يرى الكاتب النرويجي مارتن ساندبو أن على أوروبا العمل على "فك ارتباطها" الإستراتيجي والاقتصادي والسياسي عن الولايات المتحدة، وذلك بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الابتزازية اتجاه القارة.

وأكد -في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية- أن أوروبا تواجه خيارا مصيريا، فإما الحفاظ على استقلالها أو الاستمرار في شراكة تجعلها معرضة لتقلبات واشنطن المزاجية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ذا هيل: 5 نقاط خلاف جوهرية بين ترامب والجمهوريين في الكونغرسlist 2 of 2عمروف.. تتاري مسلم يقود وفد المفاوضات الأوكرانيend of list

وأشار إلى 3 مجالات رئيسية وحساسة أكد أن على أوروبا العمل عليها لتقليل "الضرر الأميركي".

أولا: التجارة

اعتبر الكاتب أن الاعتماد على السوق الأميركية أصبح عبئا أكثر من كونه ميزة، ووجّه الاتحاد الأوروبي لتقليل دعم التصدير إليها وتشجيع الشركات على البحث عن أسواق بديلة.

كما نصح قادة أوروبا بعدم الدخول في معارك طويلة غير مجدية مع ترامب في حال فرضه رسوما جديدة، مشيرا إلى أن الخيار الأفضل هو الردّ بإجراءات مضادة تستهدف أنشطة أميركية حساسة داخل أوروبا، مثل بعض الخدمات الرقمية الكبرى.

وكان الاتحاد الأوروبي، أواخر شهر يوليو/تموز الماضي، قد وقع على اتفاق تجاري مثير للجدل مع الإدارة الأميركية، أوقف مؤقتا حربا جمركية وشيكة، لكنه في الوقت ذاته فتح الباب لموجة انتقادات داخلية حادّة لم تهدأ حتى الآن.

ونص الاتفاق على فرض رسوم أميركية بـ15% على صادرات أوروبية محددة، أبرزها السيارات والآلات الدقيقة، مقابل تخفيض الرسوم الأوروبية على السيارات الأميركية إلى 2.5%.

ورغم أن الاتفاق جنّب أوروبا رسوما كانت مهددة بأن تصل إلى 30 أو حتى 50%، وفق ما لوّح به ترامب في حملته الانتخابية، فإن كثيرين اعتبروا أنه يمثل خضوعا للإكراه الاقتصادي، لا صفقة تجارية متكافئة.

ثانيا: الصادرات

أشار ساندبو إلى أن تصدير أوروبا لرؤوس أموالها ومدخراتها إلى الولايات المتحدة يقلل التمويل المحلي ويدفع الشركات والمواهب الأوروبية للبحث عن فرص في أميركا.

إعلان

واقترح الكاتب تعديل القواعد التنظيمية لتشجيع توجيه المدخرات نحو الاستثمار داخل الاتحاد الأوروبي، بهدف سد الفجوة المالية، وتعزيز الاكتفاء الذاتي للقارة، وتقليل تأثير أي ضغوط أميركية مستقبلية على الاقتصادات الأوروبية.

تبعية أوروبا للولايات المتحدة لم تكن يوما قدرا محتوما، بل هي "عجز مكتسَب تشرّبته القارة على مدى ثمانين عاما، وما ينبغي الآن هو التخلص منه"

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد (الفرنسية)

وبدورها شددت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، على ضرورة أن تعيد أوروبا النظر في خريطة شراكاتها التجارية.

وقالت -في كلمة ألقتها خلال جلسة في المنتدى الاقتصادي العالمي بجنيف في أغسطس/آب الماضي- إن الولايات المتحدة ستظل شريكا تجاريا مهما، إلا أن على أوروبا أيضا أن تسعى لتعميق علاقاتها التجارية مع شركاء آخرين، مستفيدة من قوة اقتصادها الموجه نحو التصدير.

ثالثا: الدفاع

وأوضح المقال أن أوروبا بحاجة إلى تطوير بديل محلي للقدرات العسكرية الإستراتيجية التي تعتمد، حاليا، على الولايات المتحدة لتوفيرها.

ولفت إلى إطار تمويل مشترك اقترحه اقتصاديون أوروبيون بين الدول القادرة والراغبة، بهدف تطوير قدرات عسكرية محلية تحقق الاكتفاء الدفاعي. ويجري تداول المخطط حاليا على أعلى المستويات في فرنسا وألمانيا.

يذكر أن المفوضية الأوروبية أطلقت الشهر الماضي "خريطة الطريق الدفاعية الأوروبية" لعام 2030 لتعزيز القدرات الدفاعية والاستعداد لمواجهة أي عدوان محتمل، بالتكامل مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الكاتب أكد ضرورة اعتماد أوروبا على نفسها لتوفير حاجاتها العسكرية وتقليل خطر تقلبات السياسة الأميركية (غيتي)

وتنص الخطة على امتلاك أوروبا قوة ردع لحماية أراضيها، وعلى مشروع لحماية المجال الجوي الأوروبي من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

كما أعادت بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا، إحياء الخدمة العسكرية، وسط زيادة مناقشات زعماء الاتحاد الأوروبي حول سبل النهوض بالصناعة العسكرية وزيادة الإنفاق في قطاع الدفاع.

وخلص الكاتب إلى أن تبعية أوروبا للولايات المتحدة لم تكن يوما قدرا محتوما، بل هي "عجز مكتسَب تشرّبته القارة على مدى 80 عاما، وما ينبغي الآن هو التخلص منه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی على أوروبا

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأميركية توقف إصدار التأشيرات للمتعاونين الأفغان

قالت رويترز إن برقية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية أظهرت أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أمرت دبلوماسييها -في أنحاء العالم- بالتوقف عن إصدار تأشيرات للمواطنين الأفغان، مما يعني فعليا تعليق برنامج الهجرة الخاص بالأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة خلال احتلالها لبلدهم والذي استمر 20 عاما.

وجاء في البرقية -التي أُرسلت أول أمس الجمعة إلى جميع البعثات الدبلوماسية الأميركية- أن تعليمات صدرت للموظفين القنصليين برفض أي طلبات من المواطنين الأفغان لاستصدار تأشيرات هجرة أو غير ذلك من أنواع التأشيرات بأثر فوري، بما يشمل المتقدمين للحصول على تأشيرات هجرة خاصة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحافة عالمية: تحذيرات من توسع حرب دارفور وبريطانيا تلغي اللجوء الدائمlist 2 of 2حدود جنوب السودان المفتوحة تغذي الهجرة غير النظاميةend of list

واتُهم عضو سابق -في إحدى الوحدات الأفغانية المدعومة من وكالة المخابرات المركزية الأميركية- بإطلاق النار على جنديين من الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، وتوفي أحدهما في وقت لاحق.

وقد أحالت الخارجية الأميركية رويترز -أمس- إلى بيان للوزير ماركو روبيو (الجمعة) على منصة إكس قال فيه إن "جميع الأفراد" الذين يسافرون بجوازات سفر أفغانية سيتم "إيقاف إصدار تأشيراتهم مؤقتا".

وجاء في برقية الخارجية الأميركية -والتي أوردتها صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق- أن خطوة وقف دراسة التأشيرات للمواطنين الأفغان تهدف إلى "التأكد من هوية مقدم الطلب وأهليته للحصول على تأشيرة بموجب القانون الأميركي".

وقالت مجموعة متطوعة (تساعد في دعم حلفاء الولايات المتحدة من الأفغان) إن هذه البرقية تأتي في إطار جهود إدارة ترامب لمنع جميع الأفغان من الوصول إلى الولايات المتحدة.

وقال شون فان ديفر رئيس منظمة "أفغان إيفاك" في رسالة بالبريد الإلكتروني "لا شك أن هذه هي النتيجة التي كانوا يسعون إليها منذ أشهر" في حين لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق.

وكانت إدارة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية أوقفت بالفعل -قبل أيام- دراسة طلبات الهجرة للمواطنين الأفغان إلى أجل غير مسمى.

إعلان

وقال فان ديفر لرويترز -في وقت سابق- إن حوالي 200 ألف أفغاني دخلوا الولايات المتحدة حتى 2021 من خلال برنامجي اللاجئين والتأشيرات الخاصة، وأضاف أن طلبات 265 ألف أفغاني آخر خارج الولايات المتحدة لا تزال قيد الدراسة بما في ذلك نحو 180 ألفا في برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة لمن عملوا لصالح الحكومة الأميركية.

ومنذ عودته إلى منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، أعطى ترامب أولوية قصوى لإنفاذ قوانين الهجرة، فأرسل عملاء اتحاديين إلى مدن أميركية كبرى وأعاد طالبي اللجوء على الحدود الأميركية المكسيكية.

مقالات مشابهة

  • مايكروسوفت: نحن نستثمر في التكنولوجيا الأوروبية
  • روسيا تحذر: الاتحاد الأوروبي يستعد لحرب كبرى
  • وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي يناقشون سبل دعم أوكرانيا وتعزيز الجاهزية العسكرية الأوروبية
  • الناتو يدرس إجراءات ردع جديدة ردا على التصعيد الروسي في الأجواء الأوروبية
  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة: انضمام مصر لهورايزون أوروبا يعد أعلى مستوى من التعاون
  • الخارجية الأميركية توقف إصدار التأشيرات للمتعاونين الأفغان
  • الاتحاد الأوروبي يسعى لضمانات في اتفاق الرسوم الجمركية الأمريكية
  • متحف اللوفر يرفع أسعار التذاكر للسياح من خارج الاتحاد الأوروبي