوتات البشرية سيكون نماذج الذكاء الاصطناعي بسبب سهولة التصنيع لدى شركات خارجية.

ويتيح نموذج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره مجموعة "آنت" لروبوت "آر 1" أن يتواصل بشكل مباشر مع المستخدمين، ويخطط بشكل كامل للمهام المعقدة من بداية المهمة وحتى نهايتها.

وتؤكد الشركة أن الروبوت قادر على التخطيط للوجبات وتحضيرها وتقديمها بشكل كامل دون أي تدخل بشري بفضل نموذج الذكاء الاصطناعي.

تركز "روبيانت" جهودها على تطوير الذكاء الاصطناعي في الروبوت (موقع الشركة)

كما أن منظومة الوعي المحيطية التي طوّرتها تساعد في جعل الروبوت قادرا على التفاعل مع الأدوات المختلفة الموجودة أمامه دون تدخل بشري.

ويشير تقرير بلومبيرغ لكون هذه الادعاءات نابعة من بيان الشركة الرسمي حول الاختبارات التي تقوم بها داخل معاملها الخاصة، كون الروبوت لم يقم بهذه الوظائف أمام الجمهور بعد، فضلا عن أن عمليات البيع للجمهور لم تبدأ بعد.

ولم تحدد الشركة بعد سعر الروبوت الجديد، إذ أوضحت أنها تسعى لتطويره بأقل تكلفة ممكنة كونها ترغب في استخدامه لتقديم الرعاية الصحية للمستخدمين وتأدية الوظائف المختلفة في المنزل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الروبوتات البشریة الذکاء الاصطناعی على تطویر

إقرأ أيضاً:

دراسة.. يميل الناس إلى الغش عند استخدام الذكاء الاصطناعي

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر" (Nature) أن الناس يميلون إلى التصرف بشكل غير نزيه عندما يفوضون المهام إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، ووضحت الدراسة أن بعض طرق التفاعل مع الذكاء الاصطناعي قد تزيد بشكل كبير من حالات الغش، وأن هذه الأنظمة أكثر عرضة للامتثال للطلبات غير الأخلاقية من البشر.

ومن المعروف أن الذكاء الاصطناعي هو عبارة عن أنظمة برمجية قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاء بشريا مثل اتخاذ القرارات وفهم اللغة، ومع تزايد الاعتماد على هذه الأنظمة في مجالات الحياة المختلفة، من إدارة الاستثمارات إلى قيادة السيارات ظهر مفهوم "تفويض الآلة"، وهو ما أثار تساؤلات حول مخاطره الأخلاقية المحتملة.

وسعى فريق دولي من الباحثين، بقيادة نيلس كوبيس من جامعة "دويسبورغ-إيسن" وزوي رحوان من معهد "ماكس بلانك" للتنمية البشرية، إلى دراسة ما إذا كان تفويض مهمة إلى آلة أو نظام ذكاء اصطناعي سيجعل الناس أكثر ميلا للتصرف بطريقة غير نزيهة لتحقيق مكاسب شخصية.

وكانت الفرضية الأساسية هي أن الناس غالبا ما يتجنبون التصرف بشكل غير أخلاقي بسبب التكلفة الأخلاقية، أي أنهم يشعرون بالذنب أو الخوف من نظرة الناس إليهم على أنهم غير نزيهين، ولكن عندما يفوض الشخص الفعل إلى آلة بدلا من القيام به بنفسه، فإن ذلك قد يخلق مسافة نفسية بينه وبين السلوك غير الأخلاقي.

كشفت نتائج الدراسة عن مجموعة من المخاوف المرتبطة بالاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي (وكالة الأناضول)تجارب شملت آلاف المشاركين

استعان كوبيس ورحوان بآلاف المشاركين لخوض 13 تجربة، حيث استخدموا خوارزميات ذكاء اصطناعي متعددة، منها نماذج بسيطة صمّمها الباحثون بأنفسهم، بالإضافة إلى 4 نماذج لغوية كبرى مثل "شات جي بي تي-4 أو" و"كلود".

وشملت بعض التجارب تمرينا كلاسيكيا يتمثل في رمي النرد والإبلاغ عن النتيجة، حيث يحصل المشاركون على مكافآت مالية تتوافق مع الرقم الذي يصرحون به -مما فتح لهم الباب أمام إمكانية الغش- أما التجارب الأخرى فكانت على شكل لعبة للتهرب الضريبي، حيث يمكن للمشاركين تضخيم أرباحهم المعلنة للفوز بمبالغ أكبر، وذكر كوبيس أن هدف هذه التمارين هو الوصول إلى جوهر العديد من المعضلات الأخلاقية مثل مواجهة الإغراء وخرق القواعد لتحقيق مكاسب.

إعلان

وقد أُجريت هذه المهام بدرجات متفاوتة من تدخل الذكاء الاصطناعي، مثل الإبلاغ عن الأرقام مباشرة أو إعطاء الذكاء الاصطناعي قواعد حول الأرقام التي يجب الإبلاغ عنها، أو تزويده ببيانات تدريب متحيزة أو غير متحيزة، أو إعطاء تعليمات حول مدى أولوية تحقيق الربح مقابل الصدق.

وعندما طُلب من المشاركين الإبلاغ عن نتائج رمي النرد، لم يتجاوز معدل الغش 5%، ولكن عندما فوّضوا القرار لخوارزمية الذكاء الاصطناعي بإعطائها هدفا قائما على الربح أو الصدق انقلبت النتائج تقريبا، حيث ارتفع السلوك غير النزيه إلى 88%، حيث أن بعض المستخدمين أعطوا تعليمات صريحة للذكاء الاصطناعي بالغش.

وفي تجربة النرد كتب أحد المشاركين "فقط افعل ما تعتقد أنه الصواب.. ولكن إذا تمكنت من كسب المزيد من المال فلن أكون حزينا على الإطلاق"، أما في تجربة التهرب الضريبي قال أحد المشاركين "الضرائب سرقة، أبلغ أن الدخل هو 0″، ومع ذلك، كان معظم المشاركين أكثر ميلا لإعطاء الذكاء الاصطناعي أهدافا مثل تعظيم الأرباح، ما يدفعه إلى الغش ضمنيا بدلا من إصدار أمر مباشر بالغش.

وفي تجارب أخرى، تلقى كل من المشاركين ونماذج اللغة الكبيرة تعليمات محددة بأن يكونوا صادقين تماما، أو صادقين جزئيا أو غير صادقين، وعندما طُلب من الطرفين أن يغشّوا بشكل جزئي، لاحظ الباحثون أن الذكاء الاصطناعي كان يواجه صعوبة أحيانا في فهم هذه التعليمات الدقيقة، وانتهى به الأمر بالتصرف بطريقة أكثر خداعا من البشر، أما عندما طُلب من البشر والآلات الغش بالكامل، فقد أظهرت النتائج اختلافا واضحا، إذ تبين أن الآلات كانت سعيدة بالامتثال، بينما البشر لم يكونوا كذلك بل شعروا بالخجل من أنفسهم.

وفي تجربة منفصلة، اختبر الفريق أنواع الحواجز أو القيود التي قد تحد من ميل الذكاء الاصطناعي إلى الامتثال للغش، وعندما اعتمد الباحثون على إعدادات الحماية الافتراضية المدمجة في النماذج، وجدوا أنها كانت ملتزمة جدا بالغش الكامل، خاصة في تجربة رمي النرد.

كما طلب الفريق من "شات جي بي تي" أن يولّد مطالبات تساعد في تشجيع النماذج على التحلي بالصدق، استنادا إلى البيانات الأخلاقية الصادرة عن الشركات المصممة لها، وقد لخّص النموذج هذه البيانات بعبارة "تذكّر أن الكذب وإلحاق الضرر ينتهكان مبادئ العدالة والنزاهة"، ولكن هذه التوجيهات كان لها أثر محدود أو متوسط في تقليل السلوك غير النزيه، وقال رحوان "لغة الشركات نفسها لم تكن كافية لردع الطلبات غير الأخلاقية".

استخدام الذكاء الاصطناعي يخلق مسافة أخلاقية ملائمة بين الناس وأفعالهم (شترستوك)نتائج الدراسة

كشفت نتائج الدراسة عن مجموعة من المخاوف المرتبطة بالاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، وإذا كانت الواجهة تسمح للمستخدم أن يضع أهداف عامة فقط مثل "حقق لي أكبر ربح ممكن" من غير أن يحدد التفاصيل مثل "لكن لا تكذب" أو "لا تغش"، فهذا يعطي الشخص شعورا بالراحة أو ما يعرف باسم "الإنكار المقبول".

وحتى في الحالات التي لا يطلب فيها الناس صراحة من الآلة أن تغش، فإن سهولة الوصول إلى هذه الأنظمة وقابليتها للتوسع قد يؤديان إلى زيادة شاملة في السلوكيات غير الأخلاقية، والأخطر من ذلك هو أن استعداد الآلات العالي للامتثال للتعليمات غير الأخلاقية يزيل أحد أهم الحواجز الاجتماعية للسلوك السيئ عند البشر.

إعلان

وأظهر الفريق البحثي أن الوسيلة الأكثر فعالية لمنع نماذج اللغة الكبيرة من الاستجابة لتعليمات الغش، هي أن يضع المستخدم تعليمات واضحة ومحددة للمهمة تحظر الغش صراحة، مثل "لا يُسمح لك بتزوير الدخل تحت أي ظرف"، ولكن في العالم الواقعي يشير كوبيس إلى أن مطالبة كل مستخدم بإدخال مثل هذه التعليمات الوقائية في كل مرة ليس حلا عمليا أو قابلا للتوسع، ولذلك هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإيجاد طرق أكثر واقعية وفعالية لمعالجة هذه المشكلة.

وقال الباحث رحوان "استخدام الذكاء الاصطناعي يخلق مسافة أخلاقية ملائمة بين الناس وأفعالهم، فقد يدفعهم لطلب سلوكيات لم يكونوا بالضرورة ليمارسوها بأنفسهم أو يطلبوها من أشخاص آخرين"، ومن جهته قال كوبيس "دراستنا أظهرت أن الناس يصبحون أكثر استعدادا للتصرف بشكل غير أخلاقي عندما يمكنهم تفويض المهمة للذكاء الاصطناعي، خصوصا عندما لا يضطرون للتعبير عن ذلك بشكل مباشر".

وقال الباحث المشارك إياد رحوان، المؤلف المشارك في الدراسة ومدير مركز البشر والآلات في معهد ماكس بلانك "نتائجنا توضح أن هناك حاجة ماسّة لتطوير أدوات تقنية للضمانات وأطر تنظيمية أكثر صرامة، لكن الأهم من ذلك، يجب على المجتمع أن يواجه سؤالا جوهريا، ماذا يعني أن نتشارك المسؤولية الأخلاقية مع الآلات؟".

مقالات مشابهة

  • كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب؟
  • كيف استخدمت إٍسرائيل الذكاء الاصطناعي سلاحا في حربها على غزة؟
  • أوبن ايه آي تكشف ملامح جيل جديد من الذكاء الاصطناعي فيDevDay
  • ضخ المال أساسي لتحسين أداء الذكاء الاصطناعي
  • دراسة.. يميل الناس إلى الغش عند استخدام الذكاء الاصطناعي
  • سام ألتمان رائد أعمال أميركي ترك الجامعة وقاد تطوير الذكاء الاصطناعي
  • وقعت اتفاقية لإنشاء منصة للإنجازات العلمية.. «كاوست»: تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السعودية
  • شاهد: روبوت تسلا يمارس الكونغ فو مع مدرب بشري
  • اختيار الإماراتية ابتسام المزروعي عضواً في مجلس تطوير الذكاء الاصطناعي بكازاخستان
  • فجوة التعزيز في الذكاء الاصطناعي.. لماذا تتحسن بعض مهارات الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من غيرها