ملايين المحتجين: لا احترام للقانون.. كل شيء أصبح صفقات ومصالح
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
نيويورك"أ ف ب": عبّر متظاهرون في نيويورك اليوم عن قلقهم مما وصفوه بالنزعة السلطوية للرئيس الأمريكي، خلال مسيرات شارك فيها عشرات الآلاف في مانهاتن على غرار مدن أميركية أخرى، في أكبر موجة احتجاجية تشهدها البلاد منذ عودة دونالد ترامب إلى الحكم مطلع العام.
ويعرب دانيال وود عن قلقه، على غرار عشرات الآلاف من سكان نيويورك، قائلا "أخشى أنه (ترامب) لم يعد يرغب في مغادرة السلطة".
وشارك هذا المتقاعد في المسيرة التي جابت مانهاتن، حيث تظاهر أكثر من مئة ألف شخص "بشكل سلمي"، بحسب الشرطة المحلية، مبديا استياءه من أنصار الرئيس الذين يتهمونه هو وسائر المتظاهرين بالترويج لـ"كراهية أمريكا".
يقول وود إن "الأمر عكس ذلك تماما! نحن ندافع عن المبادئ التأسيسية لأمريكا، التي قامت على رفض فكرة الملك، وعلى الديموقراطية وحرية الفكر والتعبير".
وفي خضم بحر من الأعلام الأمريكية واللافتات الساخرة من الرئيس (المصوَّر كملك أو مهرج أو سجين)، أيّدته زوجته باربرا.
تقول الزوجة "كنت محامية طوال حياتي، والعيش في فترة كهذه يكاد يكون نقيضا تاما لكل ما قمت به دائما: لا احترام للقانون، كل شيء أصبح مسألة مال وصفقات ومصالح..".
وتجمع المتظاهرون في ساحة تايمز سكوير الشهيرة تحت شعار "لا ملوك"، بدعوة من تحالف يضم عدة جمعيات، قبل أن يتجهوا عبر الجادة السابعة نحو جنوب الجزيرة في مسيرة صاخبة وحيوية.
ووفق المنظّمين، خرج نحو سبعة ملايين أميركي في أكثر من 2700 تظاهرة تحت شعار "لا ملوك"، وهو التحالف الذي نظّم في يونيو الماضي تحركا مماثلا قال إنه جمع خمسة ملايين متظاهر.
ورغم صعوبة التحقق من الأرقام، بدا واضحا أن الغضب الشعبي يتسع، وأن مشهد الشوارع الأميركية لم يعد كما كان قبل أشهر قليلة.
واختارت ديبورا ميلر، وهي في الثلاثينات، ارتداء زيّ سمكة قرش. تقول إن "هذه الحكومة مثيرة للسخرية، لذا قررت أن أبدو مثيرة للسخرية اليوم".
كما رفضت أن تُصوَّر على أنها "يسارية" أو من "أنتيفا" (التيار المناهض للفاشية)، وهما من الأوصاف التي يطلقها أحيانا معسكر "ماغا" (في إشارة إلى شعار ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجددا") على المعارضة.
وأضافت "أتمنى أن تستعيد أمريكا عظمتها الحقيقية، أي أن تعود أرضا ترحّب بكل من يؤمن بأحلامه ويريد بناء حياة طبيعية. ذلك هو جوهر هذا البلد!".
وفي مكان قريب، تابعت امرأتان من أصول إفريقية، هما إيريكا وكارول قدمتا من الغرب الأوسط للسياحة في نيويورك، مرور المسيرة.
تقول إحداهما "جئنا صدفة، لكننا نتفق مع الرسالة"، وتضيف الأخرى أن "دونالد ترامب يفاقم الانقسامات في بلدنا، خصوصا بين المجموعات المختلفة. يجب أن يتوقف ذلك". وكلاهما فضلتا عدم ذكر اسميهما الكاملين.
وركّزت الشعارات والخطابات خلال التظاهرة انتقاداتها أيضا على شرطة الهجرة الأميركية.
ويقول كريستيانو (24 عاما)، وهو من عائلة مهاجرة، "باعتباري أتحدر من أسرة من المهاجرين، يثير غضبي أن أرى أشخاصا يُعتقلون في الشوارع على أيدي شرطة مقنّعة"، رافضا بدوره الكشف عن اسمه الكامل.
ورغم تنوع أعمار المشاركين في المسيرة، فإن كبار السن شكّلوا الغالبية، مع قلة من الشباب مثل إيمانويل (16 عاما) الذي جاء من بروكلين مع والدته وثلاثة من أصدقائه.
ويقول عن ترامب "لا أستطيع دعم رجل يفتقر إلى التعاطف مع الناس، ومع كل من لا يشبهه".
ويضيف "لدي أصدقاء كثر يفكرون مثلي، لكنهم لا يشاركون في التظاهرات كثيرا. ربما تكون هذه اللامبالاة واحدة من أكبر مشاكلنا اليوم".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
15 مليار دولار.. ترامب يعيد رفع دعوى تشهير ضد نيويورك تايمز
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، تقديم شكوى معدلة ضد صحيفة "نيويورك تايمز" ودار النشر "بينغوين راندوم هاوس" وعدد من الصحفيين، مطالبًا بتعويضات مالية تصل إلى 15 مليار دولار، وذلك بعد أن رفض قاضٍ فيدرالي الدعوى الأصلية الشهر الماضي لعدم استيفائها الشروط القانونية.
وتقدم ترامب بشكواه المعدلة إلى المحكمة الفيدرالية في ولاية فلوريدا، متهمًا الصحيفة وكتابها بنشر مزاعم "كاذبة ومضللة" حول ثروته وتاريخه المالي ومسيرته الإعلامية، خصوصًا في ما يتعلق بفترة مشاركته في برنامج “ذا أبرنتس”.
وكان القاضي الفيدرالي ستيفن ميريداي قد أسقط الدعوى الأولى في 19 سبتمبر الماضي، معتبرًا أن الشكوى الأصلية، التي بلغت 85 صفحة، خالفت القواعد الإجرائية، لافتًا إلى أنها "مليئة بالتفاصيل المكررة والمبالغة في الإطراء على ترامب" وغير متوافقة مع القاعدة 8 (a) من قانون الإجراءات المدنية الفيدرالي، التي تشترط تقديم بيان مختصر وواضح يظهر أحقية المدعي بالتعويض.
وأوضح القاضي في قراره أن "الشكوى تضمنت مزاعم مفرطة وتكرارًا مطولًا لأدلة محتملة وحجج سياسية لا مكان لها في هذا النوع من الدعاوى"، مشيرًا إلى أنه سمح لترامب بإعادة تقديم الدعوى خلال 28 يومًا من تاريخ القرار.
النسخة المعدلة من الدعوى، المؤلفة من 40 صفحة، لا تزال تتضمن طلبًا بتعويضات مالية قدرها 15 مليار دولار كتعويضات تعويضية، بالإضافة إلى تعويضات عقابية يحدد مقدارها لاحقًا في المحكمة.
وتركز الدعوى على سلسلة مقالات وتقارير نشرتها "نيويورك تايمز" حول الوضع المالي لترامب، فضلاً عن كتاب "الخاسر المحظوظ: كيف بدد دونالد ترامب ثروة والده وصنع وهم النجاح" من تأليف الصحفيين سوزان كريغ وروس بوينتر.
وتتهم الشكوى الصحيفة والكتاب بتقديم معلومات "زائفة ومهينة" تصف ثروة ترامب بأنها نتاج "احتيال ضريبي" تورط فيه والده فريد ترامب، وأن ثروتهما العائلية تأسست عبر "التحايل على البرامج الفيدرالية لدعم قدامى المحاربين بعد الحرب العالمية الثانية".
وبحسب نص الشكوى الجديدة، فإن ترامب يرى أن هذه الاتهامات "ألحقت أضرارًا جسيمة بسمعته التجارية والشخصية، وتضمنت تشويهًا متعمدًا لحقيقة تاريخه الاقتصادي"، مؤكدًا أن هدفها كان "الإضرار بمكانته السياسية والإعلامية".