صحف عالمية: قيود إسرائيل مستمرة وتجب محاسبتها على انتهاكاتها بغزة
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
تناولت صحف ومواقع عالمية أصداء التطورات في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، مؤكدة أن ما خلفته الحرب من دمار ومعاناة لا يمكن طيّه دون مساءلة إسرائيل على انتهاكاتها، في حين حذرت تقارير أخرى من استمرار القيود الإسرائيلية التي تعرقل تدفق المساعدات، وتزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في القطاع.
ففي مقال نشرته صحيفة هآرتس، شددت على أن الإسرائيليين لا يمكنهم الإفلات من المحاسبة بعد انتهاء الحرب، إذ يعودون إلى حياتهم الطبيعية بينما يعيش الفلسطينيون بين الركام ويحصون قتلاهم.
ووصفت الصحيفة هذا التفاوت بالوحشي، معتبرة أن العنف الإسرائيلي ليس استثناء، بل هو تجسيد لنظام فصل عنصري يقوم على التفوق العرقي ويمتد من غزة إلى الضفة الغربية والداخل الإسرائيلي.
ورأت هآرتس أن ساعة المساءلة قد حانت، تماما كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية ونهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، مؤكدة أن العدالة يجب أن تُطبّق بحق إسرائيل على جرائمها، لأن دماء غزة -كما تقول- لن تُنسى، وأن مصير النظام العالمي سيتحدد وفق قدرته على فرض العدالة في هذه القضية.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن تأخر تسليم جثث الأسرى العالقة تحت الأنقاض في غزة لم يكن مفاجئا، إذ كانت إسرائيل والدول الوسيطة على علم مسبق بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تستطيع الوصول إلى جميع الجثث بسهولة بسبب الدمار الواسع في القطاع.
وأضافت الصحيفة أن تأخر تسليم الرفات أثار جدلا واسعا داخل إسرائيل، إلى حد أن بعض الأصوات طالبت بتعليق تنفيذ الاتفاق حتى استعادة الجثث، لكن باحثين إسرائيليين استبعدوا أن يؤدي هذا الخلاف إلى انهيار وقف إطلاق النار أو العودة إلى الحرب مجددا.
تردي الوضع الإنسانيأما صحيفة غارديان البريطانية، فقد ركزت على الوضع الإنساني في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن عملية توزيع المساعدات تسير ببطء شديد بسبب استمرار القيود الإسرائيلية.
إعلانوأكدت أن الكميات التي وصلت حتى الآن لا تتجاوز نصف ما تم الاتفاق عليه، في وقت تنهار فيه المنظومة الصحية وتتصاعد المخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية.
ووفق غارديان، فإن المنظمات الإنسانية تعمل بأقصى طاقتها لمواجهة الأزمة، لكن قدرتها تظل محدودة ما دامت إسرائيل تفرض قيودا على تحركاتها وعلى دخول الإمدادات، مما يجعل الوضع في غزة قابلا للانفجار من جديد إن لم تُرفع هذه العوائق سريعا.
ومن جانبها، تناولت صحيفة لوموند الفرنسية معاناة مئات الفلسطينيين الذين أفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، موضحة أنهم خرجوا من السجون ليصدموا بحجم الدمار الذي حلّ بمدنهم وأحيائهم.
ونقلت عن أحد المفرج عنهم قوله إنه أمضى 11 شهرا في الاعتقال دون تهمة، لكنه ما إن عاد إلى منزله حتى اكتشف أن أبناءه الأربعة قُتلوا في غارة إسرائيلية على مدينة غزة.
وأضافت الصحيفة أن فرحة الحرية تحولت لدى كثير من الأسرى المفرج عنهم إلى حزن وذهول، بعدما وجدوا أن الحرب بددت أحلامهم وأزالت معالم حياتهم السابقة، مشيرة إلى أن هذه التجربة ترسّخ الشعور الفلسطيني بالظلم والخذلان أمام صمت المجتمع الدولي.
سر نجاح ترامبوفي نيويورك تايمز، كتبت دانا سترول، المساعدة السابقة لوزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، أن سر نجاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التعامل مع ملف غزة يعود إلى تقديمه حوافز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الصعيد الداخلي.
وقالت سترول إن بقاء نتنياهو السياسي بات يعتمد إلى حد كبير على دعم ترامب له، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة في إسرائيل، معتبرة أن العلاقة بين الرجلين باتت تبادلية أكثر من أي وقت مضى.
لكنها حذرت من أن هذه السياسة قد تنقلب على ترامب نفسه، إذ يخوض البلدان انتخابات حاسمة قد تُعيد رسم ملامح علاقتهما خلال العام المقبل.
وفي إسرائيل، كشفت صحيفة معاريف عن جدل واسع يلوح في الأفق بشأن مشروع قانون جديد يسعى لإلغاء اللجان الاستشارية المسؤولة عن التدقيق في تعيين كبار المسؤولين، وهو مقترح يحظى بدعم نتنياهو وحزب الليكود.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع يهدف إلى منح الحكومة سلطة مطلقة في التعيينات، بحجة تسريع العمل التنفيذي وتجاوز البيروقراطية، بينما يرى معارضوه أن إلغاء اللجان يفتح الباب أمام الفساد ويقوض مبدأ الشفافية في مؤسسات الدولة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
صحافة عالمية: قادة إسرائيل الأمنيون يدعمون التحول للدبلوماسية
أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أدلة على دخول إسرائيل مرحلة تميل فيها إلى صياغة ترتيبات أمنية طويلة الأمد على مختلف الجبهات، في وقت يدعم فيه كبار القادة الأمنيين توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو الترتيبات الدبلوماسية بعد عامين من القتال.
وأوضحت الصحيفة أن كثيرين في إسرائيل يؤمنون بأن الوضع القائم يسمح بتحويل ما يعتبرونها مكاسب حربية إلى إنجازات لن تكتمل إلا عن طريق الدبلوماسية، رغم إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية على تحقيق أهداف ظلت غامضة حتى الآن.
وفي سياق متصل بالشأن الإسرائيلي الداخلي، حذّرت صحيفة "هآرتس" من عواقب ما سمّتها "عملية نتنياهو لتطهير المؤسسة الدفاعية من معارضي سياساته"، موضحة أنه يسعى دائما لكسب ود شركائه المتشددين وداعميه داخل حزب الليكود ولو تطلب الأمر الدخول في صراع مع قادة المؤسسات الأمنية.
ووصفت الصحيفة ما يجري بأنه إعادة هيكلة داخل مؤسسة الدفاع التي تُعدّ آخر هيئة مستقلة في القطاع العام في عهد نتنياهو، محذّرة من أن سياسته ووزير دفاعه يسرائيل كاتس تُنذر ببروز معالم دكتاتورية ناشئة في ظل مهاجمتهما لكل القيم الديمقراطية المحددة لآليات التعيين.
هجوم الدعم السريع
وفي ما يتعلق بالأزمة السودانية، سلّطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على هجوم بطائرات مسيّرة نفذته قوات الدعم السريع يوم الخميس الماضي في بلدة "كالوقي" بولاية جنوب كردفان، استهدف روضة للأطفال وأسفر عن مقتل عشرات الأطفال.
وأثار الهجوم موجة إدانات من منظمات إنسانية طالبت بتدخل دولي عاجل لوقف القتال وفتح ممرات آمنة للوصول إلى المدنيين.
ويرى محللون أن الهجوم يهدف إلى كسر القوس الدفاعي الذي شكّله الجيش حول مناطق وسط السودان تمهيدا لمحاولة الدعم السريع استعادة المدن الكبرى بما فيها الخرطوم.
إعلانومن جهة أخرى، رأى مقال في صحيفة "واشنطن بوست" أن الجدل الأخير بشأن أوكرانيا يُظهر حجم التناقض الأوروبي في التعاطي مع الحرب، ففي حين يهاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس إدارة ترامب، تستمر دولهم في الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة.
ويكشف تأخر الاتحاد الأوروبي في حظر الغاز الروسي حتى عام 2027 عن فجوة بين الخطاب السياسي والواقع، فيما يُمثّل الخلاف بشأن مصادرة الأصول الروسية أحد أوجه الانقسام الأوروبي.
وفي الإطار ذاته، رأى سايمون تيسدال الكاتب في صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الأزمة الداخلية في روسيا ستتعمق إذا أصر الرئيس فلاديمير بوتين على مواصلة حربه ورفض مبادرة السلام الأميركية.
وأشار إلى معاناة الاقتصاد الروسي من تراجع حاد في إيرادات النفط والغاز وارتفاع التضخم وتفاقم الخسائر البشرية، خالصا إلى أن بوتين يتجه نحو مسار يهدد استقرار روسيا نفسها.
وعلى المستوى الأميركي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لوزير الأمن الداخلي السابق جاي جونسون، الذي شغل المنصب في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، رأى فيه أن الهجمات الأميركية على القوارب المشتبه بتهريبها للمخدرات تُمثّل عمليات قتل خارج نطاق القانون، محذّرا من تحوّل التفوق العسكري الأميركي إلى أداة للقتل دون محاسبة.