غدر الأصدقاء.. أولاد «بعجر» قتلا صديقهما بعد معاكسة زوجته

المتهمان تربصا به أمام المنزل وسحباه للخارج لتنفيذ الجريمة 

 

لم تكن قرية محلة دمنة بمحافظة الدقهلية تتوقع أن تستيقظ على جريمة تهز أركانها، جريمة غدر راح ضحيتها تاجر ملابس شاب معروف بطيبة قلبه وحسن سمعته. 

القصة بدت وكأنها مشهد مأساوى لا يصدق، صديقان شقيقان، نالا من حياة صديق طفولتهما الذى لم يبخل يومًا فى مساعدتهما، فسقط غريقًا فى دمائه بثلاث طعنات نافذة، أنهت سنوات من العشرة وأدخلت الحزن على بيت فقد عائله الوحيد.

البداية جاءت بإخطار تلقاه مدير أمن الدقهلية من مدير المباحث الجنائية، بوصول «أشرف. س»، 37 عامًا، تاجر ملابس، مصابًا بعدة طعنات متفرقة، الأطباء حاولوا إنقاذه، لكن إصاباته كانت قاتلة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه، كان البلاغ مرفقًا بعبارة قصيرة من الأسرة وهى «ادعاء تعدٍّ من آخرين».

على الفور، انتقلت قوة من وحدة مباحث القسم إلى موقع الحادث. بالفحص والتحريات، تبيّن أن وراء الجريمة شقيقين يعملان «حلاقين»، هما: صالح بعجر، ومحمد بعجر، لم يكن الأمر وليد لحظة، بل جرى باستدراج منظم حيث إن المتهمين طرقا باب الضحية بعد صلاة المغرب، وطلبا التحدث إليه بحجة الصلح، وما إن خرج إليهما، حتى سحباه إلى الشارع، وانهالا عليه بالضرب، قبل أن يسددا له ثلاث طعنات نافذة فى الجانب والفخذ والظهر، طعنات أنهت حياته فى الحال.

صداقة تحولت إلى خيانة

ما جعل الجريمة أكثر قسوة، أن العلاقة بين المجنى عليه والمتهمين لم تكن عادية أو سطحية، على العكس، فقد ربطتهم صداقة قوية منذ سنوات. 

الضحية كان معروفًا بمساعدته لهما، وكان دائم التدخل لحل مشكلاتهما وخلافاتهما مع الآخرين، بل وصل الأمر إلى أنه فتح أبواب منزله لهما حين طردهما والدهما بسبب سوء سلوكهما، لكن كل هذا الوفاء لم يشفع له عند من اعتبرهما أخوين.

رغم روابط الصداقة، بدأت الخلافات تتسلل إلى العلاقة، الشرارة انطلقت حين تعرض الشقيقان لزوجة الضحية بالمعاكسة والكلام الخارج، لم يتحمل أشرف ذلك، فعاتبهما وحرر محضرًا ضدهما. 

تدخل الأصدقاء لاحقًا للصلح أمام النيابة، وتم أخذ تعهد على الشقيقين بعدم التعرض، لكن الصلح كان هشًا، فالمتهمان لم يرتدعا، وظلا يترصدان للضحية حتى يوم الجريمة.

فى يوم الواقعة، حاول المتهمان افتعال المشاكل مع الضحية أثناء ذهابه للصلاة، لكنه تجاهل الأمر وتجنب الاحتكاك بهما، وفى المساء، طرقت يداهما باب منزله، أوهماه بأنهما جاءا لإنهاء الخلاف، فخرج مطمئنًا لكنه لم يعد، فقد باغتاه وسحباه إلى الشارع، وهناك سددت الطعنات التى فصلت حياته عن الدنيا.

أسرة المجنى عليه لم تستوعب ما حدث، عم الضحية قال إن أشرف كان دائم الخير، يعطف على الجميع ويساعد كل محتاج.

وأضاف: «لم نتخيل أن من أكلوا فى بيته سيغدرون به»، أكدت الأسرة أن ما حدث جريمة غدر مكتملة الأركان، مطالبين بالقصاص السريع، كان أشرف أبًا لطفلتين صغيرتين، تركهما بلا سند فى عمر مبكر.

لم يطل هروب الجناة، مباحث محلة دمنة كثفت جهودها فور الحادث، وتمكنت من تحديد مكان اختباء الشقيقين والقبض عليهما فى وقت قياسى، مع ضبط الأداة المستخدمة فى الجريمة.

 وبمواجهتهما، اعترفا صراحة بأنهما نفذا الجريمة انتقامًا من الضحية لأنه حرر ضدهما المحضر، النيابة العامة أمرت بحبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

فى محلة دمنة، لا يتحدث الناس إلا عن «غدر الأصدقاء» الجريمة تحولت إلى حديث الأهالى، رجل كان يسعى لرزقه فى تجارة الملابس، يعيش بسلام مع أسرته، ويُعرف بسمعته الطيبة، فقد حياته بسبب نزوة انتقامية من شقيقين لم يعرفا معنى الصداقة أو المعروف.

هكذا انتهت قصة أشرف، الذى ودّع الدنيا على يد من كان يعتبرهما أقرب الناس، فيما تنتظر أسرته القصاص، وتعيش قريته على وقع صدمة أن الصداقة قد تتحول فى لحظة إلى خيانة دامية.

 

المصدر: بوابة الوفد