أكدت الأمم المتحدة أن خطر الذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة يتصاعد بشكل ملحوظ، محذرة من أن هذه المخلفات الحربية تشكل تهديداً دائماً لحياة المدنيين، لا سيما بعد دخول وقف إطلاق النار الأخير حيز التنفيذ.

رئيس بعثة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، لوك إيرفينغ، شدد على أن عملية إزالة الذخائر من القطاع ستكون معقدة وطويلة الأمد، لكنها ضرورية للغاية "لإعادة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها في غزة"، التي عانت من عدوان إسرائيلي مدمر استمر لعامين.

وأوضحت الدائرة الأممية أن القيود المفروضة خلال العامين الماضيين في القطاع حالت دون تنفيذ عمليات مسح شاملة، ما يجعل من الصعب تحديد الحجم الحقيقي للتهديد. وأضافت في ردها على وكالة الصحافة الفرنسية أن "الصورة الكاملة لحجم خطر المتفجرات لا تزال غير واضحة"، مشيرة إلى أن ما تملكه حالياً هو "عدد محدود من المركبات المدرعة"، مما يحول دون إجراء سوى عدد محدود من تقييمات المخاطر يومياً.

وأشارت إلى أن ثلاث مركبات مدرعة تقف حالياً على الحدود في انتظار تصاريح دخول من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهي معدات حيوية لتنفيذ عمليات إزالة الذخائر بشكل آمن وعلى نطاق واسع.

وفي تقرير سابق أصدرته في يناير/كانون الثاني، قدرت الدائرة الأممية أن ما بين 5% إلى 10% من الذخائر التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي على غزة لم تنفجر، وهو ما يرفع من احتمالية حدوث كوارث إنسانية، خصوصاً في المناطق السكنية.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد أعلن مؤخراً أن فرق الإغاثة نجحت في تقييم المخاطر على بعض الطرق الرئيسية، إلا أن العمليات لا تزال محدودة للغاية بسبب نقص المعدات والتأخر في الحصول على التراخيص اللازمة من الاحتلال.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت لم تهدأ فيه آلة الحرب الإسرائيلية، حيث استمر العدوان على القطاع حتى منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن يُعلن عن وقف لإطلاق النار هو الثالث من نوعه خلال هذه الحرب.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند الموت المؤجل في غزة: الأمم المتحدة تحذر من قنابل موقوتة تحت الأنقاض قوات أميركية على الأبواب.. وفنزويلا تعلن حالة التأهب القصوى إيران تُنهي رسميًا التزاماتها النووية... والغرب في مأزق جديد "لا ملوك": 1700 مدينة أميركية تنتفض ضد استبداد ترامب 57 ألف يتيم في غزة... أطفال فقدوا كل شيء تحت نيران الاحتلال Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعادة إعمار غزة.. مهمة شاقة بتكلفة تتجاوز 70 مليار دولار

بينما يعود آلاف الفلسطينيين إلى أحيائهم في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، لا يحمل كثير منهم سوى الذكريات المؤلمة ومشهد الركام الذي كان يومًا منازلهم ومدارسهم ومصادر رزقهم.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن تكلفة إعادة إعمار غزة تُقدّر بنحو 70 مليار دولار، في واحدة من أضخم المهام الإنسانية والإنشائية في التاريخ الحديث.

شبكة "بي بي سي" وصفت المشهد بأنه "أقرب إلى البدء من تحت الأنقاض لا من الصفر"، فيما قال البروفيسور أندرياس كريغ، خبير أمن الشرق الأوسط في كلية كينغز كوليدج لندن: "الأمر أسوأ من البدء من الصفر... هنا لا تبدأ من الرمال، بل من الأنقاض."

ويؤكد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للفلسطينيين جاكو سيلييه أن حجم الدمار في غزة "يقترب من 84 في المائة، ويصل في بعض المناطق، مثل مدينة غزة، إلى 92 في المائة". وتُظهر بيانات الأقمار الصناعية، بحسب تحليل بي بي سي، أن هناك أكثر من 60 مليون طن من الأنقاض المتناثرة في غزة، تحتوي على رفات بشرية وقنابل غير منفجرة، ما يجعل عملية التطهير أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

ويقول فيليب بوفرات، المدير التنفيذي السابق لشركة المعدات البريطانية "جي سي بي": "الخطوة الأولى هي تأمين المواقع. بعدها نبدأ بفرز الأنقاض وسحقها لإعادة استخدامها كأساسات للبناء، لكننا سنحتاج إلى ميناء عميق لجلب آلاف الحاويات من مواد البناء". تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن إزالة الأنقاض وحدها قد تستغرق أكثر من عامين، وتشكل العائق الأول أمام أي عملية إعادة إعمار شاملة.

بحسب اليونيسف، فإن أكثر من 70 في المائة من مرافق المياه والصرف الصحي في غزة — والبالغ عددها نحو 600 مرفق — قد تضررت أو دُمرت منذ أكتوبر 2023. ويحذر الأطباء من انتشار الإسهال والكوليرا بسبب تراكم مياه الصرف الصحي، في ظل انهيار شبكات المعالجة، وتدمير محطة الشيخ عجلين المركزية ومرافق تحلية المياه.

ويقول ماهر نجار، نائب مدير مصلحة مياه بلديات الساحل: "كل مرافقنا متضررة. نحتاج في البداية إلى 50 مليون دولار لإعادة 20 في المائة فقط من الخدمات الأساسية." ويضيف: "الخسائر الإجمالية تُقدَّر بأكثر من مليار دولار."

وتُقدّر الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) تدمير أو تضرر أكثر من 283 ألف منزل وشقة في أنحاء غزة — أي نحو نصف إجمالي الوحدات السكنية في القطاع.

وتقول الباحثة شيلي كولبيرتسون من مؤسسة "راند" البحثية في واشنطن: "إعادة بناء المساكن في غزة قد تستغرق عقودًا... إذا سارت العملية كما حدث بعد حرب 2014 و2021، فسنحتاج إلى 80 عامًا لإعادة البناء. لكن مع التخطيط الجيد، يمكن اختصار الزمن."

بلدية غزة من جانبها أعلنت أن 90 في المائة من شبكة الطرق دُمرت بالكامل، ما يجعل إعادة الإعمار شبه مستحيلة دون إعادة تأهيل البنية التحتية أولاً.

وتقديرات البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تُظهر أن أكثر من 80 في المائة من أصول توليد وتوزيع الكهرباء في غزة قد دُمرت أو تعطلت منذ بداية الحرب، بخسائر تجاوزت 494 مليون دولار.

شركة توزيع كهرباء غزة (GEDCO) أعلنت أن 70 في المائة من منشآتها دُمر بالكامل، بينما تعطلت محطة الكهرباء الوحيدة بسبب نفاد الوقود. وباتت المستشفيات والمدارس تعتمد على مولدات ديزل محدودة وألواح شمسية متضررة جزئيًا.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية تدمير أكثر من 97 في المائة من محاصيل الأشجار و82 في المائة من المحاصيل السنوية في قطاع غزة. وتشير تحليلات خبراء من جامعة ولاية كينت إلى أن الأراضي الزراعية تعرضت للتجريف الشامل ونشاط المركبات العسكرية الثقيلة، ما أدى إلى انعدام الأمن الغذائي وإعلان المجاعة في بعض المناطق خلال سبتمبر الماضي.

ويقول بوفرات: "تطهير الأرض من القنابل والألغام أولوية عاجلة... إذا تمكن المزارعون من العودة للزراعة، سيتمكنون من إطعام أنفسهم واستعادة دورة الحياة."

ونحو نصف سكان غزة دون سن 18 عامًا، ومع ذلك فإن أكثر من 91 في المائة من المدارس التابعة للأونروا تحتاج إلى إعادة بناء كاملة. وخلال الحرب، تحولت مئات المدارس إلى ملاجئ للنازحين قبل أن تُستهدف بالقصف، مثل جامعة الأزهر وجامعة الإسراء اللتين دُمرتا بالكامل.

تقول الأونروا إن "إعادة التعليم للأطفال هي الأساس لعودة الحياة الطبيعية"، لكنها تواجه نقصًا حادًا في التمويل والبنية التحتية، ما يجعل آلاف الأطفال خارج الفصول الدراسية للعام الثاني على التوالي.

ويرى محللون أن عملية إعادة الإعمار في غزة لن تواجه فقط تحديات مالية وتقنية، بل سياسية بالدرجة الأولى، نظرًا لغياب سلطة مركزية قادرة على إدارة العملية، والخلافات بين الفصائل، والقيود المفروضة على إدخال مواد البناء.

ويُجمع الخبراء على أن أي خطة لإعادة إعمار غزة تحتاج إلى آلية دولية مستقلة تشرف عليها الأمم المتحدة، وتضمن الشفافية وتدفق المساعدات بعيدًا عن الصراعات السياسية.


مقالات مشابهة

  • مخاوف متزايدة من الذخائر غير المنفجرة في غزة بعد توقف القتال
  • مسؤول أممي يحذر من مخاطر الذخائر غير المنفجرة بغزة
  • الأمم المتحدة تحذّرمن مخاطر الذخائر غير المنفجرة في غزة بعد وقف إطلاق النار
  • بالفيديو.. تحذيرات من أطنان من الذخائر غير المنفجرة تهدد قطاع غزة
  • تحذيرات من مخاطر الذخائر غير المنفجرة بغزة بعد وقف إطلاق النار
  • الأمم المتحدة: مخاطر الذخائر غير المنفجرة بغزة تزداد وإزالتها تحتاج وقتا طويلا
  • إعادة إعمار غزة.. مهمة شاقة بتكلفة تتجاوز 70 مليار دولار
  • تحذيرات من الذخائر غير المنفجرة في غزة
  • تحذيرات دوليّة من خطر الذخائر غير المنفجرة في قطاع غزّة