لجريدة عمان:
2025-10-18@18:34:01 GMT

يوم المرأة العُمانية

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

يوم المرأة العُمانية

 

المرأة على مر العصور هي محور الحياة وتلعب دوراً حيوياً وفعّالاً في بناء مجتمع مستدام وشامل منذ بداية الخلق، فالأسرة هي نواة المجتمع والمرأة هي نواة الأسرة وعمادها واستقرارها. وتعتبر المرأة من أهم ركائز التنمية في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية. وقد سطرت المرأة على مر العصور والتاريخ أعظم الإنجازات بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تنشئة جيل متخلق بالمبادئ والمهارات والثقة بالنفس ومستعد للانخراط بالمجتمع بشكل فاعل، وتقديم الدعم والنصح والاستشارة لأفراد أسرتها فهي الأم، والأخت، والابنة، والزوجة التي سطرت قصصا لعظام الرجال، حتى قيل "وراء كل رجل عظيم أمرة عظيمة"، وقد كرم الإسلام المرأة وأوصى بها خيرا، فالمرأة في الإسلام مصانة الحقوق وكرامتها فوق كل اعتبار، وقد كرم الله النساء العظيمات ووثق أسماءهن في القرآن العظيم تكريما وتمجيدا لهن، وكأمثلة للنساء القدوات آسيا بنت مزاحم ومريم ابنة عمران، حيث قال الله تعالى عنهما في القرآن العظيم:" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين *وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ" (الآية ١١-١٣ سورة التحريم ) وعن بلقيس ملكة سبأ ذكرها الله في سورة النمل:" إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ".

والمرأة العُمانية حالها كحال نساء العالم مبدعة ومثقفة ولها احترام وحضور كبير في المجتمع العُماني بكل مفاصل الحياة، ويشهد بذلك التاريخ والوثائق العُمانية التي سطرت العديد من الإنجازات من خيرة نساء عُمان، منهن المربيات والعالمات والأديبات ورائدات الأعمال والمستشارات في الاقتصاد والسياسة. فمن أبرز الشخصيات النسائية العُمانيات المشهورات اللاتي خلدتهن الذاكرة: العالمة عائشة الريامية، والملكة شمساء، والسيدة موزة بنت أحمد البوسعيدية، والسيدة ثريا بنت محمد بن عزان البوسعيدية.

وفي عصرنا الحديث، فإن دورها أصبح أكثر وضوحاً وتقنيناً في دولة المؤسسات. لقد أصبحت عنصراً أكثر فاعلية، تشارك في جميع المجالات لبناء مستقبل أفضل للمجتمع. فهي المربية والمثقفة والمعلمة، والطبيبة، والمهندسة، كما شغلت مناصب مهمة في المجتمع منها المناصب التشريعية والسياسية.

إن تمكين المرأة والاعتراف بقدراتها يضمن تقدماً حقيقياً في المجتمع، مما يتطلب تكاتفا بينها وبين الرجل لخلق بيئة داعمة تحترم حقوقها وتطلق طاقتها الكاملة لتحقيق نهضة شاملة، فكما قال السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - :" إنّ الوطن لا يُحلّق من دون المرأة"، لذا حظيت المرأة العُمانية بالاهتمام الكبير والتمكين منذ النهضة المباركة التي هيأت لها الدولة كل سبل الارتقاء في كافة المجالات وبعناية ورعاية فائقة من السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - إذ فتحت أمامها فرص التعليم كافة بمختلف مراحله ومستوياته، والعمل في مختلف المجالات والميادين، والمشاركة في مسيرة بناء الوطن، وقد تجسد ذلك على نحو واضح منذ تولي السلطان الراحل الحكم في البلاد في عام 1970م.

وحظيت المرأة بمكرمات سامية رفيعة، تقلدت خلالها العديد من المناصب وحملت حقائب وزارية في مجلس الوزراء. بالإضافة إلى وجودها في مجلس عمان، حيث أثبتت حضورها الفعّال في العمل البرلماني، من خلال وجودها في مجلس الشورى ومجلس الدولة كممثلة للشعب وصاحبة رأي وموقف في القضايا الوطنية والقوانين التشريعية. وسجّلت المرأة العُمانية حضورها كذلك في السلك الدبلوماسي وحملت رسالة السلام لسلطنة عُمان في مختلف دول العالم وتمثيل سلطنة عُمان بالصورة المثالية والمشرفة في بناء جسور العلاقات الوطيدة مع دول العالم. والمرأة العُمانية حظيت بتقدير وثقة دولية مشرفة، فقد انتخبت على المستوى الدولي كعضوة في اللجان الدائمة، فعلى سبيل المثال ولا الحصر تم انتخابها بالإجماع عضوة في اللجنة الدائمة للجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA).

كما تمتعت المرأة العُمانية بالمزيد من الحقوق والتمكين في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، حيث أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - اهتمامًا واضحًا بمشاركة المرأة العُمانية في التنمية الوطنية ودعم دورها وتمكينها في مختلف المجالات، فقد أكد جلالته بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد على أهمية مشاركة المرأة في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها. كما أكد السلطان هيثم - حفظه الله ورعاه - حرصه على أن تتمتع المرأة العُمانية بحقوقها التي كفلها لها القانون العُماني وأن تعمل مع الرجل جنباً إلى جنب في مختلف المجالات. فحقوق المرأة العُمانية مصانة في النظام الأساسي للدولة، حيث ينص النظام الأساسي للدولة على المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، حيث نالت المرأة العُمانية حقها من التعليم، والصحة، والعمل، والمشاركة في اتخاذ القرار. وحرص النظام الأساسي العُماني على إيجاد مكانة مهمة للمرأة للحفاظ على حقوقها. فصدرت المراسيم السلطانية التي تنص على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل دون تميز في كل المجالات، وقد تجسد ذلك "من خلال تفضل جلالته - أبقاه الله - بإسناد جملة من المناصب الحكومية العليا إلى عدد من نساء عُمان المجيدات، تقديرا من جلالته لإمكاناتهن وقدراتهن في أداء المهام الموكلة لهن في تحقيق رؤية عُمان المستقبلية بإخلاص وإتقان. وتجاوبت المرأة العُمانية مع هذا الاهتمام، فساهمت في التنمية الشاملة وأكدت مسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف الأنشطة. إن ما تحقق للمرأة العُمانية من إنجازات وما نالت من حقوق في إطار التشريعات والسياسات التي أرستها مسيرة النهضة المباركة لسلطنة عُمان لهو دليل على أهمية الدور الذي تقوم به.

وإيمانا من الدولة بهذا الدور العظيم للمرأة العُمانية، فقد خصصت يوما للاحتفاء بها في يوم 17 من أكتوبر من كل عام، ليكون يوما للمرأة العُمانية تتويجا لمساهماتها وإبرازا لدورها الريادي في دفع عجلة التقدم بمختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية، والثقافية، والعلمية، والسياسية.

فيوم 17 أكتوبر يعني الكثير لكل امرأة عُمانية، فهو مناسبة وطنية تجسد مكانة المرأة العُمانية وتسلط الضوء على مساهماتها وإنجازاتها في التنمية في مختلف المجالات قديماً وحاضرا.

وفي هذا اليوم نقف وقفة فخر واعتزاز أمام إنجازات المرأة العُمانية التي قدمتها لوطنها عبر التاريخ. المرأة العُمانية كانت ومازالت مثالا للعطاء وقدوة للأبناء، يستلهمون من إنجازاتها دروساً في العطاء والمسؤولية وحب الوطن، وتزرع في نفوسهم الثقة بالنفس وتعزز الإيمان بان كل فرد في المجتمع قادر على أن يكون له دور فاعل ويحدث فرقا في بناء المجتمع، كل في مجاله وحسب قدراته.

ولا يسعني في هذا اليوم الميمون، إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة يوم المرأة العُمانية لسيدة عمان الأولى السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية - حرم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظهما الله ورعاهما.

ونعبر عن فخرنا وامتنانا لاهتمامها الكريم بدعم المرأة العُمانية وتمكينها في مختلف الميادين. وأن رعايتها للمرأة العُمانية مصدر إلهام لكل عُمانية تسعى للعطاء والبناء في ظل النهضة المتجددة. كل عام والمرأة العُمانية تزداد رفعةً وسموًا وتمكينًا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الفن التشكيلي.. مساحة واسعة لإبداع المرأة العُمانية

"العُمانية": يُعد الفن التشكيلي أحد مجالات الإبداع التي تُبرز مكانة المرأة العُمانية ودورها في إثراء المشهد الثقافي، لما تمتلكه من حس فني يعكس عمق ارتباطها بالبيئة والمجتمع، وقدرتها على التعبير عن قيمها وانتمائها بأساليب فنية متجددة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

نقل القيم للأجيال القادمة

وقالت هاجر بنت جمعة المعمرية معلمة فنون بصرية بمدرسة بوشر للتعليم الأساسي، إن معلمة الفنون التشكيلية تؤدي دورًا مهمًّا في ترسيخ جماليات البيئة العُمانية وتنوع تراثها وفنونها الشعبية في أذهان وقلوب الأجيال القادمة لتعزيز حس الانتماء الوطني، وبناء هوية فنية عُمانية أصيلة.

وأضافت: أمارس الفن مع طلابي من خلال المشروعات الصفية عبر استخدام أنواع مختلفة من الخامات الفنية والتطبيقات الرقمية الخاصة بالرسم.

وترى أن الجيل القادم له دور كبير في المحافظة على القيم الفنية وإبراز الهوية الوطنية من خلال فهمه للرموز والزخارف والألوان والمواد المستخدمة في الفنون التقليدية، وممارسة صناعة الحرف التقليدية ضمن الدروس الفنية. مؤكدة أن الجيل الجديد هو جسر يربط تراث الأجداد بطموحات المستقبل، ويسهم في نقل القيم الفنية والحفاظ على الهوية العُمانية وتقديمها بطريقة إبداعية.

وسيلة للحفاظ على الهوية

من جانبها، قالت جنان بنت محمد آل عبد السلام طالبة تربية فنية بجامعة السلطان قابوس إن أكثر ما يلهمها في الفن هو قدرته على احتواء آلاف المعاني وتحويل الأفكار والمشاعر إلى أشكال فنية نابضة بالحياة.

وأضافت أن الفن بالنسبة لها مساحة ليس لها حدود تستطيع من خلالها أن تعبر عن أفكارها وهويتها بلغة عالمية يفهمها الجميع.

وترى أن كل لوحة ليست مجرد تقنيات فنية بل حالة من الصدق تخاطب الإنسان من أعمق نقطة فيه، فهي انعكاس للفنان ذاته وهويته وثقافته، فاختياراته للألوان والرموز والتكوينات البصرية ليست مصادفة، بل انعكاس لبيئته وتاريخه وانتمائه. وأوضحت أن الفن وسيلة للحفاظ على الهوية وإحيائها، وليس للتعبير الجمالي فحسب، فهو وسيلة لإحياء الرموز والعناصر التي تشكل هويتنا الثقافية والفكرية وتقديمها بروح متجددة، فالفن ليس مجرد متعة بصرية بل هو فعل نابع من وعي وحبل وصل بين الثقافة والإنسانية.

إثراء المشهد الفني

وأشارت حورية بنت غالب الحراصية فنانة بصرية إلى أن المرأة العُمانية لها دور في إثراء المشهد الفني من خلال لوحاتها التي تعبر بها عن قيمها وذاكرتها وانتمائها إلى الأرض والإنسان، حيث استلهمت من البيئة العُمانية عناصرها الجمالية من الجبال والبحر والنخيل، حولتها إلى أعمال تلامس الوجدان وتعكس ملامح الوطن بروح معاصرة.

وأكدت أن الفنانة العُمانية استطاعت من خلال مشاركتها في المعارض المحلية والدولية أن تقدم صورة مشرقة عن المرأة المبدعة القادرة على الموازنة بين الأصالة والتجديد، وتُعبر في الوقت ذاته عن وعي متنام بدور الثقافة في بناء الإنسان وصون الهوية.

وأضافت أن الفن لا يقتصر على الإبداع الشخصي، بل هو أيضًا رسالة تروى من خلالها قصص عن الأرض والذاكرة، وتبقي الثقافة حيّة في قلوب الأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • افتتاحية المرأة العُمانية... شريكة التاريخ والمستقبل
  • الفن التشكيلي.. مساحة واسعة لإبداع المرأة العُمانية
  • السّيدةُ الجليلةُ توجّهُ كلمةً بمناسبة يوم المرأةِ العُمانية
  • يوم المرأة العمانية 2025
  • المرأة العُمانية.. نبع العطاء السخي
  • السّيدة الجليلة توجّه كلمة بمناسبة يوم المرأةِ العُمانية
  • مجلس الوزراء يُهنئ المرأة العُمانية
  • عُمانيات: الاحتفال بـ"يوم المرأة العُمانية" يترجم منجزات النساء في شتى المجالات
  • المرأة العُمانية.. شريكة في التنمية