دعم صحة الأوعية الدموية يمنع تدهور العضلات لدى كبار السن
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
وجد باحثون أن حماية الطبقة الهشة المبطنة للأوعية الدموية، المعروفة بالغليكوكاليكس (glycocalyx)، يمكن أن تمنع تدهور العضلات وتساعد على الحفاظ على الأداء البدني في فترة الشيخوخة.
واكتشف الباحثون أن مكملا غذائيا يحتوي على "الهيالورونان عالي الوزن الجزيئي" (high-molecular-weight hyaluronan)، وهو مكون رئيسي في الغليكوكاليكس، يمكّن الفئران المسنة من الحفاظ على كتلة العضلات وقدرتها على ممارسة الرياضة.
وقاد الدراسة باحثون من كلية الطب بجامعة نيو مكسيكو وجامعة يوتا في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة "الشيخوخة" (Aging-US) يوم 30 أغسطس/آب الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
ويستند هذا البحث إلى أدلة سابقة على أن الغليكوكاليكس ضروري لوظيفة الأوعية الدموية السليمة. وبما أن صحة العضلات تعتمد على تدفق الدم السليم وتوصيل الأكسجين، فإن استعادة الغليكوكاليكس قد تساعد على الحفاظ على القوة والقدرة على الحركة مع التقدم في السن، حسب نتائج البحث.
الحفاظ على الكتلة العضلية
وبحثت الدراسة في كيفية تأثير الحفاظ على الغليكوكاليكس باستخدام المكمل الغذائي على الوظيفة البدنية لدى الفئران المسنة، ودرس الباحثون في البداية فئرانا معدلة وراثيا تفتقر إلى إنزيم "هاز 2" (Has2)، وهو الإنزيم المسؤول عن إنتاج الهيالورونان عالي الوزن الجزيئي.
وأظهرت هذه الفئران غليكوكاليكس أنحف، وانخفاضا في أدائها الرياضي، وفي وظيفة الميتوكوندريا في عضلاتها، على الرغم من بقاء حجم العضلات طبيعيا. والميتوكوندريا هي وحدة إنتاج الطاقة في الخلايا الحية.
وتشير هذه النتائج إلى أن تلف الغليكوكاليكس وحده يمكن أن يضعف الأداء البدني بشكل مباشر.
وأعطى الفريق الفئران المسنة نظاما غذائيا يحتوي على المكمل الغذائي لمدة 10 أسابيع، بالمقارنة مع الفئران غير المعالجة، وحافظت هذه الفئران على كتلة عضلية وأداء أفضل في اختبارات جهاز المشي.
إعلانالجدير بالذكر أن الفئران المعالجة لم تظهر التراجع المعتاد المرتبط بالعمر في قوة العضلات وقدرتها على التحمل.
ورغم أن المكمل الغذائي لم يعِد الأداء الشبابي بالكامل، فإنه أبطأ بشكل ملحوظ التدهور البدني، مما يشير إلى فائدة وقائية، في المقابل فقدت الفئران الأكبر سنا غير المعالجة كتلة الجسم وحجم العضلات خلال الفترة نفسها.
وقد تقدم الدراسة نهجا جديدا لتقليل الوهن ودعم الحركة لدى كبار السن من خلال استهداف الغليكوكاليكس، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج لدى البشر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
النشاط البدني اليومي يحمي الصحة النفسية والجسدية
أكدت الدراسات الحديثة أن المداومة على النشاط البدني اليومي لا تقتصر فوائده على الجسم فقط، بل تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسية ومكافحة التوتر والقلق. فالتحرك بانتظام يعزز الدورة الدموية ويزيد من وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ، ما يحسن التركيز والذاكرة ويخفف الشعور بالتعب والإجهاد.
ويشير الخبراء إلى أن ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة أو حتى صعود الدرج، لمدة نصف ساعة يوميًا، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتساعد على تنظيم ضغط الدم ومستويات السكر في الدم. كما أن النشاط البدني يحفز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والإندورفين، مما يمنح شعورًا بالراحة النفسية ويقلل من أعراض الاكتئاب والقلق.
وللحصول على أفضل النتائج، ينصح بمزج التمارين الهوائية مع تمارين القوة، مثل رفع الأوزان الخفيفة أو تمارين المقاومة، لتقوية العضلات والعظام وتحسين اللياقة البدنية بشكل عام. كذلك، يعتبر التمدد واليوغا جزءًا مهمًا من الروتين الرياضي، لما لهما من دور في زيادة المرونة وتقليل التوتر العضلي.
وينوه الأطباء إلى أهمية الالتزام بروتين يومي مناسب لقدرات كل شخص، وعدم الإفراط في ممارسة التمارين بشكل قد يسبب إصابات أو إجهاد للجسم. حتى النشاط الخفيف، مثل المشي حول المنزل أو القيام بتمارين بسيطة كل ساعتين، يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير على الصحة العامة.
باختصار، النشاط البدني المنتظم هو استثمار يومي لصحة الجسم والعقل معًا، ويعد وسيلة طبيعية لتعزيز المناعة، تحسين المزاج، والحفاظ على الوزن المثالي، بعيدًا عن أي أدوية أو مكملات كيميائية.