#سواليف

قال المحلل السياسي الإسرائيلي بن كسبيت إن رواية بنيامين #نتنياهو عن طفولته مع “أوري صفنيا” تصلح لفهم سلوكه اليوم: طفلٌ يتعرّض للتنمّر لا يواجه بيده، بل يستدعي الأخ الأكبر “يوني” ليحلّ المشكلة، ثم يروي لاحقًا “أنا ويوني أنهينا القصة”.

في القياس على #حرب-غزة، يقول كسبيت، لم ينجح نتنياهو في إنهائها بقراره، وكان يعلم أن الحرب استُنفدت منذ زمن وأن كل يوم إضافي يكلّف دمًا ومالًا ومكانة دولية، لكنه خشي من انهيار ائتلافه تحت ضغط بن غفير وسموتريتش وقاعدته اليمينية.

من قطع العقدة الغزّية ليس “رئيس #حكومة_الاحتلال” بل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ وهكذا تحوّل شعار نتنياهو من “أنا ويوني” إلى “أنا وترامب حققنا الانتصار الكامل” فيما الحقيقة على الأرض أبعد ما تكون عن “نصرٍ حاسم”.

يكتب كسبيت أنّ حماس تسيطر ميدانيًا على مناطق يسكنها نحو 85% من أهالي القطاع، وأن آلاف المقاتلين انتشروا في المحافظات، ينفّذون إعدامات علنية ويستخدمون آليات هندسية ثقيلة، فيما سيطرت الحركة على عشرات المركبات وكميات كبيرة من السلاح والذخيرة التي موّلتها “إسرائيل” للعصابات كي تتحدى #حماس.

مقالات ذات صلة الأمن: موقوف بقضية شروع بالقتل مضرب عن الطعام ويرفض العلاج 2025/10/18

بدل “اليوم التالي” الذي طالبت به المؤسسة الأمنية والصحافة مرارًا — أي بناء بديلٍ إداري وأمني — فضّل نتنياهو إنكار ذكر “السلطة” حتى تلميحًا، وحلمت أوساطه بمشاهد خيالية من نوع “مشروع ريفييرا” وعودة مستوطنات “غوش قطيف” وحكم عسكري دائم. النتيجة — كما يسخر كسبيت — “كلام فارغ”: سلّحوا #العصابات على حساب دافع الضرائب ثم تركوها تُسحَق، تمامًا كخُطط سابقة فاشلة مثل “جيش لبنان الجنوبي” و”روابط القرى”.

ويضيف أن ممرّ فيلادلفيا ومعبر رفح سيخضعان عمليًا لقوات تابعة ومقرّبة من الرئيس محمود عباس؛ وأن “حكومة تكنوقراط” لإدارة غزة يجري تركيبها برعاية حسين الشيخ. فوق ذلك، وافق نتنياهو — بخلاف عقودٍ من الرفض الإسرائيلي لـ”تدويل الأمن” — على مسارٍ يُدخل رعاة حماس الإقليميين إلى إدارة المشهد: دور تركي مباشر، وتمويل قطري، ومظلّة دولية. أنصار نتنياهو يروّجون لفكرة أنه “إذا نكثت حماس بنود الاتفاق نعود للحرب فورًا”، لكن كسبيت يذكّر بأن هذا بالضبط ما كانت المعارضة المدنية تطالب به منذ عام: أولًا إنقاذ الأسرى/المختطفين، ثم العودة للضغط إذا خالفت حماس، بدل مطاردة وهم “الانتصار المطلق”.

يفنّد كسبيت ادعاء نتنياهو أنه “وحده” أصرّ على إعادة الأسرى وأن الجميع قالوا له إن ذلك مستحيل؛ فهدف إعادة الأسرى لم يكن ضمن “أهداف الحرب” التي صاغها نتنياهو يوم 7 أكتوبر، بل أُضيف يوم 16 أكتوبر بإصرار غادي آيزنكوت. أمّا سجِلّ إفشال صفقات جزئية فطويل، وغالبًا ما تباهى بن غفير، وأحيانًا سموتريتش، بأنهما مَن أوقفها. ومع ذلك أخبر نتنياهو الناجي من الأسر أفينطان أور مؤخرًا أنه كان “يرفض التقطيع إلى شرائح” ويريد صفقة واحدة شاملة — بينما سلوكه لعامين كان العكس. وعندما وافقت حماس أخيرًا على “جزئية”، انقلب نتنياهو ليطالب بـ”شاملة”، ثم قصف وفد قيادة حماس الذي ناقش المقترح في الدوحة، وهو ما دفع ترامب — بحسب كسبيت — لفقدان الصبر.

ويمتد نقد كسبيت إلى ما يسميه “الطائفة البيبيّة” داخل اليمين: عامان من شعارات “لا وقف إطلاق إلا بعد استسلام آخر مقاتل”، “لا قوّة دولية”، “نزع سلاح كامل” — ثم انقلابٌ كامل الخطاب بين ليلة وضحاها لتسويق “اتفاق تاريخي”. في المقابل يواصل نتنياهو، كما يرى الكاتب، حملة شيطنة ضد قيادات الأمن والجيش والسلطة القضائية، ويسعى لالتفافٍ على محاكمته حتى حدّ إدخال رئيسٍ أجنبي في نقاش “عفوٍ” محتمل، وهو سلوك يصفه كسبيت بأنه “حرب استنزاف ضد دولة إسرائيل نفسها” لتأمين خروجه القضائي والسياسي.

يرى كسبيت أن “الفضل” في عودة 20 أسيرًا أحياء لا يعود لنتنياهو ولا لائتلافه، بل لعائلات الأسرى والحراك الشعبي الواسع الذي حرّك البيت الأبيض ودوائر ترامب — رجال أعمالٍ نافذين ومستشارين سابقين — لفرض مسارٍ ينهي الحرب ويعيد الأسرى. هذه اللحظة الإنسانية المؤثرة لا تُلغي الحقائق: 42 أسيرًا قُتلوا أو ماتوا في الأسر، والدولة — بقيادة نتنياهو — قصّرت وأخفقت وتركت عائلات بألمٍ مفتوح. لذلك، كما يخلص، لا يملك نتنياهو حق المطالبة بـ”الشكر”، وهو الذي بنى سنواتٍ من “إدارة الأزمة” على تغذية حماس بالمال القطري وسياسات “الاحتواء”.

أخيرًا، يحذّر كسبيت من أن “ترامبيكو” — النسخة الترامبية لإعادة رسم خرائط الإقليم — يُدخل تركيا كلاعبٍ عسكري من الشمال إلى سوريا ومن الجنوب إلى غزة، ويمنح قطر مفاتيح التمويل، ويعيد “السلطة” إلى الواجهة، فيما تُوقَّع اتفاقات كبرى في شرم من دون حضور “إسرائيل” الفعلي كلاعبٍ مقرِّر. قد تكون الحرب انتهت كما أعلن ترامب، وقد تعود إذا تصادمت الأوهام الجديدة مع الواقع.

لكن المؤكد عند كسبيت أن من أعاد الأسرى هو الجمهور الإسرائيلي، وأن الطريق ما تزال طويلة لاستعادة الجثامين وإغلاق الجراح، وأن ما جرى يكشف مرةً أخرى: كلما تعرّى الفرق بين العرض الدعائي والواقع، يميل نتنياهو إلى إشعال النار للهروب من الحساب — وهذه المرة، يؤكد الكاتب، يجب أن تنتهي اللعبة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف نتنياهو حرب حكومة الاحتلال حماس العصابات

إقرأ أيضاً:

4 تحديات وعقبات تواجه الوصول إلى جثث الأسرى الإسرائيليين بغزة

يتصاعد السجال داخل إسرائيل بشأن وتيرة تسليم جثث الأسرى القتلى في قطاع غزة، وسط تحديات وعقبات تواجهها المقاومة الفلسطينية في الوصول إلى الجثث المتبقية.

وسلّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -حتى الآن- 10 من جثث القتلى الإسرائيليين لديها من بين 28 جثة تنفيذا لبنود اتفاق وقف الحرب.

وتبرز 4 نقاط رئيسية تواجه عملية تحديد أماكن وجود جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة والوصول إليها وهي:

عدد من الجثث والرفات توجد في مناطق تعرضت لقصف عنيف، وقد تكون مدفونة تحت كميات هائلة من الركام، ويتطلب الوصول إليها وجود معدات ثقيلة وتقنيات متطورة لإجراء المسح الحراري والغازي التي يمكن من خلاله رصد عمليات تحلل الأنسجة. قد تكون بعض الجثث موجودة في مناطق لا تزال تحت سيطرة جيش الاحتلال، والتي تزيد حاليا على نصف مساحة القطاع، ولا يمكن لأي جهة فلسطينية أن تعمل فيها بحرية. قد تتعلق باغتيال أفراد عدد من الخلايا التابعة للمقاومة، والتي كانت مكلفة بتأمين ومتابعة الأسرى الإسرائيليين وهم فقط من كانوا يعرفون بدقة إحداثيات المواقع التي قد توجد بها جثثهم. بعض الأسرى الإسرائيليين كانوا لحظة مقتلهم في حوزة فصائل فلسطينية أخرى غير كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- ولا يتوفر للحركة أي معلومات عنهم.

وكذلك، لا تمتلك الجهات الفلسطينية المختصة أي إمكانيات أو معدات لإجراء فحوص جينية، في إشارة إلى تقنية مطابقة الحمض النووي للتعرف على هوية الجثة من بقايا الأنسجة أو العظام.

كما يتطلب إجراء عمليات الفحص الجيني وجود مختبرات فحص متخصصة مزودة بتقنية "تفاعل البوليميراز المتسلسل" (بي سي آر)، التي تُستخدم لمضاعفة الحمض النووي من بقايا الأنسجة المتحللة، لاستخراج البصمة الوراثية منها.

يشار إلى أن صحيفة نيويورك بوست نقلت عن المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف قوله إنه واثق من إعادة جميع رفات الأسرى القتلى من قطاع غزة.

إعلان

بدورها، أكدت حركة حماس -في بيان- أن إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق وقتا، لأن بعضها دُفنت في أنفاق دمرها الاحتلال وأخرى تحت الأنقاض. وحملت حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية أي تأخير لأنها تمنع توفير الإمكانات اللازمة لذلك.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: انتهاء الحرب سيكون بعد المرحلة الثانية ونزع سلاح حماس
  • إعلام إسرائيلي: اتفاق وقف حرب غزة بات واقعا وهامش مناورتنا بيد ترامب
  • 4 تحديات وعقبات تواجه الوصول إلى جثث الأسرى الإسرائيليين بغزة
  • محلل سياسي: موافقة حماس المفاجئة على خطة السلام أربكت إسرائيل وأجبرتها على التراجع
  • نتنياهو: سنعمل على تحقيق كل أهداف الحرب ونعيد جثامين جميع المختطفين
  • ترامب: حماس تقود عملية تطهير غزة من العصابات.. مصر: الحرب في غزة انتهت
  • ترامب يؤكد بحث حماس عن جثث الأسرى وتلويح إسرائيلي باستئناف القتال
  • محلل سياسي من غزة لحديث القاهرة: شبح الحرب الأهلية يخيف الشارع
  • ترامب ملوّحا باستئناف الحرب.. إسرائيل تنتظر كلمة مني