العزري لـ"الرؤية": عُمان تتوسع في الزراعة الذكية.. وارتفاع نسب الاكتفاء الذاتي من الغذاء يعكس نجاح الخطط الحكومية
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
◄ 37 مليون ريال عُماني استثمارات 27 مشروعًا ب ختام مختبر الأمن الغذائي
◄ تطوير متواصل لتحسين منظومة التسويق المحلي ورفع كفاءة سلاسل الإمداد
◄ توظيف إنترنت الأشياء و"المسيرات" والاستشعار لتوسيع الزراعة الذكية
◄ النجد تُنتج 7 آلاف طن من القمح.. والإجمالي 10 آلاف على مستوى السلطنة
الرؤية- ريم الحامدية
قال مسعود العزري، مدير عام التسويق الزراعي والسمكي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن القطاع الزراعي في سلطنة عُمان يشهد نموًّا ملحوظًا ويقترب بخطوات عملية من تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" في جانب الأمن الغذائي.
وتتزامن تصريحات العزري مع إعلان مختبر الأمن الغذائي 2025، تنفيذ 31 مبادرة تمكينية و27 مشروعًا استثماريًّا بقيمة 37.2 مليون ريال عُماني، إلى جانب إتاحة 62 فرصة استثمارية واعدة، توزعت على عددٍ من القطاعات الحيوية. وأوضحت أعمال المختبر أن القطاع النباتي استحوذ على 21 مشروعًا بلغت قيمتها 5.6 مليون ريال عُماني، بينما سجل القطاع الحيواني مشروعًا واحدًا بقيمة 270 ألف ريال عُماني، كما تم اعتماد 4 مشاريع في قطاع الثروة السمكية بقيمة بلغت 31.3 مليون ريال عُماني، ومشروع واحد في قطاع موارد المياه بقيمة 50 ألف ريال عُماني.
وأوضح العزري أن بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أظهرت أن نسبة الاكتفاء الذاتي الغذائي الإجمالية للسلطنة بلغت 65.8% لعام 2024، مشيرًا إلى أن هذه القفزة تعكس أثر الاستثمارات والبرامج الحكومية خلال الخطة الخمسية العاشرة. وأكد العزري أن رؤية عُمان 2040 تهدف إلى رفع نسب الاكتفاء الذاتي للسلع الاستراتيجية وزيادة الرقعة المزروعة، إضافة إلى إدخال تقنيات الزراعة الحديثة لتعزيز الإنتاجية. وأشار مدير عام التسويق الزراعي والسمكي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى أحدث أرقام الاكتفاء الذاتي لعام 2024، موضحًا أن إنتاج الأسماك بلغ 146% من الاستهلاك، والحليب 96%، والخضروات 79%، والدواجن نحو 62%، والبيض 95%، واللحوم الحمراء 45%، والفواكه 24%. واعتبر أن هذه النسب تعكس نموًا تصاعديًا للإنتاج المحلي، مع ضرورة التركيز على القطاعات التي لا تزال تمثل تحديًا.
وتطرق العزري إلى جهود الوزارة في مواجهة تغيّر المناخ وتذبذب الأمطار، موضحًا أن الوزارة تعمل مع شركاء دوليين على برامج التكيّف وإدارة المياه، مثل الريّ الذكي، وحساسات رطوبة التربة، والطاقة الشمسية للبيوت المحمية، إلى جانب استخدام الطائرات المسيّرة في المكافحة والرَّشّ والتلقيح ورصد الآفات، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتكيّف والتخفيف من تغيّر المناخ.
وأكد أن الوزارة تسعى لتحسين التسويق المحلي وكفاءة سلاسل الإمداد، من خلال تطوير منظومة التسويق والأسواق المركزية، وتحسين البنية الخدمية للفرز والتعبئة والرقابة، وإطلاق مراكز تجميع وفرز وتعبئة وتخزين على مستوى المحافظات، مثل مجمع النجد، بهدف تقليل الهدر ورفع العائد للمزارعين وضمان وصول المنتج للمستهلك بقيمة وجودة، مع تطوير الأطر التنظيمية لمنظومة التسويق.
وأضاف العزري أن الوزارة توسّع استخدام الزراعة الذكية، عبر الاستشعار وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات، والزراعة المائية، والطائرات المسيّرة، مع دمج التكنولوجيا بالخدمة الإرشادية والتطبيقات المحمولة لإدارة المزرعة ورفع الإنتاجية وتقليل التكلفة.
وأشار العزري إلى دور المديريات البحثية في القطاعين الزراعي والسمكي التابعة للوزارة، مؤكّدًا أن هذه المديريات تنفّذ برامج في إدارة المياه والتربة، والمكافحة الحيوية، وتحسين الأصناف، واستخدام المياه المعالجة والملوحة، والاحياء المائية والاستزراع، مع برامج نقل التقانة والتدريب الحقلي للمزارعين لضمان نقل المعرفة والتطبيق العملي من المختبر إلى الحقل. وتطرق العزري للحديث عن الاستثمار، وقال إنَّ الحكومة تُعزِّز دور المستثمرين عبر ذراع منظومة الأمن الغذائي "عُمان لاستثمارات الغذاء" التابعة لجهاز الاستثمار العُماني، ومختبرات الأمن الغذائي التي أطلقت عشرات المشاريع والمبادرات التمكينية، إضافة إلى تطوير منطقة النجد الزراعية بشراكات دولية، من بينها تعاون فني حديث مع "جايكا"، لتكون محركًا لإنتاج السلع الاستراتيجية، موضحًا أن هذه التكتلات توفر بنية أساسية وتمويلًا وتمكينًا لوجستيًا وتشريعيًا للمستثمرين. وأبرز العزري خطة المحاصيل الاستراتيجية، مشيرًا إلى التوسع في إنتاج القمح في النجد لتصل المساحات إلى نحو 6400 فدان، وإنتاج نحو 7 آلاف طن لموسم 2024/2025، فيما بلغ إجمالي إنتاج القمح على مستوى السلطنة أكثر من 10 آلاف طن، مع التركيز القادم على رفع الإنتاجية للفدان وتعزيز الحيازة المنظمة والميكنة. وأوضح أن إعادة تموضع زراعة الرودس تهدف إلى تحسين أمن الأعلاف محليًا مع كفاءة مائية أعلى، بينما مشاريع توسعة الخضروات، مثل البصل، تهدف إلى تقليص فجوة الاستيراد الموسمية ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي.
وأكد مدير عام التسويق الزراعي والسمكي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أن القطاع الزراعي والثروة السمكية يحقق نموًا قويًا في الناتج المحلي ويفتح فرص عمل مباشرة وغير مباشرة عبر سلاسل القيمة والتصنيع الغذائي والخدمات اللوجستية، مشيرًا إلى أن مبادرات مختبر الأمن الغذائي والمشاريع الاستثمارية ستسهم في توليد عدد كبير من الوظائف، إلى جانب برامج تدريب ونقل التقانة الموجهة للشباب.
وذكر العزري أن الوصول إلى اكتفاء عالٍ في كل السلع الأساسية قد يتأثر بموارد المياه والجدوى الاقتصادية، إلّا أن الهدف يبقى تعزيز الاكتفاء في السلع الاستراتيجية وتقليل الفجوات الموسمية عبر الإنتاج الذكي والتخزين والتسويق الحديث، ما يضع السلطنة على مسار ثابت نحو تحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الهرم الغذائي السليم.. أفضل طرق الغذاء الصحي (شاهد)
أكد الدكتور بهاء الدين ناجي، استشاري التغذية العلاجية، أن التغذية غير السليمة أصبحت من أبرز أسباب انتشار الأمراض وضعف المناعة حول العالم، مشيرًا إلى أن التجربة التي عاشها العالم خلال جائحة كوفيد كانت خير دليل على تأثير المناعة الضعيفة في حياة الإنسان.
وأضاف بهاء الدين ناجي، خلال مداخلة هاتفية مع عبيدة أمير وحياة مقطوف ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، أن المشكلة ليست في كمية الطعام بل في نوعيته، مشيرًا إلى أن انتشار الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة والدهون المشبعة والنشويات المكررة أدى إلى اضطراب النظام الغذائي العالمي، داعيًا إلى ضرورة رفع الوعي الغذائي وتصحيح العادات اليومية.
مفهوم الغذاء المستداموقال استشاري التغذية إن مفهوم “الغذاء المستدام” يعني تناول الأطعمة بطريقة تضمن صحة الإنسان واستدامة الموارد الطبيعية في الوقت نفسه، موضحًا أن الهرم الغذائي السليم يعتمد على ما يأتي...
40% من السعرات من الحبوب الكاملة مثل الأرز غير المقشور والبطاطا والبطاطس.
30% من الخضروات والبقوليات، التي تساعد في خفض الكوليسترول وتحسين الهضم.
25% من البروتينات الحيوانية ومنتجات الألبان، مع الاتجاه نحو الأسماك بدل اللحوم لتقليل مخاطر الكوليسترول.
5% فقط من الدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت الكتان، لامتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون.