أشاد النجم الألماني المعتزل توني كروس، أسطورة ريال مدريد السابق، بالأداء الفني الذي يقدمه برشلونة في الموسم الحالي، واصفًا أسلوب لعب الفريق الكتالوني بأنه "الأكثر جاذبية في أوروبا"، لكنه في المقابل، حذر من المخاطر الدفاعية التي تهدد الفريق بسبب اعتماده المفرط على الهجوم المفتوح، الذي يترك مساحات خلف الخطوط.

تحليل كروس للهزائم الأخيرة يكشف "الثغرة التكتيكية" في منظومة برشلونة

وفي تصريحات نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية عبر البودكاست الذي يقدمه كروس مع شقيقه فيليكس، تناول نجم ريال مدريد السابق خسارتي برشلونة الأخيرتين أمام باريس سان جيرمان (2-1) في دوري أبطال أوروبا وإشبيلية (4-1) في الليجا، موضحًا أن الفريق يعاني من مشكلة واضحة في التنظيم الدفاعي.

وقال كروس: "برشلونة يمتلك واحدًا من أكثر أساليب اللعب جاذبية في أوروبا، وربما الأكثر إبداعًا على الإطلاق، لكنهم يتحملون مخاطرة كبيرة. إذا لم يكن بدري أو لامين يامال أو رافينيا في يومهم، يصبح الفريق معرضًا للانكشاف أمام أي خصم منظم، وقد يؤدي ذلك إلى خروجه من دوري الأبطال".

وأضاف أن "أسلوب الدفاع المتقدم الذي يعتمده المدرب يترك مساحات شاسعة خلف الظهيرين، وهو ما يمكن للفرق الكبيرة استغلاله بسهولة كما حدث أمام إنتر ميلان في نصف نهائي النسخة السابقة من دوري الأبطال".

كروس: برشلونة قد يواجه المعضلة الأوروبية من جديد

وأكد كروس أن برشلونة قد يواجه السيناريو نفسه في المراحل الإقصائية المقبلة من دوري الأبطال، قائلاً: "في دوري الأبطال، هذه المشكلة ستعود حتمًا، لأن المنافسين هناك يعرفون كيف يعاقبون أي خطأ دفاعي، بينما في الدوري الإسباني، أعتقد أن سيطرتهم المحلية تقلل من هذا الخطر لأنهم الفريق الأكثر تفوقًا من حيث الجودة والاستحواذ".

الإرهاق.. العدو الخفي للفريق الكتالوني

وسلط النجم الألماني الضوء على الجانب البدني للفريق، معتبرًا أن تراجع اللياقة في الدقائق الأخيرة أحد أبرز أوجه القصور لدى برشلونة.

وقال كروس: "من الدقيقة 75 فصاعدًا، تشعر أن الفريق يفقد طاقته بالكامل. اللاعبون لا يبدّلون أسلوبهم الدفاعي لإغلاق المساحات رغم الإرهاق، وهذا يجعلهم عرضة لتلقي الأهداف في الأوقات الحاسمة".


من روستوك إلى المجد الأوروبي.. رحلة توني كروس من الموهبة إلى الأسطورة

بدأ توني كروس مسيرته في أكاديمية نادي هانزا روستوك قبل أن ينتقل إلى بايرن ميونخ وهو في السادسة عشرة من عمره.

بفضل موهبته في التمرير والرؤية الميدانية الدقيقة، صعد بسرعة ليمثل الفريق الأول عام 2007 وهو في السابعة عشرة، ليصبح أحد أصغر اللاعبين في تاريخ النادي البافاري.

وخلال فترة إعارته إلى باير ليفركوزن بين عامي 2009 و2010، برز اسمه كأحد ألمع المواهب الألمانية، ما دفع بايرن ميونخ لاستعادته ليصبح ركيزة أساسية في تشكيلة المدرب يوب هاينكس.

بايرن ميونخ.. البوابة إلى العالمية

مع العملاق البافاري، فاز كروس بثلاث بطولات دوري ألماني، وكأس ألمانيا مرتين، ودوري أبطال أوروبا عام 2013، إضافة إلى كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

اشتهر خلال تلك الفترة بقدرته الفائقة على التحكم بإيقاع اللعب ودقته الفائقة في تمرير الكرات الطويلة.

ريال مدريد.. فصل المجد والهيمنة الأوروبية

في صيف 2014، انتقل كروس إلى ريال مدريد مقابل 25 مليون يورو فقط، في صفقة وصفها المحللون بأنها "سرقة القرن"، نظرًا لما قدمه اللاعب للفريق الملكي على مدار عشر سنوات.

مع ريال مدريد، شكّل كروس ثلاثيًا أسطوريًا مع لوكا مودريتش وكاسيميرو، ليقودوا النادي إلى السيطرة على أوروبا وتحقيق 5 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى 4 بطولات دوري إسباني وعدد من الألقاب المحلية والعالمية.

وكان كروس أحد الأعمدة الأساسية في فترة الهيمنة الأوروبية بين عامي 2016 و2022، بفضل تمريراته الحاسمة وتسديداته المتقنة من خارج المنطقة وقدرته على التحكم في نسق المباريات الكبرى.

تاريخ دولي مشرف وختام مثالي مع المانشافت

على الصعيد الدولي، خاض كروس 114 مباراة مع منتخب ألمانيا وسجل 17 هدفًا، وترك بصمة لا تُنسى في مونديال 2014 بالبرازيل، حين ساهم في فوز "المانشافت" بكأس العالم بعد الانتصار التاريخي على البرازيل (7-1) والتغلب على الأرجنتين في النهائي.

واعتزل كروس اللعب الدولي بعد يورو 2020 قبل أن يعود لفترة قصيرة في 2024 ليختتم مسيرته رسميًا بقميص المنتخب الألماني، تاركًا خلفه إرثًا من الانضباط والاحترافية جعل منه أحد أعظم لاعبي الوسط في القرن الحادي والعشرين.

طباعة شارك توني كروس كروس ريال مدريد برشلونة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: توني كروس كروس ريال مدريد برشلونة دوری الأبطال ریال مدرید تونی کروس

إقرأ أيضاً:

ألونسو مدرب ريال مدريد.. هل تخفي شجرة النتائج غابة المشاكل؟

رغم تصدر ريال مدريد جدول ترتيب الدوري الإسباني بعد فوزه المقنع على فياريال (3-1) وتراجع نتائج منافسيه برشلونة وأتلتيكو مدريد، إلا أن الصورة داخل النادي الملكي ليست مثالية كما تبدو.

ولكن شجرة النتائج الإيجابية والصدارة لا تستيطع إخفاء غابة المشاكل الكثيرة في النادي والتي يمكن تخليصها في 3 مشاكل وقضايا رئيسية يجب أن يتعامل معها تشابي ألونسو بحذر وبسرعة خلال فترة التوقف الدولي الحالي، إذا ما أراد الحفاظ على استقرار فريقه وضمان استمرار الزخم في المراحل المقبلة من الموسم.

???? pic.twitter.com/DqHnSDtL5T

— Lucas Navarrete (@LucasNavarreteM) October 1, 2025

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يويفا يسمح "على مضض" بإقامة مباراة برشلونة وفياريال في مياميlist 2 of 2سانشيز لاعب إشبيلية لم يلتزم بوعده لجماهير برشلونةend of list إدارة نجوم الفريق: توازن دقيق بين الجودة والرضا

تحولت وفرة النجوم في صفوف ريال مدريد من ميزة إلى صداع مزمن لألونسو فميزانية الفريق الضخمة تجعل دكة البدلاء تعج بلاعبين يمكنهم اللعب أساسيين في أي نادٍ آخر بالعالم، مثل الواعد البرازيلي إندريك الذي كلف النادي 60 مليون يورو، لكنه بالكاد يحصل على دقائق لعب، إلى جانب داني سيبايوس الذي يعيش الموقف ذاته.

كل تبديل يجريه ألونسو يصبح محل نقاش، فيما يتحول وكلاء اللاعبين إلى عنصر ضغط إضافي داخل محيط الفريق، يتعين على المدرب الإسباني إيجاد توازن بين الحفاظ على الانسجام الجماعي واحتواء الطموحات الفردية، حتى لا تتحول هذه المنافسة إلى عامل انقسام يهدد الموسم وخاصة بعد أن تكررت شكوى فينيسيوس جونيور من استبداله وتعبير فيدي فالفيردي علنا عن استيائه.

 ثغره الدفاع وغياب القائد الحقيقي

منذ رحيل سيرجيو راموس وناتشو فيرنانديز، لم يجد ريال مدريد ذلك المدافع القائد الذي يمنح الخط الخلفي صلابة وثقة، صحيح أن عودة إيدر ميليتاو من إصابته كانت إيجابية، لكن شراكته مع الشاب دين هويسن ما زالت تثير الشكوك.

دين هاوسن، رغم موهبته، لم يتأقلم بعد مع ضغط اللعب في سانتياغو برنابيو، ويظهر ذلك في تهوره الذي تسبب في بطاقتين حمراوين هذا الموسم، كما يعاني عند التعامل مع الكرات الهوائية، وهي نقطة ضعف كلفت الفريق غاليا في مواجهة أتلتيكو مدريد. وإذا أراد ألونسو الحفاظ على توازن دفاعه، فعليه إيجاد حل سريع، سواء بتغيير الشراكة أو تعديل النهج الدفاعي.

هاوسن (يمين) طرد مرتين هذا الموسم  (غيتي)  غياب مايسترو خط الوسط بعد كروس ومودريتش إعلان

أكبر تحدٍ تكتيكي أمام ألونسو يتمثل في خط الوسط والذي يعد القلب النابض لأي فريق، فبعد رحيل توني كروس ولوكا مودريتش، لم ينجح ريال مدريد في إيجاد بدائل قادرة على التحكم بإيقاع اللعب كما كانا يفعلان.

ورغم تألق أردا غولر، إلا أن أسلوبه يختلف؛ فهو يميل أكثر للهجوم وصناعة الفرص بدلاً من السيطرة والتحكم بنسق المباراة، اليوم يعتمد ريال مدريد على لاعبيه المهاريين في خلخلة دفاع الخصم مثل كليان مبابي وفينيسيوس جونيور، لكن الاعتماد على هذه الطريقة ليست حلاً طويل الأمد أمام الفرق الكبرى.

غولر المتألق يميل أكثر للهجوم وصناعة الفرص بدلاً من السيطرة والتحكم بنسق المباراة (رويترز)

وكان ألونسو، أحد أفضل لاعبي خط الوسط في جيله، ويدرك أن الفريق بحاجة إلى "عقل" يتحكم باللعب ويوزع المهام ويضبط النسق، العثور على هذا اللاعب سواء من داخل الأكاديمية أو السوق يجب أن يكون أولوية مطلقة قبل اشتداد المنافسات الأوروبية والمحلية.

ورغم خسارة ألونسو مرة واحدة هذا الموسم وكانت ثقيلة من أتلتيكو مدريد 5-2، غير أن بداية الدولي الإسباني السابق مع "الميرنغي" تبدو مثالية، ولكنه المدرب الشاب يعلم أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالنتائج فقط، بل بالقدرة على معالجة المشاكل قبل أن تتحول إلى أزمات.

مقالات مشابهة

  • نجم ريال مدريد يكشف أسرار تعثر برشلونة
  • توني كروس يكشف مفاجأة عن خسارة برشلونة في الليجا والأبطال.. ما علاقة بيدري ولامين يامال؟
  • كروس : برشلونة يمتلك أحد أكثر الأساليب جاذبية ولكن ينهار بعد الدقيقة 75
  • ألونسو مدرب ريال مدريد.. هل تخفي شجرة النتائج غابة المشاكل؟
  • ريال مدريد كان حلمي منذ الطفولة.. رودريجو يكشف كواليس فشل انتقاله إلى برشلونة
  • نجم ريال مدريد يعترف: كنت قريبًا جدًا من برشلونة
  • قصة ريال مدريد مع ركلات الجزاء.. 6 في 10 مباريات هذا الموسم
  • تقارير: ريال مدريد يستعيد ثنائي الجبهة اليمنى قبل مواجهة الكلاسيكو
  • إشبيلية يضرب برشلونة برباعية ويهدي ريال مدريد صدارة “الليغا”