قالت ياسمين عبد الرؤوف، الأثرية بإدارة العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير، إن المتحف يقدم تجربة متحفية فريدة تتيح للزائر أن يكتشف الحضارة المصرية من زوايا متعددة، مستفيدة من اتساع المساحة التي تبلغ 117 فدانًا.

المتحف المصري الكبير يستعد لاستقبال قادة العالم مدبولي يتابع التجهيزات النهائية لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف يضم عددًا كبيرًا من القاعات والموضوعات المتنوعة

وأوضحت عبد الرؤوف، خلال لقاء خاص مع الإعلامي محمد جاد في برنامج «صباح جديد» المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن المتحف يضم عددًا كبيرًا من القاعات والموضوعات المتنوعة، لكنها جميعًا تدور حول محور واحد هو الحضارة المصرية القديمة، مضيفة: «عندنا منطقة البهو والتي يزينها تمثال رمسيس الكبير، ومنطقة الدرج العظيم التي تقدم مقدمة عن الحضارة من خلال هيئة الملوك، معتقداتهم، وآلهتهم الشهيرة»، وذلك تمهيدًا لزيارة القاعات الرئيسية، والتي تُعرض فيها ثلاثة موضوعات رئيسية: المجتمع المصري القديم، المعتقدات، والحياة السياسية والملكية.

وأكدت أن المتحف يتفرد باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في العرض المتحفي لتسهيل فهم الزائرين للحضارة المصرية، وهو ما يجعل التجربة تواكب المعايير العالمية في العرض والإتاحة، إلى جانب التميز في التصميم الداخلي والمسارات المتنوعة للزيارة.

المتحف المصري الكبير يفتخر بتقديم قاعة متكاملة وحديثة مخصصة للملك توت عنخ

وأشارت ياسمين عبد الرؤوف إلى أن المتحف المصري الكبير يفتخر بتقديم قاعة متكاملة وحديثة مخصصة للملك توت عنخ آمون، قائلة:«سيتم عرض القاعة الجديدة للملك توت عنخ آمون في الافتتاح الرسمي في أول نوفمبر القادم».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المتحف المصري الزوار الحضارة المصرية المتحف الكبير توت عنخ آمون المتحف المصری الکبیر

إقرأ أيضاً:

المتحف المصري الكبير.. قصة تحويل التاريخ إلى مستقبل

على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، يقف صرح مهيب يروي قصة من الإصرار المصري على مجد لا يشيخ، قصة بدأت قبل أكثر من عقدين وتحولت إلى مشروع يوصف اليوم بأنه أعظم متحف أثري في العالم، إنه المتحف المصري الكبير، الذي تستعد مصر لافتتاحه رسميًا في الأول من نوفمبر المقبل، في احتفالية عالمية ينتظرها عشاق الحضارة من كل أنحاء الأرض.

تعود بداية المشروع إلى عام 2002، عندما أطلقت مصر مسابقة عالمية لتصميم متحف يليق بحضارتها التي تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام. أكثر من 1500 مكتب هندسي من 83 دولة قدم تصاميمه، لكن الجائزة الكبرى ذهبت إلى مكتب إيرلندي قدم رؤية معمارية تجمع بين الحداثة وروح الفراعنة.

اختير موقع المتحف بعناية عند هضبة الجيزة، بحيث يطل مباشرة على الأهرامات الثلاثة، في حوار بصري بين الماضي والمستقبل، بين الحجر القديم والزجاج الحديث، وبين مجد الأجداد وطموح الأحفاد.

وفي عام 2005، تم وضع حجر الأساس بحضور رسمي ودولي واسع، ليبدأ فصل جديد من رحلة البناء التي ستستغرق قرابة عشرين عاما، وتتحول إلى ملحمة هندسية وثقافية غير مسبوقة في العالم العربي.

لم يكن الطريق نحو الحلم مفروشا بالورود، فبين اضطرابات التمويل العالمي، والتغيرات السياسية التي شهدتها مصر في العقد الماضي، تعثر المشروع أكثر من مرة.

لكن الإصرار على استكماله ظل حاضرا، إذ أدركت الدولة المصرية أن هذا المتحف ليس مجرد مبنى، بل مشروع وطني للهوية ورسالة حضارية للأجيال القادمة.

وبفضل شراكات دولية واسعة، تم وضع خطط دقيقة لاستكمال البناء وفق أعلى المعايير الهندسية العالمية، مع مشاركة آلاف الخبراء والمهندسين وعلماء الآثار من مصر والعالم.

ويمتد المتحف المصري الكبير على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، ليصبح أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة.

وفي مدخله الرئيسي، يقف شامخا تمثال رمسيس الثاني الضخم بارتفاع 12 مترًا، الذي نُقل في عملية دقيقة من ميدان رمسيس عام 2018 ليقف شامخًا في «البهو العظيم»، كأنه يستقبل زواره بابتسامة من يعرف أن مجده خالد.

وتعكس الواجهة الزجاجية المائلة أهرامات الجيزة، وكأنها تقول إن الماضي لا يزال يطل على الحاضر. أما التصميم الداخلي فيستند إلى محور بصري يمتد من بوابة الدخول حتى الهرم الأكبر، في مشهد يحبس الأنفاس ويجعل الزائر يعيش تجربة زمنية فريدة.

ويمكن القول انه وراء كل قطعة أثرية معروضة في المتحف حكاية إنقاذ ومعاناة وجهد علمي خارق.

ومنذ عام 2010، بدأت فرق أثرية مصرية ودولية نقل مئات آلاف القطع من المتاحف والمخازن والمواقع الأثرية، في عملية وُصفت بأنها أكبر عملية نقل وترميم أثرية في القرن.

وحتى اليوم، تجاوز عدد القطع المنقولة إلى المتحف 100 ألف قطعة، خضعت جميعها للفحص والترميم في معامل هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، والمزودة بأحدث تقنيات التحليل والحفظ.

ومن بين هذه الكنوز، تبرز المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشافها في وادي الملوك عام 1922، بعد قرن كامل من لحظة العثور عليها على يد البريطاني هوارد كارتر.

وتتوزع القطع في قاعات ضخمة صممت بعناية لتروي رحلة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ وحتى نهاية العصور الفرعونية، في عرض بصري وتفاعلي يعيد تعريف المتاحف التقليدية.

لا يكتفي المتحف بعرض الآثار، بل يقدم تجربة رقمية متكاملة تجمع بين التقنيات التفاعلية والواقع الافتراضي، ما يسمح للزائر بأن يعيش مغامرة داخل المقابر الملكية أو يشاهد مراحل بناء الأهرامات كما لو كان في قلب الحدث قبل آلاف السنين.

ويضم المشروع مركزًا للبحوث الأثرية والترميم، ومسرحًا حديثًا، ومكتبة متخصصة، وساحات خضراء ومناطق ترفيهية، ليصبح وجهة ثقافية وسياحية متكاملة تستقبل ملايين الزوار سنويًا.

وتستعد القاهرة لحدث يوصف بأنه أكبر احتفال ثقافي في القرن الحادي والعشرين، مع افتتاح المتحف رسميًا في الأول من نوفمبر المقبل.

وسيحضر الافتتاح قادة وزعماء ومؤرخون وفنانون من مختلف أنحاء العالم، في احتفالية تجمع بين الإبهار الفني والرمزية الحضارية، تعكس مكانة مصر كأرض للثقافة والخلود.

وسيشمل الحفل عروضًا ضوئية وموسيقية ضخمة تستلهم روح الحضارة المصرية القديمة، وتبث مباشرة إلى مئات الملايين حول العالم.

ويعد افتتاح المتحف المصري الكبير تتويجا لاستراتيجية مصر في إحياء الذاكرة الحضارية وبناء بنية ثقافية جديدة تعيد للعالم الثقة في قوتها الناعمة.

فمن موكب المومياوات الملكية عام 2021 إلى افتتاح المتحف الكبير، تسعى القاهرة إلى تأكيد أن الحضارة المصرية ليست مجرد صفحات في كتب التاريخ، بل طاقة حية تلهم الحاضر وتبني المستقبل.

ومن المتوقع أن يسهم المتحف في زيادة عدد السياح إلى أكثر من 15 مليون سنويا، وسيحول منطقة الأهرامات إلى مركز عالمي للثقافة والتراث، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المصري وعلى صورة مصر في العالم.

وبينما يستعد العالم لفتح أبواب المتحف المصري الكبير، يدرك الجميع أن ما سيعرض خلف جدرانه ليس مجرد آثار من الماضي، بل شهادة على قدرة الإنسان المصري على التحدي والبناء.

ومن أول فكرة على الورق، إلى افتتاح طال انتظاره، امتدت رحلة المتحف على مدى أكثر من عشرين عامًا، لتجسد في النهاية جوهر مصر: بلد يعرف كيف يحول التاريخ إلى مستقبل.

اقرأ أيضاًمن التحرير إلى المتحف الكبير.. 5000 قطعة أثرية تسرد أسطورة توت عنخ آمون في قاعة واحدة

رسميًا.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير 2025 بعد غلق أبوابه

مقالات مشابهة

  • السياحة: إطلاق الموقع الإلكتروني للمتحف المصري الكبير نقلة نوعية في تجربة الزائر
  • المتحف المصري الكبير.. قصة تحويل التاريخ إلى مستقبل
  • من التحرير إلى المتحف الكبير.. 5000 قطعة أثرية تسرد أسطورة توت عنخ آمون في قاعة واحدة
  • العالم يترقب حدثا استثنائيا..افتتاح المتحف المصري الكبير يقترب
  • عاجل.. إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي للمتحف المصري الكبير
  • إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي للمتحف المصري الكبير
  • وزير السياحة: المتحف المصري الكبير يجمع بين الحضارة والتكنولوجيا
  • وزير الاتصالات: تجربة ذكية جديدة بانتظار زوار المتحف المصري الكبير
  • شراكة بين «ليجاسي» و«فودافون مصر» لتشغيل خدمات المتحف المصري الكبير