الأسبوع:
2025-10-17@11:44:06 GMT

المتحف المصري الكبير.. قصة تحويل التاريخ إلى مستقبل

تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT

المتحف المصري الكبير.. قصة تحويل التاريخ إلى مستقبل

على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، يقف صرح مهيب يروي قصة من الإصرار المصري على مجد لا يشيخ، قصة بدأت قبل أكثر من عقدين وتحولت إلى مشروع يوصف اليوم بأنه أعظم متحف أثري في العالم، إنه المتحف المصري الكبير، الذي تستعد مصر لافتتاحه رسميًا في الأول من نوفمبر المقبل، في احتفالية عالمية ينتظرها عشاق الحضارة من كل أنحاء الأرض.

تعود بداية المشروع إلى عام 2002، عندما أطلقت مصر مسابقة عالمية لتصميم متحف يليق بحضارتها التي تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام. أكثر من 1500 مكتب هندسي من 83 دولة قدم تصاميمه، لكن الجائزة الكبرى ذهبت إلى مكتب إيرلندي قدم رؤية معمارية تجمع بين الحداثة وروح الفراعنة.

اختير موقع المتحف بعناية عند هضبة الجيزة، بحيث يطل مباشرة على الأهرامات الثلاثة، في حوار بصري بين الماضي والمستقبل، بين الحجر القديم والزجاج الحديث، وبين مجد الأجداد وطموح الأحفاد.

وفي عام 2005، تم وضع حجر الأساس بحضور رسمي ودولي واسع، ليبدأ فصل جديد من رحلة البناء التي ستستغرق قرابة عشرين عاما، وتتحول إلى ملحمة هندسية وثقافية غير مسبوقة في العالم العربي.

لم يكن الطريق نحو الحلم مفروشا بالورود، فبين اضطرابات التمويل العالمي، والتغيرات السياسية التي شهدتها مصر في العقد الماضي، تعثر المشروع أكثر من مرة.

لكن الإصرار على استكماله ظل حاضرا، إذ أدركت الدولة المصرية أن هذا المتحف ليس مجرد مبنى، بل مشروع وطني للهوية ورسالة حضارية للأجيال القادمة.

وبفضل شراكات دولية واسعة، تم وضع خطط دقيقة لاستكمال البناء وفق أعلى المعايير الهندسية العالمية، مع مشاركة آلاف الخبراء والمهندسين وعلماء الآثار من مصر والعالم.

ويمتد المتحف المصري الكبير على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، ليصبح أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة.

وفي مدخله الرئيسي، يقف شامخا تمثال رمسيس الثاني الضخم بارتفاع 12 مترًا، الذي نُقل في عملية دقيقة من ميدان رمسيس عام 2018 ليقف شامخًا في «البهو العظيم»، كأنه يستقبل زواره بابتسامة من يعرف أن مجده خالد.

وتعكس الواجهة الزجاجية المائلة أهرامات الجيزة، وكأنها تقول إن الماضي لا يزال يطل على الحاضر. أما التصميم الداخلي فيستند إلى محور بصري يمتد من بوابة الدخول حتى الهرم الأكبر، في مشهد يحبس الأنفاس ويجعل الزائر يعيش تجربة زمنية فريدة.

ويمكن القول انه وراء كل قطعة أثرية معروضة في المتحف حكاية إنقاذ ومعاناة وجهد علمي خارق.

ومنذ عام 2010، بدأت فرق أثرية مصرية ودولية نقل مئات آلاف القطع من المتاحف والمخازن والمواقع الأثرية، في عملية وُصفت بأنها أكبر عملية نقل وترميم أثرية في القرن.

وحتى اليوم، تجاوز عدد القطع المنقولة إلى المتحف 100 ألف قطعة، خضعت جميعها للفحص والترميم في معامل هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، والمزودة بأحدث تقنيات التحليل والحفظ.

ومن بين هذه الكنوز، تبرز المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشافها في وادي الملوك عام 1922، بعد قرن كامل من لحظة العثور عليها على يد البريطاني هوارد كارتر.

وتتوزع القطع في قاعات ضخمة صممت بعناية لتروي رحلة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ وحتى نهاية العصور الفرعونية، في عرض بصري وتفاعلي يعيد تعريف المتاحف التقليدية.

لا يكتفي المتحف بعرض الآثار، بل يقدم تجربة رقمية متكاملة تجمع بين التقنيات التفاعلية والواقع الافتراضي، ما يسمح للزائر بأن يعيش مغامرة داخل المقابر الملكية أو يشاهد مراحل بناء الأهرامات كما لو كان في قلب الحدث قبل آلاف السنين.

ويضم المشروع مركزًا للبحوث الأثرية والترميم، ومسرحًا حديثًا، ومكتبة متخصصة، وساحات خضراء ومناطق ترفيهية، ليصبح وجهة ثقافية وسياحية متكاملة تستقبل ملايين الزوار سنويًا.

وتستعد القاهرة لحدث يوصف بأنه أكبر احتفال ثقافي في القرن الحادي والعشرين، مع افتتاح المتحف رسميًا في الأول من نوفمبر المقبل.

وسيحضر الافتتاح قادة وزعماء ومؤرخون وفنانون من مختلف أنحاء العالم، في احتفالية تجمع بين الإبهار الفني والرمزية الحضارية، تعكس مكانة مصر كأرض للثقافة والخلود.

وسيشمل الحفل عروضًا ضوئية وموسيقية ضخمة تستلهم روح الحضارة المصرية القديمة، وتبث مباشرة إلى مئات الملايين حول العالم.

ويعد افتتاح المتحف المصري الكبير تتويجا لاستراتيجية مصر في إحياء الذاكرة الحضارية وبناء بنية ثقافية جديدة تعيد للعالم الثقة في قوتها الناعمة.

فمن موكب المومياوات الملكية عام 2021 إلى افتتاح المتحف الكبير، تسعى القاهرة إلى تأكيد أن الحضارة المصرية ليست مجرد صفحات في كتب التاريخ، بل طاقة حية تلهم الحاضر وتبني المستقبل.

ومن المتوقع أن يسهم المتحف في زيادة عدد السياح إلى أكثر من 15 مليون سنويا، وسيحول منطقة الأهرامات إلى مركز عالمي للثقافة والتراث، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المصري وعلى صورة مصر في العالم.

وبينما يستعد العالم لفتح أبواب المتحف المصري الكبير، يدرك الجميع أن ما سيعرض خلف جدرانه ليس مجرد آثار من الماضي، بل شهادة على قدرة الإنسان المصري على التحدي والبناء.

ومن أول فكرة على الورق، إلى افتتاح طال انتظاره، امتدت رحلة المتحف على مدى أكثر من عشرين عامًا، لتجسد في النهاية جوهر مصر: بلد يعرف كيف يحول التاريخ إلى مستقبل.

اقرأ أيضاًمن التحرير إلى المتحف الكبير.. 5000 قطعة أثرية تسرد أسطورة توت عنخ آمون في قاعة واحدة

رسميًا.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير 2025 بعد غلق أبوابه

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير المتحف المصري أهرامات الجيزة الحضارة المصرية منطقة الأهرامات موعد افتتاح المتحف الكبير المتحف المصری الکبیر افتتاح المتحف فی العالم أکثر من

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء للشركة المتحدة: ستنظمون افتتاحًا للمتحف المصري الكبير يبهر العالم

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، اجتماعا في المتحف المصري الكبير، مع مسئولي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حضره شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، واللواء عاطف مفتاح، المشرف العام الهندسي لمشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، ومحمد السعدي، عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة، المشرف العام على افتتاح المتحف.

وفي بداية الاجتماع، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن لديه ثقة تامة في القائمين على الاحتفالية الكبرى، التي تشرف عليها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمناسبة الافتتاح الرسميّ للمتحف المصري الكبير، والذي يترقبه العالم بأسره، لافتا إلى أن منظمي الاحتفالية التي يشرف عليها محمد السعدي، حققوا إنجازا واضحا في وقت قياسيّ، وسبق العمل مع هذا الفريق في احتفالية نقل المومياوات، وكذا افتتاح طريق الكباش، وكانوا على قدر المسئولية.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أنه كان منذ بدء الترتيب لفعاليات الاحتفالية لديه ثقة كبيرة في قدرة أعضاء جميع أفراد الطاقم المسئول عن فعاليات الاحتفالية، والذي تم اختياره بعناية شديدة من جانب الشركة المتحدة لتنفيذ التجهيزات الخاصة بتلك الفعاليات، بجانب الفقرات والاستعراضات الفنية، فضلا عن طاقم العمل الفني والمسئولين عن الصوت والإضاءة وجميع الأعمال الأخرى المرتبطة بذلك، معبرا عن أنهم من الشباب الواعد الذي يثق في أنهم يستطيعون الخروج بفعاليات تبهر العالم أجمع، وتظهر الحضارة المصرية العريقة في أبهى صورها مع أحدث التقنيات الفنية، ولا سيما أنه من المتوقع أن يشاهد هذه الفعاليات أكثر من 2 مليار مشاهد حول العالم، كما أن جميع سفاراتنا بالخارج ستعرض هذا الحدث الضخم من خلال رابط إلكتروني.

كما عبر رئيس مجلس الوزراء خلال حديثه الموجه لمحمد السعدي ـ في أثناء مشاهدة بروفات بعض الاستعراضات الفنية التي سيتم عرضها في الاحتفالية ـ عن تطلعه لأن يرى العالم القدرات التنظيمية للشباب المصري الواعد في إخراج فعاليات احتفالية كبرى، وليس فقط إظهار الكنوز الأثرية التاريخية، فلدينا شباب قادر على القيادة والابتكار والإبداع.

وتوجه الدكتور مصطفى مدبولي بالشكر لمسئولي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، كما قدم الشكر لمحمد السعدي، الذي بدوره عبر عن سعادته بهذا اللقاء، ومشاهدة رئيس الوزراء لمقتطفات من الفعاليات والفقرات الفنية أثناء التحضير لها، وهو ما يشجع الشباب على تقديم المزيد والمزيد من الجهد لإظهار الاحتفالية في أبهى صورها، فيما أشار رئيس الوزراء إلى أنه سيواصل متابعة التجهيزات حتى موعد الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير.

وخلال اللقاء، أكد محمد السعدي، أن الاحتفالية تعد فرصة ذهبية لتسويق الدولة المصرية، سياحيا واقتصاديا، وتظهر للعالم إمكانات مصر السياحية والتنوع وعظمة الشعب المصري وتاريخه العريق، مؤكدا أن جميع عناصر الطاقم الفني، الذين سيقدمون المحتوى، والصورة، والأزياء والموسيقى، ومختلف العناصر الأخرى، تم اختيارهم بعناية من الكفاءات الشابة المصريةK وعاهد رئيس الوزراء بأن يكون الحفل استثنائيا لإيصال صوت مصر للعالم.

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يطمئن على الانتهاء من أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية لمتابعة استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير

مقالات مشابهة

  • المتحف المصري الكبير يكشف موعد افتتاح قاعة توت عنخ آمون
  • منى صالح تكشف استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير يشهدها العالم
  • المتحف المصري الكبير يعلن افتتاح قاعة توت عنخ آمون في نوفمبر
  • المتحف المصري الكبير يستعد لاستقبال قادة العالم
  • افتتاح المتحف المصري الكبير.. مفاجأة بالفاعليات والعالم يحتفل في نفس التوقيت..تفاصيل
  • أحمد غنيم: العالم في انتظار الافتتاح الكبير للمتحف المصري
  • العالم يترقب حدثا استثنائيا..افتتاح المتحف المصري الكبير يقترب
  • رئيس الوزراء للشركة المتحدة: ستنظمون افتتاحًا للمتحف المصري الكبير يبهر العالم
  • مدبولي: لدي ثقة كاملة في شبابنا لإبهار العالم بافتتاح المتحف المصري الكبير