نتائج غير متوقعة.. الملايين فقدوا حاسة الشم بعد عام 2020
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
ما زالت آثار جائحة كوفيد-19 واضحة حول العالم، إلا أن بعضها أكثر تأثيرًا من غيره، حيث أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن نسبة كبيرة من الأشخاص قد فقدوا حاسة الشم بعد الإصابة بالفيروس، في كثير من الحالات دون أن يدركوا ذلك.
من المعروف أن كوفيد-19 يمكن أن يسبب فقدان حاسة الشم أو ضعفها جزئيا، وهو أمر شائع أيضا مع العديد من الالتهابات الفيروسية الأخرى التي تتداخل مع خلايا ومستقبلات الأنف، غالبا ما تعود حاسة الشم بعد التعافي، لكنها لا تعود دائما.
وأجرى الباحثون في الدراسة، اختبارات حاسة الشم على 2956 شخصا سبق لهم الإصابة بكوفيد-19، و569 شخصا لم يصابوا بالفيروس، بعد مرور متوسط 671 يوما منذ خضوع المشاركين لأول اختبار كوفيد-19.
وأظهرت النتائج أن 1393 شخصا من المصابين بالفيروس أبلغوا عن مشاكل في حاسة الشم، وقد أكدت الاختبارات ذلك لدى حوالي 80% منهم. أما الـ 1563 شخصًا الآخرين الذين لم يلاحظوا أي خلل، فقد بينت الاختبارات أن 66% منهم يعانون فعليا من ضعف أو فقدان حاسة الشم بعد الإصابة.
وقالت طبيبة الباطنة العامة ليورا هورويتز، من كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك: "تؤكد نتائجنا أن الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بكوفيد-19 قد يكونون أكثر عرضة لضعف حاسة الشم، وهي مشكلة غالبًا ما يجهلها عامة الناس"
حتى بين الأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس، أظهرت الاختبارات ضعفا في حاسة الشم لدى 60% منهم، وهي نسبة مرتفعة بشكل غير متوقع، ربما نتيجة إصابتهم بالفيروس دون أن يعرفوا ذلك.
ويشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة، إذا كانت مماثلة في جميع أنحاء العالم، قد تعني أن ملايين الأشخاص يعانون من ضعف حاسة الشم دون وعي منهم.
وأضاف الباحثون في ورقتهم المنشورة: "تدعم نتائجنا الدراسات السابقة التي أظهرت أن فيروس كورونا مرتبط بضعف مستمر في حاسة الشم، وأن المرضى غالبًا ما يقللون من تقديرهم لفقدان هذه الحاسة".
أما سبب عدم إدراك الكثيرين لفقدان حاسة الشم، فغير واضح، لكن بعض الباحثين يشيرون إلى احتمال وجود تلف في الدماغ يقلل من إدراك الحواس. كما أن هناك علاقة وثيقة بين حاسة الشم والوظائف الإدراكية، وهو ما قد يربط فقدان الشم بأمراض مثل الزهايمر، ويعرف أن كوفيد-19 قد يؤثر على كلاهما.
ولحاسة الشم دور أكبر من مجرد الاستمتاع بالطعام أو الروائح، فهي تساعدنا على اكتشاف المخاطر مثل تسرب الغاز أو الطعام الفاسد.
وبناءً على ذلك، يأمل الباحثون في بذل المزيد من الجهود لفهم التأثيرات طويلة المدى لفقدان حاسة الشم، وربما تطوير طرق لاستعادتها بعد العدوى.
وقالت هورويتز: "تشير نتائجنا إلى ضرورة دمج اختبار فقدان حاسة الشم ضمن الرعاية الصحية لما بعد كوفيد، إذ أن ضعف هذه الحاسة قد يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية، حتى وإن لم يلاحظ المرضى ذلك فورا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جائحة كوفيد 19 حاسة الشم فقدان حاسة الشم الفيروس جامعة نيويورك الطعام الفاسد فقدان حاسة الشم کوفید 19
إقرأ أيضاً:
علماء يكتشفون حاسة سادسة مخفية في جسم الإنسان
#سواليف
اكتشف #فريق من #العلماء_الأمريكيين ما وصفوه بـ”الحاسة السادسة المخفية” في #جسم_الإنسان، في اكتشاف قد يغيّر فهمنا لطبيعة الإحساس ووظائف الدماغ.
وأوضح الباحثون أن هذه #الحاسة_الجديدة، المعروفة علمياً باسم “الإدراك الداخلي” (Interoception)، تمكّن الدماغ من مراقبة وظائف الأعضاء الداخلية وضبطها بشكل مستمر للحفاظ على توازن الجسم وصحته.
وقال العلماء من معهد “سكريبس” للأبحاث في الولايات المتحدة إن هذه العملية المعقدة تتيح للجهاز العصبي استقبال الإشارات القادمة من الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين والمعدة والكلى، ليعرف الدماغ متى يجب التنفس، أو كيف يتعامل مع انخفاض ضغط الدم، أو حتى متى يواجه الجسم عدوى تستدعي تنشيط جهاز المناعة.
وحسب صحيفة “دايلي ميل” البريطانية، حصل الفريق البحثي مؤخراً على منحة قدرها 14.2 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH) لاستكشاف هذه الحاسة الغامضة، في خطوة تهدف إلى رسم “أول خريطة تشريحية كاملة” لمسارات الإشارات العصبية بين الأعضاء الداخلية والدماغ.
مقالات ذات صلةمن جانبه، أشار البروفيسور شين جين، الذي يقود جزءاً من المشروع، إلى أن “الإدراك الداخلي يشكل أساساً لكل جوانب الصحة تقريباً، ومع ذلك ما زال يمثل منطقة غير مكتشفة في علم الأعصاب”، مؤكداً أن الهدف من المشروع هو “فهم كيف يحافظ الدماغ على توازن الجسم، وكيف يختل هذا التوازن في حالات المرض، وكيف يمكن استعادته”.
ويعود أصل فكرة “الإدراك الداخلي” إلى أوائل القرن العشرين، حين طرحها عالم الأعصاب البريطاني تشارلز شيرينغتون، لكنها ظلت مهمّشة لعقود قبل أن تعود إلى دائرة الاهتمام العلمي في السنوات الأخيرة، مع اكتشاف ارتباطها الوثيق بعدد من الأمراض الجسدية والنفسية.
وبينما تعتمد الحواس الخمس التقليدية؛ البصر والشم والسمع والتذوق واللمس، على أعضاء خارجية متخصصة مثل العينين والأنف والجلد، تعمل الحاسة السادسة الجديدة داخل الجسم، من خلال شبكة معقدة من الأعصاب تمتد في الأنسجة والأعضاء الداخلية دون حدود واضحة، ما يجعل دراستها غاية في الصعوبة.
وتوضح دراسات حديثة أن اضطراب هذه الشبكة العصبية الداخلية يرتبط بعدة أمراض، من بينها الاضطرابات المناعية المزمنة، وآلام الأعصاب، وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن اضطرابات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل، حيث يؤثر خلل الإدراك الداخلي على اتخاذ القرار والشعور بالعواطف والقدرة على التفاعل الاجتماعي.
ويأمل العلماء أن يسهم المشروع الجديد في رسم “أطلس” شامل للجهاز الحسي الداخلي، ما قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف إعادة توازن الإشارات بين الدماغ والأعضاء الداخلية، ويمنح الأطباء فهماً أعمق، لكيفية ارتباط العقل بالجسد.
وقال الباحثون في بيانهم: “برسم خريطة هذا النظام الحسي الداخلي، سنضع الأساس لفهم الطريقة التي يحافظ بها الدماغ على توازن الجسم، وكيف يمكن أن يُعاد هذا التوازن في حالات المرض”.